بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

لقاء مع المصور ابراهيم النصار

لقاء مع المصور ابراهيم النصار

ثلاثة عوامل أساسية لالتقاط الصورة البيئية المعبرة

ابراهيم النصار : صورتي البيئية أبلغ من ألف كلمة

ريهام محمد

المصور ابراهيم النصار«بيئتنا» التقت المصور البيئي ابراهيم النصار وكان معه حوار تناول قصة احترافه للتصوير البيئي، وكيف يمكن أن تخدم الصورة الفوتوغرافية البيئة، وأهم المسابقات التي شارك فيها، والجوائز التي حصل عليها، وتفاصيل أخرى تجدونها في السطور التالية:بين التقاط الصورة المناسبة التي تعكس أقصى درجات التعبير عن موضوع بعينه.. والاستعداد اللازم والترقب من أجل حلول اللحظة الحاسمة.. حكاية صنع تفاصيلها المصور الكويتي البيئي ابراهيم النصار.. الذي يؤمن بأن الصورة أبلغ من ألف كلمة.. فما بالكم ان اقترنت الصورة بخدمة البيئة التي نعتبر جزءاً منها.. بحيث تظهر الجمال الكامن فيها أو تسلط الضوء على المشاكل التي تعاني منها.

* بداية كيف تقدم نفسك لقراء «بيئتنا»؟

ابراهيم النصار، 29 سنة، دراستي الأساسية للفن التشكيلي ومنه اكتسبت هواية التصوير الفوتوغرافي، ومتخصص تحديداً في التصوير البيئي للحياة البرية بشكل عام وللطيور الكويتية والمهاجرة على وجه الخصوص، وحتى الآن صورت اكثر من 4000 صورة في مجالات بيئية مختلفة.

* وكيف ومتى بدأت حكايتك مع التصوير الفوتوغرافي بشكل عام والبيئي منه على وجه التحديد؟

بدأت حكايتي مع التصوير في شهر يونيو عام 2007، وقبل تلك الفترة كنت متخصصا في الرسم فقط ولم أفكر مطلقاً بالتصوير أو باحترافه، وحدث أن تعرفت على شخص مميز في مجال التصوير الفوتوغرافي هو الاستاذ وليد المطر، الذي أدين له بالفضل الكبير في احترافي التصوير، وقد ساعدني ووضعني على نقطة البداية في التصوير الفوتوغرافي البيئي، وكانت اولى أسئلته لي ماذا تحب أن تصور؟ ولم يخطر ببالي على الاطلاق وقتها التصوير البيئي، وقد أجبته بأنني أحب التصوير المعماري، وكانت ردة فعله ايجابية وهادئة جداً وأخبرني انه سيأخذني الى مكان معين لنبدأ الصوير معاً ومن بعدها سيترك لي الخيار كي أختار ما أصور، وبالفعل أخذني الى منطقة الجديليات، وحقيقة بهرت بهذه المنطقة التي لم أكن أتصور او أتخيل ان في الكويت مثلها بطيورها والحياة البرية المميزة التي تحتويها، وشرعت في التصوير هناك، من بعد ذلك تعلمت أصول فن التصوير البيئي وطرق التخفي والرصد من معلمي الأستاذ راشد الحجي، الذي أكمل ما بداه صديقه الأستاذ وليد المطر معي، وواصلت العمل بهذه الهواية بتوجيه منه، وبفضل الله وحمده سجلت لقطات نادرة لعدد كبير من طيور الكويت الهاجرة والمقيمة، وحظيت بمكانة مرموقة بين المصورين والمهتمين بالتصوير البيئي في مدة زمنية قصيرة، وما زالت الى الآن مستمرا بالتصوير البيئي، الى جانب أنني أحاول ان أفيد غيري من المصورين بالمعلومات التي اكتسبتها من ممارستي العملية للتصوير، كما أسعى الى توعية كل المحيطين بي بالبيئة الكويتية وخاصة طيورها.

* الصورة البيئية تختلف عن الصورة الفوتوغرافية العادية، فما هي مواصفاتها من خلال خبرتك العملية كمصور بيئي؟

الصورة البيئية، تحديداً للحياة البرية، يجب أن نهتم بثلاثة عوامل أساسية حتى نستطيع أن نلتقطها بصورة سليمة وتكون النتيجة معبرة بشكل قوي، بحيث تصف المشهد البيئي بشكل دقيق وتعكس الهدف منها سواء كان ابراز شيء جميل أو نادر، أو تسليط الضوء على امر سلبي، والعوامل هي الصبر وإتقان التخفي أثناء التصوير وعدم إثارة الإزعاج، وثالثاً وأخيراً اختيار الزاوية المناسبة للصورة.

* وبرأيك، كيف يمكن أن يخدم فن التصوير بشكل عام البيئة بكل انواعها؟

أؤمن أن الصورة أبلغ من ألف كلمة، ومن خلال دقتها وتركيزها يمكن أن تساهم بتوصيل رسائل مباشرة الى المتلقي، خاصة في المجال البيئي، فعدسة الكاميرا ترصد الجمال والأمور السلبية في ذات الوقت بالبيئة، وتختصر الرسالة في صورة، وبالتأكيد تكون النتيجة وردة الفعل أقوى بكثير من الكلام المكتوب، ومن خلال عملي كمصور بيئي نجحت في لفت انتباه الكثيرين من حولي الى أماكن وكائنات لم يكونوا في السابق يتوقعون أنها موجودة في الكويت، والفضل في ذلك يعود طبعاً للصورة.

* وماهي السلبيات الموجودة في البيئة الكويتية والتي تمت اثارتها من خلال الصورة الفوتوغرافية؟

توجد سلبيات عديدة في البيئة الكويتية رصدتها عدسات المصورين البيئيين، ومنها على سبيل المثال الرعي والصيد الجائر، القاء المخلفات والانقاض بشكل عشوائي، والتخييم العشوائي.

* وما هي الأماكن أو المحميات التي تنصح بأن يزورها من يرغبون في احتراف التصوير البيئي؟

من يريد أن يبدأ في التصوير البيئي أنصحه بان يزور المحميات مثل محمية الجهراء وصباح الأحمد، حيث سيجد أمامه كل العناصر والكائنات التي تساعده على التقاط صورة جميلة ومميزة، ولصقل موهبة التصوير البيئي على المصور أن يبحث عن النادر والغريب من خلال بذل جهد في الوصول الى الكائنات، سواء كانت طيورا أو كائنات برية خارج المحميات والاماكن المعروف تواجدها فيها.

* ومن خلال ممارستك لتصوير طيور الكويت تحديداً، ما هي المعلومات التي اكتسبتها في هذا الاطار؟

أهم معلومة اكتسبتها وتعلمتها من تصوير ذلك المجال هو أن طيور الكويت مصنفة عالميا على انها من طيور قارة أوروبا، وتلك الأنواع من الطيور تبدأ هجراتها من أوروبا ثم تتخذ الكويت كترانزيت أو محطة للراحة، ومن الكويت تتجه الى جنوب وشمال القارة الافريقية ومنها الى القارة الأوروبية مرة أخرى، ومن خلال المتابعة لفصول السنة ومواسم هجرة وتكاثر الطيور يمكن رصد أندر أشهر انواع الطيور.

* وماهي الصعوبات التي تواجهك في عملك كمصور بيئي؟

المشاكل التي تواجهني في عملي في التصوير البيئي هي الرعي والصيد الجائر، حيث يشكلان عائقاً كبيراً أمام أي مصور بيئي، لأنهما يسببان خللاً هائلاً في الحياة البرية أي البيئة التي يجب أن أن تكون في أفضل حالاتها كي يستطيع المصور الاستفادة من توازنها لالتقاط أكثر لقطة تعبر عن الصورة التي خطط لها في عقله.

* وماذا عن أكثر صورة أخذت منك وقتا وجهدا التقاطها؟

صورة لطائر السمرمر، وهو من الطيور المصنفة على أنها قليلة المشاهدة أي أكثر من نادرة، وهو من طيور تركيا التي تزور الكويت، وقد استغرقت ثلاثة أيام ومراوغة لمدة ساعة كاملة كي أستطيع التقاط صورة لهذا الطائر.

* وبرأيك ماهي مواصفات المصور البيئي الناجح؟

المصور البيئي الناجح، هو الذي يعتمد على عينيه وعقله في اختيار الصورة الأكثر تعبيراً وليس الكاميرا والمعدات، فبالنهاية الكاميرا مهما كانت متطورة هي آلة جامدة تعمل وتعطي أفضل ما لديها ببراعة ومهارة من يستخدمها وليس العكس.

* هل شاركت في مسابقات أو حصلت على جوائز في مجال التصوير؟

شاركت في معارض عديدة للتصوير البيئي، وحصلت صوري على اهتمام كبير من الزوار، كما تم اختيار إحدى صوري لتكون ضمن الصور التي تم عرضها في أطلس قارة آسيا من بين آلاف الصور التي شاركت بناء على مسابقة نظمتها شركتان من الصين وكوريا لهذا الأطلس.

* رسالة أو كلمة أخيرة تحب أن توجهها الى قراء «بيئتنا»؟

رسالتي هي نصيحة الى كل الاجيال الحديثة أن تهتم بالبيئة الكويتية بكل ما تحتويه من طيور وحيوانات، لأننا نملك ثروة بيئية كبيرة ومميزة ونادرة، ونحتاج فقط الى الوعي والاهتمام حتى نطورها وننميها ونحافظ عليها أيضاً، ويكفي أن اذكر لك انه في عام 2008 تم رصد 370 طيرا في الكويت وارتفع العدد عام 2010 ليصل الى 380 طيرا بفضل ارتفاع الوعي البيئي.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 137