عددها 80 منطقة في العالم وبينها اصطناعية
الأراضي الرطبة .. أنظمة بيئية وأهمية اقتصادية
أحمد محمد أشكناني
الأراضي الرطبة تعد مناطق انتقالية، فهي تعتبر من بين الأنظمة البيئية الأكثر انتاجية في العالم مقارنة بالغابات المطرية وسلاسل الشعاب المرجانية. فهي أنظمة بيئية لها قيمتها حيث أنها تشغل 6% من مساحة اليابسة في العالم.
قدر أن الأراضي الرطبة ذات المياه العذبة تضم أكثر من %40 من كل فصائل العالم و%12 من كل الفصائل الحيوانية، فليس كل أرض بها ماء تعرف بأنها رطبة، فهناك أنواع متعددة ومختلفة من الأراضي الرطبة لكن من الناحية البيولوجية هناك 3 شروط أساسية لإدراج الأراضي تحت خانة الأراضي الرطبة:
- وجود المياه (الهيدرولوجيا).
- تربة خاصة (التربة المشبعة بالمياه).
- النباتات التي تحتمل الماء (النباتات المائية).
الأهمية البيئية للأراضي الرطبة
تساهم الأراضي الرطبة في الحفاظ على التوازن البيئي بين الأجناس الحيوانية والنباتية المتنوعة و تحتوي الأراضي الرطبة عادة على المستنقعات والبحيرات الضحلة أو مصبات الأنهار، حيث أنها تخزن المياه، كما أنها تحد من تآكل التربة وتآكل الشواطئ فهي تعمل كحاجز بالإضافة إلى أنها تحسن نوعية المياه والتخلص من المواد السامة كما أنها تعتبر محطات توقف قيمة للطيور المهاجرة فهي تمد الحياة البرية المائية والأرضية بالغذاء والموئل الطبيعي وأماكن التكاثر ومناطق الاستراحة، فهي تعمل على السيطرة الأولية على الفيضانات كما أنها تعمل على تحقيق الاستقرار في الظروف المناخية المحلية وتخزين الكربون.
اتفاقية رامسار
وتعتبر الاتفاقية الموقعة في رامسار – إيران عام 1971 بمثابة معاهدة بين الحكومات وتشكل في مجملها إطاراً للعمل الوطني والتعاون الدولي من أجل الحفاظ على الأراضي الرطبة ومواردها واستخدامها الاستخدام الحكيم، وتضم الاتفاقية حتى اليوم (144) جهة موقعة وتتلخص الرسالة التي تحملها هذه الاتفاقية في الحفاظ على الأراضي الرطبة واستخدامها بطريقة حكيمة ومن خلال العمل الوطني والإقليمي والتعاون الدولي، بشكل يسهم في تحقيق التنمية المستدامة في جميع أنحاء العالم وفي عام 1995 تأسست منظمة الأراضي الرطبة الدولية ومقرها في هولندا وهي تعمل على حماية الأراضي الرطبة الدولية بالتعاون مع كل حكومات الدول بناء على اتفاقية دولية بشأن حماية الأراضي الرطبة وتعاني كثير من الأراضي الرطبة في العالم من التلوث والصيد الجائر الذي يهدد أنواع معينه من الكائنات الحية. كما تتعرض الكثير من الأراضي الرطبة إلى التجفيف عن طريق نزح المياه وذلك لاستغلال الأراضي في التنمية.
أنواع المناطق الرطبة
وتعتبر منطقة التبت الذاتية الحكم (جنوب غربي الصين) هي أعلى وأكبر أرض رطبة طبيعية حضرية في العالم، وبفضل الحماية الفعالة اتسعت مساحتها من ما يقل عن 6 كيلومترات مربعة في نهاية القرن الماضي إلى 2,6 كيلومتر مربع حاليا، ووصلت نسبة غطائها النباتي وقوامه السبخات إلى أكثر من 95 %.
وعدد المناطق الرطبة الهامة في العالم 80 منطقة وهناك نوعان من المناطق:
أولا: المناطق الرطبة الطبيعية:
- السباخ
- الشطوط
- البحيرات
- المستنقعات
- الأنهار
- المروج
ثانيا: المناطق الرطبة الاصطناعية:
- السدود
- المحاجر المائية
العوامل المؤثرة على المناطق الرطبة
المناطق الرطبة معرضة لتأثيرات شتى والتي هي في مجملها ناتجة عن نشاط الإنسان وقد يترتب على ذلك ما يلي:
- الطمي الناتج عن عامل التعرية و الانجراف بالمناطق المجاورة.
- الاستغلال الزراعي المفرط
- الري اللاعقلاني وغير المراقب المتمثل في ضخ المياه إلى حد غير معقول
- الصيد بنوعية (اسماك وطيور)
- التلوث بأنواعه
- توسيع الأنسجة العمرانية على حساب المناطق الرطبة.
ولقد تأثرت البيئة البحرية في شمال جزيرة بوبيان الكويتية والتي كانت موطنا لتكاثر الأسماك فيها وذلك لتغير طبيعة المياه المتدفقة إليها وغذاء الأسماك والطيور منه وذلك بسب تجفيف الأهوار العراقية.
والأهوار العراقية هي مسطحات مائية من اكبر البحيرات في الشرق الأوسط وتعتبر من أقدم الملاذات الطبيعية في العالم وقد أطلق عليها الرحالة «فينيسيا الشرق» وفرت مأوى طبيعياً لسكان وادي الرافدين وكانت تغطي مساحة بين 20 ألف كيلومترا مربعا لكنه وبفعل عمليات التجفيف التي مارسها النظام العراقي السابق حيث تقلصت مساحة الأهوار التي تحتضنها ثلاث محافظات جنوبية هي البصرة والعمارة والناصرية إلى 2000 كيلومتر مربع.
الفائدة الاقتصادية
وتمثل الأراضي الرطبة أهمية إقتصادية كبيرة لكونها مصدرا للثروة السمكية والحيوانية فهي تعمل على تأمين المخزون المائي من حيث الكمية والنوعية، والزراعة المستدامة وصيد الأسماك المستدام، والمراعي المستدامة وموارد الطاقة والموارد البرية كما أنها توفر الأغذية وغيرها من المنتجات للاستخدام البشري فهي مصدر للوحي الجمالي وجزء من الإرث الثقافي المحلي.
قيمة النظم البيئية الطبيعية تقدر بـ 33.000 مليار دولار أمريكي وتقدّر قيمة النظم البيئية العالمية للأراضي الرطبة بـ 14.900 مليار دولارًا وتشكل وظائف الأراضي الرطبة 45 % من المجموع العام.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 98