يضر بطبقة الأوزون ويطلق غاز الميثان
الأرز .. أعظم ملوث للبيئة منذ 7000 سنة!
أحمد محمد أشكناني
من المحتمل أن يكون الأرز قد نما بريا في الجنوب الشرقي من آسيا منذ آلاف السنين، وقام الأهالي بجمعه وأكله. وقد وجد علماء الآثار ما يفيد أن الناس كانوا يزرعون الأرز طعاما لهم منذ عام 5000ق.م، وذلك في المنطقة الجنوبية من الصين والجزء الشمالي من تايلاند وكذلك لاوس وفيتنام، وقد انتشر الأرز في هذه المناطق وامتد إلى الجزء الشمالي من الصين واليابان وكوريا والمنطقة الغربية من الهند والمنطقة الجنوبية من إندونيسيا.
تصنف زراعة الأرز كأخطر العوامل الضارة بطبقة الأوزون، وإذا كان القطن، زراعة وتصنيعا، يستهلك كميات هائلة من المياه والطاقة فإن الأرز أكثر النباتات تحريرا لغاز الميثان عند زراعته. فلقد أحدثت المفاهيم البيئية الجديدة انقلابا كبيرا في تقييم الأشياء ومدى ضررها على البيئية، فهناك الكثير من العلماء صنفوا القطن كمادة طبيعية تؤثر بالسب على البيئة أكثر من البلاستيك!
مجلس المناخ
يعد الأرز مادة أساسية في التغذية لشعوب شرق آسيا بالإضافة إلى أنه عامل أساسي في تلوث البيئة إلى جانب العوامل الأخرى. كما أكد العلماء أنه لا يوجد نبات يفوق الأرز في إطلاق غاز الميثان، فضرر الميثان على البيئة يزيد عن ضرر غاز ثاني أكسيد الكربون بما يعادل 21 مرة حيث يشكل غاز ثاني أكسيد الكربون نسبة 70 % من حجم الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري فيما أن الميثان يشكل 23 % منها وهذا ما ذكر عن مجلس المناخ الدولي. لذا يجب على هذه الدول اتباع طرق أخرى لزراعة الأرز إذا كانت بالفعل تريد أن تحافظ على البيئة ونظافتها والتي بدورها تؤدي إلى تقليل الاحتباس الحراري.
وأكد بحث ألماني أن استخدام الطرق الحديثة في زراعة الأرز من الممكن أن تقلل إطلاق غاز الميثان بنسبة تتراوح ما بين 15 إلا 56 % كما ذكر بالبحث أن التحول إلى طرق زراعية حديثة سيكون أقل تعقيدا من التحول إلى الطاقة البديلة.
على الرغم من تحذيرات دائرة البيئة الاتحادية في واشنطن أن غاز الميثان الصادر عن زراعة الأرز سيرتفع بنـــــسبة 16 % حتى عام 2020، بينما الصين مصرة على استخدام طرق الزراعة القديمة في المناطق المنخفضة وباستخدام الأسمدة الطبيعية، ويمكن لزراعة الأرز في المناطق العالية أن تقلل استخدام الماء والأسمدة وأن تقلل بالتالي انطلاق غاز الميثان.
الصين وتايلند
تنتج الصين، حسب دراسة لجامعة بورتلاند الأميركية عام 2005، ثلث محصول الأرز على المستوى العالمي. وعملت الصين خلال السنوات العشر الماضية على تقليل المساحات المزروعة بالأرز وتقليل سقاية الحقول بالماء رغم زيادة المحصول. ويعود السبب إلى الاستخدام الواسع للأسمدة الصناعية بدلا من الأسمدة الطبيعية التي تحتاج إلى الكثير من الماء وتطلق المزيد من الميثان في السابق.
وعلى الرغم من ذلك فإقناع هذه البلدان وخاصة الفقيرة منها بالتخلي عن أو تقليل الزراعة يعتبر شي من الصعب تطبيقه أو حدوثه، إلا عن طريق تواجد مشاريع تكافح الجوع. وفي تايلاند، اكبر مصدر للرز في العالم، توسعت مشاريع استخدام أغلفة الأرز في التدفئة واستخراج الزيت عوضا عن نثرها (كسماد) في الأرض. فانفتاح أغلفة الأرز في الأرض يطلق المزيد من غاز الميثان، لكن الاستفادة من أغلفة الأرز في انتاج الطاقة تجري حول العاصمة بانكوك فقط ويرفض 70 % من فلاحي البلد الفقراء تغيير طرق الزراعة.
زراعة الأرز
تتم زراعة الأرز في كل مكان باستثناء القطب المتجمد الجنوبي، في أراضي دلتا الأنهار على الأرض التى تفيض عليها الأنهار وعلى الأرض الجافة وفى الغابات الاستوائية الممطرة بأفريقيا وفى الصحراء القاحلة فى الشرق الأوسط وفى السهول الساحلية وعلى جبال. ووصلت مساحة الأراضي التي يزرع فيها الأرز عام 2002 حوالي 1.5 مليون كيلو متر مربع من الأرض، ومرة أخرى تقع معظم هذه الحقول فى آسيا حيث تصل مساحتها إلى 1.3 مليون كيلومتر مربع. ويحتاج المزارعون فى المتوسط إلى 2000 لتر ماء لإنتاج كيلو جرام واحد من الأرز. يتحمل الأرز من نوع oryza الظروف الصحراوية والحارة والرطبة والفيضانات والجفاف والبرد وينبت في التربة المالحة والقلوية والحمضية. وتتم زراعة نوعين من بين 23 نوع أرز هما الأرز الشائع sativa ومصدره المناطق الاستوائية الرطبة في آسيا والأرز المزروع في غرب أفريقيا glaberrima. بدأت زراعة الأرز من نوع (اوريزا ساتيفال) فى آسيا وانتشرت حيث تتم زراعته الآن فى 113 دولة وفى كل القارات باستثناء القطب المتجمد الجنوبي.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 111