بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

لقاء مع الفلكي مساعد الحماد

لقاء مع  الفلكي مساعد الحماد

أكد أن حبه للفلك نبع من المرحلة المتوسطة وارتبط بهوايتي الرسم والخط العربي 

م. مساعد الحماد : معدات مرصد المرزم تفوق كلفتها الـ 45 ألف دينار 

ريهام محمد

شهد عام 2003 ولادة نجم جديد في فضاء علم الفلك ألا وهو مرصد المرزم الفلكي الذي يعد أول مرصد خاص في الكويت يقدم خدمات ومعلومات فلكية وجوية تتجاوز عمره القصير نسبيا، وتميز المرزم لم ينبع من فراغ وإنما ارتبط بسعي القائمين عليه واصرارهم على توفير أحدث الأجهزة والمعدات الفلكية التي تجاوزت كلفتها الـ 45 ألف دينار وجعلت من المرزم المرصد الفلكي الوحيد على مستوى الكويت والخليج الحاضن والمالك لها، «بيئتنا» سلطت الضوء على هذا الصرح الفلكي المميز من خلال لقاء خاص برئيس مرصد المرزم الفلكي المهندس مساعد الحماد فإلى التفاصيل:

* لنبدأ رحلتنا باسم المرصد الذي ترأسه «المرزم» فماذا يعني وما المقصود به؟

المرزم اسم كويتي قديم كان يطلق على أحد النجوم ونجم المرزم هو ألمع نجم في السماء ويظهر في 29/7 من كل عام حيث تكون درجة الحرارة في الكويت عالية جداً، وقد اخترنا اسم المرزم لمرصدنا كي نمنحه صفة أو طابعا كويتيا باعتبار المرزم نجما تراثيا كويتيا معروفا. 

* وكيف حدث ارتباطك بعلم الفلك؟

دراستي الأساسية لهندسة الإلكترونيات وهي بعيدة تماما عن الفلك، وقد تعلقت بعلم الفلك وارتبطت من خلال حبي للرسم والكتابة بالخط العربي حيث طلب مني زميل وأنا في المرحلة المتوسطة أن أرسم له المجموعة الشمسية ومن تلك الرسمة ارتبطت بعلم الفلك.

وقررت أن أعرف كل شيء عنه وبالفعل التحقت بإدارة الفلك في النادي العلمي الكويتي وقرأت وتعلمت الكثير عن علم الفلك والأجرام الفلكية، وعرفت عن قرب الفلكي البارع الدكتور صالح العجيري وتتلمذت على يده، واستمر حبي للفلك حتى بعد الإنتهاء من الدراسة الجامعية حتى آن الأوان وسنحت الظروف بتأسيس المرزم من قبلي وبعض الهاويين والمحترفين الفلكيين، وقد تم كل ذلك بإشراف ومتابعة من قبل دكتور صالح العجيري الذي لا يزال على علاقة قوية بنا إلى الآن. 

* وماذا عن الأسباب إلى دفعتكم لإنشاء مرصد المرزم الفلكي؟

لآلاف السنين كان علم الفلك أحد أسرار الكون لما كانت تحتويه السماء من جمال وغموض في آن واحد وعلى مدى العصور يعتبر مقياس رقي الحضارات هو مقياس ما قدمته من علوم وما توصلت إليه من نتائج وقد قدمت من علوم وما توصلت إليه من نتائج وقدمت الحضارة الصينية والحضارات المصرية والبابلية الكثير من المعرفة للحضارات التي تلتها لما كان لتلك الحضارات من تجارب ناجحة ودراسات في علم الفلك، وكان للعلماء العرب والمسلمين الكثير من المؤلفات والتراجم التي أصبحت أهم المراجع العلمية في عصرنا، ومن هذا المنطلق ونظرا لأهمية التوثيق على مدى العصور ومدى حاجتنا له لدراسة ومعرفة التغيرات التي تحدث أنشأنا مرصدنا الفلكي ليكون أحد حلقات التواصل في علم الفلك عبر هذه السلسلة العلمية، ولكي يكون للمرصد يدا في توثيق الظواهر الفلكية التي تمر على منطقتنا. ولله الحمد بأيد كويتية تأسس مرصد المرزم عام 2003 ليكون الأول في الكويت والخليج وهو المرصد الخاص الوحيد في الكويت. 

* وبماذا يتميز مرصد المرزم عن غيره من مراصد المنطقة؟

- كما ذكرت سابقا مرصد المرزم هو أول مرصد خاص في الكويت ويتميز على مستوى الكويت والخليج بمعداته الحديثة جدا والتي تجاوزت قيمتها الـ 45 ألف دينار، وهي عبارة عن تلسكوبات حديثة وكاميرات فلكية متطورة جدا ظهر معظمها أو بالأحرى كلها عامي 2006 و2007، والمعدات المتوفرة للمرزم لا توجد في كل مراصد الخليج وساهم ذلك في تميز المرزم كمرصد من خلال رصده للظواهر الفلكية وتوثيقها بالصور. 

* وماذا عن أهداف مرصد المرزم؟

هي أربعة أهداف أساسية أولها رصد وتصوير الظواهر التي تمر في سماء الكويت والمنطقة للحصول على سجل للظواهر الفلكية لكي يتسنى لنا دراسة ومعرفة التغيرات التي تطرأ على الأجرام في المستقبل.  وثانيها زيادة الوعي الفلكي للجمهور لكي يزداد الإدراك العلمي لما يحدث من تغيرات في سمائنا، وثالثا دفع عجلة علم الفلك في الكويت والخليج وتطوير أساليبه وطرق البحث العلمي فيه،  وأخيرا إقامة المعسكرات الفلكية بشكل دوري وباستمرار لرصد أي تغير يطرأ على سماء الكويت. 

* وما أهم الإنجازات التي حققها مرصد المرزم منذ تأسيسه؟

- للمرصد انجازات كثيرة أهمها تصوير اقتراب كوكب المريخ من الأرض عام 2008 الجاري، وتصوير توالد لنجوم في سماء الكويت، والقيام بأول عملية رصد وتصوير عن بعد عبر الروبرتك تلسكوب 2008، رصد وتصوير أول وآخر خسوف كلي للقمر في الكويت والمنطقة لعام 2008 وتصوير انفصال مذنب وظاهرة نادرة لاصطدام مجرتين عام 2006، كما صور المرصد كوكب المريخ أثناء اقترابه لأقرب نقطة من الأرض عام 2005 وصورنا أفلاما وثائقية لجميع الأجرام التي تم رصدها من سماء الكويت ولتفاصيل سطح القمر.

* وما الأقسام التي يحتويها مرصد المرزم؟

يحتوي مرصد المرزم الفلكي على قسم للأهلة والمواقيت وقسم التصوير الفلكي، وقسم للطقس والأرصاد الجوية، والهدف من قسم الأهلة والمواقيت هو مراجعة الحسابات الفلكية التي أجراها المرصد.

كما نرتبط دائما بالدكتور صالح العجيري الذي يطلب منا أحيانا بعض المعلومات عن رصد الأهلة وما إذا كان الهلال موجودا أم لا وفي أي شكل هو، ويهتم قسم التصوير الفلكي بجمع الأجرام السماوية وتصويرها مثل القمر والنجوم والسدوم وهذا لتوثيق الظواهر الفلكية وتصويرها، كما لدينا فكرة لإنشاء أرشيف فلكي للكويت والمنطقة يهتم بتاريخ حدوث الظواهر الفلكية والصور التي تدعم هذه الظواهر في حال تكررت من جديد وإجراء دراسات لمعرفة التغيرات التي طرأت عليها، وأما قسم الطقس والأرصاد الجوية فيعني بالجو والمناخ العام. 

* وماذا عن أنشطة وبرامج المرصد؟

يقدم المرصد العديد من الخدمات العلمية والأنشطة التي تتعلق بعلم الفلك وتتنوع البرامج التي يقدمها المرصد لكي تتناسب مع أوقات ومتطلبات الجهات وحاجاتها ويقوم المرصد أيضا بزيارات ميدانية للمدارس بمختلف المراحل لعمل محاضرات وورش رصد إضافة إلى برامج متخصصة في علم الفلك للمدارس ثنائية اللغة ومحاضرات لطلاب الجامعات المختلفة.

* وماذا عن جديد مرصد المرزم؟

جديدنا قبة فلكية قطرها 3 أمتار وهي أول وأكبر قبة لمرصد خاص في الكويت وسيتم تركيبها في مرصدنا في القريب العاجل جدا.

* أعلم أن لك تجربة مع التقويم فما حكايتها؟

بالفعل لقد قمت بتجهيز وطبع تقويم الحماد عام 2006 وتوقفت عنه بعد ذلك لأننا نعرف جميعا أن التقويم الرسمي للكويت هو تقويم العجيري وأنا من المقربين للدكتور صالح العجيري وهو الذي شجعني على طباعة تقويم خاص يحمل اسمي إلا أنني من منطلق احترامي للدكتور صالح توقفت عن إصدار التقويم الخاص بي لأنني لا أريد الدخول معه في منافسه سواء تجارية أو تعليمية.

كما أن التقويم يمر بمراحل كثيرة والأهم أنه لا يمكن إجراء تقومين مختلفين في بلد واحد لأنه حتى في التقويم الذي أجريته اتبعت فيه تقويم الدكتور العجيري وكان التقويمان متطابقين والفرق الوحيد بينهما يتمثل في إضافة اللغة الانجليزية لإتاحة المجال للأجانب للإطلاع على تقويمنا.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 103