بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

نباتات الكويت

نباتات الكويت

نباتات الكويت

تشكل الكويت جزءا من منطقة توصف بأنها منطقة سهول قاحلة أو شبه صحراوية، تتميز بإنتشارالشجيرات المعمرة القصيرة المتناثرة، والحشائش والنباتات الزهرية الحولية، وفيها تنمو هذه النباتات في جماعات متنوعة يشار إالى كل منها بإسم النبات السائد فيها، وفي الكويت بالذات يوجد نوعان من هذه السهول، يسود في أحدهما نبات العرفج (Rhanterium epapposum)، وفي الآخر أنواع الحمض أو الشجيرات العصيرية التى تعرف عامة بالشجيرات الملحية، إلى جانب بعض الجماعات الأخرى التى تنمو أينما تسمح لها الظروف الطوبوغرافية والجيولوجية بذلك.

ولعل اهم مايميز الكويت، كغيرها من المناطق الشبيهة بها، هو حرارة الجو المرتفعة ونقص المياه، وما يترتب على ذلك من ارتفاع في نسبة ملوحة التربة في بعض الأجزاء، لأن قلة الأمطار تعني قلة تصريف الأملاح من التربة، وتنمو أنواع من النبات وتزدهر طوال فصل الصيف في الكويت في المناطق التي تتوافر فيها المياه العذبة، كأماكن تصريف فضلات المجاري، أو تلك التي يتسرب إليها الماء بصفة شبه دائمة، أما بقية النباتات التي يتعين عليها أن تعتمد على نفسها في الحصول على الماء، دون مساعدة مقصودة أو غير مقصودة من الإنسان، فإنها تلجأ إالى استخدام عدة طرق لهذا الغرض وللتغلب على مختلف الظروف المناخية القاسية لبيئتها الصحراوية.

مجموعة النباتات المعمرة

فالأنواع المعمرة مثلا التي تعيش لعدة سنوات، يتختم عليها أن تتغلب على التأثير المزدوج لندرة المياه من حولها وارتفاع معدل البخر فيها خلال شهور الصيف، لذلك فإن إحدى مجموعات النباتات الملحية، التي سبق أن أشرنا إليها بالشيجرات الملحية، تحتفظ بأوراقها طوال شهور الصيف الحارة، بينما تتخلص مجموعات اخرى من أوراقها خلال فصل الصيف، لتنمو لها أوراق جديدة مع بداية موسم الأمطار في الخريف التالي.

ولكي تتمكن الشجيرات الملحية المعمرة من الاستمرار في النمو طوال أحر شهور السنة، يتعين عليها اتباع نفس الأساليب المعروفة في النباتات العصرية في جميع انحاء العالم، ومن بينها تكوين أجهزة جذرية ضخمة، تفوق في أحجامها الأجزاء النامية فوق سطح التربة، تمكنها من امتصاص الماء من اكبر حيز ممكن :

وظهور بعض التحورات في الأوراق من شأنها أن تحد من النتح الزائد، وما يترتب عليه من تلف لأنسجة النبات نتيجة للذبول، لذلك نجد طبقة الجليد فيها سميكة ةمكسوة بالشمع، والثغور أو الفتحات التنفسية عليها غائرة تحت السطح، كما تتغلط الأوراق ذاتها وتصبح مستديرة المقطع، لتقلل من معدل بخر الماء منها الى أقصى حد، ويمكن الاستدلال على فوائد مثل هذه التحورات بسهولة بمجرد عصر ورقة من أوراق هذة الشجيرات الملحية، وملاحظة كمية الماء التي ستخرج منها، وتذوق هذا الماء يكشف عن السبب في تسميتها بالشجيرات الملحية، ولو أن بعض النباتات الملحية لايستطيع الاحتفاظ بالملح في انسجته، ويلجأ إلى التخلص منه على هيئة ملح متبلور من خللا أوراقه.

أما مجموعة النباتات المعمرة، التي تنقض أوراقها وتظل خاملة أثناء فصل الصيف، فيمكنها عادة الاكتفاء بقدر أقل من الماء لمجرد تفادي الجفاف التام أثناء فترة الخمول هذه، وتبدو الأنواع الخشبية منها، بعد أن تساقط اوراقها، وكأنها ميتة تماما، ولكنها سرعان ماتنتعش وتخضر ثانية بمجرد هطول أمطار الخريف، إلا ان مثل هذه الأنواع تظل عرضة دائما لخطر زيادة كمية المياه المفقودة منها بطريقة النتح عن كمية المياه التي تصلها من التربة، لذلك تكون أوراقها عادة رقيقة وغير واضحة، وتتساقط بسرعة قبل تفتح الأزهار، وبعضها لا يكون أوراقا على الاطلق، ويكتفي بالقيام بعملية التمثيل الضوئي من خلال الساق، ومثل هذه الأنواع تنمو عادة على هيئة شجيرات غصنية متناثرة في غير نظام.

أما الأنواع المعمرة غير الخشبية المعروفة في الكويت، ةالقليل من ا؟لأنواع ثنائبة الحول ( التي تعيش لمدة عامين، تستغل العام الأول منهما في المنو، ولا تزهر إلا في عامها الثاني) فهذه تذيل وتموت أجزاؤها العليا خلال فصل الصيف، ولكنها سرعان ما تنمو وتنتعش مع بداية هطول أمطار الخريف ثم تزهر، مثلها مثل الأنواع الخشبية المعمرة.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 21