قاروه جزيرة السلاحف
والشبكة الكويتية لإنقاذ السلاحف البحرية
فاطمة المذكوري
ظهرت السلاحف البحرية منذ أكثر من مائة مليون سنة وتوجد سبعة فصائل منها جميعها مهددة بالانقراض إذ أن أعدادها فى تناقص ملحوظ، هذه المخلوقات تغلبت على الكثير من التحولات البيئية أصعبها تلك التى قضت على الديناصورات ولكنها الآن ومنذ أكثر من المائة عام الماضية تصارع من أجل الحفاظ على وجودها، وللكشف عن سب بالتناقص المستمر فى أعدادها من المهم أن نتعرف على دورة حياتها.
تقضى السلاحف أقل من 1% من حياتها على اليابسة وذلك عندما تلجأ أنثى السلحفاة إلى اليابسة لتحفر عددا من الأعشاش لصغارها قد تصل إلى ستة تضع فيها من مائة إلى مائة وخمسين بيضة فى العش الواحد، وتضع أنثى السحلفاة إلى اليابسة لتحفر عددا من الأعشاش لصغارها قد تصل إلى ستة تضع فيها من مائة إلى مائة وخمسين بيضة فى العش الواحد، وتضع أنثى السحفاة هذه الأعداد الكبيرة من البيض لتضمن بقاء بعضها بما أنها تتركها ولا ترعاها وتستغرق فترة التعشيش أبوعين وتؤثر درجة الحرارة وموقع العش على نجاح العملية.
تلك السلاحف الصغيرة وعددها مائة تصارع من أجل الحياة والخروج من أعشاش آمنة لم تطلها أيادى البشر لكى تبدأ رحلتها فى الحياة فخلال خطواتها الأولى نحو موطنها المائى تواجه صغار السلاحف العديد من الصعاب فنجد خمس عشرة سلحفاة صغيرة تواجه خطر الانحصار فى عمق العش أو افتراسها من قبل سرطانات وطيور البحر بينما تحاول شق طريقها من الشاطئ إلى مياه البحر.
- خمس عشرة سلحفاة صغيرة قد تموت نتيجة الآثار المدمرة التى يتركها الإنسان على بيئته، فالبعض يموت نتيجة تعرضه للإضاءة، أخرى يتم اصطيادها وأخرى قد تضل طريقها فتدهس بلا رحمة من قبل سائقى السيارات، وخلف أبواب الحضارة الإنسانية والمبانى لأسمنتية تقدم السلاحف فى أطباق على الموائد أو تستخدم طعم فى صنارات الصيادين.
- خمس عشرة سلحفاة أخرى تتغذى عليها الحيوانات المفترسة التى تعيش بجانب الحديد المرجانى بينما تقوم بمحاولاتها الأولى للسباحة بعيداً عن الشاطئ.
- باقى السلاحف الناجية من الموت والتى صارعت من أجل الحفاظ على حياتها لابد وأنها الآن تصارع لكى تظل على قيد الحياة فى مياه البحر.
- خمس وعشرون سلحفاة تقتل بسبب الإنسان فبعضها يعلق بشباك الصيادين أو بالنفايات التى يلقيها الإنسان يوميا فى مياه البحر، وأخرى تأكل النفايات البلاستيكية اعتقاداً منها بانه غذاؤها ومن ثم تموت ببطء.خمس سلاحف مكتملة النمو قد تتعرض للقتل نتيجة اصدامها بالقوارب أو بالجت السكى أو قد تعلق بمحركات الزوارق المائية، أخرى قد تموت نتيجة تلوث وفقر بيئتها للغذاء الصحى والأشعاب اللازمة لنموها.
- اثنتان من السلاحف الباقية على قيد الحياة ذكور وعلى الرغم من أهيمتها للتكاثر وزيادة أعداد السلاحف إلا أنها لن تتمكن من حفر أعشاشاً لصغارها أبداً لأنها من مهام أنثى السلحفاة التى خصها الله بها، ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل أن اثنتين من السلاحف لا تجد لها شاطئاً يخلو من النشاط البشرى والذى يأخذ أشكالاً عدة منها إلقاء النفايات أو البناء المسترم للمبانى الأسمنتية على طول الشواطئ أو قضاء يوم جميل فى الشاليهات على حساب تلك المخلوقات الضعيفة.
- السلحفاة الوحيدة عمرها الآن أربعون عاما ولا يزال عليها مهمةا لبحث عن شاطئ هادئ بعيد عن تدخلات بنى البشر، حيث يمكنها هناك أن تحفر عشا لصغارها تلقى فيه بيضها بأما وبعيدا عن عيون البشر التى ترقبها بخطر فى كل لحظة وحين.
وللفت نظار المسئولين حول المخاطر التى تتعرض لها السلاحف خلال تلك الفترة الحرجة من دورة حياتها، تولى فريق من المتطوعين تحريك وتعبئة طاقات العديد من الشباب والشابات الكويتين والمقيمين الراغبين فى قضاء أوقات فراغهم فى أعمال تمكنهم من الحفاظ بفاعلية على بيئتهم البحرية.
ففى صيف 2000 وجد كل من ربيكا همشوت وستورات بيل خبراء الأحياء البحرية أعشاشاً مدمرة لصغار السلاحف فنقلوها إلى لامركز العلمى حيث قاموا برعايتها ومساعدتها بجعلها أكثر قوة لمواصلة مسيرة حياتها وتصبح قادرة على شق طريقها فى مياه البحر المفتوحة بسلام. ومن هنا بدأ فريق المتطوعين والذى يحمل اسم (الشبكة الكويتية لانقاذ السلاحف البحرية) العمل الجاد والمخلص من أجل إعادة السلاحف إلى موطنها الطبيعى.
ومن مرسى لاسفن الشراعية بالمركز العلمى وبالتحديد فى يوم الخميس الموافق 26 / 10 / 2000 وفى أول تظاهره من نوعها فى دولة الكويت وبحضور حشد كبير من المواطنين أنطلق عدد من القوارب السريعة يتقدمهم اليخت راصد البيئة حاملاً معه عددا من متطوعى الشبكة ورافعاً رايتها متجهين إلى قاروة جزيرة السلاحف كما يطلق عليها نظرا لاشتهارها بكثرة أعشاش السلاحف على شواطئها ، وذلك فى رحلة استغرقت السبع ساعات، وبالقرب من شواطئ الجزيرة تم إطلاق اثنتى عشرة سلحفاة بحرية فى مياه لابحر الدائفة لتعود إلى ممارسة دورة حياتها فى موطنها الأصلى.
ما هى الشبكة الكويتية لانقاذ السلاحف البحرية
(Kuwait Sea Turtle Rescue Network?)
مما لا شك فيه أن الحياة البحرية فى دولة تقدم للعديد من الأفراد التسلية والترفيه بالإضافة إلى كونها مصدراً للدخل الاقتصادى من هنا تتبع أهمية العمل التطوعى الذى تقوم به الشبكة الكويتية لإنقاذ السلاحف البحرية فى مشاركة الجهات المسئولة عن البيئة فى الحفاظ عليها ورعايتها حيث يتوفر فى الشبكة فريق متخصص لإنقاذ السلاحف المصاربة، وإذا رأى الفريق أن السلاحف تحتاج إلى المزيد من الاهتمام والرعاية فسيقوم بحجزها لتوفير العناية الطبية اللازمة لها قبل إعادتها إلى بيئتها الطبيعية والشبكة على أتم الاستعداد لتلبية النداء أينما اقتضت الحاجة فى مساعدة امجموعة المتطوعين والرعاة الرسميين ممن يرغبون فى مساعدة تلك المخلوقات الرائعة.
تقوم الشبكة برداسة سلوك التعشيش (Nesting) لدى السلاحف فى دولة الكويت ومساعدة الصغار منها للهروب من الأشعاش الخطرة والوصول لشواطئ البحر بسلام، بالإضافة إلى ذلك تسعى الشبكة إلى إعداد اقتراح حول إنشاء برنامج لمراقبة وحماية السلاحف فى الجزر الكويتية ابتداء من الصيف لامقبل فى محاولة منها للتصدى للأخطار التى تواجهها.
ترحب الشبكة بأى أعضاء جدد يرغبون فى الانمضام لها فهى تضم متطوعين من جنسيات متعددة من بريطانيا وكندا واسكتلندا، أصغر متطوعة فى الشبكة هى الطالبة أميرة مطلق الزايد وتبلغ من لاعمر 11 عاماً.
ما هى أشهر السلاحف البحرية فى دولة الكويت سلحفاة منقار الصقر:
(Hawksbill – Eretmochelys imbricata):
من السلاحف النادرة والواقعة على حافة الإنقراض ما لم نبادر سريعاً إلى حمايتها فالناس فى مختلف انحاء العالم يقبلون على اصطيادها وذلك لما تتمتع به من صدفة جميلة (Shell) تستخدم فى صناعة المجوهرات وغيرها من المنتجات أو تستهلك لحومها، كما تعد من أصغر أنواع السلاحف البحرية حجما ويصل طول الصدفة التى تغطيها (Carapace) من 76 – 91سم، وتزن من 100 – 150 رطلاً. تحفر أنثى سلحفاة منقار الصقر من 2 إلى 4 أعشاش لصغارها وتضع مائة وستين بيضة فى العش الواحد وتستمر فترة حضانتها فى العش ستين يوماً.
السلحفاة خضراء اللوان
(Green Sea Turtle – Chelnia mydas):
من السلاحف المهددة بالإنقراض، ولكنها لا تزال تصارع من أجل الحفاظ على بقائها، تعيش السلحفاة خضراء اللون بأعداد كبيرة فى الساحل الشرقية لولاية فلوريدا فى الولايات المتحدةا لأمريكية كما تعيش فىالمياه اقليمية لدولة الكويت بلغ حجم أكبر سلحفاة الخضراء 115 بيضة فى الثلاث أو خمسة أعشاش التى تحفرها وتستمر فترة حضانة البيض فى العش لمدة ستين يوماً.
كيف تستطيع حماية وإنقاذ السلاحف البحرية
- حافظ على نظافة الشواطئ لأن السلاحف تتغذى على الكائنات البحرية الموجودة على السطح وأحيانا تتغذى على النفايات البلاستيكية، لذا شارك فى حملات تنظيف الشواطئ للمحافظة على نظافته.
- حافظ على هدوء الشاطئ وإبعاد أى مصدر للضوضاء وللضوء عنه ، ويفضل أن نحجب الإضاءة بعد الساعة الثامنة مساء خصوصاً فى موسم الصيف ما بين شهر مارس ونوفمبر، لأن من شأن الإضاءة والضوضاء أن يعرقل من وصول أنثى السلحفاة إلى الشاطئ من أجل وضع بيضها أو خروج الصغار من أعشاشها إلى مياه البحر.
- لا تقوم بجمع صغار السلاحف أو بيضها لأنك بذلك تؤدى إلى فقدانهم أو موتهم، وأى صغار يتم إصطيادها علينا أإعادتها إلى البحر لأن الاحتفاظ بها عمل غير إنسانى ويقلل من أعدادها.
- الاتصال بالشبكة الكويتية لإنقاذ السلاحف وسوف توفر المساعدة فى الحالة لإنقاذ السلاحف وصغارها.
الثقافة البيئية وأهميتها للمجتمع الكويتى
تحتفل دولة الكويت وتتواصل احتفالاتها خلال العام 2001 باختيارها عاصمة للثقافة العربية... وبلا شك فإن ذلك يدعونا لأن تقوم الهيئة العامة للبيئة بدور رائد وفعال فى هذه الاحتفالات يكون الهدف الأول منه هو نشر الثقافة البيئية بين أفراد المجتمع بدءاً من الطفل السرة، المجتمع وحتى يتعرف أفراد المجتمع الكويتى على أنشطة الهيئة المختلفة.. خاصة فى مجال الثقافة البيئية واليهئة لديها الكثير.. والكثير من الأنشطة التى يمكن إبرازها فى هذه المناسبة لإعلاء شأن دولة الكويت السباقة فى دعم الثقافة العربية منذ نشأتها ولا ننسى ما قامت به دولة الكويت حتى قبل استقلالها عام 1961 بالعمل على إصدار مجلة العربى والتى كانت بحق خير سفير لنا فى كافة المجالات الثقافية، فما بالنا بالهيئةا لعامة للبيئة وهى امتداد لاهتمام الدولة بالبيئة منذ نشأتها، وتنامى هذا الاهتمام ليشمل جميع جوانب الحياة
فمسئولية نشر الثقافة البيئية تقع أولاً وأخيراً على كاهل الهيئة، فالبيئة الكويتية بمواردها ومكتسباتها القائمة والمنتظرة أمانة بين يدى الهيئة تحافظ عليها للأجيال القادمة خالية من الملوثات حتى تعيش هذه الأجيال فى بيئة صحية بكل المقاييس.
وخير وسيلة لذلك هو نشر الثقافة البيئية بين جميع أبناء هذا الشعب حتى ننعم جميعاً بشجر أخضر مثمر، وشوارع هادئقة نظيفة خالية من القمامة، وميان متناسقة المنظر واللن، ومسطحات وحدائق خضراء، وأطفال تحافظ على بيئتها، وأسر تعمل على تنمية الحس البيئى بين أبنائها، ونشر كتب بيئية، واحتفالات بيئية فى كافة المناسبات، وهذه المناسبات والحمد لله كثيرة.
ومهما تحدثت عن دور الهيئة فى هذه الاحتفالات فلن انتهى لأن هذه الأدوار ما هى إلا سلسلة متواصلة من العمل الدؤوب فى سبيل إظهار دولة الكويت بالصورة المناسبة كما كانت وستظل أبداً فى عيون العرب جميعاً.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 28