بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

محمية بنتاعل

محمية بنتاعل

أصغر المحميات الطبيعية اللبنانية 

بنتاعل .. غابة صنوبرية على طريق هجرة الجوارح 

دلال جمال 

هي الحديقة الطبيعية الأولى في الجمهورية اللبنانية على الناحية الشمالية لمدينة جبيل التاريخية شمال العاصمة بيروت، وهي اصغر المحميات الطبيعية في لبنان لكنها الأكثر غنى وتنوعا بيولوجيا وتعتبر مكانا حيويا للطيور المهاجرة. وتبلغ مساحتها  5.1 كلم مربع وتم انشاؤها بمبادرة أهلية من أبناء بلدة بنتاعل في عام 1981 الذين قدموها لوزارة البيئة اللبنانية.

أنشئت محمية بنتاعل الطبيعية بموجب القانون رقم 11 بتاريخ 25 شباط 1999 وتديرها لجنة محمية بنتاعل الطبيعية التي تتكون من 12 شخصا تحت إشراف وزارة البيئة.

على سفوح الجبال شمال شرق مدينة جبيل، تقع غابة صنوبرية تشكّل محمية بنتاعل الطبيعية، وتقع المحمية على طريق هجرة الطيور كالنسور والصقور وغيرها من الجوارح وتشكّل بالتالي موقع اهتمام لعشاق الطيور. يمكن للزوار الوصول إلى المحمية عبر مدخلين  أولهما قرب قرية مشحلان والثاني في أعالي منطقة بنتاعل. ميزت الامطار المحمية بصخور رائعة كأنها لوحات ذات ابعاد ومقاييس والوان مختلفة.

غابة الصنوبر في محمية بنتاعل الطبيعية هي موطن لتنوّع غني من النباتات والحيوانات والحشرات، فمن الأشجار الصنوبر البري وهو الشجرة الأكثر شيوعاً في محمية بنتاعل الطبيعية وتعود أهمية غابات الصنوبر وأشجاره إلى إسهامها في تشكيل التربة، وإسهامها في بنيتها وخصوبتها. وتتميز غابة الصنوبر في محمية بنتاعل الطبيعية بالأشجار الكثيفة. وتنتشر بين أشجار الصنوبر في المحمية عدة أنواع من شجر السنديان وتعتبر تاريخيا رمز للقوة نظرا لمتانة أخشابها. ويستطيع الزائر التعرّف إلى شجرة السنديان من ورقها العريض وثمارها من البلوط الذي يتميّز بقمعه.  يتغيّر غطاء أرض المحمية مع تغيّر الفصول، ففي الربيع يكتشف الزائر نبتة بخور مريم الجميلة. أما في فصل الصيف فيتميز بروائح المردكوش والصعتر المنعشة وبجمال سحلبيات المحمية.

ومن الطيورالمتواجدة في المحمية  باز العسل وهو من أكثر الجوارح شيوعاً في لبنان، يستوطن الغابات ويجنح إلى الخفاء التام. وعلى عكس الطيور الجارحة الكبيرة، يتخصص باز العسل بالتهام الحشرات تشكل الدبابير ويرقات النحل مصدر غذائه الرئيسي وله خصائص تحميه من اللدغ وتساعده على التهام فريسته. تسهل مشاهدة باز العسل كثيراً أواخر الصيف وأوائل الخريف خلال موسم هجرته عبر الأراضي اللبناني، بالإضافة إلى الباشق الذي يبني أعشاشه غالباً في أشجار الصنوبر، يبلغ معدّل طول الذكر منه 28 سم وهو أصغر بكثير من الأنثى التي يبلغ معدّل طولها 38 سم. يتغذّى الباشق أساساً من أنواع أخرى من العصافير، ولكنه يأكل كذلك الثدييات الصغيرة والحشرات الكبيرة ويمكن التعرّف إليه من صغر حجمه وقصر أجنحته العريضة وذيله الطويل.

وعند زيارة المحمية ينبغي أن يكون الزائر مزوّداً بحذاء جيد مخصص للتسلق أو المشي وسترة، وحقيبة ظهر، وعصا للتوكؤ أثناء المشي، وقنينة ماء، كاميرا، ومنظار.

الوقت الأفضل لزيارة المحمية والتمتّع بالطقس الربيعي يكون خلال الفترة بين فبراير ومارس. ويستطيع الزائرين في الفترة بين أواخر الصيف وأوائل الخريف مشاهدة هجرة الصقور والنسور.

تشكّل رياضة المشي ومراقبة الطيور النشاطين الرئيسيين داخل محمية بنتاعل الطبيعي ويعود التمتع بهاتين الرياضتين خصوصا إلى الهدوء الذي يسود المكان، فالنشاطات السياحية في المحمية أقل مما هي في محميات أخرى.

وكانت لجنة محمية بنتاعل قد عقدت مع جمعية المربع الاخضر اتفاقا تقوم الاخيرة بموجبه باجراء مسح للنباتات في المحمية ولاسيما الطبية والعطرية منها لما لها من منافع اقتصادية واجتماعية وسياحية واقامة محاضرات توعية عن أهمية هذه النباتات وضرورة الحفاظ عليها وتدريب 10 مرشدين بيئيين والترويج للسياحة البيئية داخل المحمية.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 140