المحميات الطبيعية .. تشريعات وقوانين
داود سليمان الشراد
تسعى دول عديدة لحفظ ورعاية الحياة الفطرية على أراضيها، وذلك عبر أساليب عديدة، ولعل أحدها يتمثل في إقامة المحميات الطبيعية Natural Reserve والتي تضم أنواع حيوانية ونباتية شتى.
ومن المعروف أن الهدف الرئيسي من إنشاء المحميات هو الحفاظ على الأنواع النادرة والمهددة بالإنقراض وتنميتها وإعادة توطين الأنواع الفطرية التي اختفت منها إضافة إلى الحفاظ على التنوع الإحيائي.
وتعرف المحميات الطبيعية بأنها مناطق محددة الأبعاد جغرافيا تفرض عليها الحماية بموجب قوانين خاصة من أجل المحافظة على ما تتميز به من التنوع الطبيعي، حفاظا على تلك الموارد من الاستغلال الجائر أو الإنقراض نتيجة المتغيرات الطبيعية والتنموية المختلفة.
وبهدف مواكبة الركب وحماية البيئة المحلية، اتجهت دولة الكويت نحو إقامة عدد من المحميات البرية والبحرية بهدف صون ما أمكن من حيوانات ونباتات هذه البيئة الصحراوية المميزة. وتعتبر محمية صباح الأحمد (جال الزور سابقا) خير مثال على تلك الجهود.
وكان المغفور له سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح قد وقع في عام 1992 في «قمة الأرض» في ريودي جانيرو في البرازيل اتفاقية تطالب بتخصيص 10 % من مساحة دولة الكويت لإقامة وإنشاء محميات طبيعية عليها.
خطط بحثية
إن خطط إنشاء محمية طبيعية في هذه المنطقة تعود إلى أوائل الثمانينيات، عندما قام معهد الكويت للأبحاث العلمية بدراسة حول هذا الموضوع ووضع خطة مناسبة. وفي العام 1990 تم تركيب سياج حول هذه المنطقة إلا أنه دمر خلال الاحتلال العراقي الغاشم للكويت، ومع العام 2000 تم ثانية تأمين المنطقة بسياج، أما في الوقت الراهن فقد تولت وزارة الدفاع مسئولية الحفاظ على هذه المحمية الطبيعية بدلا من الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية، وفي العام 2003 أصبحت المحمية خاضعة لسلطة مركز العمل التطوعي.
إن الهدف من إقامة هذه المحمية الطبيعية في الصحراء هو إعادة توطين الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض، والمحافظة على الصفات الطبيعية للبيئة في الكويت إضافة إلى جعل المحمية تمثل مخزونا استراتيجيا وراثيا للحياة الفطرية.
محميات وطنية
وتضم الكويت عددا من المحميات منها محمية الدوحة ومحمية الجهراء، ومحمية منتزه الكويت الوطني «محمية جال الزور سابقا»، ومحمية الصليبية في كبد إضافة إلى محميات الدراسات الإيكولوجية ومحمية الشقايا، ومحمية أم القرين، ومحمية العبدلية ومحميات المناقيش والمقوع ومحمية خليج الصليبخات.
ومحمية صباح الأحمد الطبيعية تقع شمال شرق الكويت على طريق الصبية بمساحة 320 كيلومتر مربع، يحيطها سياج طوله 110 كم ولها بوابة رئيسية تقع على طريق الصبية، وتتميز بتضاريسها المتنوعة من تلال وسهول، ومنخفضات ومسطحات طينية وشواطئ بطول 16كم.
ولا شك أن افتتاح المحمية يأتي تتويجا لجهود الهيئة العامة للبيئة التي بدأت في التسعينيات بإعلان الجهراء والدوحة محميات طبيعية بهدف المحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض وتنميتها وإعادة توطين الأنواع الفطرية التي اختفت منها، والحفاظ على التنوع الإحيائي واستمرار واستدامة النظام البيئي والمحافظة على إنتاجية الموارد الطبيعية وتنمية المراعي.
تنوع أحيائي فريد
وتوجد في المحمية أنواع عديدة ومتنوعة من الطيور، إذ يمكن مشاهدة طائر العوسق Kestrel،والقنبرة، الهدهد، الذعرة، الصرد Srike، آكل النحل، والمغرد.
وفي أواخر مارس وأبريل وأوائل مايو يكون موسم هجرة الطيور من نصف الكرة الجنوبي إلى نصفها الشمالي، ويبدأ موسم الهجرة في الخريف حينما تهاجر الطيور بالاتجاه المعاكس في أواخر أغسطس وسبتمبر وأكتوبر.
وتمثل الكويت بقعة جغرافية مهمة في مسار الهجرة الرئيسية إذ أن أكثر من 350 نوعا من الطيور يمر عبر البلاد، كما أن هناك أعدادا كبيرة منها تفقس في الكويت وتستوطن فيها على مدار السنة.
إن عدد من المتطوعين قد أنشأوا بعض خزانات المياه والبرك الصغيرة في منتصف الواحة لتوفير الماء للطيور. وهناك أنواع مختلفة من الطيور التي تمر كل يوم خلال موسم الهجرة ويمكن رؤية المئات منها تتوقف هنا للراحة.
أما الكائن المعروف في هذه المنطقة فهو الضب Dabb Lizard، أو السحلية ذات الذيل الشائك ويعيش بكثرة في المحمية.
ومعروف أنه حيوان قديم جدا، ذو رأس كبير وشبيه برأس السلحفاة، وجسم بدين، ومخالب طويلة حادة وذيل خطير مغطى بصوف من الأشواك، ويمكن أن ينمو إلى نحو المتر تقريبا إلا أن هذا الزاحف الكبير نوعا ما هو آكل أعشاب، فهو يستهلك أنواع مختلفة من النباتات بما فيها الأعشاب والزهور والبراعم والبذور والحرمل والحماط، والنباتات المعمرة الأخرى وأحيانا يضيف إلى غذائه الجراد وغيره من الحشرات. وهناك أيضا أشجار السدر Zizyphus الشائكة والصفصاف Prosopis ذات الأوراق الحساسة والزهور الصفراء الطويلة والمتفتحة، أنه مكان رائع وبالنظر في أرجائه يصعب علينا أن نصدق أننا نعيش بالفعل في صحراء الكويت.
أزهار برية
وتظهر في نهاية شهر مارس الأزهار البرية في كل مكان: مجموعة من أزهار النوير البيضاء الصحراوية، فضلا عن مختلف أنواع الحوذان الأصفر، وفي المقابل توجد مجموعات من الحميض الوردية- المحمرة والزاهية Rumex Vesicariys.
وفي المحمية يتواجد نوع جديد من العشب البري لم يشاهد مثله من قبل، وتقف في الظل الدافئ شجيرة عنصيل صحراوية أرجوانية اللون Gunandriris Sisyrinchium متفتحة، وهي الزهرة الوحيدة وسط رقعة كبيرة من النباتات ذات الأوراق القليلة.
وتضم المحمية عدد من الثديات التي تستوطنها مثل القطط المتوحشة والثعالب والقوارض والأرانب، وتم أخيرا ضم الأرانب المتوحشة والذئاب إلى هذه المحمية.
أجزاء المحمية
وتقسم المحمية إلى خمس مناطق هي : تلال جال الزور، ومنخفض وادي أم الرمم، ومنطقة العوجة، ومنطقة شجرة طلحة إضافة إلى السهل الساحلي الذي يقع أسفل تلال جال الزور تجاه البحر:
1- جال الزور
تمتد جال الزور في المحمية بطول 16 كم تقريبا، ويبلغ أقصى ارتفاع بها نحو 150م، ولهذه التلال منحدرات وأودية صخرية ورملية تكونت بسبب الأمطار والسيول منذ سنوات طويلة. وتعتبر من أفضل البيئات الطبيعية التي تتميز بها المحمية لكونها الملاذ الآمن للكثير من الثدييات الكبيرة وفي مقدمتها القط الرملي والثعلب الأحمر « الحصني» الذي تكاثر بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة نتيجة لتوفر المكان والغذاء المناسبين. حيث تعتمد هذه الحيوانات في غذائها بشكل رئيسي على القوارض الصغيرة مثل الفأر الليبي والجربوع، التي تنتسر بشكل كبير في المناطق المجاورة للتلالن وطائر البومة الصغرة الذي يستوطن الأودية والمنحدرات يعشعش بين صخورها والتشققات أيضا، حيث يتغذى على تلك القوارض الصغيرة.
وتنمو في تلك المنطقة شجيرات تميزها عن المناطق الأخرى مثل شجيرات القرضي والأرطى والثندي والكثير من النباتات الحولية من السليح والعضيد والسعيدان.
2- وادي أم الرمم
وهو من أهم المنخفضات والأودية في الكويت بعد وادي الباطن، حيث تبلغ مساحته 13كم² تقريبا ويقع في غرب المحمية وهو قريب جدا من منطقة طلحة، وهو واد طويل الجوانب مع منحدر حجري وتكوينات صخرية، وينقسم منخفض وادي أم الرمم إلى قسمين تصلهما منطقة ضيقة تسمى منطقة العنق وعلى أطرافه العديد من الأودية الصغيرة ذات الإنحدار الشديد، شبيهة بمنحدرات تلال جال الزور، لكنه يختلف عن التلال بتجمع الأمطار فيه على شكل خبرات خاصة بالمستنقعات المالحة والبقع الموحلة التي تتصل بالبحر، في السنوات التي يكثر فيها المطر، والمنخفض غني يشجيرات القرضي والعوسج والنباتات الحولية الأخرى.
ويمكن مشاهدة الكثير من الحيوانات فيه مثل الضربان «الضربول» والثعلب الأحمر، والطيور الربيعية والخريفية وفي مقدمتها الهدهد الصرد الرمادي الكبير «حمامي العربي» والبط البري والبومة النسارية.
وبهدف جعلها بقعة جاذبة بيئيا لمختلف الكائنات الحية، فسوف تقام في المحمية بحيرة اصطناعية N.Lake وذلك من خلال ضخ ملايين الأمتار المكعبة من المياه المعالجة رباعيا في وادي أم الرمم الذي يمر بالمحمية.
نأمل أن تنعكس آثار هذه البحيرة ايجابيا على عناصر الحياة الفطرية النباتية والحيوانية المتنوعة والمتعددة فيها، والتي تنمو وتزدهر فيها بشكل طبيعي في ظل الحماية الحالية.
3- طلحة – شجرة طلحة
توجد في المحمية شجرة قديمة جدا يقارب عمرها 70 عاما تقريبا يطلق عليها شجرة الطلح «السدر الصحراوي» فهي قريبة جدا من منخفض وادي أم الرمم أي غرب المحمية، ولا أحد يعرف كم بقيت شجرة الطلح هذه، أو شجرة السنط Acacia واقفة في هذا الجزء البعيد من الصحراء، إلا إن علماء النبات يقولون أنها لا تزال هنا منذ مئات السنين، كما يذكرون أيضا أن الطلح هي النوع الوحيد من الأشجار الوطنية في الكويت.
ومنذ وقت قريب تم تركيب سياج حول الشجرة لحمايتها، ولكن في العام 1990ن خلال الاحتلال العراقي الغاشم على دولة الكويت، وقعت هذه الشجرة أرضا، إلا أنها استمرت في النمو بشكل أفقي حيث تؤمن فروعها الكثيفة الظل والملجأ لعدد كبير من الكائنات الحية، ولمخلوقات صغيرة أخرى تعيش في الصحراء.
ولهذه الشجرة أهمية كبيرة جدا إذ يأوي إليها الكثير من الطيور خاصة في فترة الربيع والخريف مثل الجوارح الصغيرة مثل (الأشول – الرماني – القفصي – حمام البر ).
وفي مارس من عام 2001 تم رصد تفريخ طائر الزرزور الأندلسي Starling على تلك الشجرة وأشجار الصفصاف القريبة من شجرة طلحة بأعداد كبيرة جدا وعلى شكل مستعمرة وهذا الأمر يعتبر الأول من نوعه في الكويت.
ورغم أهمية هذه الشجرة للطيور إلا أنها أيضا أصبحت معلما لاصطياد وقتل تلك الكائنات الصغيرة.
4- المنحدر الخلفي ومنطقة العوجة
تشمل كل المنطقة التي تقع في شمال غرب المحمية تقريبا، أي خلف تلال جال الزور وهذه المنطقة من أكبر المناطق في المحمية، وتتميز بسهولها المنبسطة وبعض التلال الرملية المتفرقة والمنخفضات السهلية التي تتجمع فيها مياه الأمطار على شكل «الخبرات» أثناء موسم المطر.
وتنمو في هذه المنطقة شجيرات الرمث وتغطي معظم تلك المنطقة بالإضافة إلى بعض شجيرات القتات والكثير من النباتات الحولية مثل النوير والعنصيل والربلة Poantago coronopus والكحيل Echium Rauwalfii التي تنمو في فصل الربيع وتوفر المأوى لكثير من الكائنات الصغيرة وفي مقدمتها الفراش والخنافس والعناكب التي تنشط في فصل الربيع وتشاهد بكثرة في هذه المناطق الأفاعي والسحالي بأنواعها المختلفة وأيضا الضب والورل فهما من الحيوانات المميزة في تلك المنطقة.
وأيضا يجب أن لا ننسى الطيور البرية التي تستوطن السهول المنبسطة لتبني أعشاشها على الأرض كطائر القبرة المتوجة Crested Lark «القوبعة» والقبرة الهدهدية «أم سالم» والقبرة قصيرة الأرجل.
وأما في السماء فتنتشر الجوارح الكبيرة على شكل أسراب تحوم فوق المنطقة باحثة عن غذائها في السهول ومن أشهرها عقاب السهول – مرزة البطائح Marsh harrier «مسح الريضان» – النسر الأسود – الحدأة السوداء.
5- السهل الساحلي
وهذه المنطقة تقع أسفل تلال جال الزور باتجاه البحر فهي عبارة عن سهل ساحلي بطول 16 كم تكثر فيه السبخات خاصة كلما اقتربنا من البحر وينمو في هذا السهل خليط من الشجيرات المعمرة المقاومة للملوحة مثل الغردق Nitraria Retusa والهرم والعجرف والكثير من النباتات الحولية.
وتم زراعة أجزاء عديدة من المحمية بأشجار القاف والطلح بالقرب من بوابة الجانب البري من المحمية تلا ذلك جرى إطلاق سراح 15 غزالان وإطلاق 10 حبارى و 10 صقور ومجموعة من الأرانب وثلاثة ذئاب.
ولا شك أن إطلاق عدد من الحيوانات والطيور منها الصقور والنيض «أبو الشوك» والغزلان والذئاب كان أمرا رمزيا إذ أنه سوف يتم أيضا إطلاق 200 ظبي وحيوانات أخرى قادمة من السودان وسوريا بهدف إعادة أنواع كثيرة من الحيوانات والطيور إلى موائلها التي افتقدتها البيئة الكويتية من أجل أن تتمكن الأجيال الحالية من رؤيتها.
تشريعات وعوائق
وتشكل المناطق الموحلة من المحمية عائقا طبيعيا أمام تخريب وتدمير الإنسان، ولكن الناس الذين يقتحمون المحمية كاسرين السياج يشكلون مشكلة حقيقية، وبعض الأشخاص الذين يدخلون الجمال أثناء الليل للرعي، أو باحثين عن الفطر «فقع» ويأتي آخرون للتجول في عرباتهم وتدمير طبقة السطح الهشة، كما يأتي البعض لزيارة المكان ببساطة للتمتع بجماله.
وينظر إلى قانون المحميات على أنه يعد قفزة كبيرة في العمل البيئي، إذ يعتبر الجزر والمناطق البحرية والمحيطة بها محميات طبيعية، وكذلك جميع الشعب المرجانية الواقعة في البحر الإقليمي للكويت وغيرها من المناطق الطبيعية.
ويحظر هذا القانون إدخال أي نوع من الحيوانات أو النباتات التي لا تنتمي إلى البيئة في المحميات الطبيعية بصفة عامة، أو المساس بها أو التعرض أو الأضرار بالكائنات البرية أو البحرية داخل المحميات أو إتلاف محتوياتها بأي شكل من الأشكال.
ويشمل قانون المحميات صيد الأسماك والروبيان والمحار وغيرها من الكائنات الحية، وإدخال الحيوانات الجارحة أو صيد أو قتل الحيوانات البرية أو الإمساك بها أو مطاردتها أو إتلاف أعشاشها أو جحورها أو إزعاجها، وكذلك أعمال الرعي أو إدخال الأغنام أو المواشي أو غيرها من حيوانات الرعي، أو إتلاف النباتات البرية أو اقتلاعها أو إشعال الحرائق كذلك يحظر القانون حركة السيارات والمركبات خارج الطرق المرصوصة أو الممرات المخصصة لذلك، كما يمنع إبحار أو رسو السفن والقوارب وحركة المركبات البرمائية أو غيرها من المركبات المشابهة في مناطق المد ومسطحات الطمي– أو إقلاع وهبوط الطائرات بأنواعها أو الطيران على ارتفاعات منخفضة فوق وبالقرب من المحمية.
وهذا القانون المميز والنوعي يمنع إقامة المخيمات أو المنشآت الترفيهية سواء الدائمة أو المؤقتة في غير الأماكن المخصصة لها، أو إتلاف سياج المحميات أو تخريبه بأي طريقة من الطرق، مع وجود عدد من العقوبات بحق المنتهكين له.
وأخيرا فإن هناك درويات عسكرية ودوريات تابعة لوزراة الداخلية ولكنها، للأسف لا تكفي لكبح الأعمال والتصرفات اللامسئولة التي يرتكبها عدد من الناس ولهذا لا بد من زيادة الوعي البيئي عند الجميع.
ورغم الجهود والأعمال الجبارة التي يقوم بها العديد من محبي البيئة، إلا أن المحميات تواجه مشاكل عديدة تتمثل في كسر أو تخريب السياج الخارجي، والصيد، والرعي داخل المحمية وغيرها.
كما أن إدارة المحميات غير متكاملة نظرا لتعدد الجهات المتخصصة بإدارة وحماية المحميات، كما لا تتوفر فهي تعاني من عدم توفر الضبطية القانونية لدى العاملين بالمؤسسات ذات العلاقة، وقليلا ما تقوم الجات المسئولة بإعداد الدوريات ورصد ومراقبة الكائنات الحية وتقييم الوضع الراهن لها، وهي معلومات مهمة يجب الاستمرار في تنفيذها لتحديد الوضع الراهن للأنواع ومراقبة أوضاعها.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 107