بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

أشجار الحور

أشجار الحور

" الحور " أثارت حيرة العلماء

أشجار ذات جذوع بيضاء وأوراق ذهبية!

فرح ابراهيم

يفقد الغرب الأمريكي أشجاره ذات الألوان المميزة في فصل الخريف بسبب التغير المناخي لكن الخطر يمتد كثيرا إلى ما وراء اختفاء المناظر الخلابة.

والمثال الأبرز على ذلك هو أشجار الحور «أسبين» ذات الجذوع البيضاء والأوراق الذهبية والتي أطلق اسمها على منتج شهير للتزلج في كولورادو. وتفقد ولايات جبال روكي الأمريكية هذه الأشجار مما يثير الحيرة لكن بعض علماء الغابات يشيرون إلى دور للتغير المناخي في ذلك.

وتتزامن هذه الكارثة مع انتشار للخنافس أدى لفقدان ملايين الأفدنة من غابة جميلة لأشجار الصنوبر في غرب أمريكا وكندا، ويرجع السبب في ذلك أيضا إلى فصول شتاء أكثر دفئا لان درجات الحرارة المنخفضة للغاية لازمة لقتل الخنافس، وتعتبر مظاهر جفاف وعوامل أخرى لها علاقة بتغير المناخ أسبابا محتملة لما يعرف بالذبول المفاجئ لشجر الحور.

إن ذبول شجر الحور سيسبب مشاكل لبلدات جبلية مثل بلدة أسبين في ولاية كولورادو والتي يأتيها الزوار كل خريف لمتابعة أوراق شجر الحور وهي تتحول من اللون الأخضر إلى الذهبي قبل أن يأتي محبو التزلج إليها في الشتاء، كما سيضر ذبول شجر الحور أماكن نشر الخشب ويهدد حيوانات كبيرة الحجم مثل الأيل الذي سيسعى للحصول على غذائه مما سيعرضه لخطر الصيد وهذا كله بجانب أضرار للصناعات الخارجية، كما أن الضرر سيلحق بمدينة أسبين التي تعتمد على المناظر الخلابة لجذب السياح لكن المسؤولين هناك يستعدون للأسوأ.

لقد تنامت مساحة الغابات المتضررة بمرض الذبول المفاجئ لشجر الحور في كولورادو إلى ثلاثة أمثالها في الفترة بين 2006 و2008 لتصل إلى أكثر من 2200 كيلومتر مربع، كما وصل المرض إلى ولايات يوتا ووايومنج وأيداهو حيث يتوقع الباحثون أن يصبح الغرب أكثر جفافا ودفئا مما سيؤدي إلى اختفاء شجر الحور من منطقة جبال روكي بحلول نهاية القرن الحالي، وتفقد الأشجار المصابة بالمرض أوراقها وتهاجمها الحشرات مما يؤدي إلى فقدانها القدرة على التكاثر.

وتوقعت دراسة لعلماء في مركز جبل روكي الاتحادي للأبحاث في مدينة موسكو في ولاية أيداهو الاختفاء الكامل تقريبا لشجر الحور في منطقة جبل روكي بحلول عام 2090، وترجع الدراسة ذبول شجر الحور إلى تغير المناخ في العالم وتقول أن ما يصل إلى 41 % من غابات الغرب الأمريكي لن تكون قادرة على البقاء في أسبين بحلول عام 2030. وقد ترتفع النسبة إلى 75 % في عام 2060 ثم إلى 94 % عام 2090.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 120