أعضاء فريق رصد وحماية الطيور بجمعية "حماية البيئة"
مراقبوا الطيور الأجانب بالكويت
Please لا تقتلوا الطيور المهاجرة!!
رجب أبو الدهب
الفنلندي بكا فوجل، والكندي البريطاني مايك نيوي، والانجليزي جراهام وايتهيد، والبريطانيان اندي سميث وزوجته نيكولا، والأمريكية كريستين كانزنيلا.. مراقبو طيور أجانب، اعضاء فريق رصد وحماية الطيور بالجمعية الكويتية لحماية البيئة، جمعتهم مجلة «بيئتنا».. كما جمعتهم هوايتهم النبيلة والمتمثلة في حماية الطيور، سألناهم عن أسباب شغفهم بهذا العمل.. وأسباب التحاقهم بفريق رصد وحماية الطيور.. وأهم وأبرز الايجابيات والسلبيات التي رصدوها خلال ممارستهم لعمليات مراقبة الطيور بالكويت.. والمواقف التي مروا بها ولا يستطيعون نسيانها.. فماذا قالوا؟
بكا فوجل
الفنلندي بكا فوجل، يعمل مديرا بإحدى شركات القطاع الخاص بالكويت، يرصد ويراقب الطيور منذ نحو 43 عاما، بينها سبع سنوات هنا بالكويت، سألناه عن أسباب توجهه لتلك الهواية، فقال:
كنت أعيش في موقع جيد لمراقبة الطيور، وحتى اليوم ما زال يعد واحدا من أفضل أماكن رصد الطيور في هلسنكي، وكان والدي يمتلك منظارا كنت أستعين به في صغري لرصد الطيور، بالإضافة إلى أن المنطقة ذاتها كان بها رجلان يراقبان الطيور، وهما كانا يكبراني سنا، فضلا عن مجموعة من الناس بنفس منطقتي بهلسنكي كانوا يهتمون كثيرا بمراقبة الطيور، والاهتمام بالعالم الطبيعي والبيئة، وهذه الاجواء التي نشأت بها دفعتني للاهتمام بالطيور.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد انتقلت أسرتي إلى مكان آخر تعرفت به على أشخاص آخرين يهتمون برصد الطيور، ومنذ ذاك الوقت بدأت أهتم برصد ومراقبة الطيور بجدية، خاصة وأنه كانت هناك أماكن لجمع النفايات، وهي مفضلة لهبوط الطيور، وكذلك الأماكن حيث تعالج المياه، وكلها أماكن تتجمع عليها الطيور، لذا كنت شغوفا برصد وتصوير الطيور في مثل تلك المواقع.
وحول التحاقه بفريق رصد وحماية الطيور وإيجابيات وسلبيات مراقبتها في الكويت، قال بكا فوجل: قبل نحو ست سنوات تعرفت على رجل اسمه جورج جريجوري، وهو بدوره عرفني على خبير رصد الطيور برايان فوستر، وكان وقتها عضوا بالفريق، كما أنهما كانا دائما معا في رحلاتهما لرصد الطيور، لذلك فهما اللذان دعواني للالتحاق بالفريق، وأرى أن بالكويت العديد من الإيجابيات في هذا المجال النبيل، فهنا الكثير من الطيور ومن السهل مشاهدتها وتصويرها، بالإضافة إلى إمكانية الدخول للمزارع الخاصة والمحميات الطبيعية بعد الحصول على الإذن أو الترخيص، ومن ثم يمكن بسهولة مراقبة ورصد ما نشاء من أعداد وأنواع، سواء مهاجرة أو مستوطنة.
وفيما يتعلق بالسلبيات التي رصدتها ووقفت عليها بالكويت بهذا الخصوص، فأبرزها إطلاق النار والصيد الجائر بدون سبب وبدون حدود.
مايك نيوي
مايك نيوي، كندي بريطاني، يرصد الطيور ويراقبها منذ نحو 39 عاما، يعمل مديرا بإحدى شركات تقنية الاتصالات، بادرنا بقوله: عندما كنت في العاشرة من عمري كانت أسرتي خلال العطلات تتجول في الجبال أو الشواطئ باسكتلندا وويلز، وكان والدي يشير لي على بعض الطيور ويذكر أسماءها، ودفعني فضولي إلى مزيد من المعرفة عن أنواع لم يعرفها والدي ولم أعرفها أنا أيضا فحصلت على كتاب دليل الطيور فأصبحت أنا من يذكر لوالدي أسماءها.
كما أنني كنت أطلب منه الذهاب للمحميات وأماكن تكاثر الطيور، ولكن والدي كان يرفض لبعدها عن بيتنا وكنت أشعر بالاحباط، ولكني قررت القيام بجولات بالدراجات الهوائية مع صديق لي إلى مثل تلك الأماكن بجانب شواطئ (منزمير) بشرق انجلترا، وهي محمية مشهورة وتقع تحت مسؤولية الجمعية البريطانية لحماية الطيور، وهكذا بدأت رحلتي مع تلك الهواية وما زالت.
وحول كيفية انتسابه لفريق رصد وحماية الطيور بالجمعية الكويتية لحماية البيئية قال مايك نيوي: عندما كنت أعمل بالمملكة العربية السعودية بحثت على الانترنت عن رصد الطيور بالكويت ووجدت العنوان الالكتروني لبرايان فوستر، وهو راصد شهير بالكويت، فراسلته، وعندما زرت الكويت استقبلني، وبعدما انتقلت للعمل بالكويت التحقت فورا بالفريق، وكثيرا بل ودائما ما كنت أقوم برحلات رصد ومراقبة بصحبته.
ويضيف: من وجهة نظري، من ايجابيات تلك الهواية بالكويت وجود طيور نادرة بالنسبة لي، لأن الكويت تقع على ملتقى الطرق من آسيا وأوروبا وأفريقيا، كما أن الطيور هنا تتميز بألوانها الزاهية أكثر من مثيلاتها في كندا، أو هكذا يبدو لي، كما أن ممارسة هذه الهوية يشجع على الدخول في مجموعات صداقة، وأود أن أشير إلى أن زوجتي بدأت هنا في الكويت هواية رصد وتصوير الطيور، حيث كنت أنا من يجد الطائر وهي التي تقوم بتصويره، ولكني أرى بعض السلبيات في هذا المجال، ومنها عمليات قتل الطيور ومشاهدتها ميتة وملقاة على الأرض، خاصة في منطقة الأبرق، بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة، ولكني اعتدت على الرصد في مثل تلك الاجواء، ولكن علي أن أقف كثيرا عند الصيد الجائر لأنواع نادرة أو مهددة بالانقراض أو صيد طيور مهاجرة وأخرى مستوطنة ويقومون ببيعها في بعض الأسواق والمحلات، وذلك الشيء يزعجني كثيرا لأنه اختراق لتوازن عناصر التنوع البيولوجي وخطر كبير يتهددها.
جراهام وايتهيد
الانجليزي جراهام وايتهيد، يعمل مديرا بإحدى شركات القطاع النفطي، يمارس هواية رصد ومراقبة الطيور بالكويت منذ نحو ثلاث سنوات، ماذا قال عن أسباب شغفه بهذا العمل والتحاقه بفريق رصد وحماية الطيور والايجابيات والسلبيات التي رصدها من جانبه؟
منذ طفولتي وأنا أهتم بالعالم الطبيعي، وكان لدي دليل الطيور لأنني كنت أهتم بالأسماء والأنواع، وعندما وصلت للكويت زاد ذلك بصورة كبيرة، فقد تعرفت على مايك بوب، الراصد الشهير، وقال لي الكثير عن أنواعها وأعدادها بالكويت وتنوعها، فازددت شغفا بذلك، والمثير أنني أستطيع مشاهدة 100 نوع وأكثر من الطيور في يوم واحد، وأطلعني مايك بوب على صور رائعة لم أصدق ما رأيت من تنوع وجمال وألوان زاهية، فقررت أن أرافقه في جولات بالأماكن التي يمكنني خلالها مشاهدة أعداد كثيرة منها، ومن ثم بدأ اهتمامي وازداد بتلك الهواية، وبسبب التنوع الكبير والهائل للطيور بالكويت أستطيع أن أشاهد طائرا جديدا بالنسبة لي كل أسبوع، وكما أنني وصديقاي بكا فوجل ومايك نيوي نحدد قائمة لكي نسجل كل طائر شاهده أي منا خلال رحلاتنا، وهذا توثيق جيد وعلمي.
ويواصل جراهام وايتهيد: من السهل جدا تصوير الطيور في الكويت لأن الأماكن مفتوحة وهذا الوضع لا يتوفر في انجلترا حيث تختبئ الطيور على الأشجار، وهذا الأمر لا يحدث هنا، ومن خلال مايك بوب التحقت بالفريق وكثيرا ما رصدنا الطيور معا، ورصدت بدوري العديد من ايجابيات ذلك، حيث يمكن مشاهدة الكثير من الأنواع في وقت قصير، والأماكن الجميلة والرائعة لرصد الطيور قريبة من المدينة، فهي تبعد فقط نحو 20 كيلو مترا من وسط البلد.
ووقف جراهام وايتهيد كثيرا عند سلبيات شاهدها بنفسه أثناء مراقبته للطيور هنا بالكويت، وذكرها كما يلي:
كنت ذات ليلة في جزيرة فيلكا، وكنت طوال الوقت أسمع تسجيلا لأصوات الطيور، فقد كان هناك أشخاص لديهم مسجلات ويستدرجون الطيور من خلال إسماعها تلك الأصوات، وعندما تقترب الطيور يطلقون النار عليها، وطوال الليل استمر هذا الأمر الذي اعتقد أنه كان لمجرد العبث والتسلية.
وجميعنا يعلم أن فيلكا من أكثر البيئات الجاذبة لأنواع عديدة من الطيور البحرية وبأعداد كثيرة، وكنت دائما أتردد في ذكر اسم الجزيرة حتى لا يذهب المزيد من الأشخاص لهناك ويقتلون الطيور.
وبحزن يواصل وايتهيد: كثيرا ما نرى الشباب بالسيارات والأسلحة بأيديهم ويطلقون النار عليها، وتكون الأسلحة مثبتة ومصوّبة على الطيور من نوافذ تلك السيارات، كما أنهم يتتبعون الطيور بسياراتهم ويطاردونها، وأيضا هناك شباك من أنواع معينة محظور استخدامها في العديد من دول أوروبا حفاظا على كافة أنواع الطيور، وكثيراً ما رأيت طيوراً عالقة بها وتترك لتموت.
آندي سميث ونيكولا
البريطانيان اندي سميث، يعمل مديرا بإحدى شركات القطاع الخاص، وزوجته نيكولا، معلمة بالمرحلة المتوسطة، بدآ قبل نحو سنوات في رصد الطيور ومراقبتها قبل أن ينتقلا للعمل بالكويت منذ نحو 5 سنوات، وانتقلت معها هوايتهما.
يقول اندي: نشأت في مكان ريفي نحو 10 كيلو مترات مــن أقرب دكـــان (محل) وبجانب حديقة وطنية جميلـــة (دورث مور) في جنوب غرب انجلترا، وفي هذا العالم الطبيعي والبيئة الجميلة كنت ألهو وألعب، وكانت والدتي مهتمة بالعالم الطبيعي، وكانت قد وجدت يوما ما أنثى ثعلب بري ميتة فأخذت صغيرها لتربيته والاعتناء به، وكثيرا ما كنت أشاهد طيوراً كثيرة واهتم بتصرفاتها، ولم أكن أهتم بأسماء الطيور لأنني فقط كنت أهتم بسلوكياتها.
وعندما كبرت نوعا ما فقدت الاهتمام بالطيور لانتقالي للمدينة، وكنت آنئذ اهتم بالوظيفة أكثر، ولكن بعد احد عشر عاما تعرفت على زوجتي نيكولا، وهي كانت تدرس التصوير بجامعة ساوث هامبتون، وقد كانت تصر على أن استيقظ مبكراً لأذهب معها بسيارتي للتصوير، وبعدما أكملت دراستها في الجامعة كنا نخرج سويا لتصوير الطبيعة، حتى تطور الأمر إلى تصوير الطيور.وتأخذ زوجته نيكولا أطراف الحديث وتقول: عندما انتقلت لألمانيا كان أندي يزورني كل أسبوع، وشاهدنا طيوراً جديدة وكانت مثيرة لاهتمامنا، وفي سنة 2006 حصل هو على عمل بالكويت
وانتقلنا لها، وشاهدنا طائرا جديدا اسمه البلبل، وكان لونه أحمر، وكان هذا مثيرا للإعجاب، وتساءلنا عن أي طيور أخرى، ثم بحثنا عن طريق الانترنت حتى نصل لإجابة، وحينها تعرفنا على مايك بوب وتعلمنا منه الشيء الكثير عن الطيور في الكويت، فقد أخذنا للمزارع وأماكن تجمع الطيور، وعن طريقه أيضا تعرفنا على فريق رصد وحماية الطيور.
وحول إيجابيات مراقبة الطيور بالكويت يقول اندي سميث: تنوع الطيور وكثرتها في أماكن محددة وصغيرة نوعا ما، بمعنى تركز عدة أنواع في أماكن محددة وفي وقت واحد. وتقول نيكولا: كوني معلمة انجليزية وجدت في هوايتي فرصة طيبة لتعليم التلاميذ عن البيئة والطيور ومكونات العالم الطبيعي، حيث كنت أدعو أحد مراقبي الطيور الكويتيين كي يتحدث عن الطيور وعن مشكلة إطلاق النار عليها، وعن القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة التي تذكر احترام سائر المخلوقات، وبالإضافة لذلك كان يتحدث عن صيدها بالحجـــارة مـــــن خلال النبـــال )النباطة(، وهذه المشكلة الرئيسية التي لاحظتها، فالطيور موجودة للمتعة من خلال قتل هؤلاء الناس لها، وتواصل: أقدم تحديا للتلاميذ بأن يلتقطوا صورا للطيور بدلا من إطلاق النار عليها.
كريستين كانزنيلا
تدرّس بكلية الطب جامعة الكويت، أمريكية الجنسية، بدأت برصد الطيور في الكويت قبل نحو 3 سنوات.
تقول عن بداية اهتمامها بتلك الهواية: كنت جالسة بحديقة الجامعة ورأيت طائراً صغيرا جميلاً، واندهشت من جمال هذا الطائر، ومن ثم بدأت ألاحظ أنواعا أخرى، وكل منها جميل جدا، وعندها شعرت بالهدوء التام عند مشاهدة الطيور، فهي مثيرة للغاية بألوانها الجميلة وحركاتها وسلوكياتها، وهي مخلوقات رائعة ولديها مهارات مذهلة في الطيران.
وعن طريق عضو فريق رصد وحماية الطيور محمد الكندري التحقت بالفريق، حيث قال لي إن الجمعية تستطيع أن تساعدني في جهودي لتوعية الناس عن الصيد الجائر للطيور وقتلها، وتستطيع أن تطلق حملة لحل المشكلة.
وتواصل كريستين: كنت سعيدة جدا لذلك، فقد سمعت كثيرا من أناس أن تلك المشكلة من الصعب أو من المستحيل القضاء عليها، ولكن وجدت بالجمعية المساعدة الكبيرة للسير نحو حل المشكلة، فقد أطلقت الجمعية مؤخرا حملة وطنية لمنع الصيد الجائر للطيور، والوقوف بوجه المذابح التي تتعرض لها، لذا فقد خاطبت الجمعية وزارة الداخلية لعمل حملات أمنية في المواقع التي تشهد عمليات قتل وصيد جائرين، وكما دعت الجمعية الجهات المعنية للمشاركة في الحملة.
وتضيف كريستين: اثار انتباهي اهتمام وموقف الإسلام من هذه المشكلة، فهذا حرام وفعل شنيع يخالف التعاليم الإسلامية، فالإسلام يدافع عن حقوق الحيوان والمخلوقات بشكل واضح وهذا جميل جدا، فعندما رأيت أناسا يقتلون الطيور تساءلت هل هذا مسموح به في الإسلام وقرأت كثيرا، فوجدت الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية تتكلم عن احترام كل المخلوقات، والرسول صلى الله عليه وسلم عطف على الحيوان، وهذا مهم جدا وجميل.
مايك بوب
مايك بوب، مراقب طيور من جنوب أفريقيا، رئيس اللجنة الكويتية لتمييز الطيور النادرة، يقول: القتل ومذابح الطيور المهاجرة ليست أمراً طارئاً ولا يحصل فقط في هذا اليوم لكنه أمر مستمر ويستعد له ويتابع سنة بعد سنة لطيور لاحول لها ولاقوة.
أتمنى أن هذا المقال يلقي الضوء على ما يحدث في الكويت وفي المنطقة بشكل عام، ويحتاج لطريق طويلة وشاقة من خلال الحماية والتحكم بالأسلحة والصيد بدون تحكم، والأهم من ذلك هو التعليم والسياحة البيئية قد تكون مصدرا مهما للكويت. وأنا أتصور أن السياح الذين يأتون لمراقبة الطيور في الكويت سيحملون معهم الذكرى الأليمة للصيد الجائر في الكويت، ويتناقلون ما رأوه في الكويت لأصحابهم وزملائهم.
السؤال هنا، يقول بوب: هل هذا ما نريد أن يعرف عن الكويت تجاه الطيور المهاجرة؟
نقطة مهمة يجب أن أذكرها أن الطيور المهاجرة لا تنتمي لأي شخص أو بلد وتحتاج للحماية من الجميع لأنها هدية من السماء, وضعت على سطح كوكب الأرض للجميع ليقدر هذا الخلق ويتمتع برؤياه، وقتل الطيور على مستوى الشرق الوسط والبحر الأبيض المتوسط وصل لحد الإبادة، بدون مبرر يذكر سوى رخص أسلحة الصيد وتوفر الطلقات بأسعار زهيدة يتمكن منها أي شخص.
هذا هو أحد التحديات التي نحتاج لتخطيها ولم نفتح أي نقاش من شأنها، ولا ننسى التجارة غير القانونية بالطيور وهي تحدث بهدوء من خلف الكواليس.
برايان فوستر
يبدأ حبي وشغفي بالطيور منذ ان كان عمري 8 سنوات، اي قبل نحو 50 سنة، والتحقت بالجمعية الملكية لحماية الطيور في قسم الاطفال عندما كنت في العاشرة من عمري، وعندها تطورت تلك الهواية، من خلال رحلات في العطلات مع الوالدين بداخل بريطانيا، وفي مرحلة الجامعة وبسبب هذا الشغف قررت دراسة علوم الاحياء للاستزادة من المعرفة العلمية والتخصص في هذا المجال، وفي عام 1987 بدأت بالسفر للخارج، وكانت اول رحلة الى كينيا ورواندا وزائير كينشاسا، ومنذ ذاك التاريخ تمكنت من زيارة 74 دولة حول العالم في كل القارات، ومنها القطبان الشمالي والجنوبي.
وخلال رحلتي مع الطيور تمكنت من رصد 6740 طائراً او مشاهدتها او التعرف عليها، وبالكويت وحدها 322 طائرا.
سلبيات رصد الطيور في الكويت عديدة، ومنها الصيد الكثيف، والرعي الجائر، وكذلك احواض تجمع النفط، والبرك الممتدة داخل اسوار القطاع النفطي، حيث تعتقد الطيور انها بحيرات مائية ومن ثم تحط عليها مما يتسبب بتغطيتها بالزيت ومن ثم نفوقها.
وقد تمت مشاهدة العديد من الطيور في نطاق أسوار القطاع النفطي بهذا الشكل، غير انه يمكن التأكيد على ان الصيد الجائر هو السبب الرئيسي والاكبر لتأثر الطيور ونفوقها بالكويت.
بعد سنوات قضيتها في الكويت كنت سعيداً جداً بهذه السنوات والتواجد في الكويت، وخصوصاً في مجال رصد الطيور، حيث تعتبر الكويت من اهم دول العالم في هجرة الطيور، وقد شاهدت فعلياً هذه الهجرة لانها تقع في شمال الخليج العربي، وفي الربيع تتجه الطيور من افريقيا للشمال عبر الكويت وتتزاوج في جبال سيبيريا، وفي الخريف تعود في نفس الاتجاه عبر الكويت صوب افريقيا مرة اخرى.
وكذلك تتواجد في الكويت عشرات الآلاف من طيور السواحل، ومنها الفلامينغو وانواع مختلفة من البط، وتتواجد في الشتاء بخليج الصليبخات والجهراء، وذلك فرصة مميزة لمشاهدة هذا التنوع الاحيائي، والجدير ذكره ان الطيور تتكاثر في الكويت بجزيرتي وربة وبوبيان وكذلك كبر.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 142