نبات صحراوي يتحدى الصحراء
العرفج .. الزهرة الوطنية لدولة الكويت
أحمد محمد أشكناني
تنتشر النباتات البرية في الصحاري والقرى والواحات والجبال والوديان والسهول، وعادة ما تنبت دون تدخل الإنسان ومنها المعمر أي الذي يبقى لعدة سنوات هناك الحولي أي السنوي الذي يعيش لفترة قصيرة من ثم يموت بعدها وينب مرة أخرى في السنة التالية من البذور التي سقطت منه في السنة السابقة، تتميز النباتات الصحراوية بقدرتها على النمو في ظروف المناخ الجاف، ولهذا يلحظ أن معظمها عبارة عن نباتات شوكية صغيرة الأوراق كالصبير أو أعشاب أو شجيرات قصيرة، وهي نباتات فقيرة جداً نتيجة لقلة الأمطار، وتظهر في المناطق التي يقل متوسط الأمطار فيها عن 10 بوصات.
تقسيم النباتات
يتم تقسيم هذه النباتات إلى ثلاثة أقسام من حيث ملاءمتها للمناخ كالتالي :
1- نباتات الصحاري الحارة : وتتميز بمقاومتها للجفاف من خلال طول جذورها، أو اختزان الماء في أوراقها وسيقانها، وتوجد هذه النباتات في الغالب في نطاق نظام المطر الصحراوي بين
دائرتي عرض 20 إلى30 شمالاً وجنوباً، وتعد نباتات شبه الجزيرة العربية من نباتات الصحاري الحارة.
2- نباتات الصحاري المعتدلة : وتتركز في العروض الوسطى داخل القارات وهي أغنى نسبياً من نباتات الصحاري الحارة.
3- نباتات الصحاري الجليدية (التندرا) : وتقع شمال دائرة عرض 70 شمالاً وجنوب دائرة عرض 70 جنوباً في القارة المتجمدة الجنوبية وأهم نباتاتها الطحالب.
نبات العرفج
يعتبر نبات العرفج من أشهر النباتات الصحراوية المعمرة في دولة الكويت وفي وسط وشمال وشرق المملكة العربية السعودية وفي جنوب الجمهورية العراقية وجنوب غربها ومملكة البحرين ودولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة، ونبات العرفج له مكانة كبيرة عند العرب لجمال شكله ورائحته الزكية وفوائده الاقتصادية. يتعرض نبات العرفج إلى الرعي الجائر وخاصة في موسم الربيع وينتزع أهل الصحراء النباتات الجافة منه لاستخدام حطبه في التدفئه والطهي او قد يخزن وقت الجفاف كعلف يقدم للماشية، ويختلط نبات العرفج مع نبات الرمث والثندي وكذلك تعيش على جذوره نباتات طفيلية مثل الطرفس او الطرثوث وعلى أغصانه نبات العروق.
ونبات العرفج من أفضل النباتات الرعوية للإبل والأغنام وحطبه سريع الإشتعال وجذوره تظل مشتعلة لمدة طويلة كالفحم بالإضافة إلى رائحته الزكية ويعتبر من النباتات ذات القيمة الغذائية المرتفعة حيث يحتوي على 61% الياف 39% رماد 7% دهون 0.5% بروتين 4% وينتشر نبات العرفج في الكويت بمساحات كبيرة وخاصه في المناطق الشمالية الشرقية والجنوبية ويبدأ بالنمو عندما تنخفض درجة الحرارة وتتساقط الامطار ويبلغ ذروة نموه عادة في مارس وازهاره في ابريل ويجف عندما يبدأ فصل الصيف وتتساقط اوراقه ويبقى راقدا الى ان تتساقط الامطار من جديد وللعرفج جهاز وتدي مشعب يمتد إلى عمق متر او اكثر في طبقات التربة ويتوزع افقيا إلى مدى متر.
أوراقه
تنمو أوراق العرفج متعاقبة ومتباعدة عن الساق وتكون أوراق العرفج غضة خيطية مستطيلة أما أزهار العرفج فهي صفراء اللون وصغيرة يتراوح طولها المتوسط بين 6 – 10 ملم وعرضها بين 7-15ملم وتنمو في نهاية الفروع ولها رائحة زكية وعندما تجف تتحول إلى أشواك تلتصق بالأجسام التي تتصل بها.
جذوره
جذر العرفج ليفي وهو وتدي عميق يمتد إلى أكثر من مترين تحت الأرض، تنمو للعرفج براعم أو أغصان جديدة خلال شهري يناير أو فبراير أي بعد ستة أسابيع تقريبا من سقوط أول أمطار الخريف التي تسقط غالبا في أواخر شهر أكتوبر أو شهر نوفمبر ويبلغ العرفج ذروة نموه في فصل الربيع وفي دخول فصل الصيف وإشتداد درجة الحرارة وعند توقف معدل ارتفاع درجة الحرارة يبدأ العرفج بالجفاف تدريجيا وتتساقط معظم أوراقه ومع ازدياد الجفاف تتكون على العرفج طبقة شمعية رقيقة تحميه من الجفاف وشدة الحرارة، وبذور العرفج تكون صالحة للإنبات لعدة سنوات تحت ظروف الجفاف القاسية.
تكيفه مع ظروف الصحراء
امتداده
يمتد مجتمع نبات العرفج على شكل شريط في وسط وشرق دولة الكويت ويوجد أيضا في أقصى شمالها على حدودها مع الجمهورية العراقية، وفي الماضي كان نبات العرفج يغطي مساحات كبيرة من الأراضي الكويتية ولكن مع بداية اكتشاف النفط والتطور العمراني في دولة الكويت بدأ نبات العرفج في التناقص بصورة كبيرة، وقد صدر مرسوم أميري بمنع قطعة، واختيرت زهرته لكي تكون الزهرة الوطنية للدولة وكان ذلك في عهد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح رحمه الله في عام 1983.
يعتقد القلة من الناس بأن نبات العرفج يساعد على القضاء على الوسواس والقلق وتقوية الحواس وفتح الشهية وإدرار البول وعلاج اليرقان ولكنها لم تثبت علميا.
استخداماته
تستخدم أوراق وأزهار العرفج في حالات طبية محدودة فهو يستخدم كمطهر للجروح وعلاج الصداع، ولطيب رائحته كان يوضع بعضها أسفل اللسان لتكون رائحته زكية ولإزالة نتانة المعدة ونبات العرفج يحتوي على زيت طيار ومواد تربينية ومواد عطرية.
وكان سكان القرى والبدو قديما يضعون أوراق وأزهار العرفج بين الأقمشة والثياب للمحافظة عليها من العتة ولتكتسب الثياب رائحة زكية وكانوا أحيانا يستفيدون من جذوره وفروعه في سقف البيوت.
المحافظة على نبات العرفج
هناك عدة سبل للمحافظة على نبات العرفج تمثلت في التالي:
وصف العرفج
جاء وصف العرفج في لسان العرب بأنه نبت وقيل: هو ضرب من النبات سهلي سريع الانقياد، واحدته عرفجة، ومنه سمي الرجل؛ وقيل: هو من شجر الصيف وهو لين أغبر له ثمرة خشناء كالحسك؛ وقال أَبو زياد: العرفج طيب الريح أغبر إِلى الخضرة، وله زهرة صفراء وليس له حب ولا شوك. ولمكانة النبات العرفج عند العرب فقد ورد اسمه بالأمثال:
“ كمن الغيث على العرفجة “ أي أصابها وهي يابسة واخضرت.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 95