الصحراء الأفريقية جنان خضراء
فجر العنزي
ذكرت دراسة من الممكن أن تسهم في فهم التغيرات المناخية المستقبلية وهي أن «الصحراء الأفريقية التي كانت يوما ما أرضا خضراء تحولت إلى صفراء على مدى آلاف السنين وليس بشكل مفاجئ».
وأظهرت دراسة الطبقة الغبارية القديمة والبذور والكائنات المائية في الترسيبات في بحيرة يوا في شمال تشاد أن المنطقة تحولت تدريجيا من أرض يغطيها العشب قبل 6 آلاف سنة إلى الأوضاع المجدبة التي انتشرت قبل نحو 2700 سنة. وتتحدى النتائج التي تدور حول أحد أكبر التغيرات البيئية في العشرة آلاف سنة الماضية اعتقادا سابقا استند إلى أدلة في الترسيبات البحرية بأن تغيرا أسرع كثيرا أوجد أكبر صحاري المناطق الحارة في العالم.
وقال ستيفان كروبلين من جامعة كولونيا في المانيا وكبير معدي الدراسة مع علماء في بلجيكا وكندا والولايات المتحدة والسويد وفرنسا «الافتراض (الخاص بالتغير المفاجيء) كان مثيرا للدهشة لكن ما زال هناك من يؤيدونه.» ووجد العلماء الذين يدرسون بحيرة يوا النائية التي تبلغ مساحتها 3.5 كيلومتر مربع ان المنطقة كان بها ذات يوم مراع تتناثر فيها أشجار السنط ونباتات السرخس والأعشاب. وتجددت البحيرة المالحة بمياه آبار جوفية تنبع من تحت الصحراء. وارتبط الجفاف التدريجي الذي ارجع الى التغيرات في الأمطار الموسمية بتغيرات في قوة الشمس بمعنى أن كميات هائلة من الغبار بدأت تهب على المنطقة قبل نحو 4300 سنة، وتغطي الصحراء الآن منطقة بحجم الولايات المتحدة.
وأن تحسن ادراك كيف تشكلت الصحراء قد يساعد واضعي نماذج المناخ في تحسين التوقعات لما تنطوي عليه ظاهرة ارتفاع درجات الحرارة في العالم الذي تلقي لجنة المناخ التابعة للأمم المتحدة بالمسؤولية فيه على انبعاثات الغازات. وتقول اللجنة ان بعض المناطق ستكون أكثر عرضة للجفاف بينما ستكون مناطق أخرى أكثر عرضة لمزيد من العواصف أو السيول، وأصبحت الصحراء أكثر اخضرارا حين ارتفعت درجات الحرارة في حدود نهاية العصر الجليدي قبل 12 ألف سنة، فبمقدور الهواء الأدفأ امتصاص قدر أكبر من الرطوبة من المحيطات ليسقط في شكل أمطار على المناطق القارية البعيدة. فاليوم من المتوقع أن نفس الشيء يحدث لدينا.. وهو ارتفاع درجات حرارة العالم». وبالفعل توجد مؤشرات إلى تزايد الحياة النباتية في منطقة شاسعة لها تقريبا تسجيلات موثوق بها للطقس.
فمن قام بزيارات إلى بعض الأماكن غير المأهولة في الصحراء على مدى العقدين الماضيين سوف يرى اتجاها واضحا لاخضرار الصحراء مجددا.. اخضرار بطيء جدا.»
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 104