يدخل السرور على قلب من يتناوله
" الزعفران " مشروب النساء المفضل!
فرح ابراهيم
نوع من النباتات التي تضاف إلى الطعام كأحد التوابل والبهارات لإضفاء النكهة، فالزعفران نبات بصلي من فصيلة السوسنيات، والجزء المهم فيه هو أعضاء التلقيح التي تحمل اللون الأحمر وتسممى ( السمات ) وتنزع من الزهور المتفتحة، وتجفف في الظل ثم على شبكة رفيعة أو دقيقة على نار هادئة. وهذه المادة لونها أحمر برتقالي وذات رائحة نفاذة وطعم مميز، وتحفظ في أوعية محكمة الإغلاق لكي لا تفقد قيمتها كمادة ثمينة، ويتم استخراج تلك السمات الحمراء بدقة متناهية وبأيدي أشخاص ذي خبرة وفن في التقاطها وتجميعها.
يجب ان يتم اختيار بقعة في الأرض الزراعية تصل إليها أشعة الشمس بشكل مستمر، قبل زرع أبصال الزعفران تضاف الأسمدة العضوية إلى التربة ثم تزرع أبصال الزعفران بجانب بعضها مع الحرص على ترك مسافة 10 سم بين كل بصلة, كما تزرع الأبصال أيضا على عمق 10 سم. تتكاثر الأبصال سنة بعد سنة وتنبت أزهاراً جديدة, ولكن بعد 6 سنوات يجب أن تفرق الأبصال عن بعضها بحيث تصبح المسافة بين كل بصلة 10 سم، وتزرع الأبصال في أواخر الصيف عادة, وتنبت الأزهار في الخريف التالي وتدوم 3 أسابيع, وأما الأوراق الخضراء التي تشبه الحشائش فتنبت بعد الأزهار بفترة وجيزة وتدوم 8 أسابيع، بعد هذه الفترة تختفي الأزهار والأوراق ولكن الأبصال تظل مطمورة في التربة إلى أن تنمو مجددا في الخريف المقبل، في حال كان الشتاء قارص البرودة ويتخلله موجات ثلج وصقيع, تنقل الأبصال - إذا كانت مزروعة في أوعية - إلى مكان مغلق بعد أن تقلع وتحفظ في الرمل. أما إذا لم تكن مزروعة في مكان مغلق فيجب إقتلاعها بحذر وحفظها في أوعية وتغطيتها بالرمل. في المناطق ذات الشتاء القارص البرودة تتم زراعة الزعفران عن طريق زرع الأبصال على عمق 4 سم في أوعية, ثم توضع الأوعية مباشرة في التربة بحيث تكون حافتها تحت التراب بمسافة 4 سم. إن الوقت الأنسب لحصاد سيمات أزهار الزعفران الحمراء هو في الصباح, شرط ان يكون الطقس مشمسا وأن تكون الأزهار قد تفتحت بالكامل ثم توضع في مكان جاف ودافئ لكي تجف وتصبح صالحة للاستعمال في الطهي.
استخداماته
يستخدم الزعفران في تصنيع الأطعمة حيث يعمل كمادة ملوّنة للزبدة والجبنة والمشروبات والمثلجات.
فائدة الزعفران
يفيد في إنزال الطمث وتخفيف آلام العادة الشهرية والنزيف الرحمي المزمن ويهديء المغص المعوي ويفيد في عسر الهضم وآلام البطن وضيق الصدر، ومسحوقه ينشط الدورة الدموية ويفيد الطحال والكبد والقلب وبه مادة crocetin تخفض ضغط الدم، يعتبر الزعفران مضاد للتشنج يدخل السرور على قلب من يشربه، منبه للمعدة، شديد المفعول للأمعاء والأعصاب، منشط مدر للطمث. والزعفران يدخل في بعض الأدوية المستخدمة لتنشيط القلب وبعض أنواع الكحل المساعد في إزالة الغشاوة من العين، استخدم الزعفران منذ القدم في علاج كثير من الأمراض مثل النزلات المعوية، وكمهدئ لاضطرابات المعدة ولعلاج السعال الديكي ونزلات البرد والتخفيف من غازات المعدة. يدخل الزعفران في صناعة الأدوية الحديثة كتلك المستعملة لطرد الديدان المعوية والأدوية المهدئة للحالات العصبية والنفسية والأدوية المستعملة لتنشيط الإفراز البولي وكثير من الأدوية الأخرى، وتؤكد الأبحاث بأن كثرة أكل الزعفران تصدع الرأس وتنوم الحواس، لذا ينصح بعدم الإكثار منه. وأثبتت التحاليل الكيميائية أن الزعفران يحتوي على مادة تسمى (لروسين) طعمها حلو وهذه المادة مقوية للأعصاب ومنشطة ومنبهة وتساعد على إدرار الطمث عند المرأة.
غلي جرام واحد من الزعفران في لتر من الماء والشرب منه بعد تبريده يعتبر شرابا لعلاج الزكام ومنبها للأعصاب، كما ان زيت الزعفران مضاد للألم والتقلصات، ومزيل لآلام الطمث وآلام غشاء اللثة وهو مسكن ومقو للجهاز العصبي المركزي. ويستعمل الزعفران كتوابل في تجهيز الأطعمة والمأكولات.
علاج الكآبة بالزعفران
كشفت دراسة حديثة ان الزعفران يمتلك خصائص مضادة للكآبة، حيث يعمل على زيادة مستويات مواد كيميائية معينة في الدماغ ومنها السيروتونين لاحتوائه على عناصر نشطة هي كروسين وسافر
انال وقام الباحثون لاختبار تاثير الزعفران مع عقار فلوكسيتين على أعراض الكابة البسيطة والمتوسطة على 38 شخصا تراوحت اعمارهم بين 18 و55 عاما لمدة 6 اسابيع وتم اعطاؤهم
اما 30 ملليغرام من خلاصة الزعفران المجففة او دواء عادي، واثبتت النتائج ان الزعفران يعد علاجا طبيعيا للكابة.
الخصائص الصباغية
يحتوي على أصبغة كارُوتينيّة ( الكروسين )، الذي يستخدم كصباغ للحرير وملون للطعام باللون الأصفر الذهبي. ونحتاج إلى 70000-80000 ميسم زهرة الزعفران للحصول على واحد كيلوغرام من الزعفران، والذي يحتوي على 10 غرامات من الكروسين وحوالي 60 غراما كروستين وهو الصباغ الفعلي.
الزعفران باهظ الثمن
زراعة الزعفران من النباتات المكلفة في زراعته ماديا وفنيا وتقنيا لذا اصبح سعره باهظ الثمن حيث أن زراعة الزعفران وحصاده عملية غاية في الصعوبة لذلك فإن مصادره محدودة وغالية, وخصوصا الأنواع الفاخرة منه والتي يتم زراعتها في إيران حيث أن الحصول على 500 غرام منه يتطلب زراعة ما لا يقل عن 70.000 زهرة يجب أن تكون جميعها صحيحة وصالحة، كما أن الزعفران الطازج حين يتم تجفيفه يفقد الكثير من وزنه فخمسة وعشرون كيلوغراماً منه يصبح بعد التجفيف حوالي خمسة كيلوغرامات فقط.
عند زراعة بصلة الزعفران تُنتج كل بصلة ثماني أوراق تشبه في شكلها الحشائش، كما ينمو من البصلة زهرة تحتوي على ثلاث سبلات وثلاث بتلات تحمل جميها اللون الزهري، كما تحتوي الزهرة على شعيرات صفراء وثلاث سمات حمراء, بحيث يبلغ طول السمات ضعف طول الشعيرات، تحتوي السمات الحمراء على مواد كيميائية عديدة كالكربوهيدرات, والمعادن, والفيتامينات, ومادة الكاروتين, وغيرها. كما للسمات عطر قوي الرائحة بحيث يجعل زهرة الزعفران فريدة.
للحصول على غرام واحد من الزعفران الأصلي يلزم لذلك مائة زهرة وللحصول على نصف كيلو من نفس الصنف يحتاج 225 ألف زهرة من زهور الزعفران لذا كان سعره باهظا.
يتم غش الزعفران بسبب ارتفاع ثمنه بخلطه بأعشاب مشابهة له لزيادة الوزن مثل العصفر المشابه له في اللون وفي سرعة الذوبان بالماء ويباع على أنه زعفران صحيح .
إن أجود أنواع الزعفران ذو الشعر الأحمر الذي ليس في أطراف شعره صفرة وأفضله الطري، الحسن اللون، الذكي الرائحة، الغليظ الشعر، الذي يوجد في أطرافه شبه بياض.
الزعفران يتمتع بخصائص وقائية مقاومة للسرطان
في أحدث دراسة نشرتها مجلة «الطب والبيولوجيا التجريبية» المتخصصة, أثبت باحثون في المكسيك أن بالإمكان استخدام الزعفران كعامل واق من السرطان أو في البرنامج العلاجي المخصص لهذا المرض. ووجد الباحثون بعد مراجعة مجموعة كبيرة من الدراسات المخبرية والأبحاث التي أجريت على الحيوانات, أن الزعفران لا يمنع فقط تشكل أورام سرطانية جديدة، ولكنه قد يسبب تقلص وانكماش الأورام الموجودة, كما يزيد فعالية العلاج الكيميائي ويشجع آثاره المضادة للسرطان.
وأوضح الباحثون أن الفوائد الصحية للزعفران قد ترجع بصورة جزئية إلى محتواه العالي من المركبات التي تعرف بالكاروتينويد التي تشمل أيضا مادتي «لايكوبين» و«بيتاكاروتين» كعوامل وقاية وعلاج من السرطان.
من أقوال ابن سينا في كتابه القانون في الطب عن الزعفران
زهره يشبه زهرة الياسمين منه أصفر ومنه ما يميل إلى البياض جيده الطري الحسن اللون الذكي الرائحة على شعره قليل بياض غير كثير ممتلئ غير صحيح غير سريع للصبغ غير ملزج ولا مفتت قابض محلل قال جالينوس حرارته أقوى من قبضه ودهنه مسخن يجسن اللون شربه محلل للأورام ويطلى به الحمرة مصدع يضر الرأس وهو منوم للحواس إذا سقي في الشراب ينفع من الورم الحار في الأذن يجلو البصر وينفع من الغشاوة يكتحل به للزرقة المكتسبة في الأمراض مقوي للقلب ويسهل النفس ويقوي آلات النفس هو مغث يسقط الشهوة بمضارته ولكنه يقوي المعدة لما فيه من الحرارة والدبغ والقبض وقيل أن الزعفران جيد للطحال يدر البول وينفع صلابة الرحم وانضمامه والقروح الخبيثة فيه إذا استعمل بمح مع ضعفه.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العالمة للبيئة - العدد 119