بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

حرارة الصيف

الحرارة في الصيف .. مصدر العديد من المشاكل الصحية

محمد الرمضان

الحرارة في فصل الصيف مصدر للعديد من المشاكل الصحية، ومصدر الحرارة الرئيسي هو أشعة الشمس.. هذا النجم الهائل الذي أوجده الخالق سبحانه وتعالى لخدمة كوكب الأرض، والشمس إعجاز علمي كبير تظهر فيه قدرة البارئ عز وجل.

نحن نتأثر بالشمس شيئاً أم أبيتا فهي سيدة الموقف تعطينا الليل والنهار يأمر الله تعالت عظمته منها الحرارة وغياب أشعتها عنها يربك الحياة وتتجمد المعمورة، ترسل للنبات سيلاً من طاقتها ليترجمها إلى غذاء "للإنسان والحيوان وطاقة تكمن في أخشابها وأغصانها، وتستلم الأرض من الشمس ما مقدار 106 مليارات كيلو واط من الطاقة في السنة، وهذا يعادل 2400 مرة حجم كل الطاقات المستخدمة عالمياً سنوياً.

ولكن أمنا الأرض تأخذ من الشمس ما مقداره 20% فقط وهو مقدار حاجتها فقط، ويأخذ النبات أيضاً من الفوتونات ما يكفيه لاستكمال عملية البناء الضوئي أمراً من الخالق جل جلالة على الجميع الامتثال له، وذلك لاستمرارية الحياة على الأرض.

أما الإنسان فإنه يأخذ حاجته على شكل أشعة نافذة سواء كانت مباشرة أم منعكسة من سطح الأرض هذه الأشعة من أهمها:-

أ)  أشعة فوق البنفسجية.

ب)  أشعة تحت الحمراء.

ومجال تعرض الإنسان لما سبق ذكره من الأشعة فوق البنفسجية أشرنا لها في مقال سابق، أما في هذا العدد فإننا سوف نتناول تعرض الإنسان للأشعة تحت الحمراء وآثارها على جسم الإنسان.

قبل أن تذكر هذا المقدار من التأثير لابد أن نعطي نبذة عن جلد الإنسان ووظيفته التشريحية، لاشك أن جسم الإنسان كائن معقد خلق بعناية وبدقة، وقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة التين: "لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم"، وجسم الإنسان معداً ليقدم للإنسان الحماية تلو الحماية من المؤثرات الكثيرة في البيئة من حوله، ولكي يظل الجسم يقدم مثل هذه الحماية يجب المحافظة عليه وتجنيبه الإرهاق وجملة التعرض للمشاكل في البيئة من حوله، وللعودة إلى تأثر الإنسان بالأشعة تحت الحمراء فإن لجلد الإنسان أثراً كبيراً في شكل وحجم هذا التأثير، ويعتبر الجلد عضوا في الجسم وهو أكبر أعضائه حجماً ومساحة. يتكون الجلد من ثلاث طبقات:

1-  الطبقة الخارجية Epidermis.

2-  الطبقة الوسطى Dermis.

3-  الطبقة الداخلية Subcutaneous.

الطبقة الخارجية :  مكونة من زوائد نسيجية تغطي بعضها بعضاً وهي مسئولة عن حماية الجلد وتنظيم درجة الحرارة.

الطبقة الوسطى: وهي المنطقة المغذية للطبقة الخارجية بالأوردة والشرايين والخلايا العصبية ومنطقة نمو الشعر.

الطبقة السفلى: من الجلد وهي تتكون من منطقة متشحمة وسوائل وتخدم لتوفير خاصية استناد للطبقات العلوية.

من وظائف الجلد

1-  امتصاص الأشعة (الكربر ومصاطبه) الكهرومغناطيسية.

2-  تنظيم الحرارة.

3-  التخلص من بعض الملوثات.

4-  التخلص من الجراثيم.

5-  تحويل الأشعة فوق البنفسجية إلى V.A (د).

6-  اختزان الشحوم من الطبقة السفلى لاستعمالها عند الحاجة.

ويحتوي جلد الإنسان على صبغة خاصة تسعى Melanin Formation وخاصية هذه الصبغة هي حماية جلد الإنسان من أشعة الشمس فنراها تكثر في الدول الحارة عند الشعوب، مما يجعل لون الجلد يغلب عليه اللون الأسود. أما الشعوب التي تعيش في الأماكن الباردة فإن لون بشرتها مبيض لعدم حاجتها إلى صبغة الحماية تلك التي تتواجد عند الشعوب في المناخ الحار والقاري.

التعرض لدرجات الحرارة العالية تؤدي إلى عملية تبادل الحرارة بين الجسم والبيئة المحيطة به مثل:

1-  درجة حرارة الجو الخارجي.

2-  سرعة الهواء.

3-  نسبة الرطوبة.

4-  درجة الحرارة الإشعاعية.

التعـادل الحـراري

تتراوح درجة حرارة الجسم ما بين 35.8- 37.8 وتبقى درجة حرارة الجسم ثابتة رغم تعرض الإنسان لظروف حرارية متباينة، ويخضع تنظيم درجة حرارة الجسم لتحكم مركز خاص بالمخ ينظم عملية التبادل الحراري بين الجسم والبيئة الخارجية لتظل درجة حرارة الجسم ثابتة على الدوام. فإذا كانت درجة حرارة الوسط المحيط بالجسم أقل من درجة حرارته فإن الجسم يفقد حرارة الوسط أما إذا تساوت درجة حرارة الجسم ودرجة حرارة الوسط المحيط به فيمتنع فقد الجسم للحرارة عن طريق التوصل والإشعاع والحمل ولا يبقى للجسم من طريقة التخلص من الزائدة إلا عن طريق البخر.

أما إذا زادت درجة حرارة الجو المحيط عن درجة حرارة الجسم فإن الجسم يبدأ في اكتساب الحرارة من هذا الوسط عن طريق الملامسة والإشعاع.

ويعمل الجسم على التخلص من الحرارة الزائدة بعدة طرق فسيولوجية هي:-

1- زيادة كمية الدم المار بالجلد عن طريق زيادة حجم الدم الموجود بالدورة الدموية بانقباض مخازن الدم كالطحال وغيرها ودفع الدم المختزن إلى الدورة الدموية واتساع الأوعية والشعيرات الدموية والجلد لاستيعاب كمية الدم التي يحولها الجسم إليه.

2- زيادة إفراز العرق، ويتم ذلك كعملية حيوية تخضع لتنظيم الجهاز العصبي المركزي، ويعتبر العرض الذي يتبخر والعمال الفعال في تبريد الجلد وتخضع عملية البخر للعوامل الجوية المحيطة بالجسم، وعلى الأخص درجة الرطوبة النسبية.

الأعراض والصور المرضية

* سرعة الشعور بالضيق والعصبية وسهولة الإثارة.

* تأثيرات نفسية وفسيولوجية تتمثل في:

-  زيادة نسبة الأخطاء.

-  زيادة في معدل الإصابات والحوادث.

-  نقص القدرة على أداء الأعمال الذهنية، وفقد القدرة على التركيز وأداء العمليات الحسابية.

-  تأثيرات باثولوجية وتنتج عن زيادة الجهد الذي يبذله القلب والدورة الدموية والزيادة في فقد السوائل وملح الطعام، وغيرها.

وتتمثل هذه التأثيرات في المظاهر الآتية:

1- التقلصات الحرارية وهي تقلصات تصيب العضلات الإرادية فيشعر المصاب بآلام شديدة بعضلات الساقين أو جدار البطن، وقد تصيب هذه التقلصات العضلات غير الإرادية كعضلات الأمعاء، مما يؤدي إلى الشعور بالمغص ويؤدي إلى القيء، وتبقى درجة حرارة الجسم طبيعية ولا يتغير ضغط الدم أو سرعة النبض ولا يفقد المريض الوعي.

2- الإجهاد الحراري، ينشأ الإجهاد الحراري نتيجة التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة وما يتتبعه بالضرورة من تحويل الدم إلى الأوعية الدموية بالجلد مما يقلل كمية الدم الذاهبة للأنسجة الحيوية كالجهاز العصبي بالمخ. كما أن فقد الماء في العرق يؤدي إلى النقص في حجم الدم المار في الدورة الدموية، ويحاول الجهاز الدوري تعويض ذلك بزيادة عدد ضربات القلب، مما يؤدي إلى إجهاد القلب ثم انهيار الدورة الدموية.

أعراض الإجهاد الحراري

-  إصفرار وجه المصاب.

-  زيادة سرعة ضربات القلب وضعف النبض مع هبوط ملحوظ في ضغط الدم.

-  التنفس سريعاً وسطحياً.

-  اتساع حدقة العين.

-  الجلد مبلل بالعرق وبارد.

-  درجة الحرارة طبيعية.

الضربة الحرارية

تتسبب في وفاة ما يزيد عن 50% من المصابين بها وتنشأ نتيجة التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة مع ارتفاع نسبة الرطوبة، مما قد يعطل قدرة الجسم على التخلص من حرارته وتبدأ درجة حرارة الجسم في الارتفاع، ويؤدي هذا إلى انهيار المركز العصبي المنظمة للحرارة في المخ وامتناع إفراز العرق فيبدو الجلد جافاً ومحتقناً.

أعراض الضربة الحرارية

1-  صداع شديد وزغللة.

2-  ارتفاع درجة الحرارة.

3-  تشنجات عصبية وفقد الوعي.

التهابات الجلد

تنتج عن طريق التعرض للحرارة لمدة طويلة وتظهر على هيئة.

-  التهابات جلدية.

-  تلون الجلد مع ظهور البثور وقد تلتهب البثور مما يؤدي إلى ظهور الالتهابات التقيحية في الغدد العرقية المنتشرة في الجلد.

التهابات العيون

تلون الجلد مع ظهور البثور، وقد تلتهب البثور مما يؤدي إلى ظهور الالتهابات التقيحية في الغدد العرقية المنتشرة في الجلد.و يؤدي التعرض المزمن للحرارة إلى التهابات الملتحمة أو التهابات الجفون، وقد يؤدي إلى عتامة عدسة العين، مما يؤدي إلى ضعف في قوة الإبصار.

الوقاية من مخاطر الحرارة

يمكن وقاية العمل من أخطار ارتفاع درجة الحرارة بإتباع الوسائل الآتية:

-   حجب مصادر الحرارة باستخدام الحواجز الواقية.

-   تحسين وسائل التهوية العامة في مكان العمل بما يحقق تنظيم درجة الحرارة والتحكم في درجة الحرارة والتحكم في درجة الرطوبة وسرعة الهواء.

-   الفحص الطبي الابتدائي والدوري على العمل المعرضين لمخاطر الحرارة.

-   إتباع التعليمات الواقية من الإصابة بمخاطر الحرارة.

-   تقليل المجهود العضلي في الفترة الحارة من النهار.

-   تنظيم فترات راحة كافية بحيث تتخلل ساعات العمل يقضيها العامل بعيداً عن التعرض للحرارة في مكان بارد.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 48