ثدييات تأقلمت مع المياه الباردة
85 ألف بقرة تخاف من الإنسان فقط
دلال جمال
بقر البحر حيوان ثديي مائي كبير ينتمي إلى مجموعة الثدييات ويعيش في المياه العكرة ويمتاز بسمعه القوي، بالإضافة إلى أنه غير قادر على مواجهة بنادق الصيادين أو القوارب البخارية، وتشير دراسات عام 1991 إلى أن العدد المتواجد في العالم من هذا البقر لا يصل إلى 85 ألف بقرة ويعتبر هذا النوع من أكبر الخيلانيات والوحيدة التي تأقلمت مع المياه الباردة، كما أن لديه القليل من الأعداء في الطبيعة.
ثلاثة أنواع
توجد ثلاثة أنواع من بقرة البحر، وهي بقر البحر الهندي الغربي، ويعيش في البحر الكاريبي على طول السواحل الشمالية الشرقية لأمريكا الجنوبية، كما يوجد أيضًا في مياه الشواطئ الجنوبية الشرقية للولايات المتحدة الأمريكية، ثم بقر البحر الأمازوني ويعيش في أنهار الأمازون والأورنوكو، والنوع الثالث هو بقر البحر الإفريقي الذي يعيش في مياه شواطئ غرب إفريقيا، ويعد بقر البحر الهندي الغربي والأمازوني من الحيوانات المهدّدة بالانقراض، وذلك لأنه يتم اصطيادها من أجل اللحم والفرو والزيت.
بداية واكتشاف
اكتشفت البقرة البحرية عام 1741م بالقرب من جزر كوماندر في بحر بيرنج وكان عددها آنذاك يتراوح بين 1000 و2000، وقد قام البحارة بقتل هذه الحيوانات لأكلها، وانقرضت بحلول عام 1768م وعاشت البقرة البحرية في المياه الضحلة بالقرب من الشواطئ وكانت تتغذى بالطحالب البحرية. وتعد أكبر الخيلانيات والوحيدة التي تأقلمت مع المياه الباردة، ونمت حتى وصل طولها إلى حوالى 6-7 أمتار وبلغ وزنها 10 أطنان مترية تقريبًا، ويمتاز هذا البقر بجلد يتراوح لونه بين الرمادي الفاتح والرمادي الداكن مع وجود شعر قصير وخشن، أما الأرجل الأمامية فهي كالمجاديف وليس لديه أرجل خلفية بل ذَنَب مستدير فقط، أما جمجمة الرأس فتكون هائلة جدا. الانثى تلد كل 3 - 7 سنوات مره واحده وتضع عجلا بطول 100 - 120 سم، يزن 3 - 20 كيلو، والصغير يرضع من أمه إلى سن 18 - 24 شهرا، وهي تعيش إما وحيدة أو زوجين أو في قطعان صغيرة تتضمن ما بين 3-6 حيوانات، حيث يمتد موسم تزاوج بقر البحر طوال العام، حيث أمكن رؤية عجولها الصغيرة شهرياً في مختلف مراحل التطور والأنثى لا تلد أكثر من عجل واحد كل حمل يستمر 11 - 13 شهراً. وتضع الأنثى صغيرها تحت الماء ثم تنقله على الفور للسطح كي يلتقط أول أنفاسه ثم تحمله بعدئذ على ظهرها وتتنقل به قريباً من السطح فترة طويلة حتى يتعلم كيف يأخذ أنفاساً طويلة لمدة دقيقة كل مرة. ولا تغفل عين الأم عن صغيرها طوال فترة رضاعته التي تمتد عامين. وعلى الرغم من أن بقرة البحر قد تعيش 50 عاماً، إلا أنه من غير المتوقع أن تلد أكثر من 5-6 عجول خلال حياتها.
أعشاب بحرية
ويتغذى خروف البحر بالنباتات المائية في المياه المالحة أو العذبة، وتنقسم شفته العليا إلى نصفين ينطبقان على النبات مثل الكماشة. ويمكن لبقرة البحر أن تلتهم أكثر من 45 كجم من النباتات المائية في اليوم وتختار الخضراء منها وتلفظ البنية اللون وهذه الميزة تمت الاستفادة منها في تنظيف الممرات المائية من الأعشاب والنباتات المائية في غايانا بغربي أمريكا الجنوبية، وخلال تناولها الأعشاب البحرية تصعد إلى السطح في أوقات غير منتظمة لتتنفس لكنها في المتوسط تتنفس مرة كل 3-5 دقائق. وبقر البحر بصورة عامة مهدد بالانقراض بسبب الصيد، فلحومه مرغوبة لأنها شهية، والزيت المستخرج من شحومه ثمين لاستخدامه في أغراض علاجية طبية متعددة. ففي مدغشقر مثلاً، يستخدم مسحوق القواطع العليا علاجاً للمصابين بالتسمم الغذائي، أما شحمه فيفيد في علاج الصداع، كما أن نوعاً من شحمه يستخدم مليناً.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 126