"أم الهيمان بريئة من التلوث بالدليل"
م. فتحية أكروف: الأكاسيد النيتروجينية ترتفع في الكويت لمدة 3 ساعات يومياً
رجب أبو الدهب
«دولة الكويت.. منتج نفطي كبير في العالم.. بها العديد من المصافي والصناعات ذات العلاقة.. وكما بها من المصانع الثقيلة الشيء الكثير.. بالإضافة إلى محطات تحلية مياه البحر.. فضلا عن هذا الازدحام المروري الكبير وتكدس آلاف السيارات على مدار الساعة.. فهل هذا يعني أن هواء دولة الكويت ملوث»..
ما سبق وضعناه أمام مديرة إدارة رصد ومتابعة جودة الهواء في الهيئة العامة للبيئة المهندسة فتحية أحمد أكروف.. وتركناها تفند وترد بالأدلة العلمية.. فماذا قالت.. هذا ما نتعرف عليه من موجز اللقاء التالي.
جودة الهواء
بحكم أن دولة الكويت بلد صغير ومزدحم.. ونفطي.. وهذا يتطلب مزيداً من التخطيط.. فنجد أن الآبار النفطية مركزة في المنطقة الجنوبية، وكذلك نجد بها المصانع.. إذن المنطقة الجنوبية بها كل الصناعات والمصافي والسكراب.. لهذا وضعنا بها 4 مواقع رصد نظرا لوجود ملوثات المصانع غير الأكاسيد النيتروجينية والأوزون والأمونيا ومجموعة المواد الهيدروكربونية العطرية.
وتلك المواد تؤثر على صحة الإنسان إذا تجاوزت مدة تعرضه لها فترة معينة، وكان الهواء متقلباً في اتجاه معين.. أما إذا حدثت مشكلة بالمصافي ووجدنا الهواء في اتجاه البحر فلا يؤثر ذلك.. أما في حالة ترسبات تلك الجسيمات العالقة في التراب فبالتأكيد يكون لها تأثيرات صحية على الإنسان.
وبشكل عام مشكلة عوادم السيارات ومن واقع بياناتنا التي ترصدها ما بين السادسة والتاسعة صباحا وهي أوقات ذروة فترتفع خلالها الغازات المرتبطة بعوادم السيارات ومنها الأكاسيد النتيروجنية والهيدروكربونية (أول أكسيد الكربون).. وتلك غازات أساسية يتولد عنها غاز ثانوي مثل الأوزون الأرضي.
الأبخرة الهيدروكربونية
دولة الكويت بها زيادة في الأبخرة الهيدروكربونية وأول أكسيد الكربون في أوقات معينة نجد بها ارتفاعات في النسب والقراءات وخاصة الأكاسيد النيتروجينية وغازات ما دون الميثان دائما تتعدى الحدودالمسموح بها وفقا لمعايير دولة الكويت وذلك في أوقات الذروة.. مما يؤثر صحياً على الإنسان خاصة في مجالات الصداع والجهاز التنفسي.
وبشكل عام نرى في الكويت صباحا في معظم الأيام خطا أصفر، وهنا تكون نسبة بخار ثاني أكسيد الكربون مرتفعة ويعزى ذلك إلى محطات تحلية مياه البحر فوقودها من الكبريت.. وبعثنا توصيات للشركات البترولية لاعطائهم وقوداً ذا محتوى كبريتي منخفض ونظيف.. حيث كان سابقا 5% وحاليا ثمة محاولات ليصبح 1%.
مصادر التلوث
يمكننا حصر مصادر التلوث في البلاد في محطات التحلية والمصانع وعوادم السيارات بالإضافة إلى مصادر بشرية أخرى.. وكما أننا نجد من بين المصادر الطبيعية الغبار.. والذي أيضا قد تكون له أسباب بشرية. ودولة الكويت رغم أنها نفطية وبها مصانع وتكدس بشري في مناطق معينة واعتمادها على تحلية مياه البحر إلا أنني أؤكد أن جودة الهواء في البلاد آمنة صحية ولا تدعو للقلق.
أم الهيمان
قبل إنشاء منطقة أم الهيمان طلب من الهيئة العامة للبيئة دراسة ملاءمتها للسكن أم لا.. وبالفعل أجرينا دراسة وقياسات.. وتم الطلب بالبعد عن المنطقة المحاذية للمصانع.. وتم تقسيمها إلى جزأين.. أحدهما صالح للسكن والآخر يتطلب شروطا معينة كإنشاء حزام أخضر يحيط بالمنطقة بنوع من أشجار معينة ماصة للتلوث وتكون بمثابة مصدات له.
وعند حدوث المشكة كثفنا قياساتنا بالجنوب بداية من الرقة ومرورا بالفحيحيل.. ووضعنا في أم الهيمان في الجزء الغربي والشمالي محطات إنذار مبكر لقياس عشرين مركبا أو أكثر.. والتي من المتوقع صدورها من المصافي والمصانع.. وأول محطة رصد ثابتة كانت في مستوصف أم الهيمان.. وكثفنا دراساتنا بالمنطقة وصدرت توصيات بزيادة وتكثيف التفتيش على المصانع وطلب استخدام تكنولوجيا صديقة للبيئة.. وتم تصنيف المصانع إلى ذات حمل بيئي ثقيل ومتوسط ومن ثم صدرت توصيات بإغلاق البعض منها لعدم التزامها بالمعايير البيئية.. فضلا عن توصيات أخرى بنقل بعض المصانع ذات الحمل البيئي الثقيل.. ومع مزيد من الحملات البيئية المكثفة تم تنفيذ توصية الحزام الأخضر. ويمكن حصر التوصيات الهامة الخاصة بأم الهيمان كالتالي:
- إنشاء الحزام الأخضر حول المنطقة خاصة منطقة المصانع.
- تحويل مسارات أرتال الشاحنات والمستخدمة للديزل وينتج عنها كبريت يؤثر على الصحة العامة، أوصينا بتحويلها إلى الدائري السابع.
- نقل بعض المصانع ذات الحمل البيئي الثقيل.
- المصانع التي ما زالت بالمنطقة تلتزم بتطبيق تكنولوجيا صديقة للبيئة.
- تطبيق المعايير والاشتراطات البيئية، وأود التأكيد هنا أن الشركات النفطية والمصانع ستقوم بتنفيذ مشاريع تخفف من انبعاثات الملوثات.
حرائق رحية وأمغرة
عند اشتعال الحرائق تم استدعاؤنا للانتقال للمواقع والتي بالفعل لدينا محطات رصد تحيط بمنطقة سكراب أمغرة.. وهي محطات ثابتة لقياس الملوثات في منطقتي سعد العبدالله والجهراء.. وعندما انتقلت كوادرنا الفنية لهناك نقلت محطة رصد قريبة من الموقع وبدأت في جميع البيانات وعمل تحليل إحصائي.. وبالفعل لاحظنا ارتفاعات في قراءات الأبخرة الهيدروكربونية والنيتروجينية.. وزيادة في قراءات نسب غاز الأمونيا ولكن بعد البحث والتحليل لاحظنا أنه من مواد الاطفاء المستخدمة في إخماد الحرائق. وبالفعل كانت القراءات وقت الحرائق أعلى من المعايير المسموح بها لدولة الكويت.
وأود الإشارة هنا إلى أن دورنا رقابي وفني ونقدم توصيات للجهات المعنية في الدولة نفيد خلالها بارتفاعات تلك القراءات ومن ثم هي المنوطة باتخاذ الاجراءات اللازمة، وكما أود الإشارة أننا أوصينا أثناء حريق رحية بعدم الخروج للأماكن المكشوفة إلا للضرورة القصوى وارتداء كمامات واقية وعدم الاقتراب من أماكن الحريق.. وكما أوصينا بأهمية وضرورة التصرف في تلك الإطارات المكدسة في المنطقة.
دليل براءة
إدارة رصد ومتابعة جودة الهواء في الهيئة العامة للبيئة تقدم دليل البراءة بخلو منطقة أم الهيمان السكنية من ملوثات الهواء كما يلي:
- مواقع الرصد المكثفة والمتواجدة في المنطقة لم ترصد قرارات تؤثر على الصحة العامة.. حيث لا تؤثر ملوثات الهواء إلا إذا تعرض لها الإنسان لفترة معينة.
- تغير اتجاهات الهواء بصورة لحظية تؤدي إلى تشتيت الملوثات وبذا يفقد الأثر الصحي السلبي.
- قراءات جودة الهواء الشهرية والسنوية نزود بها وزارة التخطيط للاستعانة بها.. وكما أننا نمد بها الجهات البحثية في الدولة كمعهد الكويت للأبحاث العلمية والجامعة والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب وطلبة الدراسات.. وكذلك تطلبها جهات دولية مثل الجامعات والمراكز البحثية لإجراء البحوث الخاصة بالبيئة وملوثات الهواء.
الدولة الصناعية
بعض الدول الصناعية تطلب الاستعانة بقراءاتنا لجودة الهواء لعمل دراسات بحثية مقارنة.. ومنها الصين وتايلاند.. فضلا عن بعض شركات صناعة السيارات ومنها شركة هيونداي وذلك لعلم دراسات لتطوير الأكزوزات.
التغير المناخي
زودنــا ســـكرتارية اتفاقية التغــــير المناخي (كيوتو) في بعـض الأوقات بقراءات غاز ثاني أكسيد الكربون في البلاد وذلك عن طريق إدارة العلاقات الدولية سابقا.. وبعد ذلك عن طريق قسم التغيرات المناخية وهو المعني بذلك الأمر.
وبخصوص اللجنة الوطنية للتغير المناخي فهي تقع تحت مظلة الهيئة العامة للبيئة ويدخل في تشكيلها العديد من الجهات الوطنية.. والإدارة عضو بها من خلال قسم التغيرات المناخية.. وكما شاركت الإدارة في التنسيق لعمل البلاغ الوطني الأول لدولة الكويت.. وهو جرد الغازات الدفيئة في البلاد.. وسوف يقدم البلاغ الثاني في مؤتمر الأطراف المزمع عقده في الدوحة في شهر نوفمبر المقبل.
كوادر فنية
إدارة رصد ومتابعة وجودة الهواء بها عشرين كادرا فنيا يرصدون جودة الهواء في البلاد.. وأرى أن حجم العمل في هذا المجال الحيوي بحاجة إلى عشرة كوادر إضافية لتعزيز أعمال الأقسام الثلاثة في الإدارة. ومن بين كوادرنا العشرين هناك 11 كادراً فنيا نسائياً يقيسون جودة الهواء في دولة الكويت.
وكما لدينا 4 مختبرات متنقلة وهي عبارة عن سيارات مجهزة بأجهزة قياس وهي على استعداد للعمل على مدار الساعة وفي أي موقع في البلاد.. حسب الشكاوى والدراسات المطلوبة.
كوادر نسائية
وفقا لما سبق، فإن نسبة كبيرة من كوادرنا الفنية من العناصر النسائية، وقد يتطلب الأمر انتقال أي من المختبرات المتنقلة ليلا إلى موقع الحدث وعندها لا نستطيع تكليف تلك الكوادر النسائية.. وهنا يظهر النقص العددي في كوادرنا الرجالية.. وبناء على ذلك فإننا نحتاج لمزيد من العنصر الرجالي تحسبا لمثل تلك المواقف.. ولذا فقد شكلنا فريقا للطوارئ يتم استدعاؤه في أي وقت ولأي موقع ومكونا من ستة كوادر فنية مدربة على أعلى مستوى.. ولكننا نحتاج إلى نحو سبعة آخرين.
مشروعات مستقبلية
لدى إدارة رصد ومتابعة الهواء مشروعات مستقبلية تعزز أدوار الإدارة وعددها ثلاثة مشروعات لبرنامج عمل الحكومة لخطة تنمية الدولة وهي:
- مراقبة ملوثات الهواء من المصادر الثابتة والمتحركة وتحسين جودة الهواء.
- إعداد خطة طوارئ للتسربات النفطية.
- دراسة مستويات الضوضاء حول المطار والطرق السريعة المحيطة به.
ست محطات
تم إنشاء ست محطات رصد في الصليبيخات وكبد والعارضية ومدينة صباح الأحمد والأحمدي ومزارع الوفرة.
وبالنسبة لعوادم السيارات فقد استحدثنا محطة طريق فيصل وهي ثابتة بجوار المطار وهي مرتبطة مع اللوحة الالكترونية لرصد التلوث الصادر من السيارات.. وذلك كحل لكثافة السيارات في هذا الطريق.. وتم المشروع بالتنسيق والتدخل من قبل وزارة الداخلية لتحويل المسارات عند الحاجة. والفكرة قابلة للتعميم على مستوى الدولة.. ولدينا خطة لإنشاء أكثر من محطة في البلاد وفيها مؤشر جودة الهواء على اللوحة الالكترونية.
برنامج تنظيمي
تم تطوير وتنفيذ برنامج لإدارة الالتزام بجودة الهواء لشركة نفط الكويت خلال أغسطس 2012.. والدورة التدريبية الثالثة تناولت بناء وتجهيز قوائم جرد الملوثات من مصادرها.. وذلك لقياس الأحمال البيئية في دولة الكويت.. وقد تناولت الدورة ستة أقسام كالتالي:
- مراجعة تعريفية لبناء قوائم جرد الانبعاثات.
- المصادر النفطية.
- المصادر المتحركة.
- مصادر غازات الاحتباس الحراري.
- ضبط وجودة البيانات وكيفية تحديد النمو المستقبلي للأحمال البيئية.
مهام إدارة رصد ومتابعة جودة الهواء
1. تحديد مصادر ومستويات الملوثات الغاية ووضع الخطط اللازمة للتحكم فيها والحد منها.
2. تحديد مصادر ومستويات تلوث الهواء من جراء الأتربة ووضع الخطط اللازمة للتحكم فيها.
3. تحديد مصادر ومستويات الضوضاء في البيئة الخارجية ووضع الخطط اللازمة للتحكم فيها والحد منها.
4. وضع التوصيات والاشتراطات اللازمة للحفاظ على صحة وسلامة المواطنين من مخاطر التعرض للملوثات الغازية والضوضاء والأتربة العالقة بالهواء.
5. تحديد مصادر ومستويات ملوثات الهواء ووضع الخطط اللازمة للتحكم فيها والحد منها.
6. متابعة التخلص التدريجي من المواد المقيدة في الاتفاقيات والبروتوكولات الدولية المتعلقة بالتغيرات المناخية وذلك بالتنسيق مع الإدارات المعنية بالهيئة.
7. متابعة تنفيذ التزامات دولة الكويت فيما يتعلق بالاتفاقيات والبروتوكولات المتعلقة بجودة الهواء وذلك بالتنسيق مع الإدارات المعنية بالهيئة.
8. إعداد التقارير الدورية وتقديمها لنائب المدير العام للشئون البيئية.
9. إعداد خطة العمل السنوية والميزانية التشغيلية المقترحة للإدارة وتقديمها لنائب المدير العام للشئون البيئية.
المصدر: مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 154