بحيرة عسل الجيبوتية .. هي الأفضل في القارة السمراء
أكثر ملوحة من المحيطات بعشر مرات
دلال جمال
بحيرة عسل، بحيرة فوهة البركان المركزي في جيبوتي، وتقع على الحدود الجنوبية لمحافظة تاجرا ومحاذية لمحافظة دخل. تقع داخل الصحراء عفار وهي المكان الذي يمكن العثور على العديد من البحيرات المالحة الأخرى. تبعد البحيرة عن العاصمة جيبوتي 120 كم من ناحية الشرق، وتنخفض البحيرة عن مستوى سطح البحر حوالي 155م، لذا تعتبر أخفض بحيرة في القارة السمراء والثالثة على مستوى العالم وذلك بعد البحر الميت الذي يفصل بين فلسطين والأردن والذي ينخفض عن مستوى سطح البحر نحو400 م، وبحيرة تيبيرياد التي تقل 204 م عن مستوى سطح البحر.
تعد هذه البحيرة أكثر ملوحة من المحيطات بعشر مرات. في يمين البحيرة هناك سهل أبيض لامع كان جزءا من البحيرة لكنه تبخر فترك مساحة واسعة من الملح كأنها قطعة جليدية، فشواطئها عبارة عن ملح نقي، يستخرج هذا الملح وينقل عبر القوافل إلى إثيوبيا. ويرجع سبب الملوحة العالية في البحيرة إلى أمرين وهما الحرارة العالية والرياح وكلاهما يقومان بعمل عملية تبخير للماء في الهواء تاركاً وراءه الملح.
تتجازو درجات الحرارة 50 درجة مئوية في هذه المنطقة حيث يتركز حوالي 350 جم من الملح في كل لتر، في هذه البحيرة توجد جزر مرجانية مصنوعة من الملح وتعتبر هذه البحيرة ثاني أكبر احتياطي للملح في العالم.
البراكين الخامدة
تعتبر بحيرة عسل إحدى أبرز وأجمل المواقع والمناظر السياحية في البلاد، إذ تتمتع بطبيعة جيولوجية ساحرة فريدة من نوعها، فما بين البراكين الخامدة التي لا تزال حممها السوداء بادية للعيان إلى يومنا هذا والملح الناصع البياض الذي يشكل جليدا سميكا يحيط بالبحيرة والجبس المتلألئ الذي يتراءى من بعيد تتشكل مناظر خلابة ومشاهد بديعة تأسر الألباب وتبهر الأبصار وتستأثر باهتمام الباحثين عن غرائب وعجائب جمال الطبيعة. وتجعل هذه الظواهر الجيولوجية منطقة بحيرة عسل واحدة من أجمل المناظر السياحية ليس على مستوى البلاد فقط بل على مستوى العالم أيضا. وتوجد على مقربة من بحيرة عسل العديد من البراكين الخامدة وأبرزها بركان أرد وكوبا الذي ثار في عام 1978 وتشكل هذه البراكين ظاهرة جيولوجية أخاذة تشفي غليل أولئك الباحثين عن غرائب الطبيعة، حيث تكثر الحمم البركانية السوداء اللامعة حول هذه البحيرة الملحية، كما توجد أيضا العديد من مناجم الملح حول هذه البحيرة كونها بحيرة ملحية حيث يحيط بها الجليد الملحي والجبس الأبيض، يقوم سكان جيبوتي باستخراج الملح وبيعه 10 فرنك جيبوتي للكيلو جرام الواحد، ولايوجد غطاء نباتي حول هذه البحيرة ومن الممكن مشاهدة الطيور النافقة على شواطئ البحيرة وما حولها بسبب الحرارة والملوحة.
قبة الخراب
وتعد بحيرة عسل من أشد المناطق حرارة في الصيف، إذ تصل درجات الحرارة فيها إلى حدود 50 درجة مئوية. وحسبما أكده الجيولوجيون فإن البحيرة كانت متصلة في السابق بقبة الخراب التي تتمتع هي الأخرى بطبيعة جيولوجية استثنائية وخليج تجورة، ولكن توجد هناك سبعة كيلومترات من الأرض اليابسة التي تفصل البحيرة عن قبة الخراب، ومع ذلك فإن بحيرة عسل تتغذى بمياه خليج قبة الخراب التي تحكي الأساطير بأنها كانت في السابق موطنا للجن، وذلك عن طريق فتحات داخل جوف الأرض.
أثبتت الدراسات العلمية بأن بحيرة عسل تتمتع بإمكانيات كبيرة من طاقة الحرارة الارضية التي بإمكانها توليد الطاقة الكهربائية منها. وتخطط الآن إحدى الشركات الآيسلندية لتوليد الطاقة بإقامة محطة لتوليد مابين 40 – 50% من الكهرباء من حرارة الأرض الجوفية بتكلفة تتراوح مابين 100 – 300 مليون دولار أمريكي.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 130