ثمان موزعة في مياهنا الإقليمية
محطات الرصد العائمة في البيئة البحرية الكويتية
الكابتن علي حيدر
اعتمد العلماء والباحثون في السابق على العمل الروتيني في معرفة التغيرات التي تطرأ على البيئة وذلك بفحص وتحليل عينات يتم جلبها مباشرة من البحر وإرسالها إلى المختبرات الخاصة لتحليلها وتصنيفها وبالتالي معرفة ماهية الملوثات أو التغيرات التي طرأت وأصابت البيئة البحرية بسبب عامل أوعدة عوامل.
ولكن هل تلك الفحوصات تعطي الجواب الحقيقي لتلك المتغيرات أو الملوثات؟ الجواب لا .. لماذا؟ لأن عمليات جلب العينات وإرسالها إلى المختبر ثم تقسيمها والبدء في تحليلها يستهلك الكثير من الوقت وأخيراً إصدار نتائج تلك العينات واستخدامها لإصدار قرار ما أو فعل إجراء ما يأخذ وقتاً. إذن النتيجة هناك وقت .. ويمكن أن يكون ذلك الوقت طويلاً لمعرفة نتائج تلك الفحوص والتحاليل.
لذلك فكر العلماء والمختصين في إيجاد أفضل السبل لاختصار ذلك الوقت الطويل لمعرفة أي متغيرات قد تطرأ فجأة على البيئة البحرية بسبب ملوثات أو حادث قد يصيب تلك البيئة، ألا وهي طريقة المسجات التي تنقل تقاريرها اللحظية بواسطة الموجات اللاسلكية ( VHF, GSM ... وغيرها ) Real Time Data Transmitting
وتقوم تلك المحطات على أساس كونها عوامات بأحجام وأشكال مختلفة تختلف وفقاً لأعداد وأشكال المجسات التي سوف يتم تركيبها على العوامة.
مشروع الهيئة العامة للبيئة
استطاعت إدارة رصد التلوث البحري وهي إحدى الإدارات الفنية التابعة للهيئة العامة للبيئة وبالتعاون مع كلية الهندسة، وجامعة الكويت بوضع المواصفات الفنية الخاصة ببناء شبكة متكاملة من تلك العوامات وفقاً لاحتياجات الهيئة العامة للبيئة من حيث نوعية وكمية المعلومات الخاصة بالبيئة البحرية واقترح عدد ثمان محطات يتم توزيعها في المياه الإقليمية لدولة الكويت في الأماكن التي تعتبر ساخنة كونها قريبة من مصادر التلوث أو ملتقى تيارات بحرية تحمل ملوثات من أماكن بعيدة.
المواقع التي سوف يتم تركيب المحطات فيها
لقد تم اختيار المواقع التي سوف يتم تركيب العوامات فيها كما سبق ذكره و كما تحتمه الاحتياجات والظروف وهي كالتالي :
1 - شرقي جزيرة بوبيان وهي المنطقة التي تقابل رأس القيد حيث إنها ملتقى التيارات القادمة من شمال الخليج وشط العرب وخور عبدالله وتساهم مساهمة فعلية في معرفة نوعية الملوثات التي قد تأتي من الشمال وما قد تحتويه من مواد كيميائية وعضوية، وأنه كما هو معروف أن العراق دولة زراعية تستخدم المبيدات الزراعية الحشرية والأسمدة الكيميائية بكميات كبيرة بدون أن تعامل تلك الكيماويات بأي نوع من أنواع المعالجة أو التخفيف ولذلك يكون تأثيرها على البيئة البحرية تأثيراً كبيراً قد تؤدي إلى مشاكل مستقبلية .
2 - شمال الرصيف الشمالي : وذلك باعتبار أن المنطقة الجنوبية وهي المنطقة التي تتمركز فيها الصناعات النفطية وما يصدر من تلك الصناعات من مواد هيدروكربونية وكيميائية وتلوث حراري مطلوب رصده بشكل مستمر .
3 - جنوب ميناء عبدالله وذلك لمتابعة المتغيرات في مياه البحر في حالات المد والجزر واختلاف اتجاه التيارات .
4 - مقابل رأس الزور وهي المنطقة الواقعة بالقرب من محطة الزور لتوليد القوى الكهربائية وتقطير المياه وأيضاً بالقرب من ميناء الزور وهو أحد الموانئ الذي يتم تصدير النفط منه .
5 - المنطقة الواقعة بين جزيرتي قاروه وأم المرادم وهي منطقة مفتوحة على الخليج وبالقرب من المناطق التي ينبع منها القار ولذلك سميت جزيرة قاروه بهذا الأسم وهناك الكثير من الدراسات والبحوث التي اثبتت ارتفاع نسبة المواد الهيدروكربونية من تلك المنطقة .
6 - المنطقة الواقعة جنوب جزيرة فيلكا وهي المنطقة التي تعتبر مدخل جون الكويت من البحر المفتوح وأيضاً ملتقى التيارات البحرية القادمة من شمال وسط الخليج وشمال الخليج .
7 - خور الصبية وهي المنطقة الواقعة جنوب جزيرة بوبيان وشمال جزيرة فيلكا وبالقرب من جزيرة مسكان وهي مدخل جون الكويت من الناحية الشمالية حيث سرعة التيار العالية وملتقى تيار خور الصبية وشمال وسط الخليج .
8 - داخل جون الكويت وهي المنطقة الأكثر أهمية في عمليات المراقبة المستمرة كونها منطقة حضانة الروبيان وبعض أنواع الأسماك والأحياء الأخرى.
ما المواد والمتغيرات التي ترصدها محطات الرصد العائمة؟
لقد وضعت المواصفات الخاصة بمحطات الرصد العائمة وبطريقة يمكنها رصد ومراقبة مجموعة كبيرة من العوامل والملوثات في البيئة البحرية وهي :
1 - العوامل الجوية : درجة الحرارة ورطوبة الهواء بالإضافة إلى سرعة واتجاه الرياح، قياس كمية الأمطار والضغط الجوي.
2 - العوامل الاشينوغرافية : الأس الهيدروجيني، الأكسجين المذاب في العامود المائي، الماء - درجة حرارة الماء - نسبة الملوحة - نسبة العكارة في عمود الماء - اتجاه وسرعة التيارات البحرية.
3 - المواد الكيميائية : حيث ترصد تراكيز كل من المواد الهيدروكربونية والملوثات النفطية - العناصر النذرة ( الحديد - الكادميوم - الرصاص ) المغذيات ( سيليكيت - فوسفيت - نيترتيت ...).
4 - المواد البيولوجية : الكلوروفيل - الهوائم الضارة . هذا وسوف يستمر العمل بهذه المحطات بوجود صيانة شاملة كاملة على مدى الخمسة عشر سنة القادمة مع تطويرها وفقاً للتطوير في الأجهزة العلمية محلياً وعلمياً.
وتعتبر هذه المحطات تكملة للمحطات الثابتة وعددها ثلاث عشرة محطة وأخرى على الشواطئ وعددها اثنى عشرة محطة فتكون هناك شبكة المعلومات كاملة منها من يقرأ لحظياً ومنها من يحتاج إلى إرسال العينات إلى مختبرات الهيئة لعمل التحاليل اللازمة.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 69