البرازيل تسعى لإنقاذ ما تبقى من غابات الأمازون

رئة الأرض في خطر!

عنود القبندي

أدى الجفاف إلى تراجع منسوب المياه في نهر الأمازون في بيرو إلى ادنى مستوى له منذ 40 عاما وهو بالفعل اقل من الحد الادنى الذي سجل في 2005 عندما ادى جفاف مدمر إلى اتلاف مساحات شاسعة من غابات أمريكا الجنوبية المطيرة في اسوأ جفاف منذ عشرات السنين. كما أنه من المتوقع أن تستمر قلة الأمطار وهو أمر نمطي خلال هذا الوقت من السنة لبضعة أسابيع أخرى إلى أن يبدأ موسم المطر. ولكن هناك بعض القلق من احتمال أن يستمر الجفاف في الوقت الذي يمتص فيه موسم أعاصير قوي الرطوبة من الأمازون.

ان ارتفاع النهر في مدينة اكويتوس بالأمازون هبط الى 105.97م فوق مستوى البحر وهو ما يقل 50 سم عما كان عليه خلال موسم الجفاف الشديد السابق. ويخشى المسؤولون من أن تزايد كثافة وتكرار الجفاف.

تسقط في غابة الأمازون شجرة قديمة، اجهز عليها منشار..لكن هذه العملية لا تندرج في إطار هجوم الإنسان على الطبيعة، بل هي ضمن عملية للحكومة البرازيلية لإنقاذ هذه الغابة التي تعد «رئة» كوكب الارض.

فقد قررت البرازيل أن تقوم باستغلال رشيد لمناطق شاسعة من الأمازون تمتد على مساحة 14 مليون هكتار، أي ما يوازي ضعفي مساحة ايرلندا، بواسطة شركات خاصة ومجموعات من السكان الأصليين. ويأخذ هذا البرنامج في الاعتبار الوقت الذي تتطلبه الغابة لتجديد شجرها. وبعد عامين من التحضير، ستبدأ أول شركة عملها في أكتوبر.

إجراءات رقابية

إن استغلال الغابات يشكل النشاط الاقتصادي الوحيد للعديد من القرى والتجمعات السكنية في هذه الغابة الأكبر في العالم، حيث يعيش 25 مليون شخص بحاجة إلى مورد رزق. لقد أدى قطع الاشجار في غابة الأمازون بشكل غير قانوني إلى تدمير أجزاء واسعة من الغابة، وتأمل الحكومة أن تتمكن من خلال هذا الإجراء من مكافحة هذه الظاهرة التي بلغت ذروتها في العام 2004 إذ جرى تدمير 27 ألف كم²، وقد تراجع هذا الرقم في العام الحالي إلى 5000 كم²، وهو المستوى الأدنى منذ عقود.

ولقد فرضت الحكومة اجراءات رقابية صارمة، ولهذا السبب أصبح القطاع الخاص يرى أن استثمار الغابة بشكل رشيد هو الحلم كما أنه سيؤمن فرص عمل للسكان. والدرس هو في حال قطح أحد العاملين شجرة فسيتقاضى ثلاثين دولارا لقاء بيعها كحطب، أما إذا حافظ عليها، فسيتقاضى المبلغ نفسه سنويا مقابل زيتها الطبي. وإضافة إلى هذه الأجزاء التي يجري استثمارها، تضم الغابة أيضا 210 مليون هكتار من الغابات المحمية والمحميات التي يسكنها السكان الأصليون.

غابات الأمازون تصنع أمطارها بنفسها

أكدت دراسة دولية أن غابات الأمازون المدارية تعد «مفاعلاً حيوياً مستقلاً» يصنع أمطاره بنفسه وبدون أي تدخل من الإنسان. حيث تطلق الغابات غبار اللقاح وحبيباته والكثير من الجزيئات الدقيقة في الهواء فتعلق بها بلورات الماء وقطراته الدقيقة ثم تتجمع في السماء مكونة سحابة ثم تسقط على شكل مطر.

ونجح فريق من الباحثين الدوليين في دراسة عملية تكون المطر في سماء غابات الأمازون دون تدخل من الإنسان. ويعد هواء الأمازون من أنقى الهواءات في العالم خلال موسم المطر. وستساهم نتائج الدراسة بشكل كبير في إعداد نماذج لمناخ الأرض والعوامل التي تدخل فيه.

وتتلوث الجزيئات العالقة في هواء المناطق المأهولة بالسكان بالسخام وجزيئات أملاح النترات وغير ذلك من الجزيئات الدقيقة.

وقام العلماء بأخذ عينة من مكونات الهواء في غابات الأمازون شمال مدينة ماناوس البرازيلية بعيداً عن المناطق الصناعية. كما أقاموا برجا عاليا وسط حوض الأمازون جمعوا من خلاله جزيئات عالقة بهواء الغابات. وظل الهواء الذي أخذت عينة منه يحلق في سماء غابات الأمازون على مدى يومين مع اتجاه الريح السائد مما أدى إلى تنقيتها جراء المطر من الجزيئات التي علقت بها قادمة من مسافات بعيدة عن الأمازون.

وعثر الباحثون على بعد 1600 كم من المنشآت الصناعية على جزيئات غبار دقيق «ضبيب» تكون بدون أي تدخل من الإنسان وحللوا تركيبته الكيميائية بميكرسكوب إلكتروني وجهاز قياس مطيفاية الكتلة الذي يحدد العناصر المكونة لأي مادة.

وفوجئ العلماء بمدى رقة سمك طبقة «الايروزول»، الجزيئات، المنتشرة في هواء غابات الأمازون مقارنة بجزيئات هواء المدن الكبيرة التي تصل إلى عدة آلاف في كل واحد سنتمتر مكعب. كما أن أكثر من 80% من الجزيئات المنتشرة فوق سماء الأمازون تتكون من مواد عضوية.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 130