الأوزون .. الثقب من رذاذ الشعر
عنود القبندي
أفادت دراسة بوجود علاقة بين الثقب في طبقة الاوزون وبين تمدد في جليد البحر حول القارة المتجمدة الجنوبية وهو ما قد يساعد على فك لغز من ألغاز ارتفاع درجة حرارة كوكب الارض. وتشرح النتائج التي توصلت اليها هيئة المساحة البريطانية للقارة المتجمدة الجنوبية بالتعاون مع وكالة الطيران والفضاء الامريكية "ناسا" تناقضا ظاهرا بين ذوبان الجليد في المحيط المتجمد الشمالي بمستويات قياسية مقابل زيادة الجليد حول القطب الجنوبي على مدار الثلاثين سنة الماضية. وقال جون تيرنر من هيئة المساحة البريطانية للقارة المتجمدة الجنوبية وهو واحد من المسؤولين عن الدراسة «هذا البحث يساعدنا على فهم معضلة ذوبان الجليد في بعض المناطق وزيادته في مناطق أخرى». وقال العلماء ان التلف الذي تسببت به الكيماويات الناتجة عن أنشطة بشرية في طبقة الاوزون- والتي تحمي كوكب الارض من الاشعة فوق البنفسجية التي يمكن أن تتسبب في الاصابة بسرطان الجلد- أدى الى تبريد طبقة الاستراتوسفير فوق الغلاف الجوي وغير من أنماط حركة الرياح حول القارة المتجمدة الجنوبية. وقال العلماء ان هذا التغير في أنماط حركة الرياح يعني أنها أصبحت تضرب القارة بمعدلات أعلى ما يؤدي الى تبريد مياه البحر وانتاج المزيد من الجليد.
الاتحاد العالمي للأوزون
أنشئ الاتحاد العالمي للأوزون عام 1973؛ نظرا لتعدد فوائده، وانتشار استخدامه في المجالات الطبية والصحية العامة، ويحتفل العالم بالأوزون في شهر سبتمبر من كل عام؛ تقديرا لخدماته الجليلة التي يقدمها للبشرية، وتذكيرا بأهميته وأهمية الحفاظ على طبقة الأوزون من التآكل؛ لأن بهلاكها تهلك جميع الكائنات الحية، وتندثر الحياة على الكرة الأرضية.
عطور ورذاذ الشعر
وكان العلماء قد عثروا في ثمانينيات القرن الماضي على ثقب في طبقة الاوزون فوق القارة المتجمدة الجنوبية وعزوه الى مواد كيماوية كانت تستخدم في العطور ورذاذ الشعر. وقال تيرنر «بينما نكتشف المزيد من الادلة على أن ذوبان جليد البحر يرجع الى أنشطة بشرية فقد أدى التأثير البشري خلال ثقب الاوزون الى أثر معاكس وأسفر عن نمو الجليد».
تمدد جليد البحر حول القارة المتجمدة الجنوبية بنسبة تقارب مئة ألف كيلومتر مربع (38.610 ميلا مربعا) كل عشر سنوات منذ سبعينيات القرن الماضي ويغطي مساحة 19 مليون كيلومتر في حده الاقصى خلال الشتاء وهو ما يضاعف حجم القارة. وعلى العكس تماما مما حدث في القطب الجنوبي فقد انحسر الجليد حول القطب الشمالي في صيف 2007 الى أدنى مستوياته منذ بدء التصوير بالاقمار الصناعية في سبعينيات القرن الماضي. ويقول مجلس المناخ بالامم المتحدة ان ارتفاع درجة حرارة الكوكب يرجع الى الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري والمنبعثة نتيجة لحرق الوقود الحفري وان هذه الظاهرة ستؤدي الى مزيد من الفيضانات وموجات ارتفاع الحرارة والجفاف وارتفاع مستوى مياه البحر.
استخدامات الأوزون
بالرغم من سمية الأوزون فإن له استخدامات عديدة في الكثير من العمليات الصناعية التي تطبق فيها عمليات الأكسدة. كما أنه مادة مبيضة تستخدم لتبييض مختلف المركبات العضوية وخاصة الشموع والزيوت. بل ويستخدم في إزالة الروائح الكريهة من بعض المواد الغذائية، ويستعمل في صناعة بعض الأدوية مثل الكورتيزون.
يستخدم الأوزون في تعقيم وتكرير المياه ومعالجة مياه الشرب؛ حيث وجد أنه أسرع من الكلور 3200 مرة في قتل البكتريا والفيروسات، فضلا عن الفطريات والطفيليات، وبدون أي آثار جانبية. والأوزون يعد عاملا منظفًا للبيئة، لكن زيادة نسبته عن الحد المسموح به تحوله إلى عنصر ضار ومتلف ومدمر لها.
الاستخدام العلاجي
حصل العالم الألماني «أوتو فاريورج» على جائزة نوبل لعامي 1931 و1944 عن أبحاثه في الاستخدام العلاجي للأوزون خاصة في حقل علاج السرطان. ويستخدم الأوزون كعلاج للأعصاب وحالات ضعف الذاكرة وفتور الدورة الدموية في فرنسا. ويؤكد الأطباء الفرنسيون الذين يستعملون الأوزون في الطب وعلاج الأمراض أن جرعات قليلة من الأوزون تفيد في تنقية الجسم من السموم وإزالة التوتر النفسي.
وقد اعترف بالأوزون كوسيلة علاجية في العديد من الدول الأوروبية مثل إيطاليا والنمسا وفرنسا وسويسرا وإنجلترا وغيرها من الدول مثل اليابان والولايات المتحدة الأمريكية حتى وصل إلى مصر. ويعتمد الاستخدام الطبي للأوزون على تنشيطه لخلايا الجسم الطبيعية بشكل آمن عن طريق زيادة نسبة الأكسجين المتاحة للخلايا إلى الحد الأمثل الذي يسمح بإطلاق المطلوب من الطاقة لأداء وظائفها الكاملة، ورفع درجة مناعتها لمقاومة الأمراض. كما أنه يثبط الفيروسات والبكتريا والفطريات والخلايا السرطانية عن طريق اختراقها وأكسدتها.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 117