داء الملوك .. عندما يفشل الجسم في مهامه الطبيعية
أمل جاسم
النقرس أو داء الملوك وهو مرض مزمن يؤدي إلى أورام شديدة في المفاصل، ويأتي نتيجة فشل الجسم في أداء مهمته الطبيعية لتحليل أنواع معينة من البروتين مما ينتج عنه زيادة كبيرة في حمض اليوريك تتجمع في الدم.
ويترتب على ذلك أيضا تجمع بلورات حمض اليوريك في الأنسجة حول المفاصل. مما يؤدي إلى ظهور أورام مفاجئة تكون عادة في القدمين وهو ما يعرف بإلتهاب المفاصل النقرسي.
والترسيب يحدث أيضا في أصابع اليد وأحيانا في الركبة والكاحل، لكنه في %50 من الحالات يظهر في الإصبع الكبير للقدم.
تنقسم مصادر حمض اليوريك إلى مصادر خارجية عن طريق الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من مادة البيورين مثل اللحوم والكبد والكلى، ومصادر داخلية تنشأ عن التمثيل الغذائي للبيورينات الموجودة في أنوية الخلايا. وينتج عن تناول اللحوم حوالي 200-500 ملجم من حمض اليوريك، أما التمثيل الغذائي للبيورينات داخل الجسم فيعطي حوالي 300-600 ملجم تفرز في البول يوميا.
نوبات النقرس تأتي على فترات من الألم الشديد بالمفاصل مع التورم والإحمرار والتصلب ويزيد الألم في الصباح. مع طول فترة المرض يظهر نوع من العقد الصغيرة المزمنة تسمى عقد أو (Tophi) وتكون بالكفين والقدمين وباقي غضاريف وعضلات الجسم وخاصة غضروف الأذن.
يظهر النقرس في الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع في نسبة حامض البوليك والفضلات، وينتج حامض البوليك نتيجة التفكك الطبيعي لخلايا الجسم. ويقوم الجسم بامتصاص حامض البوليك بشكل طبيعي في الدم، ومن خلال الدم يصل إلى الكلى ويخرج مع البول إلى خارج الجسم. وفي بعض الحالات لا تتم هذه العملية بشكل طبيعي وذلك بسبب أحد إحتمالين:
قيام الجسم بإفراز نسبة كبيرة من حامض البوليك أو أن يفرز الجسم النسبة الطبيعية من الحامض ولكن يتم التخلص من نسبة قليلة منه في البول. وفي كلتا الحالتين يتركز حامض البوليك في جسم الإنسان ويصبح في شكل البلورات التي تترسب في المفاصل وتتسبب في وجود التهابات ينتج عنها تضخم في المفاصل.
الحد الأقصى لحمض اليوريك في مصل الدم هو 7 ملجم % بالنسبة للرجال، و5 ملجم % بالنسبة للنساء.
من العوامل التي تتسبب في إفراز الجسم لكمية زائدة من الحامض أو التخلص من كمية قليلة منه الوزن الزائد، عدم علاج ضغط الدم المرتفع، الجراحات، قلة النشاط أو الحركة، العقاقير المستخدمة لعلاج ضغط الدم والتي تعمل على خفض نسبة الأملاح والماء في الجسم، الحالات المزمنة مثل مرض السكر وإرتفاع نسبة الدهون في الدم أو ضيق الشرايين، كما تلعب الجينات الوراثية دور مهم في الإصابة بالنقرس.
أثبتت الإحصائيات أن فردا واحدا من كل أربعة أشخاص مصابون بالنقرس يوجد تاريخ عائلي لمرض النقرس في أسرته.
لا يوجد عقار لمرض النقرس وهدف العلاج هو التقليل من نسبة حامض البوليك بشكل طويل الأمد، معظم هذه العقاقير يتم تناولها بعد انتهاء الإصابة حيث أن تناول العقاقير أثناء وجود الألم يزيد الحالة سوءا.
تستخدم عقاقير مضادة للالتهابات لتخفيف الألم، كما يفيد أيضا استخدام أكياس الماء البارد والدافيء على تخفيف الألم.
وهناك أغذية يجب تجنبها لمرضى النقرس مثل: الأكلات الدسمة والدهون، العدس والبقول أثناء النوبات الحادة، اللحم والسمك والدجاج أثناء النوبات الحادة المربى المحتوية على بذور، التين والفراولة والتوت، التوابل والمخللات والبهارات أثناء النوبات الحادة، الباذنجان والقرنبيط والسبانخ والخرشوف أثناء النوبات الحادة.
أما بالنسبة للاغذية التي تفيد في علاج مرضى النقرس فهي: عصير الليمون حيث له أثر فعال في إذابة الأملاح المترسبة في المفاصل، الأناناس، الكركديه، عصير العنب يعمل على تخفيف نسبة حمض البوليك في الدم، الخيار، الكراث، الفجل والكرفس والزنجبيل.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 105