الغطاء الثلجي للبحر المتجمد انكمش آخر 3 سنوات
ارتفاع الحرارة يهدد الحياة في البحر المتوسط
فرح ابراهيم
في تقرير للوكالة الاوروبية للبيئة ذكرت فيه أن الأطفال الذين يولدون اليوم في دول مثل أسبانيا وايطاليا سيشهدون ارتفاعا في درجات حرارة فصل الصيف تصل الى °7 في أواخر حياتهم. وأن الوفيات جراء ضربة الشمس سترتفع وأن محاصيل جنوبية مثل العنب ستتجه إلى الشمال وستتعرض مجموعة من النباتات الأوروبية النادرة للانقراض.
ويمكننا رؤية التعارض بين ظهور الطيور والأغذية التي تتغذى عليها بشكل طبيعي وتسلل بعض أنواع الأسماك القادمة من الجنوب إلى مصايد الأسماك وبعض أنواع المحاصيل وهي تكافح بالفعل من أجل البقاء. كما أن أنهار الالب الجليدية ستذوب في غضون عقود وسيزيد هطول الأمطار على دول الشمال بنسبة %20 بحلول نهاية هذا القرن وسيتضاعف عدد الأيام التي تتجاوز فيها درجة حرارة الطقس °40.7 على سواحل المتوسط بحلول عام 2080.
مع مرور الوقت فإن الأطفال الذين يولدون اليوم عندما يبلغون سن 70 أو 80 سيكون عليهم بالفعل التأقلم مع درجات حرارة متزايدة، خلال فصل الصيف سيعانون بشكل يومي من درجة حرارة تتجاوز °40 في جنوب أوروبا.
ويقول خبراء في الوكالة الأوروبية للبيئة أنه بحلول نهاية القرن سيصل عدد الوفيات السنوية ذات الصلة بارتفاع درجة الحرارة إلى ضعف العدد الذي شهدته أوروبا خلال موجة حر عام 2003 والبالغ 70 ألف حالة وفاة. فالاختيار سيكون بين تخصيص المياة للزراعة أو للشرب... واليوم تستهلك بعض البلدان بالفعل 80% من المياه التي تصل إلى أراضيها في الزراعة. وستتأثر بشدة محاصيل لها أهمية زراعية كبيرة مثل البرتقال الإسباني ونبات الخزامى العطري في فرنسا والعنب الايطالي. فالزيتون اليوناني على سبيل المثال من المحتمل أن يكون قادرا على مقاومة درجات الحرارة الأعلى لكن بعض البساتين التي تزرع العنب اليوم قد تضطر الى تغيير بعض العينات والأنواع التي تستخدمها.
وقد أصدر تقييم الوكالة الاوروبية للبيئة لخمس سنوات تحذيرات للأقاليم القطبية الشمالية بأن بيانات أعوام 2007 و2008 و2009 توضح أن الغطاء الثلجي للبحر المتجمد الشمالي ينكمش على نحو متزايد بصورة أسرع من تصورات النماذج المناخية. وأن ذوبان المناطق دائمة التجمد سبب بالفعل مشاكل لسكان الإقليم.
وفي المناطق الشمالية يبدو الموقف شديد الوضوح، فالأشخاص الذين يقطنون هذه الأقاليم يعانون من انخفاض مستوى الأرض في مدنهم وبلداتهم وتتعطل الطرق وتتغير طرق الحياة بصورة كبيرة. إن درجة حرارة أوروبا ارتفعت أكثر من المتوسط العالمي وأن متوسط درجات الحرارة الحالي ارتفع °1.3 مقارنة بمتوسطها في الفترة بين عامي 1850-1899 مقارنة بزيادة في المتوسط العالمي بلغت نحو °0.7. والمتوقع هو أن تعاني شمال إفريقيا هي الأخرى.
وإذا لم تحل هذه الدول في الجزء الجنوبي من البحر المتوسط أزمة المياه على وجه خاص فإن أجيالا ستلجأ إلى أماكن أخرى تكون فيها أكثر أمنا بالنسبة للغذاء.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 132