بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

الأمازون

الأمازون

النهر والغابة .. رئة التنفس

إنهم يعتدون على الأمازون!

أمل جاسم عبدالله

يعد نهر الأمازون ثاني أطول نهر في العالم بعد نهر النيل، وأهم نهر في أمريكا الجنوبية، يبلغ طوله حوالي 6.437كم ويحتوي على كمية من الماء أكثر من انهار المسيسبي والنيل ويانجستي مجتمعة. بعض المواقع على نهر الأمازون عريضة جدا لدرجة انه يتعذر على الإنسان الواقف على احدي ضفتيه أن يرى الشاطئ الآخر، حيث يتراوح عرض النهر من 2.5 إلى 10 كيلو مترات خلال معظم مجراه. ويزداد عرضه ليصل إلى 150كم عند مصبه تقريبا. يبلغ متوسط عمق الأمازون حوالي 10 أمتار ويصل إلى أكثر من 90 مترافي بعض الأماكن.

يبدأ مجرى نهر الأمازون من أعالي جبال الانديز في بيرو جدولا صغيرا يدعى نهر أبوريماك، يصب نهر أبوريماك في الشمال الغربي من نهر أوكايالي، وهو الفرع الأدنى من نهر الأمازون في بيرو. يجري نهر أوكايالي شمالا عبر الانديز ثم ينعطف شرقا وينضم إلى نهر مارانون وهو الفرع الأعلى لنهر الأمازون. ويتم هذا الاتصال في مكان قريب من إكويتوس في بيرو فيشكل القناة الرئيسية للأمازون. يستمر النهر في مساره شرقا عبر البرازيل ويصب في المحيط الأطلسي على الطرف الشمالي من جزيرة ماراجو.

يتدفق الأمازون بسرعة عبر جبال الانديز وينحدر حوالي 5000م خلال الـ970 كيلومترا الأولى. وينحدر فقط حوالي 240 مترا خلال باقي مجراه، وهو يتدفق بسرعة 2.5كم تقريبا في الساعة خلال فصل الجفاف ويزداد تدفقه إلى حوالي 5كم/ساعة عندما يمتلئ بمياه الأمطار. يصب أكثر من 200 رافد في نهر الأمازون وتشمل هذه الأنهار الصغرى، الجابورا، الجوروا، الماديرا، البوروس، التاباجوس والريونيجرو.

الأمازون الغابة

تعتبر غابات الأمازون الرئة التي تتنفس الأرض من خلالها، فهي الغابة البكر في القارة الأمريكية. وهي تعد اكبر غابة استوائية مطيرة في العالم تغطي نحو 5.2 مليون كيلو متر مربع من حوض نهر الأمازون في أمريكا الجنوبية، يقع ثلثا الغابة المطيرة تقريبا في البرازيل، أما الثلث الباقي من الغابة فيقع في أجزاء من بوليفيا وبيرو والإكوادور وكولومبيا وفنزويلا وغيانا الفرنسية وسورينام.

كشفت الدراسات أن الهواء الأقل تلوث الناجم من حرق الفحم قد يسهم في تدمير غابات الأمازون خلال القرن الحالي، ورصدت دراسة نشرت في دورية نيتشر العلمية وجود علاقة بين خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت الناجمة عن حرق الفحم وبين ارتفاع درجات الحرارة فوق سطح البحر في منطقة شمال الأطلسي.

تنمو الأشجار في معظم غابات الأمازون المطيرة على عدة طبقات واضحة المعالم، الأشجار التي ترتفع فوق بقية الأشجار والتي يصل ارتفاعها إلى 40 م تسمى الشواهق. كما يرتفع الغطاء العلوي للأشجار إلى ارتفاع يتراوح بين 25 – 30 م.

تعيش في غابات الأمازون اكبر الفراشات وغمديات الأجنحة الموجودة على الأرض حيث يتعدى بعضها 15سم، كما يعيش فيها اكبر القوارض وهو الكبيبارا الذي يبلغ طوله 10.20م، إضافة إلى أكثر من 160 صنفا من طير الضريس والى 100 نوع من الثعابين. وتزدهر نباتات تسمى النباتات الهوائية في هذه الطبقة من الغابات المطيرة وتشمل هذه النباتات الهوائيات والبرومليادات والسراخس وحشائش الكبد والحزازات والاركيد.

تحتوي بعض الظلل الدنيا على شجيرات توجد في الظلة العليا، بالإضافة إلى أشجار وشجيرات اصغر. تلتف نباتات الليانا (الكروم الشجرية) حول جذوع الأشجار وفروعها، وتمتد من الأرض حتى الطبقة العليا. تتلقى الظلل الشجرية ضوء الشمس وتحجب كثيرا من أشعتها وتمنعها من الوصول إلى ارض الغابة. ويلاحظ أن التربة في معظم مناطق غابة الأمازون المطيرة غير خصبة.

تلعب غابات الأمازون دورا حيويا في النظام المناخي العالمي، لأنها تحوي نحو 10 % من إجمالي الكربون المخزن في الأنظمة البيئية على الأرض.

تضم غابات الأمازون المطيرة تشكيلة واسعة من النباتات والحيوانات أكثر من أي مكان في العالم، حيث تعيش فيها عشرات الآلاف من أنواع النباتات المختلفة. يحتوي الهكتار الواحد من ارض الغابة المطيرة على 250 نوع تقريبا من الأشجار. ويوجد العديد من النباتات الاقتصادية المهمة في الغابة المطيرة، وهي تنتج الجوز البرازيلي والكاكاو والكورار (عقار مهم) والأناناس والمطاط. يستوطن أكثر من 1.500 نوعا من الطيور غابة الأمازون المطيرة.

الأمازون تخسر غاباتها

خسر الأمازون 11968 كيلو مترا مربعا من المناطق المكسوة بالغابات بين عامي 2007م و2008م، وذلك جراء قطع الأشجار والحرائق، وهو رقم يشير إلى أن «رئة العالم» تستمر في التراجع بسبب إزالة الأشجار بطريقة غير قانونية.

أظهرت أرقام نشرها المعهد الوطني للدراسات الفضائية أن قطع الأشجار في 2007 و2008 تجاوز بنسبة 3.8 % المستوى المسجل في العام السابق. وأكثر الولايات المتضررة من هذه الظاهرة هي ولاية بارا (شمال) التي خسرت 5180 كيلو مترا مربعا من المناطق المكسوة بالغابات بسبب قطع الأشجار، وولاية غروسو (الوسط الغربي) التي تشهد إنتاجا كبيرا للصويا والتي خسرت 3259كم² من الأشجار. نجحت البرازيل في خفض قطع الأشجار بنسبة 59 % خلال السنوات الأخيرة بعد القضاء على 27423 كيلو مترا مربعا من المناطق المكسوة بالغابات بين عامي 2003م و2004م وهو مستوى قياسي. ونتيجة السنة الأخيرة 2007-2008 تشكل زيادة نسبتها 3.8 % مقارنة مع الفترة ذاتها من السنة السابقة 11524 كيلو مترا مربعا.

وفي دراسة لوكالة ناسا ذكرت أن مشكلة اجتثاث الأشجار في غابات الأمازون كبيرة لدرجة تستحيل معها دراستها دون استعمال الأقمار الصناعية. ولم تكن الصور التقليدية تبين بعض جوانب المشكلة ككون الحطابين يختارون أشجارا عالية القيمة كشجر الماهوجني. وخلصت الدراسة إلى أن المناطق التي دمرت من غابات الأمازون بين 1999م و2002م اكبر مما كان متوقع بآلاف الكيلومترات المربعة.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 111