بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

جودة المياه الساحلية

بالنظر إلى البيئة البحرية والساحلية الكويتية والتي هي جزء من البيئة البحرية الخليجية الأم يمكن القول انها تعاني بدورها من حالة ارهاق بيئي حيث يتمركز على طول سواحلها من الصبية شمالاً حتى الخيران جنوباً معظم التجمعات العمرانية التي تضم أكثر من 90 % من مجموع السكان، ومعظم الأنشطة الصناعية والنفطية ، وكل محطات الطاقة وتحلية المياه، ومعظم الانشطة التروحية والسياحية وليس ثمة شك ان هذا التمركز المكثف لمعظم هذه الانشطة العمرانية والاقتصادية والترويحية على طول السواحل الكويتية اذا كان يعد وضعاً طبيعياً من منطلق أن المجتمع الكويتي مجتمع بحري بالوراثة حيث اتجه الاجداد والآباء منذ نشأة دولة الكويت نحو البحر ،بسبب فقر البيئة البحرية في هذه المرحلة، غوصاً للبحث عن اللؤلؤ وصيداً للأسماك، وممارسة نشاطهم التجاري النشط مع الأسواق الخارجية في جنوبي آسيا وشرقي أفريقيا، لكن هذا التمركز المكثف لمعظم الانشطة البشرية الكويتية المعاصرة على طول الساحل الكويتي قد أحدث بلا شك ضغطاً متزايداً على البيئة البحرية الكويتية، وخاصة أن معظم هذه الأنشطة قد خططت ونفذت في مرحلة لم يكن الوعي والفكر البيئي الكويتي المعاصر قد وصل الى مرحلة من النضج والمسؤولية، ومن ثم افتقدت معظم هذه المشروعات الرؤية البيئية السليمة في ظل غياب الأخذ بالاعتبارات البيئية وتقويم المردود البيئي للمشروعات التنموية، وهي آليات معاصرة مهمة تمثل صمام الأمان في تحقيق العلاقة المتوازنة بين البيئة والتنمية المستدامة . ومن ثم بدأت البيئة البحرية الكويتية مع مرور الوقت تعاني الكثير من المشكلات البيئية التي تمثل في الوقت الحاضر التحدي الأكبر الذي يواجه مسيرة العمل البيئي الكويتي المعاصر. وهو التحدي الذي تتصدى له في الوقت الحاضر كل المؤسسات والهيئات الحكومية وغير الحكومية والجمعيات واللجان التطوعية بجهود كبيرة ومتميزة لضبط هذه المشكلات واحتواء تداعياتها من أجل بناء بيئة بحرية كويتية صحية ، وتنمية بحرية مستدامة لصالح الأجيال الحالية والقادمة. 
وتحدد حركة التيارات والأمواج نوعية الشاطيء ونوع وحجم رماله، فالشواطيء المكشوفة للتيارات والأمواج تتسم باحتوائها على حبيبات رمل ذات أحجام كبيرة أو صخور، أما الشواطيء المحمية من التيارات والأمواج فتتسم بحبيبات رمل ذات أحجام صغيرة أو طين. فالشاطيء الرملي الذي يتميز بكبر حجم حبيباته تتسع مساميته مما يسمح للماء بالتدفق خلاله بحرية وهذا يؤدي إلى انتشار غاز الأوكسجين المذاب في الماء بين حبيبات الرمل مما يسهم في زيادة عدد الكائنات الصغيرة التي تعيش فيه، ولدى الكائنات التي تعيش على الشواطيء الرملية قدرة على حفر مخبئها في الرمال. أما في الشواطيء الطينية فالمسامات صغيرة لاتسمح بمرور الماء بحرية وبالتالي فهي فقيرة بالأوكسجين المذاب وتمتاز الكائنات التي تعيش على الشواطيء الطينية بمقدرتها على العيش في البيئة الشحيحة بغاز الأوكسجين  وهي في معظمها كائنات بطيئة الحركة لأن حركة المياه بطيئة ولا تحتاج الكائنات بأن تحمي نفسها منها.
ومعظم سواحل الخليج العربي منبسطة ، فلايزيد منحنى العمق في كثير من السواحل عن 35 سم لكل كم، وبالتالي فإن تاثير المد والجزر يكون كبيراً وقد يتعرى الساحل في حالة الجزر لمسافات طويلة، كما تتميز معظم السواحل بأنها منبسطة ومكشوفة وضحلة وتغطيها الرمال أو الصخور، وتحيطها الصحراء وبالتالي تتأثر بشكل كبير بتقلبات درجة الحرارة. أما الشواطيء المحمية من مفعول الامواج فتغطيها الترسبات الطينية ومن خواص السواحل الضحلة والواسعة أنها تحد من علو الامواج. ويغطي معظم شواطيء الخليج العربي الرملية حبيبات من أصل عضوي (حيوي) والتي أصلها بقايا كائنات بحرية مثل فتات أصداف أو مرجان بعد أن تم تفتيتها من قبل الكائنات الحية وترسبها على القاع ومن ثم وصولها الى الشاطيء من جراء التيارات والامواج، كما تختلط الرمال التي مصدرها الصحراء ذات اللون الاصفر أو المائل للاحمر مع حبيبات الرمل العضوي لتكون رمال معظم شواطيء الخليج العربي. 

مظاهر التدهور البيئي والبحري والساحلي الكويتي  
تعرضت البيئة البحرية والساحلية الكويتية وخاصة منذ الربع الأخير من القرن الماضي، إلى حالة من التدهور الشديد في خصائصها الطبيعية ( الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية ) وما صاحب هذا التدهور من حدوث خلل في توازنها الايكولوجي، وما نجم عن هذا الخلل من مشكلات بيئية واقتصادية واجتمعاية كثيرة. ونستطيع أن نوجز مظاهر تدهور البيئة البحرية والساحلية الكويتية في المشكلات التالية: 
* تكرار حدوث مشكلة نفوق الأسماك بصورة غير مقبولة وغير مسبوقة. فقد شهدت البيئة البحرية والساحلية الكويتية عدة حوادث نفوق للأسماك منذ السبعينات من القرن الماضي، وزادت حدتها وتكراريتها بما يبعث على القلق خلال الفترة من 1993-2001.
* تناقص أعداد السلاحف البحرية الكويتية وتعرضها جميعاً لخطر الانقراض نتيجة زيادة حدة مشكلة التلوث المائي وبخاصة التلوث النفطي، إضافة الى مشكلة شباك الصيادين التي يتخلصون منها للأسف بإلقائها في الخليج والتي تكبل حركة السلاحف. ومن المعروف أن البيئة البحرية الكويتية تضم أربعة انواع من السلاحف البحرية هي السلحفاة الخضراء- السلحفاة صقرية المنقار- السلحفاة جلدية الظهر- السلحفاة كبيرة الرأس.
* تدهور بيئة مناطق الشعاب المرجانية في قيعان البيئة الساحلية ومن حول الجزر الكويتية التي تعد بحق ثروة طبيعية قومية ينبغي لنا المحافظة عليها وصونها من منطلق كونها تمثل مستعمرات وفيرة للغذاء وتتمتع ببيئة مائية هادئة آمنة لتكاثر الأحياء البحرية، فضلاً عن قيمتها الساحلية، وتعاني مناطق الشعاب المرجانية من حالة تدهور واستنزاف شديدين مما أثر سلباً على حياة الكائنات البحرية التي تتخذ من مناطق الشعاب المرجانية موئلاً أو ملاذاً آمناً.
* تدهور الكثير من مناطق حضانات الكائنات البحرية في البيئة الساحلية وبخاصة الأسماك والروبيان نتيجة الردم العشوائي وغير المقنن بيئياً لمناطق المد والجزر تحت شعار ( التنمية الساحلية ) وهو شعار مضلل لأن ما يتم هو في الحقيقة تدمير وليس تنمية للبيئة الساحلية.
* حالات حالات نفوق الكائنات البحرية الدقيقة التي ينجم عنها تكوين طبقة سميكة من هذه الكائنات النافقة تطفو فوق سطح الماء مكونة ستارة بيولوجية ميتة يطلق عليها ( المد الأحمر )، وهي ظاهرة بدأت تتكرر في البيئة البحرية الكويتية في السنوات الاخيرة حتى أصبحت تشكل مصدر خطورة على مستقبل الكائنات البحرية وخاصة الثروة السمكية.
* التغير الفيزيائي والكيميائي والبيولوجي والحراري للنظم الايكولوجية البحرية، وبخاصة بيئة المناطق الساحلية التي تطرح فيها مخرجات ( نفايات) الأنشطة البشرية المختلفة، وما يحدث هذا التغير من خلل في التوازن الايكولوجي البحري بما يؤثر سلباً في كمية العوالق النباتية والبكتيريا التي تعد أساس الهرم الغذائي في البيئة البحرية.