تسرب غاز كبريتيد الهيجدروجين السام أثناء عمليات استخراج النفط في شمال الكويت
أضحت عمليات حفر إحدى الآبار في شمال الكويت في حقل الروضتين في الساعة 2 ظهراء من يوم 17 من أكتوبر 2012 على تسرب نفطي مصحوب بغاز كبريتيد الهيدروجين والذي أسفر عنه انتشار الروائح الكريهة الكبريتية والتي انتشرت في الكثير من مناطق الكويت الداخلية والساحلية. وكانت عمليات الحفر تتم في أحد الآبار التطويرية على عمق 13 ألف قدم للوصول إلى طبقة الغاز للنفط الخفيف لإنتاج الغاز. حيث بدأ الغاز بالظهور على السطح مع ضغط عالي في الساعة 6 صباحا من هذا اليوم وتم التعامل معه وتمت السيطرة ولكن بسبب الضغط العالي في الساعة 2 ظهرا بدء الغاز بالظهور والانتشار بسبب الضغط العالي جدا الأمر الذي تسبب في فقدان الشركة من السيطرة على الغاز وبدأ بالانتشار، حينئذ قامت شركة نفط الكويت باستدعاء مراكز المواد الخطرة للتعامل مع هذا التسرب حسب الإجراءات المعتمدة في مثل هذه الحالات ووصلت حالة الاستنفار إلى الدرجة الأولى وتم استدعاء جميع مراكز الإطفاء. بعدها تم اخلاء المنطقة بالكامل وتم اغلاق جميع مراكز التجميع والآبار لمحاولة السيطرة على البئر قبل اشعاله. وبعد عدة محاولات للسيطرة على انتشار الغاز والتي سوف تأخذ وقتا طويل الأمر الذي من الممكن أن يتسبب في انتشاره بشكل كبير خارج منطقة البئر تم اتخاذ قرار اشعال البئر بعد أخذ جميع الاحتياطات وذلك لإغلاق مصدر غاز كبريتيد الهيدروجين السام وتحاشيا لحدوث أي انفجار. واستمرار لجهود الهيئة العامة للبيئة في المحافظة على البيئة قامت بعمل غرفة عمليات مصغرة وذلك عن طريق تواجدها في منطقة الآبار الشمالية في الروضتين، حيث انتشرت سيارات رصد ومتابعة حالة الهواء لقياس مدى تزايد ملوثاته الناتجة عن انتشار غاز كبريتيد الهيدروجين وأيضا عند حرق البئر والتي تقيس نسبة الغاز كل خمس دقائق. كما شكلت فرقا عديدة من مختلف التخصصات البيئية بالهيئة لدراسة الوضع البيئي خلال فترة انتشار الغاز وأيضا خلال حرق البئر حاصة فيما يتعلق بدراسات جودة الهواء واصدار تقارير علمية لرصد كافة تطورات الوضع البيئي بالمنطقة مدى تأثيره على المناطق المحيطة ومقارنتها بالحالة السابقة للحادثة. وذكرت شركة النفط بأن قراءات الغاز في جميع المناطق هي أقل من جزء في المليون وأن الرائحة القوية لا تعبر عن الكميات المنبعثة، كما تمكنت الشركة من إشعال الغاز المتسرب من بئر الروضتين لينخفض تدريجيا الأمر الذي سيؤدي إلى انخفاض الرائحة المنتشرة تدريجيا.
كبريتيد الهيدروجين H2S
غاز كبريتيد الهيدروجين Hydrogen Sulfide يحمل الصيغة الكيميائية H2S غاز عديم اللون ذو رائحة كريهة وقوية تشبه رائحة البيض الفاسد ويوجد بصورة طبيعية في البيئة، وهو غاز أثقل من الهواء لذلك تجده في الأماكن العميقة عند تسربه. يوجد في الغازات النفطية والطبيعية ويحتوي الغاز الطبيعي على 28% من غاز كبريتيد الهيدروجين لذا فقد يتسبب في تلوث الهواء في المناطق التي يوجد بها إنتاج للغاز الطبيعي وكذلك في مناطق مصافي النفط كذلك من الممكن أن ينبعث الغاز من خلال الصناعات التي ترتكز على مركبات الكبريت.
نسبة الغاز |
الوضع |
10 (ppb) |
تشم رائحة غاز كبريتيد الهيدروجين، ولكن يتعافى الإنسان بسرعة |
50-100 (ppm) |
لا يتعمد على حاسة الشم بل يتم استخدام أداة لقياس الغاز، وتسبب الحساسية والتهيج بالعين والدوار والكحة والصداع |
أعلى من 25 (ppm) |
يبدأ بالتأثير على قدرتك على التنفس |
أكثر من 600 (ppm) |
قاتلا وبسرعة |