تصل سرعته إلى 65 كيلو متر في الساعة
كلمة السر .. في حمام الزاجل!
أحمد محمد أشكناني
إن ظاهرة الملاحة عند حمام الزاجل هي التي ميزته عن باقي الحمام وجعلته سيد الحمام بلا منازع وتلك الظاهرة حيرت العلماء على مر السنين ولا يستطيع أحد أن يؤكد كيف حمام الزاجل طريقها وسط الأراضي الغريبة التي يحلق فوقها وهو في طريق عودته لموطنه ويربي حمام الزاجل إما للسباق إو لحمل الرسائل.
حمام الزاجل له القدرة على معرفة طريقه مهما كانت الظروف المناخية فهو له القدرة على تذكر العلامات المرئية وفي بعض الحالات يمكن أن يضل الحمام طريقه او انه يقتل أو يفترس من قبل الطيور الجارحه.
وكشفت الدراسات العلمية الحديثة بأن حمام الزاجل لدية القدرة الطبيعية على رسم خارطة المجال المغناطيسي للأرض يستعين بها في معرفة طريق العودة والزاجل ليس الكائن الوحيد الذي يمتلك هذا النظام الملاحي فهو موجود لدى جميع الكائنات الحية المهاجرة كالنحل والدلافين والحيتان بالإضافة إلى السلاحف البحرية وكل هذه الأنواع المختلفة من الحيوانات بإستطاعتها تحديد وجهتها الصحيحة بفضل الحقل المغناطيسي لكوكب الأرض.
يطير الزاجل بسرعة فائقة وتختلف معدل سرعته من 56 كلم إلى 65 كلم في الساعة إلا أنه في المسافات الطويله فإن المعدل يكون أقل من ذلك وإذا كانت المسافة التي يقطعها 160 كلم تبلغ سرعة حمام الزاجل 137 كلم/س
وتختلف سرعة الحمام بإختلاف المسافات التي يجتازها كما تختلف سرعته بإختلاف عمر الحمامة وجنسها فالحمامة التي لا يزيد عمرها عن سنة واحدة هي أقل سرعة من الحمامة التي يزيد عمرها على ذلك.
الزاجل في العصور القديمة والحديثة
في القدم كان الزاجل يعتبر هو رجل البريد الأول فقد إعتنى العرب بحمام الزاجل لنقل رسائلهم وكان أول إستخدام لحمام الزاجل في الموصل بالعراق ثم في مصر في عهد الدولة الفاطمية والعباسية فقد كانوا يضعون الرسالة تحت جناح الحمامة أو ذيلها وكانو يقومون بكتابة صورتين من الرسالة ترسلان مع حمامتين تطلق الثانية عقب الأولى بساعتين حتى إذا ضلت إحداهما الطريق أو قتلت أمكن الإعتماد على الأخرى.
أما إذا كانت الرسالة تحتوي على أسرار عسكرية فكانوا يضعون الرسالة في غلاف صغير من الورق المزيت ويعلقونها برقبة الحمامة أو في جوف ريشة يربطونها بالريشة المتوسطة من ذنب الحمامة وكان الإيجاز أهم ما تتضمنه الرسالة فقد كانوا يستغنون فيها عن البسملة والمقدمة واللقب ويكتفي بذكر التاريخ والساعه وموضوع الرسالة بإختصار.
وذكر رحالة إنكليزي في القرن السابع عشر أن سماء الشام خلت من الحمام وذلك بسب وقوع حمامة بالأسرووجدوا رسالة مربوطه برجلها كان قد أرسلها تاجر أوربي إلى وكيله في مدينة حلب يخبره بإرتفاع “ الجوز” في الأسواق ويطلب فيها أن يرسل إليه كميات كبيره من الجوز فعمد الصياد التي وقعت الحمامة بأسره بأن يخبر تاجر أخر صديق له وأخبره بفحوى الرساله فقام بدوره بإرسال الجوز إلى أوروبا وجنى من العملية مبالغ طائلة وعندما شاع الخبر عمد الصيادون على إصطياد الحمام لعلهم يحصلون على غنائم مماثلة.
ويروى أن المعتصم علم بإنتصار جيشه على “بابك الخرمي “بواسطة الحمام الزاجل الذي أطلقه قائد الجيش من جهة المعركة إلى دار الخلافه في سامراء.
وكان حمام الزاجل يقطع ألاف الأميال يوميا بإتجاهات مختلفة في أنحاء الأمبراطورية الإسلامية وساعده في ذلك الأبراج التي أقامتها الدولة وكانت مجهزة لإستقبال الحمام وإستبدالة.
وأستخدم حمام الزاجل لأول مرة في الأغراض الحربية عام 24 قبل الميلاد عندما حاصرت جيوش القائد الروماني” مارك انطونيو” قوات القائد “بروتس” في مدينة “مودلينا” الا أن” أكتافيوس” الثالث كان على اتصال دائم مع بروتس للاطلاع على صموده من الحصار من خلال الرسائل التي كان يرسلها له بواسطة هذا الطائر.
وفي الحرب العالمية الثانية وعند هجوم الألمان على بلجيكا أصطحب المظليون الحمام خلف خطوط جيوش الحلفاء ثم أطلقوه بعد ذلك بعد ذلك مع رسائل عن نتائج عمليات التجسس ومؤخرا في فرنسا أجريت مناورات عسكرية شارك فيها حمام الزاجل.
وأيضا في أول دورة للألعاب الأولمبية أستخدم حمام الزاجل في نقل أسماء الفائزين بالمراكز الأولى
وفي عصرنا الحالي يستخدم حمام الزاجل للسباقات العالمية والدولية والتي تقام سنويا في أكثر من دولة وتجري تلك السباقات بواسطة مجموعه منظمه من أصحاب الحمام ويشترط أن يكون لكل عضو من المتسابقين ساعة خاصة تستخدم في التوقيت للحمام بالسباقات. وتنقل الطيور إلى اللجنة وتسجل أرقام الحزمة المعدنية (الحجل) الموجدة في رجل حمام الزاجل وتوضع بطاقة برقم معين على رجل الطائر المشترك في السباق. وقبل السباق تضبط ساعة التوقيت لكل مشترك وتقفل بواسطة اللجنة المنظمة وتعاد الساعة للمتسابق وعند وصول الحمام لأصحابها يزيل المالك البطاقة التي على رجل الطائر ويضعها في الساعة ويعيد الساعة إلى اللجنة ويحدد الرابح بعد فحص اللجنة لجميع الساعات المشاركة.
الحمام الذي يشتهر بقوته وفوزه في سباقات عديدة يعتبر مصدر لأبطال من سلالته مستقبلا.
مميزات وصفات حمام الزاجل
1- تكون لون العينين حمراء أوبهالة بيضاء.
2- يكون المنقار رفيع لونه أسود ويكون الفكيين مستقيمين الحواف بحيث ينطبق على الفكان على بعضهما تماما.
3- عند النظر إليه من الجانب يكون بشكل مقوس من مؤخر الرأس إلى نهاية المنقار.
4- يميل إلى الراحة والهدوء وشديد الشغف بعضه ببعض.
5- يحتضن صغاره حتى لو أصبحت قادرة على الطيران.
6- شديد الحب لوطنه وهو لا ينسى أبدا مسكنه حتى لو أزيلت من مكانها.
التدريب على الطيران الأول
يتم السماح للحمام بالطيران لأول مرة عندما يصل عمره 5 أسابيع ويجب أن تكون الطيور جائعة قبل السماح لها بالطيران، ولا تترك أكثر من نصف ساعة مساء ثم يتم إحضارها عن طريق إشارة وقت التغذية- مع فتح المصائد في البرج حتى يستطيع الحمام الدخول بسرعة بمجرد هبوطه على البرج.
و بعد الطيران الأول يتم السماح للحمام بالطيران مرتين كل يوم قبل أن يتناول الغذاء مبكراً في الصباح ومتأخرا في المساء بقدر المستطاع.
يستمر في هذا الطيران لمدة 6- 8 أسابيع أو حتى يصير الحمام قادراً على التعرف على المنطقة التي تحيط بالبرج، وبعد هذه الفترة تكون الطيور مستعدة لأن تبدأ التدريب على المسافات.
التدريب على الطيران لمسافات
بعد التمرين على الطيران حول البرج بمسافة حوالي (قطر 3 كيلومترات) ويتم زيادة المسافات تدريجياً ولأول مرة مسافة طيران توضع الطيور في قفص في المساء وتترك في القفص طوال الليل حتى تتعود عليها.
الأمراض الشائعة عند حمام الزاجل وكافة أنواع الحمام الأخرى
1- (الكنكر- القرحة الأكلة) وهي اكثر مشاكل التي تصيب حمام الزاجل تعتبر مشكله خطيرة إلى أنها تسبب في إجهاد تام للحمام وتنقل العدوى من واحد إلى الآخر.
2- «التنفس» تسببها أغلب الأحيان التهوية السيئة أي الهواء المباشر داخل الأجواء الباردة وازدحام الحمام.
3- «الكوكسيديا» يهاجم أمعاء الحمام ويتلفها وعند الإصابة بهذا المرض لن ينجح الحمام أبدا في تحقيق نتائج طيبة في السباقات.
4- «السالمونيلا» هو أكثر الأمراض خطورة للحمام الزاجل والأكثر انتشارا يمكن تمييزه بسهوله بمشاهدة الذرق الأخضر أو المائي أو الوردي ذات رائحة كريهة.
5- (الديدان) أنواع كثيرة تؤثر على الحمام بشكل عام تسبب الديدان الضعف وانخفاض الوزن والإسهال الدائم.
6- (القمل) يمتص القمل دم الحمام ويتلف الريش ويسبب مشاكل في صحة الحمام.
7- (بو رقيبة أو الهزاز) ليس هناك علاج لها والحل هو المناعه عن طريق التطعيم.
الشروط الواجب توافرها لتربية حمام الزاجل ولتفادي إصاباتها بالأمراض
* يوصى بالتربية والإنتاج في فصل الشتاء.
* لا تقام سباقات في فصل الصيف – في الدولة الحارة طبعا العربية - ويجب استغلال الحمام للراحة.
* يجب فصل الحمام الزاجل فترات معينة عن التزاوج.
* يجب التخلص من القمل في الحمام باستمرار وخاصة في موسم التزاوج وفي السباقات.
* يجب متابعة الحمام الصغير في الأعشاش وفحصه جيدا خوفا من تفشي الكنكر من البداية.
* من الضروري تغذية الحمام بغذاء يحتوي على كل العناصر الضرورية للنمو وصحة الصغار.
* يجب إضافة الفيتامينات مع مياه الشرب.
* تجنب استخدام الأدوية جميعها مرة واحدة.
* يجب أن يكون المسكن جافا ونظيفا باستمرار.
* الحمام المريض أو المشكوك بصحته يجب فورا استبعاده من المسكن ووضعه بعيدا في مسكن منعزل للعلاج والمتابعة الصحية.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 96
