بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

الانبعاثات الجوية

الانبعاثات الجوية 

تتعرض البيئة الهوائية الكويتية وخاصة منذ النصف الثاني من القرن الماضي، للتلوث من مصادر متعددة للملوثات الهوائية ،ويقدر وزن هذه الملوثات بنحو 115 ألف طن سنوياً وتنقسم هذه المصادر إلى مصدرين أساسيين هما :
أولا: مصادر بشرية

وهي المصادر الأكثر خطورة وتكون ممثلة في الانشطة الصناعية وحركة السيارات وحرق النفايات وغيرها من الأنشطة التي تسهم في انبعاث كميات كبيرة من الغازات والجسيمات والغبار إلى البيئة الهوائية. وفيما يلي شرح موجز للانشطة البشرية التي تنبعث منها الملوثات الهوائية المختلفة :

1-  المصانع ومحطات توليد الطاقة وتحلية المياه والتي تعد من أكثر مصادر التلوث الهوائي في البيئة الكويتية حيث تضم دولة الكويت عدداً من المناطق الصناعية أكبرها وأكثرها انبعاثاً للملوثات الهوائية منطقة الشعيبة الصناعية الكبرى ( المنطقة الشرقية والمنطقة الغربية ) حيث تضم هذه المنطقة 52 مصنعاً كبيراً، ومعظمها مصانع عالية التلوث، حيث تتركز فيها صناعة الاسمدة الكيماوية وصناعة تكرير النفط وكثير من المصانع المعتمدة على مشتقات النفط كمادة خام، والتي ينبعث منها الكثير من الغازات الخطرة مثل ثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد الكربون إضافة إلى الابخرة الهيدروكربونية ذات الروائح غير المقبولة " الكريهة " ومنها ثاني أوكسيد الكبريت وكبريتيد الهيدروجين والامونيا والفينول ومركبات مركابتانت وغيرها.

هذا بالإضافة إلى الانبعاثات الغازية والغبارية التي تنبعث من مصانع الأسمنت المتمركزة في شمالي منطقة الشعيبة الصناعية وبخاصة غبار الكلنكر.

كما يسهم في تلويث البيئة الهوائية الكويتية الانبعاثات الغازية التي تنبعث من محطات توليد الطاقة وتحلية المياه التي تنتشر على طول الساحل الكويتي من الصبية شمالاً حتى الزور جنوباً،وبخاصة انها تعتمد في تشغيلها على الزيت الثقيل وهو بطبيعته يحتوي على نسبة عالية من الكبريت حيث ينبعث عند استخدامه كوقود كميات كبيرة جداً من غاز ثاني أوكسيد الكبريت، وهو من الغازات الخطرة لأنه غاز خانق ومسبب لأمراض الربو الحاد والمزمن والالتهاب الرئوي.

2-  عادم السيارات وهو من اخطر مصادر التلوث الهوائي وخاصة في البيئة الحضرية، حيث تشتد كثافة الحركة المرورية، وتاتي خطورة عادم السيارات كملوث للبيئة الهوائية في كونه ينبعث في الطبقة السفلية من الغلاف الجوي التي يتعامل معها الانسان والنباتات بصورة مباشرة.  ومما يزيد من خطورة هذا العادم أنه يضم أخطر الغازات والجسيمات التي تؤثر بالضرر في صحة الإنسان، ونذكر منها أول اكسيد الكربون والبنزبرين 4،3 وأكاسيد النيتروجين وكبريتيد الهيدروجين إضافة إلى الجزيئات الصلبة مثل الذرات الرصاصية، وخاصة من البنزين الذي يحتوي على نسبة من الرصاص. وكلها ملوثات خطرة جداً تؤثر على الجهاز التنفسي وتسبب ارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية والمغص الكلوي . وقد أشارت القياسات التي قام بها قسم مكافحة تلوث الهواء التابع لادارة حماية البيئة الخاصة بالتلوث الرصاصي قبل تعميم خدمة توزيع البنزين الخالي من الرصاص في شهر أكتوبر 1998 إلى أن تركيز ذرات الرصاص قد تعدى عند محطات خدمة السيارات وعند الطرق الرئيسة داخل المدن الكويتية ضعف المعيار القياسي المسترشد به وهو 1.5 ميكروغرام لكل متر مكعب من الهواء وهو معدل تلوث خطر.

3-  حرق النفايات الصلبة والذي ينجم عنه انبعاث كميات كبيرة من الغازات والأدخنة الخطرة التي تؤثر سلباً في وظيفة البيئة الهوائية على اعالة الحياة ويتمثل حرق النفايات الصلبة في دولة الكويت في ثلاثة مصادر هي:

-  حرق النفايات الطبية الخطرة التي تنتج عن المستشفيات والمراكز الطبية المختلفة في دولة الكويت والتي تضم مواد كيناوية وبلاستيكية ونفايات معدية تقدر كمياتها بنحو 33 ألف طن سنوياً، وهي كمية آخذة في الزيادة مع زيادة النمو السكاني وما يصاحبه من تزايد أعداد وطاقة المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية والأهلية. ولقد تبين من خلال فحص المحارق الموجودة في المستشفيات الكويتية أنها دون المستوى المطلوب حيث تنبعث منها في أثناء عملية الحرق كميات كبيرة من الملوثات الخطرة محدثة حالة من التلوث الهوائي الخطر جداً في بيئة المستشفيات والمناطق المجاورة وبصفة خاصة مادة الدايوكسين وهي ملوث خطر جداً لأنها تحتوي على مركبات مسرطنة شديدة السمية، ومما يزيد من خطورتها أنها تبقة نشطة وفاعلة في البيئة الهوائية لمدة طويلة.

-  حرق النفايات الصناعية الصلبة والخطرة والمواد الكيماوية التالفة حيث يتم حرقها في محارق خاصة في منطقة الشعيبة الصناعية ولكنها للأسف كانت أيضاً دون المستوى البيئي المطلوب فكثيراً ما يتسرب من هذه المحارق في أثناء عملية الحرق الكثير من الغازات والجسيمات الخطرة.

-  حرق النفايات المنزلية والتجارية الصلبة فرغم أن البلدية تستخدم أسلوب دفان النفايات المنزلية والتجارية كوسيلة للتخلص منها إلا أن دولة الكويت تشهد من وقت إلى آخر حوادث حرق لهذه النفايات، وخاصة في مواقع ردم النفايات المغلقة، ومايصاحب هذا الحرق من تصاعد كميات كبيرة من الأدخنة والغازات الخطرة مما يحدث حالة من التلوث الهوائي الخطر.

4-  محطات معالجة مياه الصرف الصحي والتلوث الهوائي، وللحد من التلوث البحري الناجم عن طرح مياه الصرف الصحي الخام "العادمة " في مياه الخليج، قامت دولة الكويت بإنشاء عدد من محطات المعالجة للتخلص من التلوث البحري الناجم عن طرح هذه المياه دون معالجة. ولكن تبين أن هذه المحطات سرعان ما أصبحت مصدراً لتلوث آخر هو التلوث الهوائي بالروائح الكريهة ،حيث ينبعث من هذه المحطات وبنيتها الأساسية الممثلة في محطات الضخ والرفع غازات ذات روائح كريهة من اهمها غاز كبريتيد الهيدروجين، وتشير القياسات إلى وجود مستويات تركيز متفاوتة لغاز كبريتيد الهيدروجين في بيئة المناطق القريبة لمحطات المعالجة تزيد عن أدنى تركيز بالاحساس بالرائحة الكريهة والمنصوص عليه من قبل منظمة الصحة العالمية وهو 0.5جزء في البليون، مما يشير الى تعرض المواطنين في كثير من المناطق المجاورة لمحطات المعالجة لحالة تلوث بالروائح الكريهة. وكان المتوسط السنوي العام لتركيز هذا الغاز في محطات رصد تلوث الهواء في حدود المعيار القياسي له وهو 6 أجزاء في البليون، مع تسجيل ارتفاع ملحوظ عن هذا المتوسط في بعض الأيام يزيد على 30 جزءا في البليون وخاصة في منطقة الرابية القريبة من محطة العرضية ومنطقة الرقة القريبة من محطة الرقة إضافة إلى قربها من آبار النفط الواقعة بالمنطقة الجنوبية.

5-  الغزو العراقي الغادر وتلويث البيئة الهوائية الكويتية، فإذا كان الغزو العراقي الغادر مصدر تلوث هوائي طاريء وغير مسبوق فان الكارثة البيئية التي حلت بدولة الكويت نتيجة هذا الغزو وتداعياته سوف تظل حاضرة لا تغيب عن الذاكرة، ومن ثم لا نستطيع أن نتجاهلها، فقد قام النظام العراقي الحقود بتلغيم الآبار النفطية الكويتية حتى يتمكن من تدميرها عندما يستشعر الهزيمة، وقد بدأت عملية تفجير الآبار النفطية في 24 يناير 1991 بوتيرة بطيئة ثم زاد معدل التفجير بوتيرة سريعة جداً خلال الفترة بين 22-24 فبراير 1991 عندما تاكد الغزاة أنه لا محالة من الهزيمة وانسحابهم المخزي، وقد بلغ عدد الآبار المشتعلة 652 بئراً، إضافة إلى الآبار التي دمرت دون اشتعال "آبار نازفة " 75 بئراً وهي التي نتج عنها تدفق كميات كبيرة من النفط الخام مكونة عدداً من البحيرات النفطية في ظاهرة غير مسبوقة. وقد تباينت التقديرات بخصوص كميات النفط المحترقة من الآبار المشتعلة حيث تراوحت بين 2.5 -6 مليون برميل/يوم،واذا اعتبرنا كمية النفط المحترقة يومياً عند حدها الأدنى 2.5 مليون برميل/يوم فان كمية الملوثات الهوائية اليومية كما تشير التقديرات تتراوح بين ( 4-30 ) ألف طن من الدخان الأسود، 2- ألف طن من غاز ثاني أوكسيد الكبريت، 1500 طن من الجسيمات التي تحتوي على مواد هيدروكربونية وبعض المعادن السامة، 250 طن من غاز أول اكسيد الكربون، 500 طن من أكاسيد النيتروجين، وكلها ملوثات خطرة تسبب الكثير من الأمراض الجلدية والتهاب العيون وضيق التنفس إضافة إلى مرض السرطان نتيجة احتواء المركبات الهيدروكربونية على مواد مسرطنة.

6-   غياب التخطيط البيئي عند إقامة المناطق الصناعية والسكنية حيث يعد هذا العامل من المصادر غير المباشرة أو المساعدة في زيادة حدة مشكلة تلوث الهواء، فإذا أخذنا منطقة الشويخ الصناعية مثالاً فإن موقعها الجغرافي من المنظور البيئي يعد غير سليم لإقامة منطقة صناعية تتضمن صناعات انتاجية ثقيلة وعالية التلوث حيث تقع في شمال غربي مدينة الكويت في مهب الرياح الشمالية والشمالية الغربية السائدة على مدينة الكويت، ومن ثم فعندما اختيرت منطقة الشويخ كمنطقة صناعية كان الهدف الأساسي اقامة منطقة خدمات صناعية وبعض الصناعات الخفيفة غير الملوثة للبيئة. ولكن مع غياب الوعي البيئي المسؤول وتراخي المسؤولين في مراقبة المنطقة بيئياً تسلل إليها عدد من المصانع عالية التلوث مثل مصنع الطابوق الجيري ومصنع أنابيب الاسبست ومصنع البطاريات السائلة مما احدث حالة من التلوث الهوائي الخطر الذي أصاب المناطق السكنية القريبة، وبدأ الأهالي في هذه المناطق يعانون من مخاطر هذا التلوث وينادون حالياً بغلق هذه المصانع ونقلها إلى مناطق أخرى بعيدة عن المناطق السكنية.

7-  مصادر بشرية أخرى ومنها أنشطة استخراج الصلبوخ "الحصى" لمواجهة احتياجات النمو العمراني السريع الذي شهدته الكويت في الربع الأخير من القرن الماضي. إذ يصاحب عملية استخراج الصلبوخ وتكسيره ونقله انبعاث كميات كبيرة من الغبار الذي تنقله الرياح من مناطق المقالع "الدراكيل " إلى المناطق السكنية محدثاً حالة من التلوث الغباري ،خاصة أن معظم هذه المقالع تقع في النصف الشمالي من البلاد في مهب الرياح الشمالية والشمالية الغربية السائدة على دولة الكويت.

ثانياً: مصادر طبيعية 

وهي تعد مصادر مساعدة في إحداث التلوث الهوائي من خلال دور الرياح في نقل الملوثات الهوائية من مصادرها الأم إلى المناطق السكنية أو إلى بيئات ليس فيها أي مصدر من مصادر التلوث الهوائي.

المصدر 

 سنة الاصدار   المؤلفون  الناشر   المصدر 
 2008

 د. زين الدين غنيمي 

 د. راشد الصانع 

 مركز البحوث والدراسات الكويتية   مسيرة التنمية البيئية بالكويت دراسة تحليلية توثيقية 
 2002  مجموعة مؤلفون  الهيئة العامة للبيئة   الاستراتيجية البيئية لدولة الكويت