بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

تلوث التربة

تلوث التربة

تكنولوجيا رصد نسبة تلوث التربة بالمواد النفطية في الكويت

د. رضا رضوان

توصل الدارسون بمعهد الكويت للأبحاث العلمية إلى تهيئة جهاز جديد لقياس ملوثات النفط بشكل مباشر في التربة الصحراوية.. حيث اعتمدوا استخدام تكنولوجيا الألياف الضوئية للكشف عن ملوثات النفط، من خلال تجهيز "مسبار" خاص يعمل وفق نظام الأسفار المولد بالليزر وانتشار الانعكاسات الضوئية لتحديد وقياس الإشارات المنبعثة من التربة الملوثة، يجري استخدام هذه التقنية المطورة داخل المواقع الصحراوية شمال وجنوب دولة الكويت في القياس المباشر لكمية الملوثات النفطية الكامنة في التربة.

يفيد "المسبار" علماء التربة والباحثين والمختصين في مجال الدراسات البيئية، وفق منظومة تعمل على توفير الوقت والجهد وتحقيق أدق النتائج.

كانت الدولة قد مولت المعهد من أجل تطوير رق الاستشعار المستخدمة بواسطة أشعة الليزر لتحديد نوعية وكمية البقع الزيتية في البيئة البحرية، وقد توصلت النتائج إلى تطوير جهاز أسفار ليزري محمول على طائرة للكشف عن الملوثات النفطية في البيئة البحرية، وأمكن من خلال التطبيق لهذه النتائج تحديد نوعية التلوث في البيئة البحرية وكميته.

يستخدم المسبار في المواقع مباشرة دون أن يمر بالطرق التقليدية، مما يوفر الوقت والجهد والمال، حيث تتفاعل الطاقة الليزرية المنبعثة في المادة الملوثة بطرق مختلفة تختلف باختلاف مكونات المادة نفسها في تقنية التشغيل يستخدم المسبار في تصوير الانبعاثات الوميضية من خلال كاميرا خطية، وهي كاميرا حساسة جداً تقيس لفترة زمنية صغيرة جداً، حيث تقدر وحدة القياس بالنانوثانية، وهي عبارة عن واحد من البليون من الثانية.

والوميض الذي يتم قياسه بعد انعكاسه من المادة الملوثة التي استوعبت طاقة الأشعة الليزرية الموجهة إليها هو الذي يحدد نوعية التلوث الموجود. فكل مادة لها وميض (أسفار) يختلف عن الأخرى، يتم استقبال نتائج هذا الأسفار بعد قياسه بالكاميرا الخطية عن طريق كمبيوتر، ومن خلال برامج حاسوبية خاصة قام خبراء المعهد بتطويرها لهذا الغرض يتم تحديد نوعية التلوث وخواصه في فترة وجيزة لا تتعدى التوقيت الذي يستغرقه تحليل الأسفار. كما يتم تحديد مصدره، هل هو مصدر كربوني؟ أم بقايا مخلفات حيوانية؟ أم أي مادة عضوية أخرى؟ ومن خلال البيانات المسجلة من الأسفار المنبعث والبرامج الحاسوبية المطورة يتم معرفة نوعية التلوث ونسبته، وبالتالي تحديد كميته.

يجدر الإشارة إلى أن هيئة حماية البيئة الأمريكية تمتلك جهازاً مشابهاً للجهاز الذي طوره خبراء معهد الكويت ولكنه كبير الحجم. وبالنسبة للجهاز الكويتي فإنه سجل الاستخدام من الطبيعة، وقد تم استخدامه بشكل جزئي من مشروع مسح التربة الذي أنجزته دائرة الزراعة في المناطق القاحلة في المعهد، ومن المتوقع اتساع دائرة الاستفادة منه من قبل علماء التربة، هذا بالإضافة إلى مجال الدراسات والأبحاث البيئية التي تقوم بها إدارة العلوم البيئية في المعهد، وخاصة الدراسات التي تجريها لصالح الهيئة العامة لتقدير التعويضات، حتى تستطيع أن تتقدم الهيئة بمطالبها إلى الأمم المتحدة عن الأضرار البيئية التي لحقت بالبيئة الكويتية من جراء العدوان العراقي السابق، وتكون المطالبة مبنية على أساس علمي.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 46