أنشئت برغبة أميرية في مارس 2011
محمية ضلع القرين: إعادة توطين النباتات والكائنات الحية المنقرضة
عنود القبندي
محمية ضلع القرين الطبيعية.. انشأتها شركة نفط الكويت بالتعاون مع مركز العمل التطوعي وذلك برغبة أميرية سامية في تاريخ مارس 2011، وذلك بهدف إعادة تأهيل البيئة الكويتية إلى ما كانت عليه في السابق وذلك من خلال إعادة توطين النباتات والكائنات الحية التي انقرضت من البيئة المحلية بعد أن اشتهرت بها على مدى عقود طويلة. خاصة بعد أن تدهورت البيئة الصحراوية بشكل كبير بسبب الرعي الجائر وإقامة المخيمات وحركة المركبات والنشاط البشري بعد أن كانت البيئة الصحراوية تمتاز بغطاء نباتي كثيف كالعرفج والثندي وتعيش فيها العديد من الكائنات الحية.
إن لموقع وتسمية المحمية دلالات تاريخية وجغرافية هامة، فـ«القرين» هو الاسم القديم للكويت. إن من شأن المحمية أن تعيد التوازن البيئي إلى المنطقة، وتشغل المحمية مساحة 6.25 كيلومترات مربعة، ويحيط بها سور طوله 10 كم وفيها بئر ماء ووحدة لتحلية المياه.
لقد تمت الاستعانة بالجيش الكويتي في تمشيط المنطقة والتأكد من خلوها من أية ألغام أو مواد متفجرة من مخلفات الغزو العراقي الغاشم. إن منطقة المحمية في السابق كانت تمتاز في الماضي بارتفاع أشجارها ونباتاتها البرية وكانت مرتعا للأغنام إلى أن تدهورت الحياة الطبيعية فيها بسبب الممارسات الجائرة من قبل الإنسان. إن هذه البقعة من أرض الكويت كانت تعج بأنواع من النباتات الكثيفة التي كانت تنمو إلى درجة أن الذي يتوغل فيها لا يرى من قبل الآخرين.
«ضلع القرين» تغيرت طبيعتها عن ما كانت عليه في السابق وأصبحت مساحتها أضغر نتيجة لإصرار العديد من الشركات على أخذ الرمال من هذه المنطقة. لقد تم نقل الكثير من بذور النباتات الموجودة في محمية صباح الأحمد، كالعرفج والثندي والأرطى إلى محمية ضلع القرين على أمل أن يساعد هطول الأمطار على نموها في هذه المنطقة. وقد شهدت المنطقة ظهور العديد من الثعالب البرية، كما أن لدى محافظة الأحمدي مشروعا طموحا لتشجير الطريق المؤدي إلى المحمية على جانبيه وكذلك المناطق المجاورة لها والممتدة بعدها.
سميت بـ«ضلع القرين» نسبة لوجود مرتفع منفرد يقع في منتصف المحمية، وتقع المحمية ضمن منطقة البرقان التي توجد بها العديد من التلال مثل وارة والبرقان والقرين وتتميز أرض المحمية بأنها منخفضة منحوت في تكويناتها الصخور الرملية الكلسية الغير متماسكة التابعة لمجموعة الكويت،وتغطي المنطقة الرمال المنبسطة المعروفة باسم الدكاك جزءا كبيرا منها بالإضافة إلى الحصى، وتتميز التلة بأنها ذات قمة مسطحة.
خصصت الكويت 12% من المساحة الكلية لأراضيها لإنشاء محميات طبيعية، وهذه النسبة تعتبر الأعلى على مستوى العالم بالمقارنة مع المساحة وعدد السكان.
منخفض البرقان
يشغل هذا المنخفض معظم الجزء الأوسط من النصف الجنوبي لدولة الكويت، ويمتد من الساحل الجنوبي لجون الكويت إلى منطقة القرين في اتجاه مواز لمنطقة كبد. وقد نحت هذا المنخفض في تكوينات الصخور الرملية الكلسية التابعة لمجموعة الكويت، وتغطي الرمال التي أرسبتها الرياح جزءا كبيرا منها، إلى جانب ذلك تنتشر على سطحه مجموعة من المنخفضات الصغيرة والضحلة وكذلك تلال ذات قمم مسطحة تشبه الميزا Mesa وتعرف بأنها تلال منعزلة بسبب صلابة صخورها ومقاومتها لعوامل التعرية. أهمها تلال وارة والبرقان والقرين، ويدل انتشار هذه التلال التي يتراوح ارتفاعها بين 10-15م فوق سطح الأرض على أن هذا المنخفض تشكل بواسطة عمل الرياح المركزة خلال فترات الجفاف. أما أسباب مقاومة هذه التلال لعوامل النحت تعود إلى صلابة الصخور الجيرية التي تغطي قمم هذه التلال، كما أن لك يمكن أن يفسر أيضا سبب ندرة انتشار شبكات التصريف في هذا النطاق.
الضلع، الضليع: هو المكان المرتفع عن الأرض، وفي بعض الأحيان يطلق عليها جبل وارتفاعاتها مختلفة، هناك الصغير منها يسمى «ضليع»، والكبير يسمى ضلع والجمع «ضليعات»، وهناك عدد من الضلعان.
المصدر: مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 151