يعرف التنوع الإحيائي أو التنوع البيولوجي على أنه مجموعة أنواع الكائنات الحية والتي تشمل الحيوانات والنباتات والفطريات والميكروبات، إضافة الى البيئات والأنظمة البيئية التي تعيش فيها. وتشكل الكائنات الحية للإنسان مصدراً رئيسياً للغذاء والدواء والسكن، لذا فإن التنوع الأحيائي الثري يعتبر مؤشراً دقيقاً لحياة صحية جيدة. ولسوء الحظ يجهل الناس في بعض المناطق من العالم أن عدم المحافظة على التنوع الأحيائي يؤدي إلى فقدان وانقراض بعض الكائنات الحية النباتية أو الحيوانية، ويؤدي فقدان التنوع الأحيائي تدريجياً إلى فقدان الغذاء والدواء ومصادر البناء اللازمة للحياة البشرية. وهذا دفع العديد من المنظمات الدولية مثل الاتحاد الدولي لصون الطبيعة IUCN إلى حماية الأنواع النباتية والحيوانية المهددة بالانقراض، والعمل على إعداد الخطط التعليمية والتثقيفية، وزيادة الوعي البيئي للجمهور والاهتمام بالمفاهيم الخاصة بالتنوع الأحيائي، وبالتالي المساهمة في صون وحماية الكائنات الفطرية. وعلى المستوى العالمي يتم تطوير وإعداد الاتفاقيات الدولية للمحافظة على التنوع الإحيائي ومنها : اتفاقية التنوع الإحيائي CBD واتفاقية منع الاتجار في الكائنات الفطرية المهددة بالانقراض CITES، ودولة الكويت عضو في العديد من هذه المنظمات والهيئات العالمية المهتمة بالتنوع الأحيائي، كما قامت بإبرام الاتفاقيات ذات الصلة بالتنوع الأحيائي. وهناك العديد من الجهات الحكومية الكويتية التي تعنى بمسألة التنوع الأحيائي وعلى رأسها الهيئة العامة للبيئة حيث قامت لجنة التنوع الأحيائي التابعة لها وبالتعاون مع معهد الكويت للأبحاث العلمية في إعداد الاستراتيجية الوطنية للتنوع الأحيائي في دولة الكويت.
وتتحدد عناصر البيئة الحيوية ( غير النباتية) بمجموعة الأحياء التي تتخذ من الكويت وطناً لها نظراً لملاءمة الظروف الجغرافية لبقائها. ومن حسن حظ هذه الأحياء، تقارب اليابسة والماء، ووجود البيئة الساحلية والصحراوية في تجاور واضح، الأمر الذي شكل بيئة الأحياء في الكويت، ومن أهم ما تزخر به هذه البيئة من مفردات المملكةالحيوانية شعبتا المفصليات والحبليات نظرأ لتعدد أنواعها وشمولها للحيوانات البرمائية والزواحف والطيور والثدييات والأسماك اضافة الى الحشرات والعناكب وغيرها. ورغم أن الكويت تصنف ضمن النطاق شبه الصحراوي الجاف إلا أن موقعها المطل على الخليج العربي قد جعلها تتمتع ببيئة بحرية تمتد بشكل شريطي على امتداد هذا الخليج لمسافة تزيد على مئة وسبعين كيلومتراً، تتنوع ما بين مسطحات طينية وشواطيء رملية وضفاف صخرية وسبخات، أما في الداخل فتتميز صحاري الكويت بتعدد مظاهرها من رمال ناعمة ورمال خشنة، ومن رمال ثابتة ورمال متحركة، إلى تباين السطح من تلال وسهول.
ويتميز مناخ الكويت بتباين كبير في درجات الحرارة بين فصلي الصيف والشتاء، حيث تتجاوز الحرارة الخمسين درجة أحياناً في الصيف وتنخفض إلى أقل من الصفر السيليزي في بعض ليالي الشتاء. وقد طبع هذا المدى الحراري أثره على الحيوانات في الكويت، فعلى سبيل المثال تزيد درجة حرارة الرمال السطحية في كثير من أيام فصل الصيف عن 75 درجة سيليزية، وهذا يشكل وضعاً صعباً للناس وللحيوانات التي تزحف أو تسير على الأرض. وللتغلب على هذه المشكلة تلجأ الحيوانات إلى بناء جحور لها تحت الأرض تهرب فيها من هذه الحرارة القائظة، كما تفيد الأرجل الطويلة لبعض الحيوانات مثل الجمل في ابتعاد أجسامها عن سطح الأرض الملتهب. كما يلعب ارتفاع ملوحة مياه الخليج العربي وجون الكويت دوراً في تحديد نوعية الأحياء البحرية التي تستطيع أن تتحمل هذه الملوحة العالية جنباً إلى جنب مع ارتفاع حرارة المياه صيفاً وبرودتها شتاء. وقد انعكس هذا التنوع البيئي على الأحياء التي تعيش حياتها الطبيعية وفق هذا النسق البيئي المتعدد المظاهر.