بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

بوتوكول مونتريال

بوتوكول مونتريال

الانجازات التي حققت في حماية أوزون طبقة الستراتوسفير 

بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون 

فرح ابراهيم

يقرب من 100 مادة تخضع لرقابة البروتوكول وقد تحقق تقدم عظيم خلال هذه السنوات العشرين ولقد كان الإنتاج من المواد المستنفدة للأوزون الخاضعة للرقابة في عام 1987 يتجاوز 1.8 مليون طن سنويا إلا أنه تم خفضه في نهاية 2005 إلى نحو 83000 وتساعد التدابير الأساسية التي تتخذها الأطراف في البروتوكول على حماية صحة الإنسان والبيئة.

الأطراف الفاعلة

وصصكان من المستحيل تحقيق هذا التخفيض والذي بلغ 95% حتى الآن بدون دعم قوي من الحكومات الأطراف في بروتوكول مونتريال والكثير من الشركاء الدوليين والمحليين، وقد غيرت الشراكات فيما بين هذه الأطراف الفاعلة بشكل أساسي من طريقة أداء المجتمع العالمي للأعمال، بالحث على استنباط بدائل وتكنولوجيات جديدة تعمل على حماية طبقة الأوزون وبالإضافة إلى ذلك ونظرا لأن معظم المواد المستنفدة للأوزون عبارة عن غازات تؤدي إلى الاحترار العالمي بشكل كبير فقد عملت التخفيضات التي تحققت بواسطة البروتوكول على دعم الجهود المبذولة للتصدي لتغير المناخ العالمي.

التقييمات العلمية

وإذا كان المجتمع العالمي قد حقق الكثير فإن عمل بروتوكول مونتريال لم ينته بعد وتتنبأ التقييمات العلمية حاليا بتعافي طبقة الأوزون في أواخر هذا القرن بيد أن هذه التنبؤات تعتمد على فرضية تنفيذ بروتوكول مونتريال بشكل كامل بل يجب تنفيذه على الوجه الأكمل ويعني ذلك عدة أمور من بينها استكمال التخلص التدريجي من الجيل الأول من المواد المستنفدة للأوزون في البلدان النامية واستكمال التخلص التدريجي من مركبات الكربون الهيدروكلورية فلورية (HCFCs)، وهي واحدة من أصناف مواد الجيل الثاني من المواد الكيميائية التي لها جداول تخلص تمتد حتى عام 2040.

« وبالنسبة للذين ظلوا يبذلون جهودهم من بيننا من أجل طبقة الأوزون منذ بواكير ثمانينات القرن الماضي عندما يسترجعون الماضي ينظرون بانبهار إلى ما تحقق من انجازات وينظر معظمنا إلى عملنا بشأن الأوزون على أنه أهم عمل في حياتنا».

انجازات وقفزات

حققت الأطراف البالغ عددها 191 طرفا في بروتوكول مونتريال وشركاؤهم في العقدين الماضيين قفزات هائلة لحماية طبقة الأوزون الستراتوسفيرية للأرض والبيئة وصحة الإنسان.

علاج ثقب الأوزون

تعمل طبقة الأوزون كدرع واق في طبقات الجو العليا (طبقة الستراتوسفير) لحماية الحياة على الأرض من الأشعة فوق البنفسجية الضارة وقد اكتشف العلماء في عام 1974 أن انبعاثات مركبات الكربون الكلورية فلورية (CFCs) تستنفد الأوزون في طبقة الستراتوسفير وكانت مركبات الكربون الكلورية فلورية مادة شائعة الاستخدام كمادة دافعة للأيروصولات في عبوات الرش كما كانت تستخدم كسوائل تبريد، ومذيبات وعوامل إرغاء.

ولاحظ العلماء في ثمانينيات القرن الماضي أن طبقة الأوزون أصبحت رقيقة فوق قارة أنتاركتيكا وبدأ الناس يتعاملون مع هذه الظاهرة باعتبارها « ثقب الأوزون» وأظهرت أبحاث عديدة أخرى أن استنفاد الأوزون يحدث فوق جميع القارات.

ردود أفعال

ومع نمو معارفنا العلمية عن استنفاد الأوزون فإن ردود الأفعال تجاه هذه القضية كانت تنمو أيضا فقد اجتمع في عام 1987 قادة العديد من البلدان لتوقيع معاهدة بيئية بارزة  ألا وهي بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون، وقد صدّق أكثر من 190 طرفا على هذه المعاهدة حتى اليوم وقد تعهدت هذه البلدان باتخاذ إجراءات لتخفيض إنتاج واستخدام مركبات الكربون الكلورية فلورية وغيرها من المواد المستنفدة للأوزون لحماية طبقة الأوزون.

ستحتاج الاستعادة الدائمة لطبقة الأوزون إلى التخلص التدريجي من المواد المستنفدة للأوزون في العالم بأسره.

لم تزدد طبقة الأوزون نموا منذ عام 1998 فوق معظم أرجاء العالم ويبدو أنها آخذه في الاستعادة بسبب انخفاض انبعاثات المواد المستنفدة للأوزون. ويتوقع أن تعود طبقة الأوزون فوق قارة أنتاركتيكا إلى المستويات التي كانت عليها قبل عام 1980 في الفترة من 2050 إلى 2075.

قررت الولايات المتحدة الأمريكية أنه بحلول عام 2165، ستكون الإجراءات المتخذة لحماية واستعادة طبقة الأوزون، قد منعت نحو 63 مليون من حالات الوفاة بسبب سرطان الجلد وإنفاق زهاء 4.2 تريليون دولار في مساعدات الصحة المجتمعية في هذا البلد وحده.

آنذاك: كانت المواد المستنفدة للأوزون تحيط بنا من كل جانب...

الآن: يتم استخدام منتجات وعمليات أفضل ومعدات جديدة أكثر صداقة للأوزون.

المواد المستنفدة

تدخل المواد المستنفدة للأوزون في جميع أجزاء حياتنا اليومية، فقد كانت مركبات الكربون الكلورية فلورية وغيرها من المواد المستنفدة للأوزون شائعة في الحياة الحديثة قبل عام 1980. ولكن بفضل كثير من الأعمال التي قام بها أفراد ودوائر أعمال ومنظمات وحكومات حول العالم، يجري العمل على استنباط بدائل أكثر أمنا بالنسبة لطبقة الأوزون لكثير من المواد المستنفدة للأوزون، كما ساهم التخلص التدريجي من لمواد المستنفدة للأوزون مساهمة كبيرة في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي لها دالة احترار عالمي كبيرة جدا. 

الشركاء في حماية الأوزون

لعبت منظمات عديدة دورا محوريا في حماية طبقة الأوزون الستراتوسفيرية – سواء في الجهود التي بذلتها في الماضي للتخلص من مواد الجيل الأول المستنفد للأوزون أو ما تقوم به حاليا من الحد من استخدام مواد الجيل الثاني من المستنفدة للأوزون وتتمثل الجوانب الرئيسية في تحقيق هذه الإنجازات الهامة في القيادة والاستثمار والابتكار.

الشراكة مع دوائر الصناعة

كانت الشراكة الثمينة مع دوائر الصناعة من بين الشراكات الرئيسية التي مكنت الأطراف في البروتوكول من خفض الاعتماد على المواد المستنفدة للأوزون بنحو %95، وبادرت دوائر الصناعة معدة قرارا بابتكار بدائل ومنتجات جيدة أكثر صداقة للأوزون تفي بالشروط الصارمة المتزايدة التي تفرضها جهود حماية الأوزون، كما كان لمشاركة دوائر الصناعة في عملية نشر المعلومات عن الطرق والتكنولوجيات الجديدة دور حاسم في نجاح البروتوكول حتى الآن.

دور فرق التقييم التابعة للبروتوكول

كانت فرق التقييم التابعة للبروتوكول المعنية بقضايا العلوم والآثار البيئية والتكنولوجيا والاقتصاد هي الدعامات الرئيسية الثلاث لنظام حماية الأوزون، ومن خلال توفير تقييمات مستقلة وتقنية وعلمية إضافة إلى معلومات تستجيب لتساؤلات محددة من جانب الأطراف في البروتوكول، مكنت هذه الفرق الأطراف من اتخاذ قرارات واعية بشأن القضايا الحاسمة التي تؤثر على حماية طبقة الأوزون.

الصندوق متعدد الأطراف والوكالات المنفذة الأربع التابعة له (برنامج الأمم المتحدة للبيئة، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية والبنك الدولي) قدم منذ عام 1990 دعما نموذجيا للبلدان النامية مما مكنها من الوفاء بالتزامات الخفض التي يفرضها البروتوكول عليها. وبنهاية عام 2005 اعتمد الصندوق 5202 من المشاريع والأنشطة في أكثر من 140 بلدا والتي يتوقع عند تنفيذها بالكامل التخلص من استهلاك سنوي قدره 224000 طن تقريبا وإنتاج سنوي قدره 138000 طن تقريبا من المواد المستنفدة للأوزون. وكان للهيكل الإداري المبتكر للصندوق ومبادئه في التمويل المبتكرة القائمة على المساواة ودعمه الفائق لتشغيل وحدات الأوزون الوطنية في 140 بلدا ناميا دوره في النجاح المستمر لجهود البلدان النامية في التخلص التدريجي من المواد المستنفدة لطبقة الأوزون.

وتطلبت جهود حماية طبقة الأوزون جهودا ضخمة من المجتمع العالمي ككل – بيد أن العمل لم يكتمل بعد – حيث لا تزال هناك معالم حاسمة وتحديات هامة باقية. 

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 105