وفق جامعات ومحطات رصد عالمية
باحثون : 2008 أبرد سنوات القرن!
دلال حسين جمال
أفادت وكالة دولية مختصة برصد الأحوال الجوية على كوكب الأرض، بأن عام 2008 كان أبرد الأعوام التي يشهدها كوكبنا من مطلع القرن الحالي، وذلك بعد جمعها بيانات من جامعات ومحطات رصد عالمية. وأشار التقرير السنوي للمنظمة الدولية للأرصاد، إلى أن معدل الحرارة على الأرض خلال 2008 لم يتجاوز 14.3 درجة مئوية، وذلك بسبب ظاهرة «النينيا» التي تساعد على تبريد المحيط الأطلسي، غير أنه استطرد بأن السنة الحالية ستظل واحدة من أكثر سنوات الأرض سخونة منذ بدء عمليات الرصد في عام 1850. وهذا أيضا ما أكده المركز البريطاني للأرصاد الجوية حيث أنه أفاد في السابق بأن سنة 2008 ستكون أبرد من السنوات السبع التي قبلها بـ0.1 درجة مئوية حسب ما تبين من نصفها الأول. وحسب تحليلات المركز فإن السبب الرئيسي وراء هذا الانخفاض هو إعصار النينيا وهو جزء من الظاهرة العالمية التي تشمل أيضا إعصار النينيو وتؤدي إلى انخفاض حرارة الأرض. واعتمد التقرير على بيانات وفرتها جامعة إيست أنجليا ومركز هادلي البريطاني والجمعية الأمريكية الوطنية لمتابعة المحيطات وطبقات الجو، ليوضح أن أجزاء كبيرة من الكرة الأرضية عانت درجات حرارة تفوق بكثير المعدلات الطبيعة، وخاصةً المناطق القطبية التي تراجع الجليد فيها إلى ثاني أدنى مستوى له الصيف الماضي. وقد أيّد مايكل جيرارد، الأمين العام للمنظمة الدولية للأرصاد، صحة ما توجه إليه ألن، مشدداً على أن الاتجاه العام للمناخ على الأرض ما زال يخضع لتأثير عوامل الاحتباس الحراري، رغم التقلبات التي قد تظهر بين عام وآخر بسبب ظواهر ظرفية، مثل «النينيا» أو «النينو» أو حدوث ثورات بركانية كبيرة. يذكر أنه بالرغم من برودة عام 2008 مقارنة بالسنوات الماضية، غير أنه يفوق المعدل السنوي العام للحرارة المسجلة بين 1961 و1990 بنسبة 0.31 درجة مئوية. وتعتبر «النينيا» أبرز الظواهر الطبيعية لعام 2008 وبشكل أو بآخر كانت السبب وراء انخفاض درجات الحرارة فى العالم.
حرارة الجو ارتفعت 10 درجات قبل 15 ألف سنة
أكدت دراسة حديثة أن تغيراً مناخياً بالغ الشدة مرتبطاً بتبدلات في التيارات الهوائية حدث مرتين قبل 15 ألف سنة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية ورافقه ارتفاع حرارة الجو عشر درجات خلال بضع سنوات. وبالفعل أشار فريق باحثين دوليين من كوبنهاجن واليابان وفرنسا، إلى أن المناخ تغير فجأة قبل 14700 سنة مع ارتفاع الحرارة أكثر من عشر درجات مئوية في غضون ثلاث سنوات وبعد موجة صقيع جديدة ارتفعت الحرارة مجدداً عشر درجات مئوية خلال ستين سنة قبل 11700 عام، مما سجل نهاية المرحلة الجليدية الأخيرة. وأوضح الفريق أن تحاليل لطبقات من جليد جرونلاند أظهرت أن هذه التبدلات المناخية حدثت بصورة مفاجئة أيضاً كما لو أن أحدا ضغط فجأة على زر، كما أن المرحلة الجليدية الأخيرة انتهت بصورة مفاجئة مع مرحلتين من سخونة شديدة للجو فصلت بينهما فترة برودة. وأنه خلال الفترة الأولى من ارتفاع الحرارة استقرت الشعوب الأولى من العصر الحجري في أوروبا الشمالية والبلدان الاسكندنافية ثم عادت درجات الحرارة بعد ذلك لتسجل برودة شديدة قبل 12900 سنة قبل معاودة ارتفاع الحرارة قبل 11700 سنة. وقد أجريت هذه الدراسة انطلاقاً من تحليل الغبار والأكسجين والهيدروجين في طبقات الجليد في جرونلاند على سماكة تزيد عن ثلاثة كيلومترات، مما سمح بالرجوع 125 ألف سنة من تاريخ المناخ.
النينو والنينيا
تعرف هذه الظاهرة على أنها عبارة عن التفاعل بين سطح البحر ودرجة حرارة الغلاف الجوي محدثة خلل في الطقس، أي أنه عبارة عن خلل في نظام الطقس المحيط بالمناطق الاستوائية مما يجعل تتابعات هذه الظاهرة مهمة في طقس الكرة الأرضية، فهي كثيرة الحدوث في الولايات المتحدة وفي بيرو محدثة في ذلك فيضان مدمر، كما تجعل هذه الظاهرة سطح مياه البحر أعلى من المعدل الطبيعي بحوالي نصف متر في دول شرق آسيا. وعادة تحث ظاهرة النينو مرة كل أربع سنوات وتحدث بسبب الزيادة غير العادية فى درجة الحرارة فى المياه الإستوائية. وعن ظاهرة النينيا هي الشقيقة الصغرى «للنينو» ولكنها تختلف عنه في أنها أخف منه قوة ولها إيجابيات عديدة وخاصة على المحاصيل الزراعية، وتحدث في بعض جزر إندونيسيا ونيوزلندا ويمتد تأثيرها إلى استراليا.
التغلب على الاحتباس الحراري ليس صعبا
توصلت دراسة إلى أن الأهداف الصعبة لتجنب احتباس حراري عالمي خطير ربما تكون أسهل في تحقيقها مما يظن كثيرون وهو ما قد يقلل المخاوف بشأن زيادة مثبطة وطويلة المدى في التكاليف. وأشار التقرير الذي أعده علماء في هولندا وألمانيا إلى أن الاستثمارات المبدئية يجب أن تكون عالية لكي يكون لها تأثير في إبطاء الارتفاعات في درجة الحرارة. وبعد حد معين سيكون للإنفاق الإضافي عائدات واضحة على ارتفاع درجة الحرارة.
إن الأهداف الطموحة ستصبح باهظة للتكاليف لمكافحة مخاطر مثل الإنقراض والجفاف والفيضانات وارتفاع مناسيب مياه البحار. وكانت أكثر من 190 حكومة قد اتفقت على التوصل إلى معاهدة جديدة للمناخ تحت مظلة الأمم المتحدة بحلول نهاية 2009، ويجعل التباطؤ الاقتصادي العالمي الكثيرين قلقين يخشون تحديد أهداف صارمة. ذكر التقرير وجود فرصة بنسبة 90 % للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى درجتين مئويتين فوق مستويات القرن التاسع عشر وذلك من خلال استثمارات عالمية سنوية تبلغ في المتوسط 2 % من إجمالي الناتج المحلي في الفترة بين 2005 و2100.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 109