بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

ثقب الأوزون

ثقب الأوزون

ثقب الأوزون يعادل مساحة أمريكا الشمالية

أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية في بيان لها أن ثقب طبقة الأوزون فوق القطب الجنوبي قد تقلص إلى %30 عن العام الماضي.

كما أن كمية الأوزون التي استنفدت هذه السنة بلغت 27.7 مليون طن مقارنة بالعام الماضي حيث وصل استنفاد كمية الأوزون إلى 40 مليون طن حيث سجل عام 2006 رقما قياسيا من حيث الاتساع والعمق في المنطقة القطبية في نصف الكرة الجنوبي.

مساحة الثقب

وصلت مساحة الثقب في طبقة الأوزون في الطبقات العليا من الغلاف الجوي على ارتفاع يتراوح ما بين 15 و 25 كم إلى 24.7 كليون كم² وهي تقريبا ما يعادل مساحة أمريكا الشمالية بمجملها مقارنة على ما كانت عليه ولكنه لا يمكن الاستنتاج من هذا بأن طبقة الأوزون بدأت تتشكل من جديد.

إن طبقة الأوزون تحمي الحياة على كوكب الأرض من خلال حيلولتها دون وصول الأشعة الشمسية فوق الأشعة البنفسجية الضارة إليها، وثقب الأوزون هو كناية عن استنفاد حاد لطبقة الأوزون (وهو شكل من أشكال الأكسجين) على ارتفاع كبير فوق منطقة القطب الجنوبي ينجم بشكل رئيسي عن المركبات الناتجة عن الأنشطة البشرية والتي تطلق غازي الكلورين والبرومين في الجزء الأعلى من الغلاف الجوي (الستراتوسفير). وأشار العلماء إلى أن هذا التقلص في ثقب الأوزون من الممكن أن يكون قد نتج عن تقلبات طبيعية في درجات الحرارة والظروف الجوية والمناخية فهو بالطبع لا يعكس بالضرورة توجها مستديما.

فثقب الأوزون كان هذه السنة أقل تمركزاً فوق القطب الجنوبي منه في السنوات الماضية الأمر الذي أتاح اختلاطه بهواء أقل برودة وهو الذي قد كان له السبب في الحد من تآكل الأوزون فهذا الغاز ينخفض في درجات حرارة دون 78 درجة مئوية تحت الصفر.

في العام الماضي في أكتوبر 2006 تحديدا كانت كمية الأوزون قد انخفضت من 300 وحدة دبسون التي سجلت في أواسط يوليو إلى 93 وحدة دبسون أي أنه قد تم استنفاد جميع الأوزون تقريبا في الطبقة الجوية الموجودة على ارتفاع ما بين 12.8 و 21 كم عن سطح الأرض.

عمليات رصد

أي في عام 2006 سجل الأوزون رقما قياسيا، وقد أظهرت بالفعل عمليات الرصد التي يقوم بها القمر الصناعي (أورا) التابع لناسا والذي يقيس مجمل كمية الأوزون المتوفرة من سطح الأرض حتى الجزء الأعلى من الغلاف الجوي (الستراتوسفير) فوق القارة القطبية الجنوبية بأكملها عن وجود مستويات مرتفعة جدا من كميات الكلورين المبيدة للأوزون في طبقة الغلاف الجوي المنخفضة والتي يبلغ ارتفاعها 20 كم عن سطح الأرض. وقد غطت هذه الكميات من الكلورين منطقة القطب الجنوبي بكاملها في الفترة الممتدة من أواسط سبتمبر حتى آخره.

عادة يظهر ثقب الأوزون في بداية شهر أغسطس أي مع اشتداد البرد في الشتاء القطبي ويبلغ حده الأقصى في سبتمبر ويتقلص بين منتصف شهر نوفمبر ومنتصف ديسمبر.

وبالفعل درجة حرارة الستراتوسفير تسبب تباينا في ضخامة حجم ثقب الأوزون ما بين عام وآخر، وتؤدي درجة الحرارة المنخفضة أكثر من المتوسط إلى ثقوب أوزون أوسع وأعمق في حين تؤدي درجات الحرارة الأكثر ارتفاعا إلى ثقوب أوزون أصغر.

فقد أظهر تحليل قامت به المراكز القومية للتكهن البيئي التابعة لدائرة علم المحيطات والظواهر الجوية القومية (نوا) لدرجات الحرارة التي سجلها القمر الصناعي والأجهزة المحمولة بالمناطيد في الستراتوسفير (طبقة الغلاف الجوي العليا) في أواخر سبتمبر أن الطبقة المنخفضة من الستراتوسفير فوق حافة القارة القطبية الجنوبية (انتاركتيكا) كانت أبرد بحوالي 12.7 درجة مئوية عن المتوسط، مما أدى إلى زيادة حجم ثقب الأوزون هذا العام بحوالي 3.1 مليون كم² بحيث وصلت مساحته إلى 3.8 مليون كم².

الأنظمة الجوية

كما يكتسب الستراتوسفير فوق القطب الجنوبي الدفء من أشعة الشمس لدى إشراقها مجددا فيه بعد انتهاء فصل الشتاء القطبي ومن الأنظمة الجوية الضخمة التي تتشكل في التروبوسفير ثم ترتفع متصاعدة إلى الستراتوسفير. كانت الأنطمة الجوية ضعيفة نسبيا خلال فصلي الشتاء والربيع القطبيين الجنوبيين في العام 2006 مما جعل الستراتوسفير أبرد من المتوسط.

وتشير تقديرات العلماء إلى أن حجم الغازات الموجودة في الستراتوسفير القارة القطبية الجنوبية وصل ذروته في العام 2001 ولكن المواد المستنفدة للأوزون تبقى فعالة عادة لفترة طويلة أكثر من 40 سنة في الغلاف الجوي. وأن التحلل البطيء للمواد الضارة ستؤدي إلى تقلص مساحة ثقب الأوزون بنسبة 0.1 إلى 0.2 سنويا فقط على امتداد الأعوام الخمسة حتى العشرة القادمة وستحجب هذا التقلص البطيء الفوارق الكبيرة ما بين عام وآخر التي يسببها تقلب الأحوال الجوية في ستراتوسفير منطقة القطب الجنوبي وفي دراسة قامت بها منظمة الرصد الجوي العالمية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ظهر فيها أن التباين السنوي سيحجب تعافي ثقب الأوزون في المستقبل القريب ولكن طبقة الأوزون ستعود إلى سابق عهدها بحلول العام 2065.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 95