بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

الكمأة

الكمأة

الكمــــــــأة

عزيزة فهد العتيبي

ثبت عن  النبي صلي الله عليه وسلم انه قال "الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين – تعتبر الكمأة أو ما يعرف محليا بالفقع ذات قيمة غذائية عالية فهي تحتوي علي كميات كبيرة من البروتينات والدهون المواد الغذائية الأخرى والفيتامينات وتنمو الكمأة طبيعيا في صحاري المنطقتين الوسطي والشمالية للمملكة العربية السعودية ويوجد منها أنواع تعرف محليا بالخلاسي الزبيدي ألجبا وأجودها النوع المسمي بالزبيدي لذا سوف نلقي الضوء علي هذا النوع من الفطريات لنتعرف علي تصنيفه ودورته في الطبيعة وأنواعه ومحالات العلماء لزراعته. 

تعريف الكمأة

تنمو الكمأة طبيعيا تحت سطح التربةSubterranean علي عمق يتراوح بين 10 إلي 60مم، ولكنها تنكشف في بعض الأحيان فوق السطح بفعل عوامل التعرية المختلفة وقيل سميت الكمأة بهذا الاسم لاستتارها يقال كما الشهادة إذا كتمها والاسم الشائع للكمأة لدي العامة (الفقع – ALF age) وقد عرفت بهذا الاسم أيضا بسبب أنه فر المراحل الأخيرة من نمو الكمأة يحدث تشقق وتفكك لسطح التربة نتيجة لنضج الثمرة الزقية وضغطها علي سطح التربة مما يجعله منتفخار وممزقا ومفككا وبذلك يمكن بسهولة تمييز فطريات الكمأة ومعرفة مكانها بارتفاع وتشقق طبقة التربة المغطية لها وتعيش الكمأة ومعرفة مترممة إلا أن البعض يري أن لها دورا في تكوين الجذور الفطرية Mycorrhizae مع بعض النباتات الحولية، خصوصا تلك المعروفة محليا "بالأرقة أو الرقروق".

مما يعزز ذلك وجود الكمأة في الطبيعة بالأماكن التي يوجد فيها هذا النبات وقد سجل أيرجان Ergun عام 1969 وجودها في صحراء الكويت في التربة الهشة الخفيفة التي من النوع ألجبسي أو الملحية الحصباء أو الملحية الجبسية البيضاء وهي تظهر في مواسم معينة من العام لقترة قصيرة غالبا ما توافق أوائل الربيع في الفترة ما بين فبراير وإبريل عند سقوط الأمطار الموسمية في شهري أكتوبر ونوفمبر حيث درجة الحرارة مازالت مرتفعة عن حرارة الشتاء ويعرف هذا الفصل محليا بالوسمى وهو مطر الربيع الأول وتكثر الكمأة ويزداد إنتاجها في السنوات التي تسقط فيها الأمطار في شهري أكتوبر ونوفمبر حيث يصل حجم كمية الأمطار عادة إلي 175مم وتظهر الكمأة عادة بعد مضي سبعين يوما من المطرة الأولي.

أنواعها

1-  تيرمانيا Tirmanin : يعرف محليا بالزبيدي (الكما الأبيض) وتتميز بشكلها الكمثري وقد يصل وزن الواحد منها إلي 1000 جرام ويتنوع لون الغلاف الخارجي بين درجات الأصفر الفاتح والأبيض المشوب بالاحمرار وذي سطح أملس أو متجعد قليلا.

2-  تيرفيزيا Terfizia : كمأة سوداء اللون وثمرته الزقية شبه كروية وذات فصوص وقد يصل وزن الواحدة منها إلي 300 جرام.

أ.  T.boudien : لون ثمرته الزقية بيضاء.

ب.  T.Olbiensis : ينتشر بكثرة في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

ج. T.Leonis : ينتشر بكثرة في البادية السورية.

د. T.Transcaneasie : منتشرة في الصحراء الكبرى بشمال افريقيا.

و. T.africana .

وجميع الأنواع أنفة الذكر تعتبر صالحة للأكل وذات أهمية اقتصادية كبيرة فهي لذيذة الطعم وتحتوي علي نسب جيدة من البروتينات والسكريات وقد عرفها كل من اليونانيين والرومان وسكان شبه الجزيرة العربية ومنطقة البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا منذ القدم واستعملها أطباء المسلمين الأوائل كابن سينا وغيره كدواء وذكروا بأن الماء المستخلص من ثمارها الزقية يجلو العين ويعتقد بأنه يحتوي علي مادة تفيد في شفاء أمراض العيون ووصفوا الكمأة بأنها نبات ليس له جذور ولا أوراق ولا ساق توجد في الأرض من غير أن تزرع وتظهر بفعل أمطار الخريف الرعدية تعتبر حياة فطريات الكمأة بسيطة نسبيا وتبدأ هذه الدورة بأن تنبت الجراثيم  الزقية غالبا وهي مازالت داخل أكياسها الزقية ولكن في بعض الأحيان تنبت بعد تحررها من الأكياس الزقية.

 وعند إنبات الجراثيم الزقية فأنه يظهر منها أنبوبة إنبات واحدة وأحيانا اثنتان وتظهر أنابيب الإنبات في أي مكان من الجرثومة الزقية وتحتفظ الجراثيم يشكلها الطبيعي أثناء إنباتها وينشأ من الجراثيم الزقية النابتة شبكة من الغزل الفطري الأولي في التربة ويعرف هذا الغزل الفطري المتشابك بالكتلة المتشابكة التحامات بين الأنواع المتزاوجة المختلفة من الغزل الفطري ثم تتكون بعد ذلك مثل من الغزل الفطري الثانوي الذي يشكل علاقة تكافلية مع جذور نبات الرقروق (الهيليانثيموم) حيث ترسل الفطرة ممصات في جذور نبات الرقروق تمتص من خلالها المواد الغذائية وتستمر عملية التكافل حتى مرحلة إثمار الفطر واكتمال نموه وعند نضج الجراثيم الزقية داخل ثمارها فإنها تنبت عند توفر الظروف البيئية المناسبة لتبدأ دورة الحياة من جديد.

تصنيفها

قسم : الفطريات اللاسوطية

قسم الفطريات الاسكوميكوتينية

طائقة : الفطريات الزقية

طائفة : الزقيات الخصيبة

مجموعة : الفطريات القرصية

رتبة : التيوبرات

الفصيلة : التيرفيزية

جنس : أ - تيرفيزيا

         ب - تيرمانيا

اهتمامات ومحاولات العلماء للحصول علي الكمأة

لم تنجح حتى الآن المحاولات العديدة التي يجريها العلماء علي إمكانية زراعة وتنمية فطريات الكمأة للحصول علي ثمارها الزقية علي المنابت الصناعية في المختبر ولكن النتائج الأولية التي حصل عليها عدد منهم في كل من الكويت والعراق وسوريا ومصر والسعودية وغيرها من الدول التي تكثر بها تلك الفطريات ذات أهمية بالغة وتبشر بالخير فلقد تم مؤخرا ستنبات الجراثيم الزقية لفطريات الكمأة في المختبر ومن ثم الحصول علي مستعمرات الغزل الفطري علي المنابت الغذائية ولكن لم يصل نموه إلي مرحلة الإثمار وقد وجد بواسطة الأبحاث التي أجراها عوامة والشيخ (awamah & Alshidkh) (1980) أن الجراثيم الزقية المأخوذة من ثمار زقية جافة لفطر الكمأة السوداء تتطلب مدة اقل فإنباتها علي بيئة الآجار الصلبة (من 7 إلي 25 يوما) من المدة المطلوبة لإثبات الجراثيم المأخوذة من ثمار زقية طازجة (من 18 إلي 43 يوما).

وقد وجد أيضا أن الجراثيم الزقية تستطيع الإثبات علي بيئة الآجار بصورة طبيعية دون أي معالجة ميكانيكية أو إضافة أي محفزات للنمو من مواد كيماوية أو أنزيمات أو أي معاملات حرارية خاصة.

وهناك بعض الاجتهادات والمحاولات المقترحة من بعض العلماء تساعد عند تطبيقها علي الحصول علي الأجسام الثمرية للكمأة تحت ظروف بيئية محكمة ومن هذه الاقتراحات:

1-  الزراعة المخبرية للفطر في المرحلة الخضرية (الغزل الفطري).

2-  زراعة بادرات أنواع نبات الرقروق في ظروف بيئية معقمة ومحكمة.

3-  تلقيح جذور بادرات نبات الرقروق بفطرية الكمأة.

4- زرع بادرات بنات الرقروق بعد الوصول إلي مرحلة جذر الفطر التكافلية في الموقع الذي يتم إعداده بحيث يمكن تزويده بالماء اللازم لنمو بادرات الرقروق وبهذا يمكن الحصول علي المرقد المناسب الذي ستنمو فيه الكمأة.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 2