بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

انقراض الطيور

 


انقراض الطيور


 


 


 


 


قبل مائتي عام تقريباً ، كان الحمام الأمريكي المهاجر أكثر الطيور تعداداه في العالم ، فقد فاق تعداده اكثر من 4 مليارات ، إلا انه وبسبب حملات الصيد الهائلة التي كان يمارسها الإنسان على هذا النوع من الحمام ، فقد تناقض عدده بنسبة كبيرة جداً تصل إلى 95% ... حتي اواخر التسعينات القرن الماضي عندما أصدرت الولايات المتحدة الامريكية قانونا يمنع صيده ، إلا أن هذا القانون جاء بعد فوات الأوان ، فلم يكن العدد الموجود من هذا النوع من الحمام كافيا لكي يحافظ على نوعه ويبدأ بالتكاثر مرة أخرى ، وظل العدد يتناقص إلى أن أنقرض في عام 1914.


ومن الحمام الأمريكي المهاجر في أمريكا الشمالية إلى الفيلة في أفريقيا ، فقبل عام 1979، كان عدد الفيلة في قارة أفريقيا أكثر من ( 130000 ) مليون فيل ، وبين عامي 1979، 1989 أي خلال عشر سنوات فقط تناقض هذا العدد إلى ستمائة ألف ،أي إلى النصف تقريباً، بسبب الاصطياد الجائر من اجل الحصول على العاج ، حتى منتصف عام 1990 عندما وضعت الغالبية العظمي من الدول الأفريقية عقوبات صارمة لمن يصطاد الفيلة حتى تمنع انقراضه.


ويعتبر الانقراض جزءا من التطور، فالكائنات التي لا تستطيع أن تتأقلم مع تغيرات البيئة، تنقرض ... وهذا نوع من التوازن الطبيعي ، إلا أن الإنسان قد اخل بهذا التوازن وتسبب في إرتفاع نسبة انقراض الكثير من أشكال الحياة .


ولم ينتبه احد في البداية إلى موضوع أنقراض الكائنات الحية ، إلى أن أرتفعت نسبة الانقراض إلى درجة غير معقولة ، بالمقارنة مع حالات الانقراض التي كانت تحدث في الماضي ، فقبل عام 1600 ميلادية ، كانت حالة الانقراض تحدث لنوع واحد من الكائنات الحية كل ألف سنة ، ثم بدأت النسبة بالارتفاع في الفترة بين عامي 1600 و 1950 حتى وصلت إلى نوع واحد كل عشر سنوات ، أما في الفترة بين عامي 1950 إلى 1970 ، فقد كادت أن تصل النسبة إلى نوع واحد كل سنة ، وهي نسبة كبيرة جداً أعطت مؤشرات خطيرة لما يمكن أن يحدث بعد نصف قرن على أبعد تقدير ... الأمر الذي دعا الكثير من الدول إلى اخذ هذا الموضوع مأخذ الجد ، وتم تشكيل فرق كثيرة من العلماء والبيئيين لمعرفة أنواع الكائنات الحية المهددة بالإنقراض لأخذ الحيطة وبذل كل الجهود الممكنة للحفاظ عليها ، وقد دلت الإحصائيات على أنه وفي الفترة بين عامي 1600 و 1900 كان هناك ( 8400 ) نوع من الطيور ، انقرض منه (94) نوعا تقريبا ، ويوجد في الوقت الحالي أكثر من ( 187 ) نوعا من الطيور مهددا بالانقراض ، وقد عانت بعض الجزر من تناقص وانقراض الطيور وهي نيوزلندا ، مدغشقر ، جزر المحيط الهندي ، وجزر هاواي .


أما بالنسبة للثدييات ، هناك أكثر من ( 1600 ) نوع مهدد بالإنقراض ، كالفهد والدب القطبي والنمر الامريكي الاستوائي المرقط ،ويعتبر السبب الرئيسي لتعرض الكثير من الثدييات لخطر الانقراض هو تعرضها للاصطياد من قبل الانسان .


وبالنسبة للأسماك والبرمائيات والزواحف فهناك (190) نوعا من الأسماك و (40) نوعا من البرمائيات و(150) نوعا من الزواحف جميعها مهددة بالانقراض .


ولا يقتصر الانقراض على الحيوانات ، بل يمتد ليشمل عالم النبات أيضاً ، حيث يوجد في كوكبنا أكثر من اربعمائة ألف نوع من النباتات ، منها حوالي ( 20000 ) نوع مهددة بالانقراض .


وعلى الرغم من القوانين التي وضعت والاتفاقيات التي وقعت والتي كان آخرها اتفاقية عام 1973 لحماية الكائنات الحية من الانقراض ، إلا أن المشكلة لم تحل ، فازدياد عدد السكان المستمر ، وانتشار التمدن والزراعة وبناء السدود ، وقطع أشجار الغابات واصطياد الحيوانات والتلوث ، أدى إلى انقراض بعض أشكال الحياة كسمك الكراكي الازرق ، وهو احد أنواع الأسماك النهرية ، والعصفور الدوري الداكن وهو نوع من الطيور كان يعيش بالقرب من شواطئ ولاية فلوريدا الامريكية ، وترك بعض أشكال الحياة الأخرى مهددة بالإنقراض على الرغم من انف جميع الاتفاقيات التي وقعت ،فالولايات المتحدة الامريكية وحدها لديها قائمة تحتوي على اكثر من (950) نوعا من الكائنات الحية معرضة للانقراض ، وتظل المشكلة قائمة إلى لحظة كتابة هذه السطور ، وتظل المحاولات قائمة في الكثير من الدول لمواجهة الخطر ، الخطر الذي قد يعرض البشرية نفسها إلى الانقراض .


 


 


المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 11