المحار البري مهدد بالانقراض نتيجة الصيد الجائر

أحمد أشكناني

أظهرت دراسة علمية حديثة أن المحار البري مهدد بالانقراض في عدد من الأماكن حول العالم، حيث فقدت أكثر من 85% من شعابها المرجانية بسبب الصيد الجائر وتلوثها بالتسرب النفطي الناجم عن انفجار بئر تابع لشركة «بي بي» النفطية البريطانية العملاقة. فالرخويات ومنها المحار البري شهدت انخفاضاً حاداً بحيث أن 75% من مجمل عددها موجود حالياً في خمسة مواقع فقط في أمريكا الشمالية، كما يوجد القليل منها في أماكن مثل ساحل اسكس البريطاني وبحر وادن قبالة خليج هولندا. إن 1% فقط من الشعاب لا تزال موجودة حالياً في العالم، حيث أن هناك ضرورة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية ما تبقى من المحار البري وإلا فإنها ستختفي في غضون جيل واحد. وتكمن أهمية المحار البري والرخويات عموماً في كونها ضرورية وتلعب دوراً حيوياً في النظم البيئية، كما أنها تسهم في تصفية الشوائب من مياه البحر ودعم التجمعات السمكية ومنع تآكل السواحل فضلاً عن توفير الغذاء وفرص العمل لسكان المجتمعات الساحلية.

شملت الدراسة التي أجراها فريق دولي من الباحثين من منظمة الحفاظ على الطبيعة وجامعة كاليفورنيا حالة شعاب المحار الطبيعية في 40 بيئة بحرية مختلفة بما في ذلك 144 خليجاً مائياً. وأظهرت أن الحالة العامة لكل الأنواع المختلفة متدهورة وأن نسبة شعاب المحار هي في الواقع أقل من 10% من وفرتها الطبيعية السابقة في معظم الخلجان المائية وتضاءلت نسبتها في مناطق بيئات عيش المحار الطبيعية الأخرى بمعدل 63% . وفسر الباحثون هذا الأمر بقولهم إن المحار البري انقرض وظيفياً بمعنى أنه لم يعد يملك دوراً كبيراً في النظام البيئي بعد أن بقيت نسبة تقل عن 1% من أعدادها المتوفرة سابقا في عدد من الخلجان والمناطق الإيكولوجية. ويذكر أن كارثة التسرب النفطي الناتجة عن انفجار بئر في مياه خليج المكسيك العام الماضي قضت على نسبة كبيرة من المحار البري والرخويات وأدت إلى تدهور الحياة البحرية على امتداد آلاف الأميال البحرية.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 135