جهود فريق غوص معهد الابحاث في دعم البيئة البحرية

د.صالح محمد المزيني

تتركز أبحاث البيئة البحرية فى معهد الكويت للأبحاث العلمية على تطوير البيانات الأشيونوغرافية ومعرفة جودة مياه البيئة البحرية فى المنطقة الإقليمية الكويتية، وعليه يتطلب الأمر دوما معرفة الخواص الكيميائية والطبيعية للبيئة البحرية الكويتية ونوعية وجودة الرواسب القاعية وأنواع وأوضاع الكائنات البحرية المختلفة ومتابعة مستويات الملوثات النفطية وغير النفطية وعليه قد تم إنشاء محطات المراقبة اليومية القائمة فى البيئة البحرية لهذا الغرض، لذا استدعى الأمر إلى إنشاء فريق غوص بالمعهد لخدمة البيئة البحرية حيث يقوم بجمع البيانات بما فيها الجوانب الاشيونوغرافية المتعلقة بالبيئة البحرية الكويتية.

وتهدف هذه الورقة العلمية إلى مراجعة جهود فريق غوص معهد الأبحاث فى دعم أبحاث البيئة البحرية وتوثيق العمل الذى يقوم به تجاه واجبة العلمى الحقلى.

المقدمة

تأتى أبحاث ودراسات البيئة البحرية فى مقدمة الدراسات التى تهتم بها دولة الكويت، نظرا لأهمية البيئة البحرية كمصدر لمياه الشرب ومصدر للثروة الغذائية السمكية وكذلك تضم نشاطات ملاحية وتجارية وعمرانية وصناعية تعرض دائما البيئة البحرية للتلوث بالنفط وبملوثات أخرى.

وفى عام 1979 تم إنشاء إدارة العلوم البيئية والأرضية بمعهد الكويت للأبحاث العلمية وهى إحدى الإدارات البحثية بالمعهد لأداء مهمة القيام بالبحوث والدراسات البيئية من التلوث والقيام بتنفيذ برنامج إجراء البحوث لدعم أهداف الحفاظ على البيئة وحمايتها، ولهذا ركزت الدراسات على التعرف إلى خصائص البيئة البحرية الطبيعة وما تتضمنه من ملوثات متنوعة ودراسة الآثار السلبية الناجمة عنها.

وكذلك ركزت على قياس الخصائص الأشيانغراية والكيمائية لمكونات البيئة البحرية فى دولة الكويت وفى إطار هذا العمل توافرت لدى الدائرة معلومات حقلية ومختبرية وقدرات بشرية لازمة لمتابعة دراسات وأبحاث البيئة البحرية.

لذا من منطلق الأهداف الرئيسية البحثية فقد رأت الدائرة بأن يكون هناك ريق غوص علمى مهمته متابعة الأبحاث البحرية على طريقة جمع البيانات الميدانية،ومن أجل هذا الهدف قام الفريق ببعض المشاريع المختلفة التى تخدم البيئة البحرية مثل أجهزة قياس التدفق وأجهزة القياسات المختبرية فى مناطق مختلفة من البيئة البحرية مثل أجهزة قياس التدفق وأجهزة قياس درجة الحرارة، أجهزة قياس تركيز الصبغات، وأجهزة قياس تضاريس القاع، وأجهزة قياس مستوى سطح الماء، وكانت إنجازات الفريق واضحة ولها دورها فى خدمة البحث العلمى وكذلك غرس روح التعاون والابتكار لدى أعضاء الفريق فى تطوير أجهزة القياس وكيفية العمل، مما جعل العمل الميدانى أسهل وأيسر وأنيطت له مهمة الحصول على المعلومات البيئية البحرية الجيدة، وخلال فترة وجيزة اكتسب فريق الغوص الخبرة العلمية الحقيقية فى تنفيذ وجمع البيانات البحرية بطريقة علمية جيدة.

أعضاء فريق الغوص

يتكون الفريق من موظفى الدائرة وعددهم خمسة أشخاص،اثنان منهم غواصان والبقية يعملون فى مختبرات الدائرة فى جمع البيانات وتحليلها ويملكون شهادات دولية تؤهلهم للغوص وعمل الدراسات الحقلية لدعم التزامات المشاريع البحثية البحرية.

أهداف الفريق

منذ بداية تكوين الفريق رسمت الدائرة له أهدافا رئيسية تمثلت فيما يلى :

1-  مساهمة فى دراسات التلوث البحرى وتطوير السواحل الكويتية.

2-  القيام بجمع البيانات الحقلية المتعلقة بالخصائص الأشيانوغرافية والكيميائية لمكونات البيئة البحرية الكويتية.

3-  تدريب كوادر وطنية لتأهيلها للعمل فى مجال البيئة البحرية وجمع البيانات الحقلية.

4-  الاهتمام بأجهزة القياسات الميدانية وتطويرها.

معدات الفريق

نظرا لطبيعة الفريق العلمية فمعظم الأجهزة التى بحوزته علمية وتستخدم لجمع البيانات والمعلومات والعينات الحقلية ونذكر منها ما يلى :

1- أجهزة قياس درجة الحرارة.

2- أجهزة قياس تضاريس القاع.

3- أجهزة قياس تركيز التدفق.

4- أجهزة قياس تركيز الصبغات.

5- أجهزة قياس مستوى سطح الماء.

6- أجهزة قياس ارتفاع الأمواج.

7- أجهزة قياس المد والجزر.

8- أجهزة قياس التيار.

9- أجهزة قياس سرعة واتجاه الرياح.

10- أجهزة جمع ومعالجة البيانات.

11- أجهزة جمع عينات رواسب القاعية.

12- معدات جمع عينات مياه البحر.

13-معدات خاصة بأعمال الغوص.

من أهم الدراسات والنشاطات التى تم إنجازها

-  دراسة أولية للملوثات النفطية وغير النفطية فى البيئة البحرية فى دولة الكويت (المرحلة الأولى 1984).

-  مراقبة الخصائص الأوشيانوغرافية والدراسات الأساسية للملوثات النفطية وغير النفطية فى المياه الإقليمية لدولة الكويت (1984).

-  الدراسات الأولية للملوثات النفطية وغير النفطية فى البيئة البحرية لدولة الكويت (المرحلة الثانية – 1986).

-  مراقبة الخصائص الأوشيانوغرافية والدراسات الأساسية للملوثات النفطية وغير النفطية فى المياه الإقليمية لدولة الكويت (المرحلة الثانية – 1984).

-  دراسة مناطق الكويت الساحلية لأغراض برامج الزراعة البحرية.

-  تقييم نوعية المياه والخصائص الهيدرولوجية للبيئة البحرية فى منطقة رأس كاظمة.

-  الخصائص الفيزيوغرافية الهيدروغرافية لجزر كبر وقاروه وأم المرادم.

-  دراسة المتغيرات الساحلية ومورفولوجية للشواطئ فى جزيرة فيلكا لأغراض التنمية المستقبلية.

-  تقييم جودة الرواسب القاعية فى البيئة البحرية الكويتية.

-  مشروع تطوير الواجهة البحرية بالفحيحيل.

-  دراسة مبدئية لسمية الملوثات الصناعية فى البيئة البحرية لمنطقة الشعيبة الصناعية باستخدام تقنية الميكروتوكس الحيوية.

-  انتشار الملوثات على التربة وفى الرواسب القاعية وفى مياه البحر فى منطقة الشعبية الصناعية.

-  سمية تصريف الصرف الصحى فى منطقة الشويخ.

-  تحليل تسجيلات الأمواج المقاسة عند منطقة القنطاس وجنوب جزيرة فيلكا بالكويت.

نظرا لطبيعة العمل البيئى الذى يقوم به الفريق وارتباطه الدائم بالبحر والمعروف بظروفه القاسية على المعدات والأجهزة الإلكترونية يتطلب الأمر الصيانة الدورية وإصلاح المعدات بشكل دورى حتى تستمر الأجهزة والمعدات فى العمل بصورة جيدة وطبيعية ولهذا تطلب إنشاء ورش فنية متخصصة لصيانة أجهزة فريق الغوص وإبرزها إصلاح وتنظيف أجهزة قياس التدفق وأبراج الأشونوغرافية والمضخات المستخدمة وأجهزة قياس تيار المياه، ولقد تمكن الفريق بالرغم من إمكانياته البسيطة من إنجاز العديد من الأعمال والابتكارات التى ترتبط بالعمل البيئى البحرى خاصة فيما يتعلق بالاهتمام بالأجهزة البحرية الدقيقة.

قوارب خاصة بالفريق

يقوم الفريق دوما بتجهيز القوارب المطلوبة للأعمال البيئية البحرية ولقد تم تجهيز القوارب بطريقة فنية ملائمة لتخدم العمل البيئى البحرى دون الإضرار أو تلف أو الحاجة إلى الصيانة والإصلاح بشكل دائم ومستمر، بالإضافة إلى أن قوارب فريق غوص معهد الأبحاث زودت بالأجهزة ومعدات الاتصال والملاحة ومعدات الأمن والسلامة اللازمة.

الاستنتاجات والتوصيات

شارك الفريق فى العديد من الأعمال الفنية البيئية خلال السنوات السابقة لما له من بالغ الأثر فى ترسيخ أبحاث البيئة البحرية، ولقد كانت بداية الفريق صعبة نظرا لصعوبة المواقع واختلاف طبعتها، إذ بالرغم من عدم وجود أى خلفية عملية فى البداية إلا أن اعتقاد الفريق بجدية العمل البيئى دفعهم إلى العمل بالرغم من الصعاب التى تواجههم عند تأدية عملهم نظراً لأهمية العمل على الصعيد الوطنى، وتعتبر الخبرات التى اكتسبها الفريق ممتازة وتضاف إلى خبراته السابقة وإلى رصيده الناصع فى العمل البيئى الذى انتهجه الفريق منذ بداية العمل الحقلى والميدانى ومن الجدير بالذكر أن فريق غوص معهد الأبحاث وطموحاته الطويلة على المدى البعيد، ويجب وضع آلية التعاون مع الهيئات الحكومية الأخرى لضمان التعاون المشترك مع مختلف الجهات الحكومية والمؤسسات الأخرى التى تعمل بالنواحى البيئية البحرية، وتشجيع اندماج الأفكار العلمية المختلفة التى تؤدى إلى العمل الجاد ونتائج علمية مؤكدة يمكن الاستفادة منها فى وضع وتخطيط السياسات والاستراتيجيات البيئية لفرق الغوص المختلفة فى دولة الكويت.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العاممة للبيئة - العدد 24