بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

التغير المناخي

التغير المناخي

يزحف باتجاه القارة الصفراء

التغير المناخي .. المعالجة بأنماط الحياة

عنود القبندي

باتت ظاهرة تغير المناخ تهدد العالم بأكمله وليس العالم العربي فقط والذي يعد المتعطش للمياه أكثر من أي أجزاء أخرى بالعالم والمهدد بخفض إنتاجه الزراعي. وذكر تقرير أعده صندوق الأمم المتحدة للسكان حول تغير المناخ في القاهرة الصـــــــادر في 18 نوفمبــــر 2009 بأن 15 % من السكان في العالم العربي لديهم منفذ محدود أو لا يوجد لديهم منفذ لمياه الشرب، حيث ذكر أن في الوقت الذي يذهب فيه 80 % من استهلاك المياه في العالم العربي للزراعة فإن شح المياه نتيجة تغير المناخ من المتوقع أن يخفض الإنتاج الغذائي بنسبة 50 % في المنطقة.

ودولة كمصر معروف أنها مكتظة بالسكان والذي يبلغ عددهم نحو 80 مليون نسمة في وادي النيل والدلتا المنخفضة قد تكون أحد أكثر دول العالم تضررا من تغير المناخ. ففي دراسة سابقة للأمم المتحدة ذكر فيها بأن حوالي ثمانية ملايين شخص قد يضطرون للنزوح بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر بمقدار متر واحد مما يتسبب في غرق الدلتا وهي منطقة رئيسية للإنتاج الزراعي، ومصر بالفعل هي أكبر دولة مستوردة للقمح في العالم.

كما ذكرت الوكالة الأوروبية للبيئة بأن معدل الاحترار العالمي بلغ 8 درجات مئوية، حيث سجلت القارة الأوروبية معدل 1.1 درجة بتفاوت بين الدول بينما وصل المعدل فوق المحيط المتجمد الشمالي إلى 6 درجات، كما أن ارتفاع معدلات الحرارة الممتد من غرينلاند إلى اليونان بشكل ملفت في جنوب القارة الأوروبية ووسطها وفي فنلندا باتت بارزة وظاهرة. فقد شكلت موجة الحر التي ضربت أوروبا صيف 2003 عينة عما ستكون عليه فصول الصيف المستقبلية، إذ أنهم يتوقعون أن تضرب موجة مماثلة القارة مرة على الأقل كل سنتين بحلول نهاية القرن. وقد نشرت الوكالة في ابريل الماضي أنه من المرجح أن تنقسم القارة الأوروبية إلى الجنوب المتوسطي الذي سيتعرض لجفاف وتصحر فيما يشهد القسم الشمالي منها متساقطات غزيرة غالبا ما تهدد بالفيضانات. وبالفعل لقد كان صيف 2008 خير مثال على مثل هذه التوقعات حيث شهدت اسبانيا موجات جفاف مطولة فيما غرقت بريطانيا في الفيضانات

مصدر قلق

سوف تشكل المياه مصدر قلق للجميع آنذاك، لاسيما وأن ست من تسع دول في الوقت الحاضر تعاني من شح الموارد المائية وهي اسبانيا وايطاليا وقبرص وبلجيكا وبلغاريا وبريطانيا. إن التغير المناخي سيعزز الضغط على الدول التي تواجه أصلا صعوبات وبما أن القارة تستهلك أكثر من حاجتها من المياه سيكون عليها وضع حد لهذا الاستهلاك ليس على الصعيد الزراعي فحسب بل في المنازل أيضا.

فعلى سبيل المثال تشهد جبال الألب التي تعتبر «خزان المياه في أوروبا» وتوفر لها 40 % من مياهها، احترارا بسرعة تقارب ضعف المعدل العالمي 1.48 درجة مئوية في القرن، وفي حال زيادة هذا المعدل درجتين أكثر سيقفل أكثر من ثلث محطات التزلج فيها. كما نسب تدفق مياه الأنهار ستتغير بشكل جذري حيث سيصبح سريعا جدا في الربيع، الأمر الذي سيعرض العديد من الدول للفيضانات مثل ألمانيا وهولندا فيما ستفتقر معظم الدول للماء في الصيف بينما ستكون فيينا في النمسا وبشكل خاص تواجه خطر شح المياه في المستقبل. إما في جنوب أوروبا يخصص 60 % من المياه للزراعة وفي حال عدم إمكانية توفير الكثير من الماء سيكون هناك انخفاض ملحوظ في نسب العائدات حيث أن هذه الدول سوف تكون مضطرة لوقف زراعة القمح حول المتوسط. إن ما يثير القلق هو ارتفاع مستوى المياه في المحيطات 1-7 أمتار لاسيما وان نصف سكان حوض المتوسط يعيشون في مناطق ساحلية.

لم يضع تقرير صندوق الأمم المتحدة للسكان سياسات محددة للمنطقة ولكنه قال إن السياسات يجب أن تركز على المرأة والطفل وكبار السن لأن هذه الفئات من المرجح أن تتحمل عبئاً أكبر للتكيف مع ندرة المياه وتغير المناخ إن أي نمو سكاني أقل من شأنه أن يساعد في بناء قدرة على التكيف الاجتماعي مع أثر تغير المناخ وسيساعد في الحد من انبعاثات الغازات الحابسة للحرارة في المستقبل.

النمو السكاني

تعتبر العلاقة بين النمو السكاني والتغير المناخي علاقة طردية، كما أن علاقتهما ببعض من المواضيع التي يحظر نقاشها في كثير من المحافل الدولية، ولكن مع زيادة آثار التغير المناخي التي بدت واضحة يراها ويحسها من يعيش على هذا الكوكب أصبحت مناقشة مثل هذه القضية شائع وعلى الرغم من حساسية الموضوع لقد تم طرح هذه القضية للمرة الأولى في تقرير صندوق الأمم المتحدة للسكان والذي صدر منتصف نوفمبر تحت عنوان «كبح النمو السكاني يحد من انبعاثات غازات الدفيئة في المستقبل».

المقصود هنا أنه من الممكن الحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون سنويا وذلك عن طريق الحد من نمو السكان أو تحويل نمط حياتنا الذي تعودنا عليه أي تحويل المباني إلى مباني عالية الفعالية في ادخار الطاقة بالإضافة إلى استبدال محطات توليد الكهرباء الفحمية جميعها بحقول التوربينات الهوائية. إن الحد من النمو السكاني له أثر بيئي يختلف باختلاف القارات، وفي أبحاث نشرت قامت بها كلية لندن للاقتصاد أن كل سبعة دولارات تنفق على التنظيم الأسري حتى عام 2050 ستسمح بادخار أكثر من طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويا في العالم، في الوقت الذي يكلف تحقيق النتيجة نفسها من خلال التكنولوجيات الصديقة للبيئة 32 مليار دولار.

حالة تراكمية

منذ ظهور الثورة الصناعية والتي انتشرت في انجلترا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وبعدها انتشرت إلى دول غرب أوروبا ومن ثم إلى جميع أنحاء العالم وفيها ازدهرت صناعة الغزل والنسيج وظهرت المصانع والأفران عالية الحرارة لصهر الحديد، وأصبحت الآلات بحاجة إلى مصادر جديدة للطاقة فاستخدم الفحم الحجري ثم البخار فالكهرباء في تشغيل المحركات والآلات وفي تسيير البواخر والقاطرات، والإنسان في طلب دائم للطاقة الأمر الذي تسبب في جعل التغير المناخي حالة تراكمية.

فمنذ الثورة الصناعية ارتبط النمو الاقتصادي باستهلاك الوقود الأحفوري وانبعاث كميات أكبر بدرجة غير مسبوقة من غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي الأمر الذي دفع العلماء إلى المطالبة بثورة تكنولوجية جديدة صديقة للبيئة، على العلم بأن بعد الدراسات الكثيرة المتنوعة لمعرفة السبب الرئيسي في التغير المناخي هو استخدام البشر للتكنولوجيا الجديدة المتطورة والأساسية في حياتنا والتي أصبحت أحد أجزائها وعلى سبيل المثال نذكر استخدامنا للسيارات والتي يكون وقودها ملئ بالرصاص وتكون عوادمها ملوثة للبيئة، أيضا هناك مولدات الطاقة الكهربائية ونواتجها التي تسبب الاحترار للغلاف الجوي ورفع درجة حرارة الهواء المحيط وغيرها الكثير فالجميع يبحث عن حلول لتقليل آثار هذه التكنولوجيا التي أصبحت نمط لحياتنا اليومية ولكن من غير خسائر مادية أو أضرار طبيعية.

مقارنات بين الطاقات

توجد صور عديد للطاقة من الممكن أن يقوم الإنسان باستغلالها، فقد برز استهلاك الطاقة كأحد أهم العوامل المسببة الاحتباس الحراري، فجميع أنواعها يمكن تحويلها من شكل لآخر بمساعدة أدوات أو تقنيات فهناك الطاقة المتجددة والغير متجددة ونستعرض منها الآتي:

طاقة الشمس

يتم تخزين الطاقة من ضوء الشمس، حيث يستخدم الضوء لتوليد الكهرباء بصورة مباشرة أو لتسخين سوائل لتحريك التوربينات، طاقة الشمس مورد متجدد بصورة دائمة، وهي أكثر الموارد الخالية من الكربون انتشارا. كما أنها طاقة صامتة ولا تؤثر على البيئة المحلية. ولكنها طاقة متقطعة، مثل الرياح والبحر. إن أنظمة توليد الكهرباء من أشعة الشمس تتسم بالتعقيد، بحيث أنه إذا استخدمت على نطاق واسع فإن المواد الكيميائية ستصبح نادرة. الولايات المتحدة تستثمر كثيرا في هذا المجال، بينما أوروبا تخطط لمشروع في أفريقيا. ولكن ما زالت التكلفة عالية «13-35» سنت لكل كيلو واط/ ساعة لكن من المتوقع أن تنخفض فالألواح الشمسية أسعارها بدأت تتراجع.

طاقة البحر

تستفيد من طاقة حركة المد والجزر أو التيارات أسفل سطح الماء أو الأمواج على الشاطئ والأمواج البعيدة، فهي تعتبر مورد كبير ومتجدد بصورة دائمة كما أنها طاقة منتظمة للغاية ويمكن الاستفادة منها سواء على نطاق صغير أو كبير. ولكن لا يوجد اتفاق بشأن ما هي أفضل الوسائل للحصول على الطاقة. إن المشروعات الكبيرة قد تؤثر على التدفق الطبيعي للمياه وكذلك على المد والجزر والنظم الإيكولوجية. من غير المتوقع أن يحدث الكثير في هذا الإطار قبل عام 2030. وبما أن هناك غموضا بشأن التكنولوجيا، فإن نطاق التكلفة واسع «15-30» سنت لكل كيلو واط/ساعة وهو ما يصل إلى ثلاثة أمثال الفحم.

طاقة الرياح

 تستخدم الرياح على الأرض أو في البحر لتحريك التوربينات. هناك تجارب كثيرة في هذا المجال. تعتبر الرياح مورد متجدد بصورة دائمة ويمكن توظيف طاقتها في نطاق من أحجام المشروعات. فالرياح مورد متقطع للطاقة، لا تتسم بالكفاءة في كل المناطق. مزارع الرياح تعوق إشارات الرادار وقد تسبب ضجيجا ويعتبر البعض أنها قبيحة. تمثل الرياح حاليا حوالي 1 % من الإمداد العالمي للطاقة. الطاقة المولدة على الأرض أرخص من مثيلتها في البحر. الارتفاع الكبير في تكلفة تخزين الطاقة يعتبر عاملا معوقا تكلفته منخفضة نسبيا «7-14» سنت لكل كيلو واط/ ساعة.

الفحم

هناك نطاق من الوسائل التكنولوجية لمعالجة الفحم قبل استخدامه وذلك من أجل تقليل الانبعاثات أو حرق الفحم بصورة أكثر كفاءة أو السيطرة على انبعاثات الكربون وتخزينها. الفحم هو الوقود الأحفوري الأكثر توافرا والذي يتم توزيعه على نطاق واسع. وهو يحافظ على الصناعة القائمة ويستفيد من البنية التحتية القائمة، يستهلك كمية أكبر من الفحم في إنتاج كل كيلو واط/ساعة وذلك مقارنة مع الطاقة المستخرجة من الفحم الطبيعي. وينتج بعض الملوثات مثل المعادن الثقيلة. يعتبر من الموارد الطبيعية المحدودة. وهناك تجارب على نطاق صغير قيد الإعداد. توجد حاجة لاستثمار ضخم يبلغ حجمه ثلاثة تريليونات دولار بحلول عام 2050. والتكلفة المتوقعة «5-13» سنت لكل كيلو واط/ساعة وهو ضعف السعر باستخدام الفحم العادي.

الحرارة الجوفية

تستخدم الصخور الساخنة بطبيعتها أو الفروق في درجات الحرارة أسفل سطح الأرض لتسخين الماء بصورة مباشرة أو تحريك التوربينات. تعتبر مصدرا متجددا للطاقة بصورة دائمة في بعض المواقع. لها كفاءة عالية في تدفئة المساحات المأهولة. توفر صلاحية طويلة الأجل للأجهزة. الحرارة أسفل الأرض تتواجد في بعض المناطق فقط. الطاقة عرضة لأن «تجف» لسنوات. قد تبعث غازات سامة في بعض المناطق. تشكل حاليا أقل من 1 % من الطاقة في العالم. الولايات المتحدة واستراليا تستثمران في وسائل تكنولوجية جديدة في هذا الإطار. التكلفة المتوقعة «5-11» سنتات لكل كيلوواط/ساعة.

وسائل النقل

تعد وسائل النقل من أكثر القطاعات إضرارا بالبيئة، حيث أنها في تزايد مستمر ولعل المتضرر الأساسي منها هو الهواء التي نتنفسه حيث تتسبب الغازات المنطلقة من عوادم السيارات بالكثير من الضرر فتحتل وسائل النقل 70 % من الغازات الملوثة الموجودة في الهواء، وهذه النسبة المرتفعة سببها التزايد الهائل في إنتاج واستعمال السيارات والآليات الذي بدأ بعد الحرب العالمية الثانية. وبالتالي فإن تزايد عدد السيارات يعني زيادة في كمية الغازات المنبعثة من عوادم هذه السيارات. وتحدد كمية الغازات الصادرة من قطاع النقل بحسب نوع الآليات وحجم المحركات ونوعية الوقود المستعملة.

أما أهم الملوثات الهوائية الصادرة من قطاع النقل فهي غاز أول أكسيد الكربون «CO» الناتج من عمليات الحرق غير الكاملة، وأكاسيد النيتروجين «NOx» والغازات الهيدروكربونية بالإضافة إلى مادة الرصاص الصادرة من احتراق بعض أنواع الوقود التي تحوي هذه المادة بتركيبها.

الطاقة الكهرومائية

تولد الكهرباء من خلال إقامة سدود أمام المياه ودفع التيارات عبر التوربينات. تعتبر الاستراتيجية المتجددة الأكثر انتشارا، تتمتع بمكانة راسخة كمورد للطاقة على نطاق كبير. كما يمكن استخدامها لتخزين الطاقة إذا أديرت في الاتجاه المعاكس. تؤثر السدود على الأنظمة الايكولوجية وتشكل تهديدا للصحة العامة إذا انفجرت. قد تبقي على مواد متحللة تسبب تلوثا. واحدة من أرخص أشكال الكهرباء. التطور يركز على إنتاج طاقة كهرومائية محدودة. وتبلغ تقديرات التكلفة «2 - 6» سنت لكل كيلوواط/ساعة.

الطاقة النووية

 تستخدم الطاقة المنبعثة من عملية مخططة لشطر الذرات، ينجم عنها حرارة يتم حشدها لتحريك التوربينات، تجربة تاريخية وتكنولوجيا تطورت بصورة هائلة في هذا المجال. بوسع الطاقة النووية توفير الحرارة والكهرباء. وتتيح إمدادات وافرة من الوقود. ينظر إليها على أنها تنطوي على مخاطرة. تلقى معارضة قوية من النشطاء في مجال البيئة. الوقود قد يشكل تهديدا أمنيا بتصنيع أسلحة. من المتوقع أن يتم التركيز عليها مجددا بعد بقائها في الظل لسنوات. بناء مفاعلات جديدة متأخر عن موعده. ثمة نزاع بشأن التكلفة. من أحد التقديرات للتكلفة «4 - 8» سنت لكل كيلوواط/ساعة.

الوقود الحيوي

من أنواع الوقود التي تصنع من مادة نباتية أو مخلفات عضوية. يستخدم الإيثانول الحيوي، المستخرج من المحاصيل الغنية بالسكر مثل الذرة، في مكان الوقود. يمكن أن يستخدم الوقود الحيوي في السيارات العادية. والجيل الثاني من الوقود سيستفيد من النفايات الحيوية كالبذور والقشور. ويتطلب كذلك بنية تحتية جديدة تماما. الوقود الحيوي، المستخرج من المحاصيل بعد زراعتها وحصادها، يحرق الكربون بدرجة قد تكون أكبر مما تخزنه. الأرض الزراعية التي تستخدم في زراعة المحاصيل المستخدمة في إنتاج الوقود الحيوي يمكن استخدامها لزراعة الغذاء. السعر مقارنة بالبنزين يكون رخيصا أحيانا، وهو ما يعتمد على سعر النفط. يجب الأخذ في الحسبان التأثير على أسعار الغذاء.

الكهرباء

 يمكن أن يعتمد النقل على الكهرباء المخزنة في البطاريات أو في أجهزة تخزين تنتمي للجيل المقبل ويطلق عليها المكثفات الفائقة. بسيطة من الناحية الميكانيكية، والمحركات الكهربائية الأحدث تتمتع بكفاءة عالية. يمكن استخدام شبكة الطاقة القائمة كقاعدة للبنية التحتية للشحن. هناك كثير من الأمور التي تعتمد على كمية الكهرباء المنتجة. باعتبار الكهرباء ناتجة من مورد غني بالكربون، ربما تزيد الانبعاثات الناجمة عن الكهرباء في مجملها على الانبعاثات الناجمة عن البنزين. التكلفة لكل ميل باستخدام الكهرباء أرخص بكثير من البنزين لكن تكلفة البطارية تجعل السيارات أغلى سعرا. تحتاج إلى بنية تحتية جديدة بالكامل.

البدائل

تتضمن البدائل حرق أو تسخين مخلفات البلدية. والتسخين ينتج عنه غاز قابل للاحتراق أو زيت قابل للاحتراق، فضلا عن المزيد من الحرارة. الميزة الأكبر للعديد من أنواع الوقود البديل هي أنها تستفيد من شيء ما كان مصيره ليصبح مقالب القمامة. هذه البدائل ربما ينتج عنها نواتج من المخلفات الكثيفة. تتباين الكمية التي يتم تقليلها من ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يعتمد على طريقة الاحتراق ونوع الوقود المستخدم. تكنولوجيا وقود المخلفات ما زال في مرحلة مبكرة من التطور، لكن الخبراء يقولون إن بوسعها منافسة أنواع أخرى من الوقود في غضون عشر سنوات.

حلول علمية

قام العلماء بالبحث عن أساليب تساهم في تعديل بيئة كوكب الأرض وذلك للوصول إلى الهدف النبيل والأساسي وهو السيطرة على الاحتباس الحراري وذلك عن طريق علم جديد يعرف باسم هندسة المناخ، والتي تتمثل أفكاره في القضاء على تغير المناخ بوسائل اصطناعية، إما من خلال شفط الكربون من الهواء أو تبريد الهواء بواسطة أحجبة تعكس أشعة الشمس.

إن فكرة الهندسة المناخية بحد ذاتها تخيف الناس. إن لم يكن العلم قادرا على التنبؤ بأحوال الطقس بشكل موثوق، كيف يمكنه أن يهندس المناخ العالمي بشكل موثوق؟ لقد شهد القرن العشرين لكثير من الجهود الأقل طموحا لإعادة هندسة الأرض، من خلال تحويل مجرى الأنهر مثلاً، التي أدت إلى نتائج كارثية.

إن الحجة الأكثر إقناعا لاعتماد الهندسة المناخية كخطة بديلة هي فشل الخطة الأساسية، التي تقضي بالحد من الانبعاثات. اتفاقية كيوتو تطالب بتخفيض الانبعاثات، بحلول عام 2012، بنسبة 5.2 % أقل من المعدلات التي كانت عليها في تسعينات القرن الماضي. من بين البلدان 40 التي وقعت على الاتفاقية عام 2001، ارتفعت انبعاثات الكربون في 21 بلدا منذ ذلك الحين. هذا يتضمن اليابان، التي استضافت المحادثات. مع أن بريطانيا وألمانيا وفرنسا تمكنت من تخفيض الانبعاثات، ليس أي منها على المسار الصحيح حاليا لتحقيق أهداف كيوتو. كما أن اتفاقية كيوتو لم تتضمن الصين أو الولايات المتحدة، اللتين تتصدران لائحة البلدان ذات أعلى معدلات انبعاثات الكربون.

الجميع يتأمل أن تتمكن مفاوضات كوبنهاغن من وضع حد أقصى لكمية الكربون في الغلاف الجوي فإن إن ارتفعت درجات الحرارة أكثر، يخشى علماء المناخ أن تؤدي التأثيرات إلى أضرار بيئية غير مقبولة، مما سيزيد من حدة الجفاف والفيضانات، ويعرض المناطق الساحلية لخطر ارتفاع مستوى مياه البحار، ويضر بالزراعة ويؤدي إلى فقدان التنوع البيئي. لا أحد يعرف بشكل مؤكد كم يجب أن تكون التخفيضات حادة في انبعاثات غازات الدفيئة، لكن أفضل تقدير هو أنه يجب تخفيضها بنسبة 80 % أقل من المستويات الحالية بحلول عام 2050. وهذا هدف صعب بالنسبة إلى أوروبا واليابان والولايات المتحدة. وهو غير وارد بالنسبة إلى الصين والهند اللتين تحاولان تخطي الفقر من خلال تحقيق النمو. إن ارتفاع بخمس درجات بحلول عام 2100 - وهي برهة وجيزة في تاريخ الأرض- سيكون كارثة للبشرية بشكل شبه محتم. لهذا السبب بدأ الكثير من العلماء يطالبون بإيلاء أهمية جدية للخطط الهندسية المناخية التي كانت قبل بضع سنوات تبدو غير واقعية وخطرة.

ثاني أكبر ملوث

تعتبر الولايات المتحدة ثاني اكبر ملوث في العالم بعد الصين حيث انها تنتج 23 طنا من الغازات المسببة لمفعول الدفيئة بالشخص الواحد. ويعتبر هذا الرقم رقما قياسيا حيث انه يوازي عشرة أضعاف انبعاثات الشخص الواحد في الدول الأقل خطورة.

إن عدد سكان الولايات المتحدة سيتراوح ما بين 400 و 450 مليون في العام 2050 مقابل 300 مليون في اليوم وبالتالي فإن تجنب أي حالة حمل غير مرغوب بها ستسمح للعالم بالتنفس بشكل أفضل!.

في الصين على سبيل المثال الدولة الأولى في العالم الملوث للبيئة سمحت سياسة تحديد النسل بتجنب 300 مليون ولادة إضافية لكنها ولدت من جهة أخرى طبقة وسطى استهلاكية من الدرجة الأولى ونمو اقتصادي منتج لغازات الدفيئة. في المقابل سيكون الحد من الولادات الحل في الدول الأكثر فقرا، التي ستكون مسئولة عن 99 % من النمو السكاني في العالم في السنوات الأربعين المقبلة. فالحد من الولادات في هذه الدول يعني الحد من الضغط على البيئة، والحد من الضغط على الموارد المائية، والحد من خطر الفيضانات ومن تبعات المحاصيل الهشة والكوارث الطبيعية.

قد يفكر البعض عندما باتت مشكلة التغير المناخي محسوسة بأن يقوم بتحويل نمط حياته الذي ساهم في الإضرار في كوكبنا الجميل ولكن هذا سيكون كأننا نعود إلى نقطة البداية، هل سنكون قادرين على فعل مثل هذا الشيء؟

التقاط الكربون

التقاط الكربون تكلفته عالية جدا كما أنه أقل قدرة على التصدي لارتفاع كبير في الحرارة. إن التكنولوجيا نفسها المستعملة لالتقاط الكربون في المصانع التي تعمل على الفحم يمكن تطبيقها على المناخ عموما. لكن مهمة شفط هذا الكم من الكربون ستكون صعبة بشكل يفوق التصور. كل سنة، يتم إطلاق نحو 30 مليار طن متري من ثاني أكسيد الكربون من القطاع الصناعي والسيارات في العالم. إن تم تحويله إلى سائل، سيتطلب ملء خزان تحت الأرض بحجم بحيرة حجمها 528 مترا مربعا أقل من أربع سنوات.

لايزال العلماء يعتقدون أن هناك ما يكفي من الصخور المسامية في عمق الأرض لاستيعاب كل ثاني أكسيد الكربون السائل الذي يمكننا ضخه، لكن إيصاله إلى هناك سيتطلب سنوات كثيرة ويكلف مليارات الدولارات. إن افترضنا أن كلفة إزالة الكربون ستنخفض في النهاية إلى 50 دولارا لكل طن )إنها تبلغ الآن 200 دولار لكل طن(، فإن كلفة إزالة الانبعاثات التي تم إطلاقها في العام الحالي فقط قد تصل إلى 150 مليار دولار.

تقدم العديد من العلماء ببعض الحلول التي تعمل على تقليل درجة الحرارة والتي تمثلت بالتالي:

- عكس المزيد من ضوء الشمس الساقط على الأرض، بمعنى تغيير انعكاسية الأرض أو مقدار الضوء المنعكس عن الكوكب وذلك عن طريق استخدام كمية كبيرة من عاكسات فضائية مرنة (1) تسبح في مدار حول كوكب الأرض.

- نفث عدة أنواع من «رذاذ السترتوسفير» في عدة أنواع من «رذاذ الستراتوسفير» في أعلى الغلاف الجوي (2) لعكس بعض الضوء في الفضاء.

- عاكسات مثبتة على الأرض (3)للقيام بالمثل.

كذلك تقدمت حلول واقتراحات لتقليل ثاني أكسيد الكربون وهي:

- تسميد المحيط، وذلك بتحفيز طحالب السطح التي ستغرض في نهاية الأمر إلى قاع المحيط على امتصاص الكربون.

- تعرض أسطح صخور الكربونات والسليكات في «أوضاع جوية محسنة» يوفر مكانا لاستيعاب الكربون.

- سحب ثاني أكسيد الكربون من الهواء باستخدام أشجار صناعية.

إن الكثير من الناس لا يحبذون فكرة حل مشاكلنا بواسطة التكنولوجيا وتغيير نمط حياتنا، إذا هل فكرت أنت بحل أو اخترت الطريقة المثلى للحد من الاحتباس الحراري الذي تسبب في التغير المناخي؟

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 121