الماشية تحار غازا أخطر من الكربون بـ 300 مرة
أحمد أشكناني
تمكن العلماء من إثبات الدور الإيجابي للماشية وعمليات الرعي على صعيد الحد من الاحتباس الحراري فرغم مسئولية الأبقار وروثها الغني بالميثان عن نسبة %4 من انبعاثات الغازات الضارة بكوكب الأرض إلا أنها تحد من خطر غاز أكسيد النايتروس الآخر من أكسيد الكربون على الطبيعة بثلاثمائة مرة. وكانت الدراسات العلمية السابقة تحمل الماشية والرعي مسئولية تزايد هذا الغاز الشديد الخطورة في الجو باعتبار الماشية تأكل الأعشاب وتحول دون قدرتها على امتصاص أكسيد النايتروس وإعادته إلى التربة، ولكن الأبحاث الجديدة أثبتت أن الرعي في المناطق الباردة أو خلال الشتاء يؤدي إلى وقف انبعاث الغاز وقد جرت الدراسة في سهول منغوليا التي تمتاز بشتاء شديد البرودة معتدل، وقد كانت نتائجها مثيرة للدهشة.
ويكمن السر في هذا الدور الإيجابي للماشية في طبيعة غاز أكسيد النايتروس وطريقة تشكله، فهو ينجم عن نشاط لأنواع من الميكروبات والفطريات التي تعيش في التربة كما أن العشب الطويل في المناطق الباردة يشكل طبقة تحول دون وصول الثلوج إلى التربة، ما يبقيها دافئة وقادرة على احتضان تلك الأنواع من الميكروبات في حين أن غياب العشب الصغير الذي تتركه الماشية بعد الرعي لا يمنع وصول الثلج للأرض، ويعرضها للرياح الباردة والجليد، الأمر الذي يقتل الميكروبات فالعشب الطويل يبقي الأرض دافئة، ما يدفع الميكروبات للتكاثر وعند بدء الصيف، ستكون الأعشاب مشبعة بالمكروبات التي ينبعث منها غاز أكسيد النايتروس بكميات كبيرة، ويزداد الوضع سوءا مع ذوبان الثلوج وتوفر المياه بكثرة في التربة.
وتفيد هذه الدراسة في تحديد المناطق المسئولة عن انبعاثات أكسيد النايتروس، وبالتالي توفر فرصة أفضل لمعالجتها.
وحذر العلماء من اعتبار هذه النتائج سبباً لزيادة عمليات الرعي وتربية الماشية، خاصة وأن الأبقار مسئولة عن إنتاج غازات أخرى مسببة للاحتباس الحراري، إلى جانب أن الرعي الزائد قد يؤدي إلى تآكل التربة والإضرار بالتوازن البيئي.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 126