من ايليات المناطق القطبية وتسمى في أمريكا "كاريبو"
حيوانات الرنة: اشعاعات تشرنوبيل تقضي على الآلاف منها
دلال جمال
يعتبر حيوان الرنة إحدى ايليات المناطق القطبية وشبة القطبية بآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، ويسمى أيضا كاريبو في أمريكا الشمالية. تم العثور على حيوان الرنة في الدول الاسكندنافية وأوروبا الشرقية وروسيا، ومنغوليا، وشمال الصين، ووجد في كندا والولايات المتحدة الأمريكية في الحدود الشمالية من واشنطن إلى ولاية ماين كما أنه يتواجد بصورة طبيعية على جزيرة سخالين، وغرينلاند، وغالبا ما تربيها الشعوب البدوية في شكل قطعان. خلال أواخر عصر البليستوسين، تم العثور على حيوان الرنة في جنوب الولايات المتحدة حتى ولاية نيفادا وتينيسي في أمريكا الشمالية وإسبانيا في أوروبا.
أما في الوقت الحالي فقد اختفت الرنة البرية من هذا النطاق،. وهناك أعداد كبيرة من الرنة البرية لا تزال موجودة في النرويج، وسيبيريا وغرينلاند وألاسكا وكندا، مع قطيع ما يقرب من 50 حيوان الرنة الذي يعيش في جميع أنحاء منطقة Cairngorm في اسكتلندا. أما الرنة المستأنسة فتوجد غالبا في اسكندنافيا وشمال روسيا. وآخر ما تبقى من الرنة البرية في أوروبا توجد في أجزاء من جنوب النرويج.
حوافر مقعرة
تمتلك الرنة حوافر مقعرة واسعة لمساعدتها على المشي على الأرض الطرية وحوافرها تساعدها لحرث الثلج، ويغطيها فرو ملون ضارب إلى السمرة الفاتحه في الشتاء ولون مظلم في الصيف ولديها فرو أبيض تحت الرقبة, وفوق الحوافر, ومنطقة الذيل. يبلغ طول الرنة تقريبا 3 أقدام و يمكن أن يصل إلى حتى 6 أقدام. كلا الجنسين ينمو له قرون. الرنة المستأنسة تكون أقصر واثقل من مثيلتيها البرية وهو الأكبر بين الغزلان وله طبقتين من الشحم تساعده على تجاوز البرد القارس في الشتاء.
التزاوج يحدث في اواخر شهر سبتمبر إلى أوائل نوفمبر. ليقتتل ذكران على الانثى ومن يفوز يحظى بها وتتوقف الذكور عن الاكل في هذه المدة لفقد احتياطاتيها. تلد العجول في شهر مايو أو يونيو بعد 45 يوما. تبدأ العجول باكل العلف والنبات ولكنها تبقى ترضع حتى ولادة العجل التالي.
يعتبر الرنة من أكلة النباتات الكبيرة لمنطقة القطب الشمالي إلا أن أعداءه الرئيسيين هم الذئب والدب الرمادي الذين يكثر وجودهم في المناطق القطبية. وفي فصل الشتاء ينتقل الرنة جنوباً ويتغذى على طحلب وأغصان الأشجار مثل الجنجل والسندر.
قبائل اللاب
وأيل الرنة مفيد جدا لقبائل اللاب قاطني شمال إسكندينافيا، وهم من البدو الرحل المعروفين بتكييف طريقة حياتهم وفقا لهجرة أيل الرنة، حيث يدربونها على حمل الزحافات وعربات الجليد وجرها.
أما جلودها فتستخدم في صنع الأحذية والملابس والخيام كما يتم شرب لبنها، ويقتلون غير المستأنس منها من أجل لحومها. وفي بعض المناطق يستخدم السكان الزلاقات الثلجية والشاحنات والطائرات المروحية وأجهزة الاتصال اللاسلكية ثُنائية القناة لأسر أيل الرنة وقطعانها. ولكن البدو في شمال سيبريا لايزالون يرعون قطعان أيل الرنة بالطريقة القديمة، وذلك عن طريق تتبع القطعان كما أنهم يحملون ممتلكاتهم على زحافات يجرها أيل الرنة.
تجيد الرنة السباحة وتستطيع عبور الأنهار أثناء الهجرة. ويمكن لبضع آلاف من أيل الرنة أن تتجمع في قطيع واحد وهي تستطيع حماية أنفسها من الأعداء عن طريق الارتحال في شكل قطعان. وبعد حادث تشرنوبل النووي في الاتحاد السوفييتي سابقا عام 1986م، حملت الرياح الموسمية الإشعاعات الذرية إلى شمالي إسكندينافيا، وأصبحت الأشنة التي تقتاتها حيوانات الرنة شديدة التلوث وسرعان ما تلوثت الرنة ذاتها، ووجد مستوى الإشعاع في لحوم الرنة عاليا جدا حتى أنها لا تصلح للاستهلاك الآدمي ونتيجة لذلك كان لابد من قتل الآلاف منها.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 143