خطر الوفاة لتناول غذاء ملوث بغازات قاتلة
الشتاء النووي يشبع النباتات باليورانيوم
دلال جمال
بدأت المخاطر البيئية تظهر بشكل شامل وعالمي بسبب تزايد مستويات التركيز لغاز ثاني أكسيد الكربون والغازات الأخرى في طبقات الجو، الأمر الذي يترتب عليه عواقب مناخية خطيرة أهمها التسخين الشامل للأرض، وما سوف يصاحب ذلك من تغير مناخي قد يصيب الأنظمة الزراعية السائدة في كثير من المناطق الزراعية في العالم بالشلل، فقد يؤدي هذا التسخين إلى ارتفاع مستويات سطح البحر خلال القرن القادم، وبالتالي تنغمر المناطق الساحلية والتي قد تكون مناطق ذات كثافة زراعية أو صناعية أو بشرية، كما وقد لفت علماء البيئة والمناخ انتباه العالم في الآونة الأخيرة إلى احتمال حدوث ما يسمى بالشتاء النووي. الشتاء النووي عبارة عن انفجارات نووية أو ذرية في منطقة معينة، ونذكر على سبيل المثال )ناجازاكي وهيروشيما في اليابان ومنطقة رقان بقلب الصحراء الجزائرية( حيث أن هذا الأخير لا يستطيع العيش فيه أحد لهذا نعت بهذا الاسم لا تنمو فيه نباتات وحتى وان نمت فانها تنمو مشبعة بمادة اليورانوم. يسبب الشتاء النووي الأمراض الجلدية بالإضافة الى امكانية التعرض للوفاة بسبب تناول الغذاء الملوث بالغازات القاتلة. فهو يتسبب في قتل جميع الكائنات الحية على وجه الأرض.
فرضية أساسية
وتعتمد فكرة الشتاء النووي على فرضية أساسية وهي أن الإشعاعات النووية التي تنطلق إلى الغلاف الهوائي يمكن أن تمتص كمية كبيرة من الإشعاع الشمسي وتبقى تلك الإشعاعات متناثرة ومتطايرة لفترة من الوقت مما يؤدي إلى عدم استطاعة أشعة الشمس الوصول إلى الأرض الأمر الذي يترتب عليه انخفاض درجة حرارة الأرض لفترة زمنية طويلة ولمساحات شاسعة، وهذا بلاشك سوف يؤثر على الأنظمة البيئية المختلفة. الشتاء النووي مصطلح يشير إلى الآثار البيئية القاتلة على مستوى العالم، التي يمكن أن تحدث من جرّاء حرب نووية عظمى، حيث من المتوقع أن تتسبب مثل هذه الحرب، في شتاء نووي، وذلك بإحداث تغييرات بمستوى الكارثة في الغلاف الجوي للأرض وفي المناخ. وقد يبدأ الشتاء النووي، من حرائق المدن التي تسبّبها الحرارة الفائقة الشدّة للانفجارات النووية. ويمكن أن تنتشر كميات كبيرة من دخان هذه الحرائق وتغطي نصف سطح الكرة الأرضية على الأقل. وقد يمنع الدخان معظم ضوء الشمس من الوصول إلى سطح الأرض. وتهبط درجة الحرارة بدرجة كبيرة، ويقل تساقط المطر. وقد تستمر هذه الظروف لعدة أشهر أو سنوات. ونتيجة لانخفاض ضوء الشمس، وقلة المطر، ودرجة الحرارة المتدنية، يمكن أن تتوقف الزراعة وينتج عن ذلك مجاعة عالمية كما يمكن أن يقلل الشتاء النووي طبقة الأوزون التي تحيط بالأرض، وتحمي الناس وأشكال الحياة الأخرى من أشعة الشمس فوق البنفسجية الخطرة.
الحرائق الكبرى
ويفسر خبراء الذرة الشتاء النووي بأن الحرائق الكبرى الناتجة عن الانفجارات النووية ستنبعث منها سحب ضخمة من الدخان الأسود، تحتوي على جزيئات من المواد المشعة السامة وأن هذه السحب الضخمة ستمتص الضوء وتحجب الشمس فتغرق الكرة الأرضية في الظلام وبانقطاع ضوء الشمس عن الأرض تحدث تبدلات جيولوجية ومناخية. ومهما كانت أبحاث هؤلاء الخبراء والعلماء دقيقة فإنها عن حقيقة عما سيحدث نتيجة أي حرب نووية لأن التصور والخيال يبقيان دون الواقع لا سيما إذا عرفنا أن تفجير 10% فقط من مخزون القنابل الذرية كاف لإحداث الشتاء النووي. إن خطر الأسلحة النووية هو حقاً «لعنة» هذا العصر وهو هاجس الجيل الحالي لأن الإنسان صار أسير ما صنع من أدوات الدمار واحاط نفسه بهواجس الرعب والدمار التي لا يمكن أن تفارقه مادام يجلس على مخزون ذري رهيب.
التفجيرات النووية
تستطيع التفجيرات النووية فوق الغابات والاراضي المغطاة بالحشائش أن تؤجج نيرانا حامية وواسعة النطاق. لكن يصعب تقدير نتائج مثل هذه الحرائق لأسباب منها الرطوبة ومحتوي وكمية الوقود النووي وأخيرا سرعة الريح الناتجة عن الانفجار النووي. ورغم ان الحرائق الهائلة المتسببة عن تفجيرات نووية يمكن ان تكون محصورة في منطقة التفجير المباشرة المعرضة آنيا للبرق الحراري الخاطف والشديد الحرارة، لكن حرائق اكبر واكثر خطرا قد تنجم عن تفجيرات متعددة ومتبادلة ليست محصورة في مناطق معينة بل تتساقط فوق اهداف مبعثرة منتشرة هنا وهناك عسكرية الطابع ولاسيما مخابيء (سايلبوات) الصواريخ النووية بعيدة المدى.
منظمة الصحة
وفي دراسة توقعية نشرتها منظمة الصحة العالمية حول ثمة حرب نووية لو قامت بين الدول الكبري. فإن بليون نسمة سوف يقتلون من الضرب المباشر وبليون آخرين سوف يقتلون بطريقة غير مباشرة. أي أن العالم سوف يفقد ثلث ميراثه من البشر في حرب نووية واحدة. لأن إحتراق المدن والغابات وآبار النفط سوف يولد سحبا دخانية كثيفة ليصيح العالم في ظلام دائم. فالإنفجار النووي في مكان ما يولد 3000 –4000 درجة مئوية تكفي لصهر أو إحراق أي شيء في المكان. وكل ميجاتن تنفجر فوق الأرض ستخلف غبارا مشعا يعادل وزنه 100 ألف طن. وهذا الغبار سيظل يصيب الكرة الأرضية باللعنة الإشعاعية لأبد الأبدين لتصيب الأحياء ويلوث التربة والمياه السطحية والجوفية مما يغير من الخريطة الجينية للأحياء من حيوانات ونباتات ويغير شكل الحياة فوقها. فالذين سينجون من هذه الضربات النووية لن يسلموا من التعرض لهذه المخاطر الإشعاعية والتي يصعب علينا توقيها. لأنهم سيعيشون فوق كوكب بارد وملوث بالإشعاعات النووية.
المصدر: مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 149