بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

الباندا

الباندا

الباندا .. إلى زوال بعد 25 عاما! 

دلال جمال 

الباندا أو الدب الصيني حيوان ضخم يتدرج من عائلة الدب وموطنه الأصلي غابات الخيرزان في المنحدرات العليا في غرب وجنوب الصين، اسمه العلمي Ailuropoda Melanoleuca أي الحيوان الأبيض والأسود، يمكن بسهولة التعرف عليها من خلال الهالات السوداء الموجودة حول عينيها وأذنيها وجسمها الضخم المستدير والرأس الكبير وأذنين صغيرتين سوداوتين ووجها أبيض به بقع سوداء في كلتا العينين وذنبه الصغير.

الحاضنة الصينية

يتميز بأرجله التي تشبه القطط وهو يعيش الآن في غابات الخيزران Bamboo   في الصين بعدما كان يعيش في أماكن عديدة حول العالم في الخمسين سنة الماضية، ومن أشهر الأماكن التي تأوي الباندا مقاطعة سيشوان الصينية، وتفتخر الصين على دول العالم بأنها الحاضنة الوحيدة والمناسبة لدببة الباندا وهي نوع جميل يفوق جمالها الدببه السوداء والبنية والارجوانية المنتشرة في غابات العالم وحتى الدببة القطبية البيضاء، وتحاول الحكومة الصينية الحفاظ على هذا النوع لندرته وجمال شكله حيث تعتبر هذه الفصيلة من الدببه رمزا من أغلى الرموز الوطنية لدى الصينيين وهي في نفس الوقت تعاني من صعوبة شديدة في التكاثر. وفي عام 1963 أنشأت الصين 39 محمية طبيعية حيث أن محميات الباندا مبعثرة على محافظات سيشوان وشنزي وقانسو على حده وبلغت مساحة المحميات 2050 هكتار مما يؤدي بالفعل إلى حماية فصائل الباندا.

يتراوح طوله بين 2 إلى 3 أقدام وقد يصل إلى 6 أقدام والذكور أكبر حجما من الإناث وتزن مايقرب من 110 كيلو جرامات بينما تزن الإناث مايقرب 95 كيلو جراما.

طعام الباندا

%99 من طعامها هو الخيزران فضلا عن الحشائش والقوراض الصغيرة والسمك والزهور أحيانا، أما في حدائق الحيوان فيزيد على الخيزران قصب السكر والجزر والتفاح والبطاطس والعسل والبيض.

التكاثر

ويعرف عن الباند انطوائيتها الشديدة وعدم رغبتها في التعايش مع الإنسان وكانت تقارير ميدانية أفادت بأن الصينيين عجزوا عن تحقيق عملية التزاوج بين ذكور وإناث الباندا الأمر الذي اضطر المعنيين للإستعانة بحقن اللقاح لضمان تكاثر هذا الحيوان.

وتلد أنثى الباندا جروا أو جروين مرة واحدة بالسنة وعادة ماتكون هذه الجراء متناهية في الصغر إذ يصل حجم الواحد منها 140 جرام فقط .

يعتبر الإنسان هو المتهم الأول والسبب الرئيسي في انقراض الباندا فقد تخلص من مساحة شاسعة من الغابات خلال القرن الماضي سواء لاستخدام اخشابها أو لاستغلالها كأراض زراعية، وقد أدى هذا الإضطراب البيئي في الغابات إلى مخاطر أصعب وأشد حيث جلب معه الفيضانات والعواصف العاتية التي تهدد يوميا الملايين من البشر والحيوانات وعلى رأسها الباندا، فبالرغم من أن الباندا عاش في الأماكن المنخفضة قديما فإنه بفعل تلك الاضطرابات وبفعل زحف الإنسان إلى بيئته اضطر إلى الفرار للغابات الجبلية الباردة عند ارتفاعات تقدر بنحو 5000 إلى 10000 قدم.

الانقراض

وفقا أفضل تقدير للعلماء فإن هناك مايقارب من حوالي 1000 باندا فقط في غابات الصين زيادة على 100 في حديقة حيوان الصين وشمال كوريا فضلا عن 15 أخرى حول العالم، حيث نقص عدده إلى مايقارب النصف في العشرين سنة الماضية بل ويحذر العلماء من فنائه خلال 25 سنة القادمة.

وفي عام 1972 منحت الصين حيوانين من الباندا العملاقة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ومختلف حدائق الحيوان الأوروبية ولكن معظم محاولات تكاثرها في الحدائق خارج الصين باءت بالفشل.

وقد نجحت في عام 1999 تجربة انتاج جنين لدب الباندا باستخدام بويضة أرنب ولكن التجربة لم تكتمل نظرا لما ثار حولها من جدل في الصين وهي الموطن الأصلي لهذا النوع من الدببة إضافة الى نجاح هذا الأسلوب في انتاج اشبال حية للدب غير مضمون. ويعتبر التوصل لوسيلة لإنقاذ دب الباندا من الانقراض من أكبر التحديات التي تواجه علماء الحيوان بالصين، لأن تلك الفصيلة من الدببة رمز من أغلى الرموز الوطنية هناك، ولاسيما وأنها تعاني من صعوبة شديدة في التكاثر.

ومن أكبر المشاكل التي تعترض نجاح الفكرة هي إيجاد مضيف يصلح لإحتضان جنين الباندا المستنسخ, وعلى الرغم من استخدام بويضة أرنب لإنتاج الجنين سيحول دون استخدام انثى أرنب لحضانة البيضة المخصبة ومن النادر جدا أن يكتمل حمل أنثى الباندا وهو ما دعا  إليه العلماء الصينيين إلى البحث في إمكانية إيجاد حيوان بديل لحمل أجنة الباندا.

ومن أبرز الإنتقادات لهذه الفكرة انها مضيعة للموارد في محاولات لا طائل من ورائها بدلا من استخدامها لدعم أبحاث في وسائل طبيعية لإنقاذ الباندا. 

بنك الباندا

وفي بداية عام 2005 وبالتحديد في مدينة تشنفدو بمقاطعة سيشوان افتتح بنك هو الأول من نوعه في العالم وهو بنك مخصص لحيوان الباندا المهدد بالإنقراض.

يضم البنك المنتجات الحيوانية الرئيسية لهذا الحيوان النفيس من موارد الجينات والخلايا والحمض النووي وغيرها من الموارد الضرورية لخدمة مشروع استنساخ هذا الحيوان، ولم تتوج أي من المحاولات لاستنساخه رغم نجاح العلماء في توليده اصطناعيا عبر تقنية الأنابيب.

وتم في الآونة الأخيرة تغيير نظام التغذية للباندا لحمايته من سوء التغذية والأمراض، وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية عن بسكويت على شكل الخيزران المحبب للباندا مليء بالفيتامينات والمعادن والألياف في محاولة لحمايته من سوء التغذية وقلة الشهية، وقد وجده الباندا بالفعل شهيا ولذيذا.

ومن الطريف يعتبر الباندا أيضا رمزا لصداقة الصين مع بلدان العالم الأخرى حيث تقدمه كهدية للدول التي ترتبط معها بعلاقات وطيدة شريطة استعادته مرة أخرى بعد فترة زمنية محددة يتم الإتفاق عليها بين الجانبين وهو مايكسبه صفة الهدية الوحيدة المستردة!!.

تلقيح صناعي

تمكن أطباء أمريكيون من إجراء عملية تلقيح صناعى ناجحة لأنثى باندا عملاقة بعد أن فشلت فى الانجاب بشكل طبيعي، وأشار مسؤولون فى حديقة الحيوانات الوطنية فى سميث سونيا بواشنطن، إلى أنه تقرر إجراء العملية لأنثى الباندا «ماى كزاينج» بعد فشلها فى الإنجاب بشكل طبيعى من شريكها «تيان تيان».

وأجرى بيطريون عملية التلقيح الصناعى دون جراحة، إذ بعد تخديرهم للحيوانين نقلوا السائل المنوى من الذكر ووضعوه مباشرة فى رحم الأنثى.

ويصاب الاطباء البيطريون بالاحباط نظراً لأن موسم تزاوج هذا النوع من الحيوانات قصير جداً لأنه لا يتزاوج بشكل طبيعى إلا ليوم أو يومين فقط فى العام.

وقال العلماء إنهم سيفصلون زوجى الباندا لعدة أشهر لمعرفة ما إذا كانت الانثى ستحمل أو لا، ولتقليص الخطر الذى يسببه هرمون الضغط لأنثى الباندا خلال فترة الإباضة، كما سيخضعونها لفحوصات ما بعد السمعى ومراقبة حالتها عن كثب.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 101