4 محميات وطنية خالية من الطرق وذات رطوبة عالية
المغامرون يفضلون صحراء كلاهاري 60 يوما في السنة
دلال جمال
صحراء مدارية ذات مسافة شاسعة في الجنوب الإفريقي، تمتد بين خطي عرض 18-28 جنوب خط الاستواء، وبين خطي طول 19-27 شرق خط غرينيتش أي تمتد مساحتها 900000م². ويكاد أن يمر مدار الجدي في منتصفها. تقدر مساحتها بنحو نصف مليون كم² تقريبا، تغطي الصحراء معظم أجزاء بتسوانا، والنصف الشرقي من ناميبيا، والأجزاء الشمالية من جنوب إفريقيا. تحيط الجبال بصحراء كلاهاري من الغرب والشرق والجنوب وتتدرج ارتفاعا نحو الشمال، إلا أن الجبال الواقعة في الغرب وإن كانت تفصل بين صحراء ناميبيا الساحلية وصحراء كلاهاري الداخلية القارية فهي ذات صفات صحراوية.
مناخ كلاهاري
المناخ في صحراء كلاهاري مداري وشبه مداري جاف حار صيفا، معتدل الحرارة مائل إلى الدفء شتاءا، درجة الحرارة العظمى في الصيف يمكنها أن تصل إلى أكثر من 45 درجة مئوية، ولا يزيد معدل الأمطار السنوية على 250 مم، ليصل الى مستوى متدن في الأجزاء المركزية من الصحراء في أواسط بوتسوانا إلى أقل من 50 مم.
وفي حين تهطل الأمطار القليلة صيفا في الجزء الشمالي على هيئة أمطار حملانية من نموذج الأمطار المدارية القارية، فإن الأجزاء الجنوبية من صحراء كلاهاري تهطل أمطارها في الشتاء أمطارا جبهية متوسطية. وفي معظم نصف السنة الشتوي الجنوبي يسود الصحراء ضغط جوي مرتفع شبه مداري يترافق بجفاف، ولكن في الصيف يسود منخفض حراري، يعمل على جذب الرياح الشرقية من الضغط المرتفع شبه المداري فوق المحيط الهندي الجنوبي.
مجاري مائية
تتعدد المجاري المائية الدائمة والبحيرات وغيرها في مساحات شاسعة من الصحراء التي تغطيها رمال حمراء ومئات الأشكال من الكثبان الرملية. وفي بعض المنخفضات التي تمتلئ بمياه الأمطار توجد فيها قبائل «البوشمن» لإيجاد ما يسد ظمأهم ويروي قطعان حيواناتهم. وينتشر في الصحراء أيضا عدد من الأودية السيلية، كما أن نهر «أوكافانكو» في الشمال ينتهي في منخفض مابابي مشكلا عدة مستنقعات تعرف بمستنقعات أوكافانكو.
تعد صحراء كلاهاري إحدى مناطق الحياة الفطرية في إفريقيا، وتشمل الحيوانات البرية التي تعيش في هذه المنطقة الضباع البنية والأسود، وأنواعا عدة من الظباء، وأنواعا كثيرة من الطيور والزواحف. تخوض حيوانات صحاري كلاهاري معارك ضارية للبقاء على قيد الحياة في هذه المنطقة التي يندر فيها الماء، لتحمل الجفاف والرياح والحرارة، حيث إن لهذه الحيوانات براعة كبيرة للسيطرة على هذه الأرض القاسية.
الحضارة الحديثة
تهدد الحضارة الحديثة الموارد الطبيعية والحياة التقليدية في كلاهاري، إذ اكتشفت شركات التعدين رواسب طبيعية كبيرة من الفحم الحجري والنحاس والنيكل في المنطقة، بالإضافة الى ذلك فإن أكبر مناجم الألماس في العالم توجد في منطقة أورايا في منخفض ماكاديكادي. يبقى النظام البيئي للمنطقة من اكثر الانظمة البيئية هشاشة لذلك لجأت الدول التي تمتد على اراضيها صحراء كلاهاري الى اعتبارها محمية طبيعية، فهناك أربعة محميات وطنية كبرى في صحراء كلاهاري لحماية المنطقة من الاستنزاف والاستغلال المفرط للموارد الطبيعية.
تعتبر صحراء كلاهاري مقصدا للمسافر الجريء لأن معظمها صحراء سافانا خالية من الطرق وذات رطوبة عالية، بالإضافة لوجود سبخات الملح وذلك يصعب التأقلم والعيش فيها. يفضل المسافرين زيارة الصحراء لرحلات السفاري ولخوض المغامرات في الشهور في فبراير وأبريل حيث تقل الرطوبة في هذين الشهرين وبالإمكان خوض اي نشاطات ومغامرات فيها.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 144