بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

الجمرة الخبيثة

الجمرة الخبيثة

الجمرة الخبيثة والطاعون والجدري جراثيم تهدد العالم

د. طلال العازمي

أصبح العالم أمام حرب جرثومية يعيشها ويستشعر ابعادها القاصي والدائي حرب لا تعرف الحدود حيث يمكنها الانتقال من البلد الذي سرت يه العدوي إلي البلد التي استخدمت السلاح خلال فترة وجيزة حرب لا تنتهي في حينها فالميكروبات التي تحويها شرسة وفتاكة لا تؤثر فيها المضادات الحيوية أو الامصال الطبية.

ورغم أن الولايات المتحدة تملك خبرة وباعا كبيرين منذ القرن الماضي إلا أنها تتذوق مراراتها الأن حيث تطالعنا الأبناء عن ظهور خالات اصابة بالجمرة الخبيثة مما اثار الرعب والهلع داخل الولايات المتحدة وخارجها خوفا من احتمالات الحرب البيولوجية او ما يطلق عليه البعض قنبلة الفقراء الذرية التي يدخل في أطارها العديد من الجرايم اهمها الجمرة الخبيثة AN-THRAX BACHLI والطاعون الذي تسببه بكتيريا YERSINLA PESSTLS والجدري الذي يسببه فيروس VARILA هذا بالاضافة إلي التسمم الغذائي الذي تسببه بكتريا CLOS- TRIDIUM BOTULISM.

وتعتمد الاسلحة البيولوجية علي تعرض الغنسان لاحياء دقيقة قاتلة تنتشر في الهواء او توضع في الماء او الغذاء ومن أهم الاحياء الدقيقة المستخدمةهي الجمرة الخبيثة التي عزلت من البيئة في عام 1863 من قبل سي. جي. دافيان بعدها استطاع روبرت كوخ الفرنسي اكتار هذه الاحياء هذه الاحياء الدقيقة عام 1876 ثم طور العالم باستور في فرنسا لقاحا مبدئيا مضادا لها في عام 1881.

الجمرة الخبيثة

يعتبر مرض الجمرة الخبيثة مرضا جرثوميا يمكن أن يصيب الانسان نتيجة لبكتريا عضوية الشكل كما حدث في الولايات المتحدة غير أنه عادة ما يصيب الحيوانات مثل الاغنام والماشية وتنتقل بين الحيوانات ذوات الدم الحار مثل الخراف والابقار الخ ومنها الانسان ومن اكثر اشكال الغصابة الجليدية التي يمكن معالجتها عن طريق جرعات كبيرة من المضادات الحيوية كما يمكن أن يصيب المرض الرئتين في حالة استنشاق كميات كبيرة م الجراثيم وتعتبر اصابة الرئة اشد الاصابات خطورة وتقضي إلي الموت الموقت في معظم الحالات غير أن العلاح السريع قد يحول دون ذلك اما الاصابة بمرض الجمرة الخبيثة في المعدة والامعاء فتحدث في حالة ابتلاع الجراثيم وتؤدي الاصابة إلي الموت في جميع الحالات ويعتبر مرض الجمرة الخبيثة شديدة الندرة غير أنه وصل إلي حد الوباء في بعض الدول النامية.

كيف تحدث الاصابة؟

أن الاصابة تحدث اساسا اما عن طريق الحيوانات المصابة مباشرة او باستخدام بعض المنتجات الحيوانية التي تحمل الجرثومة ولذلك فان الاشخاص الذين يعملون في صاعة الصوف ورعاة الاغنام والجزارين هم اكثر الفئات عرضة للإصابة وقد سجلت بعض الحالات من قبل لاشخاص استخدموا فرشاة حلاقة مصنوعة من صوف الخراف المصابة وتنتقل الاصابة م انسان لاخر عنة طريق التلامس المباشر للغصابات أو للغيارات الملوثة ومرض الجمرة الخبيثة شديد العدوي وسريع الانتشار ويؤدي إلي الوفاة غذا لم يتم تشخصيه وعلاجه مبكرا.

الاصابة الجلدية الاكثر انتشارا

وتعد الاصابة الجلدية اكثر الاصابات انتشار حيث تمثل اكثر من 95% من الحالات اذا تظهر اعراضها علي هيئة حبة حمراء ملتهبة تبدأ بعد ساعات او ايام من انتقال العدوي للمريض ثم يتطور الالتهاب بصورة سريعة ليصبح علي هيئة فقاعة محاطة برشح مائي شديد وفي خلال وقت قصير تفتجر تلك الفقاعة من تلقاء نفسها حيث تكون مكونوتها صديدية ويصبح شكل الاصابة بعد ذلك كالجلد المحترق وتكتسب المنطقة لونا داكنا تحيطه من الخارج فقاقيع مائية وصديدة علي مساحات ذلك تضخم في الغدد الليمفاوية القريبة من الاصابة.

وفي حالات الاصابة الشديدة تزداد اعراض الالتهاب حيث تظهر فقاقيع اخرى ومساحات من الجلد الميت مع ارتفاع في درجة الحرارة المريض ةينتهي الامر بالوفاة خلال ايم او اسابيع اما في الحالات الخفيفة فتكون الاعراض السابقة اقل حدة ويحدث التئام وشفاء للقرح وعادة ما تكون الاصابة غير مؤلمة.

الجهاز التنفسي

اما اصابة الجهاز التنفسي فتنتج من استنشاق الميكروب الذي يصيب الرئتين مما ينتج عنه نزيف داخلي بالشعب والحويصلات الهوائية وتهتك انسجتها ويصاحب ذلك تضخم في الغدد الليمفاوية المحيطة بالقصية الهوائية وتنتشر البكتيريا بعد ذلك في الجسم حتى تنتهي الاصابة بنزيف في المخ يؤدي إلي وفاة المريض.

الجهاز الهمضي

اما الاصابة الجهاز الهضمي فتنتج عن طريق وصول الجراثيم إلي الأمعاء مما ينتج عنه قرح والتهابات شديدة بالامعاء الدقيقة والغليظة تؤدي إلي نزيف حاد ينتهي بالوفاة ايضا.

التشخيص المبكر

يعتبر التشخيص المبكر لمرض الجمرة الخبيثة من الأمور البالغة الأهمية لإمكانية عزل الحالات المصابة ومنع انتشار المرض واتخاذ الاجراءات اللازمة بإعطاء المريض العلاج المناسب والذي يكون باستخدام عقار البنسلين بالجرعات المناسبة او المضادات الحيوية الاخري التي ظهر منها اجيال حديثة قوية تمكنها من السيطرة علي المرض ويجري حايلا استخدام هذا الميكروب في صناعة بعض الوسائل البيولوجية التي تساعد علي نشره في الجو ومن أهم الإجراءاتالوقائية التي ينبغي اتخاذها حيا ظهور الأصابة هي العزل الكامل للمصابين عن افراد المجتمع تجنبا لخطر انتشار العدوي الجرثومية الوبائية ويتم تشخيص الاصابة بعزل البكتيريا من الدم او انسجة الجلد او افرازات الجهاز التنفسي او بقياس اجسام مضادة معينة في دم المصاب.

الفكرة بسيطة

تعد فكرة تحير البكتيريا والفيروسات واستخدامها في الحرب بسيطة ولا تحتاج لتكنولوجيا معملية معقدة وهذا ما يجعل أي دولة قادرة علي انتاجها حيث تعتمد علي تربية مجموعة من السلالات البكتيرية المسببة للأمراض الخطيرة وانتخاب الاقوي منها بعد محاولة قتلها بالمضادات الحيوية ثم اعادة انتخاب الاقوي مرة اخرى واكثار الانواع القوية الصادمة التي لا تقوي علي قتلها المضادات الحيوية المعروفة والمتاحة حاليا وبذلك يكون لدي مجرمي الحرب مجموعة منتخبة من الجراثيو يمكن استخدامها بطرق مختلفة.

كما يمكن تطبيق نفس الفكرة علي الفطريات والفيروسات الممرضة الأخري للإنسان والحصول علي مجموعات قائلة منها لاستخدامها كأسلحة بيولوجية ومن المكن تجنب البكتيريا والفطريات الممرضة واستخدامها بصورة هجومية مختلفة كالرسائل البيولوجية الملغومة اليت يعتقد البعض انها وجهت لبعض مراكز الإعلام والصحافة في الولايات المتحدة كما يمكن استخدامها في انتاج الاسلحة الميكروبية البيولوجية باستخدام اساليب الهندسة الوراثية بالتعرف علي الجين الموجود فيها والمسؤول عن اصابة الإنسان بأمراض معينة ثم الحصول عليه واكثاره معمليا بوضعه في مستعمرات بكتيرية لزيادة اعداده مع الانقسام الطبيعي البسيط للخلايا البكتيريةاو تقوية هذ1 الجين بإضافة أحد أنواع المحفزات إليه لزيادة نشاطه وبذلك يمكن الحصول عليه باعداد كبيرة يمكن استخدامها في الأسلحة البيولوجية ومن المعروف أن كل نوع من البكتيريا ينتج نوعا من السموم الخاصة به تصيب الإنسان بأمراض معينة.

وتدخل علم الهندسة الوراثية وكذلك البيولوجية الجزئية والمناعة في هندسة بعض الكائنا المستخدمة وراثيا بحيث لا يؤثر فيها التطعيم الذي تم صنعه بناء علي التركيب الجيني للكائنات العادية وليست المهندسة وراثيا وكذلك الحال بالنسبة للمضادات الحيوية بحيث لا تؤثر في هذا الميكروب الجديد ولعل اقرب مثال لذلك هو الطاعون السوبر الذي تم تصنيعه بواسطة الاتحاد السوفيتي قبل تفككه بحيث لا يؤثر فيه التطعيم المتاح ضد الطاعون وكذلك 27 نوعا من المضادات الحيوية التي كان من المعروف ان لها تأثيرا علي هذا النوع من البكتيريا وكذلك فيروس حمي الدنج والانثراكس والتيفوس كما تمكن بعض العلماء من وضع جينات بعض الفيروسات او البكتيريا القاتلة مثل الجدري او الكوليرا داخل التركيب الجيني بعض انواع البكتيريا غير الضارة والموجودة بشكل متكافل مع الامعاء مثلا وبذلك يصعب اكتشاف الميكروب المسبب للمرض بالطرق العادية ولا يمكن هذا الا من خلال فحص الميكروب جينيا بوسائل الفحص الحديثة للوصول إلي البصمة الجينية للميكروب.

ومقارنة بالأسلحة التقليدية يعد الهجوم البيولوجي اكثر خطرا من الهجوم بالاسلحة التقليدية المعروفة لأن ضرب انسان او مجموعة من البشر بالرصاص يقضي عليهم وحدهم اما الضرب بالميكروبات فانه يجعل هذه المجموعة مصدرا لنقل العدوي إلي غيرهم من البشر في العالم كله فالأسلحة البيولوجية لا حدود لاستخداماتها ولا ضوابط لها إلا الضوابط الأخلاقية للإنسان فهي المحدد الوحيد لا ستخدامها.

الحيوانات مصدر الإصابة

تعد بكتيريا باسيلس انثراكس المسبب لمرض الجمرة الخبيثة وهذا المرض يصيب اساسا الحيوانات خاصة الحيوانات اكلة الاعشاب كالابقار والأغنام والخيول وغيرها وينتقل المرض بين الحيوانات عن طريق رعي الحيوانات في مراع ملوثة بالمسبب المرضي أو التغذية علي أعلاف ملوثة خاصة بمسحوق عظام الحيوانات المصابة والاعراض المرضية التي تظهر علي تظهر علي الحيوانات المصابة تكون عادة حادة أو فوق حادة مع حمي شديدة والتي تؤدي إلي نفوق هذه الحيوانات المصابة فجأة ويوجد هذا المرض في معظم دول العالم خاصة في افريقيا واسيا وتتعدد طرق الأصابة فإذا كانت عن طريق الجلد وذلك بالتلامس مع الحيوانات المصابة او منتجاتها خاصة في حالة وجود جراح او خدش بالجلد.

تدمير شامل

لا تقتصر الحرب البيولوجية علي الإنسان كهدف لها فقط لكنها تشمل استهداف الثروة الحيوانية لتدمير الاقتصاد مثل مرض الحمي القلاعية كما أن هناك فيروسات يتم تطويرها لتدمير المحصولات الزراعية مثل القمح.

والحرب البيولوجية أخطر من الحرب النووية لذلك توضع ضمن اسلحة الدمار الشامل المستمرة طويلة المفعول فاستخدام الاسلحة البيولوجية سلاح ذو حدين حيث بعد انتشار العدوي يمكن انتقالها للبلد وفي أحدى الدراسات التي نشرت في 2 ابريل عام 1997 عن الاعباء الاقتصادية في حالة حدوث هجمية ارهابية استخدام الباحثون ثلاثة هجمة ارهابية استخدام في هذا الغرض وهي بكتيريا الانثراكس المسببة لمرض الجمرة الخبيثة والتوليزيميا حمي الارانب وكذلك الحمي القلاعية بروسيلا في حالة ما إذا تم استخدامها عل شكل ايروسول علي احدى الضواحي لأحدى المدن أو العواصم الكبرى وكانت النتيجة أن سيناريو استخدام بكتيريا بالبورسيلا المسبب للحمي القلاعية سوف تكون تكلفته أو الاعباء الناتجة عن استخدامه نحو 477,7 مليون دولار لكل 100 الف مواطن بينما بكتيريا الانثراكس ترفع هذه التكلفة الباهظة لا تتناسب ابدا مع التكلفة الزهيدة التي يتكلفها تصنيع السلاح البيولوجي بالمقارنة بالاسلحة الأخري فإذا كانت تكلفة السلاح التقليدي 2000 دولار/ كم والسلاح النووي 800 دولار / كم2 والسلاح الكيميائي 600 دولار / كم2 فإن تكلفة السلاح البيولوجي هي دولار واحد لكل / كم2.

جراثيم بالجملة

هناك اكثر من خمسة عشر فيروسا ظهرت في الخمسة والعشرين عاما الأخيرة بعضها جديد تماما وبعضها قديم وكان قد اختفي إلا أنه عاد للظهور مرة أخري ومعظم هذه الفيروسات لا يوجد لها علاج أو تطعيم حتى الآن مثل الابيولا وحمي اللاساء وماربووج وهانتا وغيرها وحتى طرق العدوي لبعضها غير مؤكدة حتى الآن ولعل ذلك ما أغري جماعة أوم شيزيكيو المتطرفة اليابانية بالذهاب إلي زائير عام 1992 عندما انتشر وباء الابيولابحبة المساعدة ثم تبين انهم ذهبوا من اجل أخذ العينات من فيروس الابيولا لتصنيعه كسلاح بيولوجي يستخدم في أغراض ارهابية.

وفيما يلي أهم الجراثيم التي تدخل في اطار الحرب:

الجمرة الخبيثة تسببه البكتيريا ANTHRAX BACCILLJ التي توجد عادة في الماشية وتنتقل للإنسان بالاحتكاك بالحيوان المصاب والحوافز والعظام واللحم المصاب.

وفي الحرب البيولوجية تنفجر الصواريخ الجرثومية وتطلب السحب المحملة بالجراثيم بعد 6 ايام تظهر اعراض المرض التي تبدأ كالانفلونزا بارتفاع درجة الحرارة والاجهاد العام العلمي وتنتهي بإصابة الجهاز التنفسي وارتشاح في الرئة ويتم التشخيص عن طريق اخذ عينة من الجلد او مسحة من الخلف او من البصاق. فترة الحصانة تتراوح من 12 ساعة إلي 5 ايام (من 3،5 ايام) وهي 3 أنواع:

- نوع يصيب الجلد حبة صغيرة حمزاء في الجلد تكبر في الحجم ويكون حولها احمرار وتحوصل ثم تترح في الوسط ويخرج منها سائل مدمم مع تضخم في الغدد الليمفاوية المجاورة ومن الممكن أن يصحب ذلك اجهاد عام وصداع وسخونة مصحوبة القيء.

- النواع الثاني وهو الجمرة التي تصيب الصدر وهو يعقب تضاعف سريع للميكروب في الغدد الليمفاوية في الصدر يحدث رشح في الرئة تكون الاعراض الاولية سببها الانفلونزا وتزداد درجة الحرارة وفي ايام قليلة يحدث هبوط شديد مع زرقة وغيبوبة من الممكن أن يحدث نزيف في المخ.

- النوع الثالث المعدي المعوي وهو نادر يصحب تناول لحوم ملوثة.

التسمم الغذائي: تسببه بكتيريا Clostrldiumbltullsm التي توجد في الأغذية المحفوظة بطريقة غير سليمة وهي تفرز سموما تصيب الاعصاب.

والأعراض: زغللة في العين الحديث المتقطع عدم القدرة علي قتح الجفون صعوبة في البلع ضعف في العضلات أن لم يعالج بسرعة يؤدي إلي شلل في عضرت الذراعين والأرجل وعضلات الجهاز التنفسي.

اما الطاعون: فتسببه بكتيريا (Yersimia Pestis) وهو ينقل للإنسان في لدغة برغوث سبق له التغذية علي دم حيوان قارض مصاب بعد 2-6 ايام تظهر علي المريض حرارة وصداع ورعشة وتضخم في الغدد اليمفاوية وتصبح مؤلمة وعادة تصاب الغدد في ثنيات الفخذ.

ويجب التدخل السريع بالمضادات الحيوية (تتراسيكلين، جنتاميسين، كلورمفنيكول، ستربتوما يسين).

الجدري: يسببه فيروس الـ (Vartola) فترة الحضانة من 7 إلي 17 يوما.

اعراض المرض: ارتفاع في درجة الحرارة الام في الجسم صداع الام في الظهر ظهور الطفح في الأغشية المخاطية للفم والحلق تمتد إلي الوجه والجذع والأطراف في خلال يومين يكون صديدا ثم تبدأ القشور في الظهور في أماكن الطفح في اليويمن الثامن والتاسع ثم تنفصل وتترك ندبات عميقة.

الدواء:

يعد الدواء الذي يحمل الاسم التجاري سيبروفلاكسين في مقدمة الادوية الفعالة لمواجهة الجمرة الخبيثة ولا يقتل دواء سيبروفلاكسين الذي يعتبر من الادوية المضادة للحيوية الفعالة بكتيريا مرض الجمرة الخبيثة فقط بل أنواعا أخري من البكتيريا.

وتملك شركة باير الالمانية العملاقة لصناعة الادوية حق براءة اختراع الدواء الذي تصنعه بالاسم التجاري سيبر وقد حدا الطلب المتزايد علي الدواء إلي قرار باير بزيادة انتاجه إلي ثلاثة اضعاف واعلنت الشركة عدم قدرتها علي تلبية الطلبات الكثيرة من كافة انحاء العالم.

ولكن الغدارة الامريكية عبرت عن قلقها بشأن السعر المرتفع للدواء الذي تصل تكلفته إلي 350 دولار للشهر الواحد وجدير بالاشارة انه يمكن الحصول علي الدواء في عدد من الدول التي لا تخضع لقوانين براءة الاختراع الامريكية مثل الهند التي تنتج انواعا رخيصة منه بسعر 10 دولار فقط.

ويمكن السيطرة علي العديد من حالات العدوي بالبنسلين والتتراسيكلين بمجرد أن يتم تحليل الجراثيم في المعمل والطريقة الاعتياردية في العلاج تشمل 60 يوما من العلاج بالمضادات الحيوية أو 30 يوما من العلاج بالدواء وسلسة من ثلاث حقن من المصل.

توظيف اشعة الليزر والاستشعار عن بعد للكشف عن الأسلحة البيولوجية

نجح خبراء وزارة الدفاع الامريكية بتوظيف الاستخدامات الحديث الهائلة لأشعة الليزر والاستشعار عن بعد باختيار احدث نظام للكشف عن الاسلحة الكيميائية والبيولوجية بعد جهود استمرت نحو 9 سنوات عقب انتهاء حرب الخليج لتطويرها وادخال تقنيات جديدة عليها تسهل من حملها والتنقل بها يدويا من مكان إلي اخر داخل المدن والمرافق الحكومية والشركات واطلقت علي نظام الكشف عن الاسلحة البيولوجية اسم الراصد ويشبه الجهاز في شكله وحجمه الكبيوتر والمحمول ويسهل وصعه داخل الحقائب والسيارات المتحركة داخل الشوارع ويتميز الجهاز الصغير بالسرعة الفائقة في تحديد نوعية السلاح البيولوجي في مدة لا تتجاوز 20 دقيقة عن طريق الاستشعار عن بعد واشعة الليزر المستخدمة في التصوير بكاميرات الاقمار الصناعية التي تعطي صورا واضحة وتحرق الاشياء الصغيرة وهي نفسها المستخدمة في التصوير الجوي للطائرات بالإضافة إلي قدرته العالية علي تحليل الحامض النووي لهذه الاسلحة واكدت وسائل الاعلام الامريكية المختلفة التي تناوليت الجهاز الجديد المختلفة التي تناولت الجهاز الجديد بالشرح تفوق امريكا بأن خبراء إدارة السلاح النووي بوزارة الدفاع نجحوا منذ فترة وجيزة في تصغير الجهاز ليتمكن شخص واحد من حمله داخل حقيبة صغيرة والتجول به في أي مكان وتزويده بالطاقة من بطارية السيارة وكذلك زيادة قدرة الجهاز علي الكشف عن الأسلحة البيولوجية خلال مساحة قطرها يزيد الذاكرة الالكترونية للجهاز بجميع التفاصيل وأنواع الاسلحة البيولجية اليت ظهرت داخل الولايات المتحدة وخارجها نماذج رياضية وتبديل وتوفيق غريبة للمواد السمة والزيوت والمواد المخففة له لزيادة امكانية الجهاز علي القيام بعمله بكفاءة عالية.

سبل مواجهة الحرب البيولوجية

بدأت الولايات المتحدة مبكرا باتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة اخطار الحرب البيولوجية والكيماوية ففي فبراير من عام 1999 نظمت الولايات المتحدة المؤتمر الدولي لمواجهة ارهاب الاسلحة البيولوجية والذي شارك فيه اكثر من 850 عالما مثلوا 46 ولاية امريكية واكثر من 20 دولة منها المانيا والنمسا وكندا واستراليا وفنلندا وفرنسا وخرج المؤتمر بالعديد من التوصيات لمواجهة الجحرب البيولوجية طبق اكثر من 60% منها في الولايات المتحدة وتكلف تحقيق ذلك 1,4 مليون دولار عام 2000 وفيما يلي أهم التوصيات التي خرجت عن المؤتمر:

- اعداد شبكة قوية لرصد انتشار اي وباء منذ لمواجهته وسرعة تشخيص مثل هذه الحالات وكيفية اكتشافها والتعامل معها ثم يأتي دور الدواء والتطعيمات التي ينبغي توفير وتخزين كميات كبيرة منها سواء من المضادات الحيوية المناسبة او من التطعيمات او الفاكسين الذي يمكن ان يستخدم بكميات كبيرة في حالة وقوع حادث من هذا النوع وكذلك الكميات اللازمة من الاقنعة الواقية وربما البدل التي يمكن ان تستخدم في مثل هذه الظروف كما ينبغي توفير الكواشف والأجهزة التي يمكن ان تكتشف نوعية السلاح المستخدم في خلال عينات من الهواء او الماء او التربة والتي ينبغي ان تفرق بين استخدام السلاح الكيمائي والبيولوجي واذا كان السلاح بيولوجيا فهناك من الاجهزة بما يكن ان يكتشف التركيب الجيني له من خلال ساعات قليلة من خلال تحليل الحامض النووي للميكروب المستخدم بطريقة PCR لكي يأخذ المسؤولون حذرهم ويعطون المواطنين الجرعات الوقائية اللازمة السحب الملوثة باشعة الليزر او من خلال رش الجو والابنية والاشياء والملابس بمسحوق البليتش وهو عبارة عن مسحوق صوديوم هيبو كلورايت المبيض الذي يعقم الاماكن والاشياء.

- تدريب الاطباء والعاملين في المجال الصحي لمواجهة واكتشاف مثل هذه الكوارث وليكن معلوما ان الجهات الطبية سواء الاطباء في غرف الاستقبال او الطوارئ في المستشفيات ورجال الاسعاف والممرضات والمعامل يجب ان يكونوا علي اهبة الاستعداد من خلال تدريب سابق ومتكرر.

- تدريب قوات الشرطة ورجال الإطفاء والاسعاف وغيرهم من الذين يكونون اول من يواجه مثل هذه الكوارث بوجودهم في داخل الميدان في مواجهة مباشرة دون ان يعملوا شيئا عن الوقاية منها غذا كانوا غير مدربين علي مواجهتها مما يمكن ان يتسبب في حدوث كارثة.

- تشكيل فريق عمل جماعي لمواجهة مثل هذه المواقف يضم المسؤولين في الصحة والداخلية والمعاهد البحثية والبيئية ومراكز إدارة الازمات وغيرهم من الذين يمكن ان يشاركوا في وضع خطة مناسبة لمواجهة مثل هذه المواقف بحيث يعلم كل فرد منهم مسؤوليته وما يجب عمله لمواجهة مثل هذه المواقف دون تخبط في اتخاذ القرارات التي قد يتعارض بعضها مع الأخر ويعطل من اتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب.

- التعاون والتنسيق بين الدول جميعها لمواجهة هذا النوع من الارهاب ولمنع استخدام مثل هذه الاسلحة فالميكروب لا يحترم الحدود بين الدول ولا تنتقل عدواه من دولة إلي اخرى بجواز سفر او بطاقة شخصية لذا فان الكارثة اذا حديث يمكن ان تنتقل علي شكل وباء لتشمل اكثر من دولة وربما دولا كثيرة اخرى.

إجراءات عاجلة

نظرا لان الحرب البيولوجية اصبحت حقيقة في العديد من الدول هناك اجراءات عاجلة يجب اتخاذها وياتي في مقدمتها:

- اعداد شبكة قوية لرصد انتشار اي وباء في حالة ظهوره منذ البداية انذار مبكر علي غرار الشبكة المعدة من منظمة الصحة العالمية وتتكون هذه الشبكة من متخصصين في جميع المجالات الطبية والبيئية والإعلامية والامنية.

- تحديث شبكات الرصد والقياسات البيئية وامداها بما تحتاجه من أجهزة او كاشف لتكون قادرة علي العمل بكفاءة وسرعة في الكشف عن أي متعلقات في الماء او الهواء (تخرج عن الأنواع او النسب المتعارف عليها دوليا).

- تجهيز معامل التشخيصات الفيوسية باحدث التقنيات والاجهزة التي تمكنها من عزل وتشخيص اي جراثيم بدقة وسرعة والتركيز خاصة علي معامل تابع الجينات التي تكشف عن الاحماض النووية للجراثيم حتى لو كانت مهندسة وراثيا وبالتالي يمكن تحضير اللقاحات المرادفة لها.

- اعداد مخزون كاف من اللقاحات والمضادات الحيوية ومضادات السموم ضد الجراثيم التي يتوقع استخدامها كأسلحة بيولوجية.

- توفير الأقنعة الواقية لا ستخدامها إذا اقتضي الامر.

- للإعلام دور مهم لتوعية المواطنين علما بان الشفافية التامة في شرح المخاطر وسبل التعامل اساسي في طمانة المواطنين لان عدم الدراية الكافية بالأمور تكون عادة من اسباب القلق المبالغ فيه.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 39