أشجار النيم .. فوائد جمة ومميزات عدة

إيماناً من الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية بأهمية تطبيق المشاريع الزراعية التجريبية، الهادفة لإثبات مدى ملائمة الأنواع النباتية والزراعية، وقياس مدى تأقلمها مع المناخ الزراعي في الكويت من أجل توطينها والاستفادة منها، فإنها تسعى بكافة قطاعاتها المعنية على تسخير كل ما يصب في مصلحة تحقيق زيادة الرقعة الخضراء في البلاد، من خلال تجربة ودراسة أنواع زراعية جديدة، قد تكون مواطنها الجغرافية بعيدة عن الكويت، والمناطق المجاورة، وذلك بالعمل على تفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الدولية والإقليمية التي وقعتها مع العديد من الدول وعضويتها بالمنظمات الدولية والإقليمية ذات العلاقة.

أنواع شجرية جديدة

وقد حرصت الهيئة على إدراج أنواع شجرية جديدة ضمن لائحة الزراعات المتعددة، التي تمت دراستها واعتمادها كأنواع ناجحة، بعد أن أثبتت نتائج التجارب عليها، إمكانية تأقلمها مع كل الظروف المناخية، وقدرتها على الحياة بعد توطينها في المناخ الزراعي العام في البلاد، للاستفادة منها على صعيد التخضير وما إلى ذلك من الأهداف التي من شأنها أن تعمل على تحسين البيئة في الكويت.

وكانت التجارب التي تمت على ( شجرة النيم ) من أبرز التجارب التي أدت إلى نتائج إيجابية، خاصة وأنها شجرة متعددة الأغراض، لها منافع عدة، فلا ينحصر دورها على الظل أو الزينة فقط، لأن قدرتها على تحمل التلوث، وفاعليتها في امتصاص الكثير من الغازات المنبعثة من عوادم السيارات والمصانع وغيرها، يجعلها من أنواع الأشجار التي يفضل استخدامها في زراعة المدن الحديثة . وبالإضافة إلى ما لها من تأثير فاعل على طرد الآفات الحشرية كالذباب والبعوض بأشكاله، فإن أخشابها أيضاً مقاومة للنمل الأبيض والحفارات وناخرات الأخشاب، كذلك فإنه يستخلص من أوراقها وبذورها الكثير من الزيوت والمواد ذات الفعالية للأغراض الطبية والتجارية التي تدخل في صناعات عدة، منها صناعة الصابون الطبي، ومستحضرات التجميل، ومعاجين الأسنان وأنواع من المبيدات الحشرية الخاصة بالزراعات المختلفة، وغيرها الكثير من تلك المنتجات التي يدخل في تركيبها مستخلص النيم. 

الموطن الأصلي لشجرة النيم

يعود أصل شجرة النيم إلى المناطق التي تقع تحت خط الاستواء في جنوب شرق آسيا، وقد انتشرت في الهند وباكستان وسيريلانكا وماليزيا وإندونيسيا وتايلاند وبورما، حيث كانت زراعتها ناجحة . كما أدخلت منذ زمن طويل إلى الدول الإفريقية كالسودان وسيراليون وملاوي وزيمبابوي وتنزانيا وزنجبار . كما أثبتت جودتها في كل من غينيا ونيجيريا وغانا، حيث تمت زراعتها على شكل أشجار فردية ومجموعات شجرية . هذا بالإضافة إلى العديد من الدول الأميركية وخاصة في الوسط والجنوب.

وتعتبر شجرة النيم واحدة من أهم الأشجار التي تكون زراعتها ناجحة وجيدة في المناطق الفقيرة في عناصرها الغذائية، وهي من الأشجار سريعة النمو بالإضافة إلى دورها الهام في حماية البيئة من أنواع التلوث المختلفة وخاصة عوادم السيارات والمصانع . كما أن لها دور تجاري طبي يكمن في استخلاص العديد من المواد الناتجة من البذور والأوراق والجذور، وقد أدخلت في الكويت وتمت زراعتها بأعداد قليلة، حيث أجريت عليها العديد من التجارب، فكانت نتائجها الأولية مشجعة وبناء على ذلك تسعى الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية تعميم زراعتها في الكويت والاستفادة منها على أكبر قدر ممكن. 

الوصف العام لشجرة النيم

شجرة كبيرة نسبياً، يبلغ ارتفاعها ما بين 40 إلى 50 قدماً، لها أوراق خضراء لامعة، ذات شكل رئيسي مسنن طول الواحدة منها يصل إلى 8 - 15 بوصة تتكون بشكل متزاحم على أطراف الأغصان . كما يبلغ طول الوريقات فيها 1 - 4 بوصة وعرضها من 1/2 إلى 1 1/2 بوصة، رمحية  الشكل ومنحرفة رفيعة الطرف، وقاعدة الوريقات فيها غير متشابهة لونها أخضر فاتح، ولها أزهار بيضاء صغيرة الحجم والثمار شكلها مغزلي، ولا يزيد طولها عن 2 سم وعرضها 1/2 سم تقريباً . وتشبه ثمارها ثمرة الزيتون المستطيلة وتوجد على هيئة عناقيد لونها أخضر فاتح يتحول إلى اللون الأصفر عند اكتمال النضج.

تكاثر أشجار النيم

تتكاثر شجرة النيم بالبذور بعد نضجها وجمعها مباشرة، حيث إن البذور تفقد حيويتها بعد فترة قصيرة تتراوح بين 21 - 30 يوماً بعد جمعها من الأشجار . ويعتبر تغير لون الثمار دليل على نضجها، حيث يتحول لون الثمار من اللون الأخضر الفاتح إلى اللون الأصفر، ويجب إزالة الطبقة اللحمية التي تحيط بالبذور داخل الثمرة قبل الزراعة ويتم ذلك بنقع البذور لمدة تتراوح بين 3 و 6 أيام، مع تغيير الماء المنقوعة به البذور يومياً؛ ويفضل إضافة أحد المطهرات البذرية إلى ماء النقع بكمية ضئيلة.

حيوية بذور النيم

تصل نسبة إنبات بذور النيم ما يقرب من %100 في حال زراعتها خلال العشرة أيام الأولى من تاريخ جمع البذور، إذ تنخفض نسبة الإنبات إلى حوالي %40 إذا ما تمت زراعتها بعد 20 يوماً، وبعد أربعة أسابيع من تاريخ جمع البذور ( 30 يوماً تقريباً ) ، لا تزيد نسبة الإنبات عن %5، وإذا تأخرت زراعة البذور إلى ستة أسابيع فإنها لا تعطي أية نسبة إنبات على الإطلاق.

مراحل تكشف بذور النيم

عند زراعة بذور النيم تحت الظروف العادية وبالعناية المطلوبة، فإن ظهور الأوراق الفعلية للنبتة فوق سطح التربة يتم بعد ( 15 )  يوماً تقريباً من تاريخ الزراعة . ويفضل زراعة البذور في أكياس بمعدل ( 5 ) بذور لكل كيس، وتوضع البذور أسفل سطح التربة على عمق لا يزيد عن 1 - 2 سم ويراعى عدم تعرية البذور عند الري، كما يلزم أن تبقى التربة محتفظة بالرطوبة حول البذور.

بعد ذلك تفرد الشتلات الموجودة بالكيس عندما يصل طول الشتلة الواحدة بين 10 - 15 سم . وعندما يصل طول الشتلة بين 30 - 40 سم يجب نقلها للأرض الدائمة، مع العمل على حمايتها من الهواء البارد إذا زرعت في بداية فصل الخريف، ولابد من تشتية الشتلات ( حفظها من برودة الشتاء ) داخل ( صوبات ) لتدفئتها خلال فصل الشتاء الأول بعد زراعتها؛ وذلك لحماية الشتلات، ولتكون نسبة نجاحها أكبر في المراحل الأولى من الإنبات.

مواعيد جمع البذور

تجمع البذور في موطنها الأصلي على فترتين الأولى تكون خلال شهري يونيو ويوليو والثانية خلال شهري ديسمبر ويناير، وغالباً ما تتم عملية جمع البذور في الفترة الأولى حيث أنه المحصول الرئيسي. 

معدل إنتاج الشجرة

تنتج الشجرة البالغة حوالي 350 كجم من الثمار التي تعطي حوالي 30 كجم من البذور .

متوسط الإنتاج من الثمار والبذور حسب العمر وحجم التاج Girth : 

معدلات نمو شجرة النيم

يصل متوسط ارتفاع شجرة النيم إلى ( 14 ) متر تقريباً خلال ثمانية أعوام، يصل قطر الساق إلى ( 28 سم ) ، في حين تحتاج الشجرة بين 3 - 4 سنوات حتى تزهر، ومن الجدير بالذكر أن الأشجار تزهر في موطنها الأصلي مرتين خلال العام، حيث يكون الإزهار الأول خلال شهر مارس والإزهار الثاني خلال شهر سبتمبر . 

الدورة الموسمية لشجرة النيم

هناك ستة ظواهر تمر بها شتلة النيم خلال فصول السنة وهذه الظواهر الستة هي :

الأماكن المناسبة لزراعة شجرة النيم

*  يمكن زراعة أشجار النيم في الكثير من أنواع التربة.

*  تجود زراعتها في الأراضي الرسوبية والطينية الثقيلة والأراضي الصخرية الضحلة والرملية والجيرية، كما أن شجرة النيم تتحمل ملوحة التربة وتتأقلم معها.

*  يمكن زراعتها في صفوف على حواف المنحدرات والسهول، وذلك لتثبيت التربة وتقليل الانجراف وحماية سطح التربة من عوامل التعرية.

*  تزرع أشجار النيم على جوانب الطرق في المدن، كما تزرع كأشجار للظل في الشوارع والميادين.

*  يمكن زراعتها في الحدائق المنزلية والمدرسية والحدائق العامة والمنتزهات وفي النوادي ومراكز الشباب.

استخدامات أشجار النيم

يمكن الاستفادة من جميع أجزاء شجرة النيم ( الأوراق - الساق - القلف - البذور - الأزهار - الجذور ). إما بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وتعتبر البذور من أغنى المصادر في إنتاج الزيت والمادة الفعالة، تليها الأوراق ثم القلف، وفي النهاية يأتي الخشب.

*  تستخدم الأشجار في تجميل المناطق السكنية والحدائق وتوفير الظل.

*  تتحمل أشجار النيم الغازات الضارة مقارنة بأنواع الأشجار الأخرى، حيث إن لها قدرة عالية على تحمل التلوث الناتج عن غاز أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت وفوق أكاسيد النيتروجين، وهذه الغازات تنتج من عوادم السيارات والمصانع. 

*  تستخدم أشجار النيم كمصدات للرياح باستخدامها بالتبادل مع بعض الأشجار الدائمة الخضرة مثل الكازورينا أو الأكاسيا ساليجنا.

*  تصلح أخشاب النيم للاستخدام في صناعة الأثاث والنماذج والتماثيل أو المجسمات الخشبية والمباني، وإقامة الجسور، وذلك لأن أخشابها لها القدرة على مقاومة الإصابة بالنمل الأبيض، كما أنها تقاوم الحفارات وناخرات الأخشاب.

*  يستخدم الخشب المفروم في إنتاج الخشب الصناعي MDF.

*  تستخدم أوراق النيم كمصدر للأعلاف الخضراء المخصصة للماشية، ويستخدم لعلف الماعز في الهند على وجه الخصوص حيث تحتوي هذه الأوراق على نسبة تصل إلى %15 من البروتين، فضلاً عن انخفاض نسبة الألياف بها، كذلك يمكن استخدام الأوراق كسماد أخضر إذ أن إضافة الأوراق الخضراء إلى التربة الزراعية تعمل على تحسين قوام التربة وتقضي على بعض أنواع النيماتودا، كما توقف نشاط بكتيريا عكس التأزت مما يزيد من الاستفادة من الأسمدة الآزوتية، وتحتوي الأوراق على العديد من المواد الفعالة التي تستخدم كمبيدات لطرد الناموس والذباب، بالإضافة إلى مركبان آخران لهما خواص جيدة في القضاء عى البكتيريا والفطريات، كذلك تستخدم الأوراق بعد تجفيفها وعمل مستخلصات منها في تصنيع بعض المبيدات الحشرية التي لها القدرة على التخلص من العديد من الآفات الحشرية المرتبطة بالإنتاج الزراعي، مثل ( دودة ورق القطن والذباب الأبيض والمن وديدان اللوز ) ، أو التي لها علاقة بصحة الإنسان والحيوان مثل ( البعوض والذباب المنزلي والقمل والصراصير وخنافس السجاد وحشرات العتة ).

*  تحتوي أزهار النيم على الفلافونيد وأيضاً تحتوي على بعض الجليكوسيدات التي لها العديد من الاستخدامات الطبية مثل : Melicitrin & Kaempferol & Quercetin، كما تستخدم الأزهار في بعض البلاد كفاتحات للشهية وفي السلطات، هذا بالإضافة إلى أنه يمكن استخدام أوراق النيم كبيئة جيدة لتربية بعض أنواع الفطر ( المشروم ).

* يؤدي استخدام مسحوق بذور النيم بعد تجفيف البذور هوائياً واستخلاص المادة الفعالة بتركيز %10 إلى تقليل تلوث المياه بالعناصر الثقيلة، وقد أشارت التجارب إلى أن إضافة ( 5 ) ميلليتر من مستخلص بذور النيم إلى واحد لتر ماء ملوث بالعناصر الثقيلة أدت إلى تقليل الشوائب والعناصر الثقيلة خلال 48 ساعة وأصبح الماء رائقاً وصالح للاستخدام .

مميزات مستخلص النيم

*  يضاف زيت بذور النيم بمعدل ( 2.5 ) ميلليلتر لكل ( 1 ) كيلو جرام بذور جافة لحمايتها من حشرات المخازن ويمكن بهذه الطريقة حفظ البذور لمدة تزيد عن ستة أشهر دون إصابة.

* يستخدم مستخلص النيم المائي في مقاومة الحفار ويرقات أوراق الملفوف والباذنجان والطماطم والبطاطس والبامية.

الحصول على مستخلص النيم

*  تجمع بذور النيم ويتم إزالة الأجزاء اللحمية حولها.

*  تجفف البذور بنشرها في مكان ظليل.

*  تخزن بذور النيم في أخياش من الجوت أو أكياس من القماش ويراعى عدم استخدام الأكياس البلاستيكية أو أية أوعية بلاستيكية.

*  قبل عملية الاستخلاص اليدوي تزال القشرة الخارجية للبذور .

*  تقشر البذور وتدق باستخدام أجران، ثم يتم التخلص من القشرة بالتذرية أو بتيار هوائي خفيف .

*  تندى البذور المطحونة بالماء ثم تعصر ويجمع الزيت وعادة ما يعطي الكيلوجرام من البذور عند استخدام هذه الطريقة كمية من الزيت بين 100 إلى 150 ملليلتر، ويحتوي الزيت الخام على أكثر من %90 من المواد الفعالة في النيم وذلك حسب ظروف النمو وعوامل البيئة والمناخ .

الاستخلاص باستخدام المذيبات العضوية

يتم هذا النوع من الاستخلاص باستخدام جهاز ( سوكسلت ) في حالة الكميات الصغيرة فقط؛ مع استخدام أحد المذيبات العضوية كالأسيتون والأثير البترولي أو الكحول .

وهناك طرق حديثة للاستخلاص بكميات كبيرة للأغراض التصنيعية والتجارية في الدول التي لديها كميات كبيرة من أشجار النيم أو المهتمة بتصنيع منتجات النيم كالهند وألمانيا والولايات المتحدة الأميركية وغيرها.

أهم استخدامات المواد المستخلصة

يستخدم المستخلص الزيتي والمستخلص المائي لأوراق وبذور النيم في العديد من الاستخدامات؛ ومن أهمها :

1 - تستخدم جذور النيم بعد غليها في الماء لعلاج الجروح المتقيحة والأمراض الجلدية كما تستخدم كطارد للديدان وفي علاج الملاريا.

2 - تستخدم الجذور أيضاً في الصناعة، حيث إن الراتنج الناتج من القلف يستخدم في الصباغة، إذ يعطي نتائج جيدة في صباغة الحرير والأقطان. 

3 - يدخل مستخلص النيم في كثير من الصناعات الطبية، فالزيت المستخلص بواسطة المذيبات العضوية يستخدم بعد تنقيته في صناعة الصابون الطبي، ومستحضرات التجميل ومعاجين الأسنان.

4 - يستخدم الزيت الخام المستخلص من البذور في عمليات التشحيم.

5 - يستخدم الزيت الخام في عمليات الإنارة والوقود بالمناطق الريفية.

6 - الكُسب الناتج بعد عملية عصر الزيت والذي يطلق عليه اسم كعكة النيم أو كُسب النيم، يحتوي على نسبة عالية من التربينات الثلاثية وهذه التربينات لها تأثير سام لذا تستخدم في القضاء على ديدان النيماتودا، ووقف نشاط بكتيريا ( عكس بكتيريا التأزت ) ، مما يساعد على زيادة الاستفادة من الأسمدة الآزوتية المضافة إلى التربة . وتشير الأبحاث إلى أن استخدام كعكة النيم عند زراعة فول الصويا أدى إلى زيادة الإنتاج بنسبة %80 وقد تم الحصول عى نتائج متشابهة مع محصول الفاصوليا والأرز والكتان.

7 - يستخلص من البذور والأوراق مبيد حشري طارد للذباب والناموس، كما يستخدم هذاالمستخلص في مكافحة العديد من الآفات الحشرية والفطرية والبكتيرية . وقد لوحظ أن استخدام مستخلص مسحوق بذور النيم بتركيز من 2 إلى %3 يؤدي إلى القضاء على مرض اللفحة في الأرز . كذلك ثبت أن استخدام المستخلص المائي لأوراق النيم بتركيز 4 إلى %5 يؤدي إلى القضاء على فيروس الطماطم المنقول بواسطة الذبابة البيضاء والمعروف باسم ( TLCV ).

8 - أظهرت التجارب التي تمت على مستحضرات النيم فعالية تجاه مرض الفيوزاريوم ( الذبول ) والرايزوكتونيا ( الخناق ) اللذان يصيبا العديد من أنواع النباتات.

استخدام أشجار النيم للسيطرة على الآفات

نشأ الاهتمام بأسلوب السيطرة على الآفات ( IPM ) Integrated Pest Management أساساً نتيجة للمشاكل الناجمة عن الإسراف في استخدام المبيدات الكيميائية العضوية المخلقة والاعتماد عليها في مواجهة الآفات، وقد يرجع الخطأ الأساسي في هذا الصدد إلى التوسع في استخدام هذه الكيماويات دون مراعاة للعلاقات المتشابكة والمعقدة في النظام البيئي. 

ومن أهم مشاكل التوسع في استخدام المبيدات الكيميائية :

*  الإضرار بصحة الإنسان والحيوان.

*  التلوث البيئي والتأثير على الحياة البرية وتهديد بعضها بالانقراض أو انقراضها بالفعل.

*  التأثير على الملقحات مثل نحل العسل.

*  الأثر الضار الجانبي على النباتات.

*  التأثير على خصوبة التربة.

*  الخلل في التوازن الطبيعي سواء بظهور موجات وبائية من الآفة الرئيسية أو ظهور موجات وبائية من الآفة الثانوية.

*  مقاومة الآفات للمبيدات.

*  خفض أعداد الأعداء الطبيعية للآفات كالمفترسات والطفيليات أو القضاء عليها.

ومن هذا المنطلق كانت هناك ضرورة ملحة لبحث إمكانية استخدام المركبات الطبيعية التي تتمتع بالثبات البيئي القصير وذات المصادر النباتية المتوفرة، وتحتل شجرة النيم مكاناً بارزاً في هذا الاتجاه حيث أوضحت الدراسات أن مستخلصاتها عديمة التأثير على الحيوانات ذات الدم الحار، كما أن تأثيرها على الأعداء الحيوية للآفات الحشرية يكاد يكون معدوماً بالإضافة إلى أن تأثيراتها السامة على شغالات نحل العسل محدودة، ففي كثير من الأحيان لم تظهر شغالات نحل العسل سلوكاً منفراً تجاه الأزهار المعاملة بالنيم، أثناء جمعها للرحيق . إضافة إلى ما سبق، فقد أظهرت الدراسات الحقلية أن الأثر الباقي لمخلفاتها لا يمتد لأكثر من 4 - 8 أيام، ويعتمد ذلك على الظروف البيئية ونوع النبات المعالج، ويعود انخفاض فترة نشاط متبقيات المستخلصات، على تحللها السريع وعدم وجود مشاكل خطيرة لمخلفاتها.

المادة الفعالة والمستحضرات التجارية لمستخلصات النيم

مادة الأزاديركتين، وهي عبارة عن مستخلص من بذرة شجرة النيم، وقد أمكن تجهيز مستحضرات تجارية منها، ومن أهم هذه المستخلصات الجاهزة للتطبيق الحقلي ضد الآفات الحشرية أهمها :

*  ( Neem Azal-s ) يحتوي على ( 50000 ) جزء في المليون من مادة الأزاديراكتين.

*  ( Neem Azal-f ) يحتوي على ( 50000 ) جزء في المليون من مادة الأزاديراكتين.

*  ( Margosan- o ) يحتوي على ( 3000 ) جزء في المليون من مادة الأزاديراكتين.

*  ( Neem Azal- T/S ) يحتوي على ( 10000 ) جزء في المليون من مادة الأزاديراكتين.

*  ( Neem Azal-w ) يحتوي على ( 340000 ) جزء في المليون.

طرق تأثير المستخلصات على الآفات الحشرية

قد تؤثر مستخلصات النيم على الآفات الحشرية بواحد أو أكثر من طرق التأثير التالية :

*  التأثير القاتل Morality Effect وهو يؤدي إلى موت الآفات المعرضة لمستخلص النيم.

*  التأثير الطارد Ropolloncy Effect وهو يؤدي إلى نفور أو ابتعاد الآفات الحشرية الموجودة في المنطقة المعالجة .

*  التأثير المانع للتغذية Antifeedant Effect وهو عبارة عن منع تغذية الحشرة على السطح المعالج، وقد ظهرت أهمية مستخلصات شجرة النيم في منع تغذية الآفات الحشرية عام 1962م حيث ثبتت قدرة هذه المستخلصات على منع تغذية الجراد.

*  التأثير على الكفاءة التناسلية Fecundity وفقس البيض hatchability حيث تعمل المستخلصات على خفض قدرة الآفات الحشرية على وضع البيض أو انخفاض نسبة فقس البيض أو كلاهما معاً.

*  إحداث خلل في بعض العمليات الفسيولوجية المرتبطة بالجهاز العصبي مثل عملية الانسلاخ والنمو والتحول وإنتاج أفراد مشوهة، أو انخفاض في أوزان الأفراد المعالجة أو انخفاض في معدل خروج الحشرة الكاملة من العذراء، وقد يرجع السبب في ذلك إلى الإخلال في التحكم الهرموني نتيجةً لتعرض الحشرة لمستخلصات النيم.

إضافةً لما سبق، تظهر على الأنواع الحشرية المعالجة بمسحوق ثمار أو بذور النيم حالة من القلق والاضطراب العصبي، وقد يؤدي ذلك في النهاية إلى موت هذه الأنواع.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 75