جوز الهند .. ملكة على عرش النباتات

دلال حسين جمال

جوز الهند أو النارجيل "بالإنجليزية: Coconut " هي إحدى الفواكه الاستوائية المشهورة والتي تنمو على الشواطئ وتدخل في صناعة العديد من المواد الغذائية والتجميلية. ويوفر مصدرا بديلا غذائيا للحوم. ما يقارب ثلث سكان العالم يعتمدون على جوز الهند إلى حد ما لمنتجاتهم الغذائية واقتصادهم.

جوز الهند عبارة عن شجرة من فصيلة النخيل والتي تضم حوالي 200 جنس وحوالي 1500نوع وثمرة، جوز الهند اشتق اسمها من كلمة  "كوكو " البرتغالية ومعناها قرد لشبه الجوزة برأس القرد حيث لها ثلاثة فتحات  "العيون " على الثمرة ويشبه شعر رأسه ووجه القرود، والبعض يطلق عليها النخلة الاستوائية. ويعرف جوز الهند في تركيا بالنارجيل وفي إيران باسم البارنج وسماه ابن سينا الجوز الهندي وعرف لبن ثمرته باسم الأطواق.

الموطن الأصلي للنبات اندونيسيا، وسيلان، الملايو وموزمبيق والمكسيك وجاوة, وينمو عادة في الغابات الحارة الرطبة أو الدافئة شبه الرطبة ويعمر طويلاً.

أحد أهم منتجات ثمرة جوز الهند هو الزيت الفريد الذي يتم استخراجه واستخلاصه منها، والذي يتم عادة عن طريق تقشير الثمرة ثم فتحها للحصول على السائل الذى يوجد بداخلها وهو اللبن ثم يوضع في إناء عميق لمدة 24 ساعة مع تغطيته وبعد مرورها أو مرور 36 ساعة ينفصل الزيت بشكل طبيعى أو تلقائى ليكون بلونه الصافى الجميل ورائحته الشيقة ومذاقه اللذيذ، وبهذا يتم الحصول على زيت مفيد لكافة الأغراض العلاجية والطهي. أما خواصه فهي:

-  يحتوى هذا الزيت من 50 % - 53 % من حمض اللوريك، وهذا الحمض يوجد في لبن الثدى.

-  لا يحتوى زيت جوز الهند على أية أحماض دهنية.

-  يمكن تخزين زيت جوز الهند لفترة طويلة حيث أنه يحتوى على خواص طبيعية من مضادات الأكسدة.

أما فوائده فهي:

-  زيت مرطب للجلد.

-  زيت ملطف للشعر.

-  مضاد لقشرة الرأس.

-  مفيد في أغراض الطهى.

-  مساعد فعال في إنقاص الوزن بشكل طبيعى دون اللجوء إلى اتباع نظام غذائى خاص.

-  مفيد لاضطرابات الجهاز الهضمى مثل داء كرون والتهاب القولون.

-  مضاد لطفيليات الأمعاء.

-  منشط لعملية التمثيل الغذائي عند مرضى الغدة الدرقية ويرفع من معدل درجات حرارة الجسم.

-  من زيوت التدليك الشهيرة.

-  احدى المكونات التي تدخل في تصنيع الصابون.

-  غني بحمض اللوريك وهذا الحمض مضاد للفيروسات والبكتيريا.

-  مساعد في علاج مرض الكلى والمسالك البولية.

-  يساعد في علاج مرض الربو.

-  يستخرج منه مواد تدخل في علاجات مرض الايدز والسرطان.

-  مجدد للطاقة في جسم الإنسان لاحتوائه على سلسلة من ثلاثي الجلسرين.

نفايات جوز الهند

تشتهر الفلبين في زراعة جوز الهند حيث يعيش مزارعوها تحت خط الفقر، فزراعته تخلف كمية كبيرة من النفايات، ففي منطقة واحدة يتم إحراق ورمي 1.8 مليون قشة جوز هند سنويًّا تقريباً، لذا قررت الحكومة الفلبينية أن تضع حدًا لهذا الهدر من خلال إيجاد طريقة لاستخدام النفايات، الذي قد يساعد على تحسين الوضع الاقتصادي لمزارعي جوز الهند في المنطقة.

جوز الهند للحماية من الانهيارات الأرضية

تهطل الأمطار الغزيرة على الفلبين بشكل كبير والتي تتسبب في انهيارات أرضية وسقوط المنحدرات تتسبب في قتل الآلاف من المواطنين الفلبينيين وتشريدهم ففي العام 2005 وحده تم ترحيل ستة وستين ألف شخص بسبب العواصف التي حطّمت منازلهم.

لقد قام الفلبينيون باختراع تمثل في حمايتهم من هذه الأخطار، حيث قاموا باستعمال جوز الهند لصناعة شباك غير مؤذية تحمي السكان من الانهيارات الأرضية التي تدمر الجزر كل عام. ومنذ تطوير هذه الطريقة صار جوز الهند يُستعمل في الكثير من العقارات في الفيليبين، وقد تم تطبيق هذه التقنية في إطار جهود إعادة تأهيل ضفاف الأنهار في ألمانيا واليابان والولايات المتحدة.

وقد لوحظت أيضاً فعالية هذه التقنية في حماية مشاريع البناء المحيطة بالطريق السريع، إن تقنية جوز أكثر الطرق فعالية للحدّ من تآكل التربة، بالمقارنة مع المعادن والبلاستيك تعد ألياف جوز الهند مواد صديقة للبيئة وأحدث طريقة في قطاع البناء الحديث خاصة في مجال حماية المنحدرات.

نسج ألياف جوز الهند لصناعة شبكات سمراء اللون، ما أن تغطى المنحدرات بهذه الشباك تمتص ألياف جوز الهند الماء من سطح الأرض وتسحبه نحو الأسفل عبر خيوط الشبكات ما يمنع تآكل التربة. وتتميز شباك جوز الهند بأن سعرها أرخص من الشباك المعدنية أو البلاستيكية وأنها صديقة للبيئة هي تسرع نمو النباتات.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 116