عبث الإنسان يهددها بالانقراض
السلاحف .. 200 مليون سنة صمود!
أحمد محمد أشكناني
السلاحف من ثدييات الزواحف.. وهي من ذوات الدم البارد.. ويعود تواجدها إلى أكثر من 200 مليون سنة وقدت عاصرت الديناصورات وغيرها من المخلوقات الضخمة واستطاعت التأقلم ولم تنقرض مثل غيرها من الكائنات الأخرى لأنها مخلوقات صلبة تستطيع الصمود والتكيف حسب ظروف البيئة التي تحيط بها.. وتنحدر السلاحف من الحيوانات الزاحفة البرمائية وهي مجموعة بدائيه من الفقاريات تعيش على اليابسه وفي المياه العذبه والمالحة.. وأهم ما تمتاز به السلاحف عن باقي الحيوانات هو ذلك الدرع الصلب الذي يغطي جسمها وهو عبارة عن صندوق به ست فتحات تخرج منها السلحفاة رأسها وأيديها وأرجلها.. وقد منح الله تعالى السلحفاة لتحتمي من أعدائها وذلك تعويضا عن بطء حركتها وعجزها عن الدفاع عن نفسها.. وعرف عن السلاحف التي انتقلت إلى البحر عددا من التغيرات التي سمحت لها بالتكيف مع الوسط المائي ولكنها احتفظت بخصائص الزواحف أولا ولا تزال تبيض بيضها على اليابسة ثانيا.
غذاء السلاحف
تتغذى السلاحف على الأعشاب البحرية وعلى الحيوانات اللافقارية، ويوجد بعض السلاحف التي تتغذى على الفقاريات التي تعيش في القاع مثل قنفذ البحر والسرطان والرخويات وغيرها من القواقع حيث تقوم بطحنها، وكذلك تتغذى على الأسماك الصغيره أما صغار السلاحف فتتغذى على الكائنات الحيوانية والنباتية الطافيه.
التكاثر
تختلف فترة النضج الجنسي عند السلحفاة من مكان إلى لآخر نظرا لاختلاف معدلات النمو وإلى اختلاف درجات الحرارة وتوفر الغذاء ويقدر عمر النضج الجنسي للسلحفاة وتسمى بضخمة الرأس بين 13-30 سنه ولوحظ أن بعض السلاحف تبدأ بالتعشيش (عملية وضع البيض) عندما يكون طول الصدفه لديها حوالي 60 سم إلى 70 سم إلا أنه لم يتم تحديد العمر.
وتتم عملية التزاوج للسلاحف على المياه قليلة العمق وغالبا ما تبعد مسافة كيلو متر واحد عن الشاطئ وبعيده عن الأماكن التي تخرج لها للتعشيش.
وتضع السلاحف بيضها ليلا تبدأ من الساعه العاشره مساء خلال دورات معينه للقمر وتضع من 85 – 120 بيضه تقريبا بالحضانه الواحده وتستمر مدة تحضين البيض بين 44 – 60 يوما وأكثر، وموسم التعشيش (وضع البيض) يبدأ مع نهاية شهر مارس ولغاية شهر سبتمبر وعملية وضع البيض، بالنسبة لأنثى السلحفاة عملية مرهقة ومجهدة لدرجة أن هذا الارهاق والجهد يترجم بأصوات تصدرها على شكل نخير نتيجة للتنفس العميق الذي يتطلبه المجهود المبذول من قبل هذه الإناث خلال عملية وضع البيض وبعد الانتهاء من وضع كمية البيض التي تعرف بوجبة البيض تقوم السلحفاة بتغطية البيض بالرمال والتأكد من إخفاء مكان البيض ومن ثم تبدأ إناث السلاحف بالزحف خارج الحفرة الكبيرة متوجهة الى البحر ولا تتمكن الإناث من رؤية صغارها بعد ذلك مطلقا والى الأبد فجميع أنواع السلاحف البحرية تكون على هذه الشاكلة والسلوك فهي لا تحضن صغارها وعلى الصغار أن تشق طريقها وحدها دون مساعدة أحد.
تأثير درجة الحرارة على تحديد نوع جنس السلاحف
تلعب درجة الحرارة دورا كبيرا في تحديد جنس السلحفاة فهي لا تحتوي على كروموسوم الجنس كما هو الحال في بقية أنواع الحيوانات الأخرى ولكن درجة حرارة التربة تؤثر على جنس وتكوين الأجنة داخل البيضة فإذا كانت درجة حرارة الرمال عالية نسبيا فهذا يؤدي إلى إنتاج صغار لسلاحف إناث بينما درجة الحرارة المنخفضة أو الباردة نسبيا فهذا يؤدي إلى إنتاج صغار لسلاحف ذكور فإن اختيار الموقع والعمق الذي يتم فيه بناء عش البيض في غاية الحساسية لتحديد نوع جنس السلحفاة إن كان ذكرا أو أنثى.
البيات الشتوي
تجتاز السلاحف البحرية خلال فترة الشتاء فترة خمول مثل معظم الزواحف التي تنتمي إليها ويطلق على هذا فترة البيات الشتوي الجزئي، وتدخل السلاحف بياتها الشتوي خلال فترة من شهر نوفمبر إلى مارس من كل عام حيث تدفن نفسها تحت الطين أو تحت رمال القاع وتضل ساكنة، والسلاحف في فترة النشاط لا تستطيع البقاء في الماء أكثر من خمس ساعات نظرا لحاجة جسمها إلى أكسجين، ولكن في فترة البيات الشتوي الجزئي تخرج لاستنشاق الهواء فقط وفي فترات نادرة جدا لأنها تستخلص الأكسجين من خلال أغشية الفم والحلق ومن خلال الجلد فضلا عن وجود حجرة خاصة للأكسجين
ولا ننسى أن احتياجها للأكسجين يقل كثيرا في بياتها الشتوي نظرا لسكونها التام بلا حركة.
السلاحف في الكويت
يوجد سبعة أنواع من السلاحف في العالم وقد تم رصد اربعة أنواع من السلاحف البحرية في الكويت وهي «السلحفاة الخضراء» و «السلحفاة صقرية المنقار» و«السلحفاة جلدية الظهر» و«السلحفاة كبيرة الرأس» وجميعها مهددة بالانقراض عالميا.
* السلحفاة الخضراء : تعد من أكثر الأنواع شيوعا ولونها أخضر قاتم غالبا ولها رأس صغير ومنقار أملس دائري وهي تتغذى على الأعشاب البحرية والطحالب, ويصل طولها إلى 1.2 متر ووزنها إلى 200 كيلوجرام.
* السلحفاة صقرية المنقار : المنقار تتميز بلونها البني القاتم مع خطوط تتنوع بين الأحمر الداكن والأسود والأصفر ولها رأس صغير بفم مدبب يشبه منقار الصقر, وهي تتغذى في المياه الضحلة على المرجان والاسفنجيات وتعشش في السواحل الرملية ويصل طولها إلى 80 سنتيمترا ووزنها إلى 50 كيلوجراما.
* السلحفاة جلدية الظهر : من أضخم السلاحف الموجودة وتتمتع باللون الأسود تتخلله بقع بيضاء, ويتميز ظهرها بطبقة جلدية ناعمة تحده سبعة نتوءات بارزة ولها رأس كبير أملس وهي تتغذى على قناديل البحر وتعشش في السواحل الرملية ويصل طولها إلى 2.1 متر ووزنها إلى 365 كيلوجراما.
* السلحفاة كبيرة الرأس : وتتميز بأن لون درعها العظمي يميل إلى البني وجلدها غالبا يكون ذا لون برتقالي مائل للاحمرار, ولها رأس ضخم وعريض وهي تتغذى على سرطانات البحر والمحار وغيرها من حيوانات الشعاب المرجانية, وتعشش في السواحل الرملية للبحار الاستوائية ويصل طولها إلى متر واحد ووزنها إلى 140 كيلوجراما.
الأخطار التي تهدد السلاحف
التوسع العمراني يهدد السلاحف حيث أنه يأتي على أماكن تعشيش السلاحف التي اعتادت ان تعشش بها وبهذا التوسع سوف تهجر السلاحف تلك المناطق وتذهب بعيدا للبحث عن أماكن أكثر أمنا لوضع بيضها، ويتعرض البيض للعبث الإنساني من قبل الفضوليين الذين يقومون بنبش الأعشاش واللعب في البيض وإذا فقس البيض وخلال اتجاه الصغار الى ماء البحرفي بعض الأحيان يكون الإنسان متواجدا إما للعبث بصغار السلاحف او للتجارة بها والطيور وسرطانات البحر ايضا تكون لها بالمرصاد فتصطاد منها ما تصطاده وتأكل منها حتى تشبع وبالنهاية ان اعداد الصغار الناجين اقل كثيرا من الأعداد التي فقست، وعندما تكبر السلاحف تصبح فريسة لأسماك القرش،
وبما ان الانسان العدو الاكبر لها فتجده يلعب دورا كبيرا في العبث بتلك المخلوقات عندما تكبر فالصيد الجائر للسلاحف اما بقصد التجارة او كونها مصدر غذاء للإنسان يصطاد منها أعدادا كبيرة سنويا. كما ان الشباك الملقاة في البحار المهملة تكون شركا للسلاحف وتقضي عليها حيث ان السلاحف تقع في تلك الشباك المهملة وتموت خنقا، كما ان النفايات التي تلقى في البحر مثل العبوات البلاستيكية واكياس النايلون تعتبر خطرا على السلاحف لأنها تعتقد بأن تلك الأجسام عبارة عن غذاء مثل قنديل البحر فتنقض على تلك النفايات وبالتالي تؤدي الى نفوق السلاحف.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 94