التصحر يهدد الاستقرار العالمي
وتستطيع عمليات زراعة محاصيل محسنة وغابات في الاراضي الجافة التي تغطي أكثر من 40 في المئة من الاراضي في الكرة الارضية ابطاء التصحر وتساعد ايضا في التصدي لارتفاع درجات حرارة الكوكب الذي تتحمل الغازات المنبعثة من استخدام الوقود الحفري جانب كبير من مسؤوليته. وتمتص النباتات ثاني اكسيد الكربون العامل الاساسي الذي يسبب ظاهرة الاحتباس الحراري خلال عملية التمثيل الغذائي. ولكن هذا الغاز ينبعث منها عند حرقها او تعفنها وقد يطور سوق الكربون آليات مالية لدعم الاتجاه الى زراعة الاراضي الجافة. ومن بين الجهود التي بذلت للتصدي لزحف الصحاري زرعت الصين «سورا اخضر عظيما» طوله 700 كيلومتر من الاشجار يتخللها غطاء من الحشائش. وتزرع الجزائر ايضا جدارا اخضر في مواجهة الصحراء. وإن السياحة البيئية وظائف في المناطق الصحراوية وتساعد السكان على البقاء. بل ان مزارع الاسماك قد تكون حلا كما ثبت ذلك في بلدان منها اسرائيل وباكستان ومصروأن 50 مليون شخص بما يعادل عدد سكان جنوب افريقيا او كوريا الجنوبية معرضين لاحتمال الاضطرار الى ترك منازلهم بسبب تصحر لا يمكن السيطرة عليه في العقد القادم. واكبر منطقة على الارجح هي الصحراء الكبرى في افريقيا حيث ينتقل الناس الى شمال افريقيا او الى اوروبا... المنطقة الثانية هي جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق في وسط آسيا. وأنه من الصعب عزل التصحر عن عوامل اخرى تجعل الناس يتركون اماكن سكناهم مثل الفقر او الصراعات المسلحة والمثال على ذلك الذي يحدث في دارفور في السودان. وظهر التصحر كازمة بيئية على مستوى عالمي وحاليا يؤثر على ما يقدر بنحو 100 الى 200 مليون شخص ويهدد حياة ومصادر ارزاق عدد اكبر بكثير، وفقدان التربة للانتاجية وتدهور انشطة دعم الحياة التي تقدمها الطبيعة تشكل اخطارا وشيكة على الاستقرار الدولي. صدرت دراسة عن الأمم المتحدة حذرت فيها من أن التصحر قد يخرج عشرات الملايين من الاشخاص من ديارهم في أفريقيا جنوب الصحراء ووسط آسيا. وأن النازحين بسبب التصحر يشكلون ضغوطا جديدة على الموارد الطبيعية وعلى المجتمعات الاخرى القريبة ويهددون الاستقرار الدولي.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 94