الرياح في الكويت: مواسم وأنواء وأسماء فلكية
عنود القبندي
المناخ في الكويت له مميزات عديدة، فالكويت من المناطق الصحراوية ومعدل سقوط الأمطار فيها منخفض جدا، وهذه الندرة تسببت في أن يكون الغطاء النباتي للتربة قليلا جدا الأمر الذي يساعد على تفكك التربة مما يعرضها للتطاير عندما تتعرض إلى هبوب الرياح الشديدة السرعة. إن الكويت ومنطقة الخليج بشكل عام تتأثر بمنطقتي ضغط الأولى هي منطقة الضغط المرتفع الآسيوي التي تتصل بمنطقة الضغط المرتفع الأزوري، والثانية تتكون فوق المحيط الهندي منطقة من الضغط المنخفض تسمى منطقة الضغط المنخفض الآسيوي ويمتد هذا المنخفض شرقا إلى جنوب شرق آسيا وغربا إلى أواسط القارة الإفريقية.
وبسبب وجود هاتين المنطقتين من الضغط الجوي فإن الرياح الشمالية تهب من الضغط المرتفع وتتجه نحو الضغط المنخفض هذه الرياح تكون باردة ولكن الرياح ليست ثابتة كالرياح الشمالية التي تهب في فصل الصيف فهي رياح متغيرة الاتجاه وتتأثر بوجود المنخفضات الجوية الصغيرة والتي تتواجد حول منطقة الخليج في هذا الفصل والتي تزور المنطقة بين حين وآخر قادمة من حوض البحر المتوسط والتي تسبب حالة من عدم الاستقرار الجوي وتغير ملموس في هبوب الرياح الأمر الذي يؤدي إلى سقوط الأمطار، هذه الرياح تكون باردة إذا كانت تهب من الشمال وتكون دافئة إذا كانت تهب من الجنوب، وعندما تلتقي هاتان الكتلتان من الهواء تتكون جبهتان من الهواء البارد والهواء الدافئ فتصدم هاتان الجبهتان مع بعضهما البعض مما يؤدي إلى حالة عدم الاستقرار الأمر الذي يساعد على ارتفاع الهواء الدافئ المحمل ببخار الماء إلى أعلى ونزول الهواء البارد إلى اسفل مما يساعد على نزول المطر. يتغير الطقس في الكويت بتغير اتجاه الرياح ويطلق على الرياح التي تهب على أسماء عديدة وهذه الأسماء أخذت من الاتجاهات التي تهب منها والتي تسبب باختلاف في درجات الحرارة.
الرياح المحلية
ومن أنواع الرياح المحلية التي تهب على الكويت التالي:
* رياح الشمال: هذه الرياح من أشهر أنواع الرياح في الكويت وهي رياح باردة جافة تهب من الشمال الغربي بفعل المرتفع السيبيرى المتمركز في شمال القارة الآسيوية فعندما تهب الرياح الشمالية الباردة فإن الجو يعتدل في الصيف ولكنه يصبح قارس البرودة في الشتاء.
* رياح الكوس: وهذه الرياح رطبة دافئة تهب من الجنوب الغربي تتأثر في المنخفض السوداني والذي يتمركز في الشمال الغربي من المحيط الهندي وتتسبب هذه الرياح في رفع درجة الحرارة وتزيد من الرطوبة في فصل الصيف ولكن في فصل الشتاء يعتدل الجو بها وتحمل معها المطر.
* رياح الغربي: ويطلق عليها كثير من الناس اسم «الغريبي» وهو تصغير لاسم الغربي وهي رياح هادئة منخفضة السرعة وتسمى نسيم وهي رياح تلطف الجو خصوصا في فصل الصيف تهب من الغرب، ويهب الغربي عادة في الليل مما يخفض درجات الحرارة في الصيف.
* رياح السموم: وهذه الرياح جافة جدا تهب في الظهيرة حيث تنخفض معها الرطوبة النسبية بل إنها تكاد تنعدم تماما وهذه الرياح ذات درجات حرارة عالية تهب من الشمال أو من الشمال الشرقي في فصل الصيف مما ترفع درجات إلى الحرارة إلى مستوى عال جدا ويقال إن رياح السموم هي رياح السهيلي.
* رياح الانعشي: وهذه الرياح على العكس تماما من السموم إن كانت تهب من نفس الاتجاه أي الاتجاه الشمالي الشرقي ولكنها رياح محملة بالرطوبة العالية مما تسبب نوعا من ضيق في التنفس لكثرة الرطوبة.
* رياح السهيلي: وهي رياح جنوبية غربية دافئة ترفع من درجات الحرارة إذا هبت في فصل الصيف وتكون الحرارة أشد إذا هبت هذه الرياح في وقت الظهيرة وهي نادرة الهبوب على الكويت وقد سميت هذه الرياح بهذا الاسم نسبة إلى نجم السهيل اليماني والذي هو في الجنوب الغربي وdشير إلى اتجاه اليمن.
* رياح الشامي: رياح شمالية جافه شديدة السرعة نسبيا تزيد سرعتها عن (17) عقدة في الساعة تهب من الشمال وتكون باردة في فصل الشتاء ولكنها تخفض عن درجات الحرارة في الصيف وسميت بالشامي لأنها تهب من جهة الشام التي تقع شمال الجزيرة العربية والعراق.
* رياح الشرقي: تسمى الرياح الشرقية أيضا بالكوس المطلعي وذلك لأنها تهب من الشرق وهي مطلع الشمس خصوصا وان هذه الرياح هادئة وترفع من درجات الحرارة وعلى هذا الأساس فإن كثيرا من الناس يعتقد أن هذه الرياح هي رياح الكوس ولذلك يطلق عليها تجاوزا اسم الكوس أيضا لأنها تشابه رياح الكوس في إنها دافئة ويطلق عليها النسيم الشرقي.
* رياح الياهي: وهي رياح شمالية تشبه رياح الشامي إلى حد ما إلا أنها أخف سرعة منها بكثير وأطلق عليها اسم الياه وهو نجم في السماء يشير باتجاه الشمال وفي البوصلة المغناطيسية القديمة لا تستخدم الأرقام بل تستخدم الأسماء ومنها اسم الياه.
* رياح لغشي: وهي رياح خفيفة السرعة تسمى نسيم الصبا وهي ذات اتجاه جنوبي غربي تهب على الجزيرة العربية من المحيط الهندي.
* رياح الجنوبي: رياح فيها رطوبة قليلة شبيهة بالكوس وتسبب الندى في الصباح الباكر في أيام الشتاء كما تسبب الضباب في ساعات الصباح الأولى في أيام الشتاء.
* رياح العافور: وهو نوع صغير جدا من المنخفضات الجوية المحلية المتحركة والتي تسير بسرعة متوسطة وبحركة دائرية تسير عكس عقارب الساعة تنقل بها التراب من الأرض إلى أعلى مكونة عامود من التراب.
بالإضافة إلى أسماء الرياح وأنواعها فإن هناك أيضا مواسم محلية أو أنواء لها أسماء معروفة وغالبا تسمى هذه الأسماء بأسماء النجوم ولها مواقيت ثابتة ذات فترات محددة تحدد أنواع البرد والحر ومواسم سقوط الأمطار والرياح الشديدة.
الأنواء الجوية
هناك دلالات وتفسير للأنواء الجوية في الكويت وهي:
* المربعانية
وهي فترة من الفترات الباردة بل هي شديدة البرودة إذا ما قيست بمقاييس الجو في الكويت والجزيرة العربية ذات الطابع الصحراوي والتي يسودها المناخ المعتدل، وسميت هذه الفترة بالمربعانية لأنها تستمر )40( يوما تقريباحيث تبدأ أو كما يقول أهل الكويت «تدخل المربعانية» في يوم 7/12 وتنتهي أو تطلع في يوم 14/1 من كل عام وهو توقيت ثابت لا يتغير.
والمعروف عن المربعانية بأنها تقع في فصل الشتاء البارد حيث تتراوح متوسط درجة الحرارة في حدها الأعلى (o22) مئوية ومتوسط حدها الأدنى (o7) مئوية ولكن هذا لا يعنى أن الحرارة لا تزيد أو لا تقل عن هذه الدرجات ففي سنوات تكون درجات الحرارة اكثر بكثير من معدلاتها كما هناك سنوات تكون قارصة البرد تنخفض درجات إلى تحت الصفر المئوي كما حدث في شهر يناير من عام 1963 حيث انخفضت درجات الحرارة إلى (4) مئوية تحت الصفر مما تسبب في تجمد الماء في كثير من البيوت خصوصا التي تقع بالقرب من الصحراء.
ويقول أهل الكويت إذا دخلت المربعانية مع هبوب الرياح الشمالية فأنها تكون سنه باردة أو موسما باردا )وتكون سنة محل( أي سنة جافة ليس بها أمطار أما إذا دخلت مع هبوب رياح الكوس أو الرياح الجنوبية فإنها تكون سنة دافئة وتحمل معها الأمطار. وتعتبر أول عشرة أيام من المربعانية امتدادا لفترة الوسم (وتأخذ مأخيذه) حيث إن سقوط الأمطار في هذه الأيام العشرة يمكن أن يظهر «الفقع أو الكماة» ولكن إذا تأخر المطر بعد هذه الأيام العشرة لا يظهر «الفقع» بسبب الانتهاء الكلي للوسم. كما يظهر النجم الأحيمر في يوم 20/12 بعد غياب 40 يوما وهو بداية نوء القلب. وتقسم المربعانية إلى ثلاثة أقسام أو أنواء وكل قسم أو نوء يستمر مدة (13) يوما وهم:
- نوء الاكليل: تبدأ معه المربعانية وفيه ينزل الندى في الفجر وساعات الصباح الأولى تنعدم فيه الحشرات والزواحف وتتراوح درجة الحرارة فيه ما بين (11 – 22) درجة مئوية.
- نوء القلب: وهذه الفترة التي يخرج فيها البخار من الأفواه ويكون الليل في أقصى طوله والنهار أقصره، وفي بدايته يظهر نجم الأحيمر والذي يكون مؤشرا إلى نهاية موسم العواصف والتقلبات الجوية إلى حالة الاستقرار وهدوء للحالة المناخية عند أهل البحر ودرجات الحرارة تتراوح فيه ما بين (7 – 18) درجة مئوية.
- نوء الشولة: أكثر الفترات انخفاضا في درجات الحرارة وتتراوح درجات الحرارة فيه ما بين (6 – 16) درجة مئوية ولكن هذا لا يعني أن الحرارة لا تنخفض عن هذا المعدل في الليل وفي المناطق الصحراوية المكشوفة وتنتهي المربعانية يوم 14/1 وبعدها يدخل برد بطين.
* برد البطين
يبدأ عادة في شهر يناير يوم 15/1 ويسمى أيضا الشبط، وهو أشد أيام السنة برودة أو انخفاضا في درجات الحرارة، خلال فترة برد البطين هناك فترة قصيرة مدتها (8) أيام تسمى عند أهل البحر «تشار وتشار» وهي أشد أيام السنة برودة تبدأ 24/1 إلى 31/1، وتعني كلمة «تشار وتشار» كلمتين دخلتا مصطلح اللهجة الكويتية قديما وقد جاءت هاتان الكلمتان من اللغة (الأوردو) والهندية وايضا جاءت من اللغة الفارسية لأن هاتين اللغتين تستخدمان نفس الكلمة وتشار تعني أربعة والمعنى هنا يعنى أربعة وأربعة أطلقت هذه الكلمة لأن هذه الفترة تأخذ آخر أربعة أيام من نوء النعايم، كما تأخذ أول أربعة أيام من نوء البلدة، وفي الحساب البحري أو النيروز فإنها تأخذ آخر أربعة أيام من «در السبعين تشار»، وأول أربعة أيام من «در الثمانين تشار»، وعلى هذا الأساس سميت «تشار وتشار».
كما تسمى هذه الفترة أيضا «بالازيرق» عند بعض الناس وخصوصا أهل البادية وبصورة أدق بدو شمال الجزيرة العربية والعراق.
وفترة برد البطين تدخل من ضمنها فترة أخرى مشابهة لها من حيث انخفاض درجات الحرارة تسمى بالعقارب. وهى ثلاث فترات أو كما تسمى ثلاثة عقارب وكل فتره أو عقرب مدتها (9) أيام تقريبا. وهي تبدأ من يوم 10/2 وتنتهي يوم 7/3 وهذه الفترة مدتها (26) يوما والعقارب وهم (عقرب السم، عقرب الدم، عقرب الدسم).
ومعدل درجات الحرارة طوال فترة برد البطين تتراوح بين (o8) مئوية في متوسط حدها الأدنى و18 في متوسط حدها الأعلى. وتبلغ فترة البطين مدة 52 يوما يقسم فيها برد البطين إلى 4 فترات أو أنواء مدة كل نوء 13 يوم. وهي كالتالي:
أ. نوء النعايم: ويسمى هذا النوء «بالشبط» أيضا وبه يبدأ برد البطين وتتراوح درجات الحرارة فيه ما بين (8-18) درجات مئوية.
ب. نوء البلدة: أول أربعة أيام منه تدخل ضمن فترة الأزيرق أو التشار وتشار والتي تنتهي 31/1، وتتراوح درجات الحرارة ما بين (8-18) درجة مئوية.
ج. نوء الذابح: ويسمى أيضا سعد الذابح وفي هذا النوء تدخل فترة عقرب السم والنصف الأول من عقرب الدم، وفيه يبدأ ورق الأشجار في البروز بسرعة كبيرة ويتراوح معدل درجات الحرارة ما بين (9-20) درجات مئوية.
د. نوء بلع أو سعد بلع: فيه النصف الثاني من عقرب الدم وعقرب الدسم، حيث يبدأ ظهور زهرة النوير ويتفتح ويبدو الربيع ظاهرا للأعيان، وتعتدل درجات الحرارة والتي تتراوح ما بين (13-22) درجة مئوية.
السرايات
هو الاسم المشهور لهذه الفترة والاسم الآخر لها هو الكنة، هذا الموسم هو الأشهر عند الناس، وقد جاءت شهرته نتيجة لمعرفة جميع من يدخل البحر سواء في النزهة أو الاحتراف بخطورة هذا الموسم وشدة الكوارث البحرية والحوادث القاتلة أو المميتة التي تقع في هذه الفترة وهذا راجع إلى حالة عدم الاستقرار التي تمر بها الحالة المناخية بالمنطقة من هبوب عواصف شديدة وأمطار بالإضافة الأمواج العالية التي تغرق القوارب والسفن الصغيرة لهذا فإن أهل البحر من غاصة وبحاره بالإضافة إلى صيادي السمك سواء كانوا من هواة أو محترفين يتحاشون دخول البحر في هذه الفترة خوفا من الهبوب الفجائي لهذه الرياح التي تمتاز بشدتها وسرعتها، وتعرف هذه الفترة بفترة الغلاق والتي تعني انتهاء موسمي الغوص والسفر.
وموسم السرايات يبدأ في 29/4 ويستمر أربعين يوما حيث يبدأ مع غياب نجوم الثريا وتستمر إلى أن تنتهي مع ظهوره مرة أخرى.
ونظرا لاتفارع درجة الحرارة في هذا الموسم فان الأمطار في آخر الموسم تكاد تكون معدومة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتنتهي الأمطار مع نهاية هذا الموسم بحيث لا تعود إلى السقوط مرة أخرى إلا عندما يدخل موسم الوسم، أما معدل درجات الحرارة فهي تكون بمعدلها يراوح بيم (20 – 43) درجة مئوية.
من أهم مميزات السرايات أنها تجمع كل الأمطار المصحوبة بالبرق والرعد والغبار المصحوب برياح هوجاء والتي هي غالبا المسببة في ذلك وأنه من المعروف أن هذه الفترة لا تخضع لنظام معين، فهي دائما تحدث فجأة وتنتهي ايضا فجأة، ولذا سميت «بالسرايات»، وتعني السرايات في اللغة العربية سرعة الرياح التي تنشط تدريجيا.
* نوء الرشا: يدخل فيه موسم السرايات ونبدأ بلبس الملابس الصيفية وتنشط الرياح والزوابع والأمطار ويعرف هذا النوء ببارح المشمش.
* نوء الشرطين: في هذا النوء تقل شدة الرياح وتميل إلى السكون وإن كان هذا لا يعني أن الرياح أو الزوابع قد انتهى موسمها كما أن نهاية موسم الأمطار في هذا النوء.
* نوء البطين: ويختلف هذا النوء اختلافا كليا عن سميه وهو برد البطين وإن كان الاسم يتشابه إلا أن هناك فرقا كبيرا بينهما خصوصا في درجات الحرارة فبرد البطين تعتبر أيامه أشد أيام السنة برودة. بينما درجات الحرارة في هذا النوء عالية والحر يكون شديدا، وهذا النوء هو من الفترات الجافة والخالية من الأمطار، ويسمى هذا النوء أيضا بالبارح الصغير فمعدل درجات الحرارة تتراوح ما بين (27 – 43) درجة مئوية.
البوارح
يبدأ بعد موسم السرايات، وتسمى البارح العود أو الكبير والتي تستمر مدة أربعين يوما، وهذا الموسم من المواسم الجافة التي لا تسقط بها الأمطار ولذلك فانه يكون من المواسم التي تهب بها الرياح الشمالية الجافة والتي تسبب تطاير الغبار وكذلك الغبار المتصاعد الخفيف، ومن الملاحظات للحالة الجوية في البوارح أن يثار الغبار في الظهيرة وفي بعض الحالات تنعدم الرؤيا ويتزايد مع ارتفاع درجة الحرارة ولكن في الليل يترسب الغبار تدريجيا ويتلاشى عند الفجر ثم يعاود إلى الظهور مرة أخرى في الظهيرة وهكذا، وتعتمد كمية الغبار على كمية سقوط الأمطار في الشتاء السابق فإذا كانت الأمطار قليلة فهذا يعني أن الغبار سوف يكون كثيرا وإذا زادت كمية الأمطار فان الأعشاب سوف تنبت وتساعد على تماسك التربة ولذلك يقل الغبار في الموسم الصيفي الجديد.
كما تهب رياح السموم الشديدة الحرارة والتي ترفع من درجات الحرارة في الجو حيث تصل إلى معدلات عالية وأحيانا تصل درجة الحرارة إلى معدلات قياسية ومن المعروف أيضا في البوارح أنه نهاية فصل الأمطار فلا توجد أمطار في البوارح، كما في البوارح موسم الغلاق وهو الموسم الذي تقف فيه حركة السفن الكويتية سواء كانت هذه السفن للتجارة الخارجية أو للغوص ويستمر الغلاق شهرين يونيو ويوليو.
وتقسم البوارح إلى ثلاثة أنواء وهي:
* الثريا: يظهر نجم الثريا في السماء والذي يدل على نهاية موسم السرايات ودخول موسم البوارح ودخول موسم الصيف.
* الدبران: يعرف أيضا بـ«التوبيع» وهذا النوء جاف وخاليا من سقوط الأمطار ويتطاير في فترته الغبار بسبب هبوب الرياح الشمالية الغربية والتي تكون في العادة نشيطة وقوية ويكون الموج في البحر عاليا جدا كما تهب فيه أيضا رياح السموم وفيه يكون النهار في أقصى طوله والليل أقصى قصره أما معدل درجات الحرارة فيتراوح ما بين (28 – 45) درجة مئوية.
* الهقعة: ترتفع درجات الحرارة والرياح نشطة.
إن السبب الرئيسي لتعرض الكويت والمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية بشكل كبير لرياح البوارح هو لأن تضاريسها مستوية بوجه عام، وتخلو من المرتفعات الشاهقة لذا أتاحت الوضعية الطبوغرافية للرياح ألا تتكسر أو تضعف عند هبوبها من أو إلى المنطقة، وهذا يساهم في سرعة الرياح السائدة ومن ثم تحريك الكثبان الرملية وإثارة الغبار. وأثبتت الدراسات المناخية أن تكرار ظاهرة العواصف الرملية والغبار في الأجزاء الشمالية من المنطقة الشرقية أكثر من الأجزاء الجنوبية. كما أثبتت الدراسات المناخية الإحصائية أيضاً أن العواصف الرملية تتعاظم في شهري يونيو ويوليو، أما العواصف الرملية التي تحدث في فصل الربيع وقبل موسم البوارح فتسببها الجبهات الهوائية الباردة والتي تتزامن مع المنخفضات الجوية المتوسطية الجالبة للمطر.
كلة القيض
تستمر كلة القيض أربعين يوم تبدأ من 16/7 وتستمر إلى 23/8 وهي أشد أيام السنة حرارة وفيها فترة الباحورة والتي ستمر 8 أيام من (23 – 31 / 7) حيث يكون الجو فيها به رطوبة شديدة وخاصة على المناطق الساحلية حيث يظهر الضباب أو ما يسمى بالشابورة. تقل شدة الرياح وتصبح هادئة وهذا موسم إنتاج النخيل ونضوج ثمره. وفي آخر كلة القيض ينتهي موسم الجفاف ويبدأ الجو بالاعتدال التدريجي حيث تنتهي هذه الفترة مع ظهور نجم السهيل.
وهناك بعض الأنواء التي تدخل ضمن هذه الفترة وهي:
* الهنعة: تقل حدة الرياح وتكون متقلبة وتظهر بعض الغيوم التي تسبب بعض الرطوبة في الجو ويبدأ موسم السفر والغوص في هذه الفترة.
* الذراع: يسمى النوء هذا بـ«المرزم» من الفترات الشديدة الحرارة حيث به جمرة القيظ التي تصادف 2/8 وهو اليوم المشئوم في تاريخ الكويت، تهب رياح الكوس التي تكون مصحوبة برطوبة قليلة في الجو حيث تصل درجات الحرارة ما بين (30-50) درجة مئوية.
* الكلبين: يسمى هذا النوء بـ«النثرة» وهو من الأنواء الحارة حيث الرياح الجنوبية أو الكوس هي الرياح السائدة التي تسبب ارتفاع في درجات الحرارة وزيادة نسبة الرطوبة، كما تهب رياح محلية متوسطة السرعة نظرا لوجود بعض المنخفضات الجوية المحلية الصغيرة والتي تتكون بفعل تسخين الشمس لسطح الأرض والتي تسمى العافور أو دولاب الهواء، كما يشتهر هذا النوء بتوفر رطب البرحي المشهور بجودته وبهذا النوء يبتدئ حساب النوروز عند أهل البحر.
الافكوك أو السهيل
فترة انتقالية من الموسم الحار إلى البارد وهي فترة الخريف وهذه الفترة تبدأ مع ظهور نجم السهيل الذي يظهر في السماء يوم 24/8 ولكن لا يشاهد في سماء الكويت إلا يوم 4/9 وتستمر فترة الاعتدال مدة 52 يوما وتنتهي يوم 14/10. ولهذه الفترة أهميتها الاقتصادية في الكويت بل ومنطقة الخليج كلها خصوصا عندما تهب الرياح الجنوبية أو رياح الكوس والتي تساعد على سرعة السفن الشراعية القادمة من الهند وأفريقيا وجنوب الجزيرة العربية وكذلك موانئ الخليج مما يساعد على تقليص فترة السفر وسرعة عودة السفن المسافرة، كما أن هبوب الرياح الجنوبية خصوصا إذا كانت رطبه تعطي الأمل لسكان البادية بأن الفترة القادمة وهي فترة الربيع سوف تكون فتره وفرة الأعشاب.
أما الأنواء الموجودة في هذه الفترة هي:
* الطرفة: يستمر 13 يوما ويشعر الناس فيه بتغير واضح في حالة الجو خاصة في أواخر الليل حيث تنخفض درجات الحرارة انخفاضا محسوسا وتشعر الأبدان ببرودة الهواء.
* الجبهة: تنخفض درجات الحرارة ليلا بينما في النهار تكون مرتفعة ويأخذ الظل في فترة الظهيرة في الكبر بسبب ميلان الشمس الظاهري نحو الجنوب بعد أن كانت الشمس عمودية على الرأس، بالنسبة للرياح تكون متقلبة الاتجاه فهي رياج جنوبية إلى جنوبية شرقية أو بين الكوس والكوس المطلعي ولكن هذا لا يعني عدم هبوب الرياح الشمالية حيث أنها تهب من وقت إلى آخر.
* الزبرة: يعتدل الجو ويميل إلى البرودة في آخر الليل أو قبيل الفجر ويتكون الضباب وينزل الندى في ساعات الصباح الأولى كما يبرد الماء والهواء بعض الشيء استعدادا لدخول فصل الشتاء وأيضا يتساوى الليل مع النهار في يوم 27/9.
* الصرفة: يسبق دخول الوسم وتكره السباحة بسبب برودة الماء وتبدأ بوادر الشتاء في الظهور وتظهر السحب غير الممطرة وتكثر بعض الحشرات مثل الذباب والأرضة.
الوسم
تدخل فترة الوسم يوم 16/10 تستمر 52 يوما وتنتهي يوم 6/12، والوسم هو من الفترات التي يمكن أن يعتبرها بعض الناس من المواسم الباردة ولكنها في الواقع من الفترات المعتدلة، تكثر السحب ويبدأ المطر بالسقوط ولكن يكون قليلا ويتبخر قبل أن يصل إلى الأرض نتيجة لارتفاع درجة حرارة سطح الأرض ومع الانخفاض الأكثر في درجات الحرارة تزداد كميته ويستبشر به الناس جميعا حيث أن كثرة سقوطه في هذا الموسم بالذات له دلالة قويه على أن موسم الربيع التالي والتي من الممكن أن توفر الفقع أو الكمأة.
نتيجة لهذه التغيرات في درجات الحرارة بين الليل البارد والنهار المعتدل فان هذه الفترة عادة ما تكون من الفترات التي تكثر فيها أمراض البرد مثل الأنفلونزا والزكام وكذلك السعال بالإضافة إلى الاصابة في أمراض العيون. كما يلاحظ عدم المقدرة على الاستحمام الا بعد تسخين إما من الناحية الفلكية فتسمى هذه الفترة بفترة (غيوب الاحيمر) ومدة غيوب أو اختفاء هذا النجم هي أربعين يوما بالتمام والكمال واختفاء هذا النجم هو مؤشر قوي عند أهل البحر باضطراب الجو وعدم استقراره وهياج البحر. وارتفاع أمواجه ويعرف برد هذه الفترة ببرد الخريف والذي يعرف بأنه البرد «المضر» الذي يتسبب بالأمراض المعروفة بأمراض البرد مثل الانفلونزا والسعال والرشح والزكام.
والنجم الاحيمر هذا هو نجم معروف بأنه من النجوم الدائمة والثابتة في السماء والذي يمكن مشاهدته في فطر كل يوم من أيام السنة ومعروف أيضا عن هذا النجم بأنه لا يغيب إلا في هذه الفترة المحددة من السنة فيغيب هذا النجم في يوم 11/11 من كل سنه ثم يظهر مرة أخرى في يوم 21/12 مع دخول المربعانية حيث يكون الليل في غاية الطول والنهار في غاية القصر والتي هي مؤشر على بداية فصل الشتاء.
ومن الأنواء الموجودة في الوسم التالي:
* العواء: الجو غير معتدل وغير مستساغ ورياحة متقلبة التي تحير في اختبار نوع الملابس تكثر إصابة الناس بالزكام، وتندر الأمطار بالسقوط وتكون معدلات درجات الحرارة ما بين (18-34) درجة مئوية.
* السماك: تنفض درجات الحرارة ويبدأ المظهر الشتوي وتكثر الغيوم في السماء ولكنها غير ممطرة وإذا أمطرت لا يصل إلى الأرض حيث يتبخر قبل وصوله إلى الأرض. تنخفض درجة حرارة المياه.
* الغفر: يبدأ مع غيوب النجم الأحيمر والذي يسمى بالفلك «قلب العقرب».
* الزبانا: بعد هذا النوء تدخل المربعانية لذا نرى السماء تكون في أغلب الأوقات بها كثير من الغيوم التي تكون في العادة بها الأمطار نتيجة لهبوب الرياح الجنوبية، الجو في الليل والصباح يكون شديد البرودة، ومعدل درجات الحرارة تتراوح ما بين (22-10) درجة مئوية.
الربيع
ويبدأ الربيع من يوم 8/3 ويستمر 52 يوما وينتهي يوم 27/4، ويعتبر الربيع فترة الاعتدال في حالة المناخ فهي الفترة الانتقالية من المناخ الشتوي إلى الصيفي وعادة تكون فيها تقلبات في درجات الحرارة ويكون الجو فيها غير مستقر، ويبدأ الربيع عادة برياح «الحسوم» والتي تستمر 8 أيام، وهذه الرياح ذكرت في القرآن الكريم {سبع ليالي وثمانية أياما حسوما}، ويكون في هذه الفترة أيضا برد العجوز والذي يكون موسمه من (10 – 16/3) كما به أيضا فترة «السبق» والتي تسبق موسم السرايات حيث بها عواصف ورياح شديدة بالإضافة إلى سقوط الأمطار كما يكون فيها العشب الصحراوي قد نبت وغطى الأرض بالإضافة إلى تكاثر الحشرات في البر ويكون في الجو الغبار المعلق كذلك تختلف درجات الحرارة ويكون النهار حارا بعض الشيء وتلبس فيه الملابس الصيفية ولكن في الليل يكون الجو باردا.
وهناك موسم «بياع الخبل عباته» وهو موسم نادر الوقوع ولا يأتي كل سنة وبرودته شديدة جدا، فكثير من الناس يخلط بين برد العجوز، وبياع الخبل عباته بسبب تقارب المدة زمنية بينهما وهو عبارة عن فتره دافئة يعتقد الناس بان فترة البرودة انتهت ولذلك تستبدل الملابس الشتوية بالملابس الصيفية ولكن تعود الفترة الباردة مرة أخرى وتنخفض درجات الحرارة مما تعود الملابس الشتوية إلى الظهور مرة أخرى ولهذا فان أمراض البرد مثل الزكام والأنفلونزا وغيرها تكثر في هذه الفترة.
ويقسم الربيع إلى أربعة أقسام أو أنواع وهي:
* السعود: تبدأ معه فترة الذرعان وتسمى أيضا فترة الحسوم تكثر فيها الرياح الشديدة والعواصف كما تسمى أيضا «بياع الخبل عباته» حيث يتساوى فيها الليل والنهار في اليوم 16/3.
* الاخبية: بداية موسم الربيع يعتدل الجو ويصاحبه نسيم بارد مع بعض الفترات القصيرة التي يكون فيها غبار عالق في الجو وهذه الفترة هي آخر أيام الاعتدال في حالة الجو وأيضا بها فترة بياع الخبل عباته.
* المقدم: تعرف في الكويت بـ«السبق» وهي الفترة التي تسبق السرايات، وتكون حالة الجو غير مستقرة حيث تسقط الأمطار التي تتكون نتيجة العواصف ويلاحظ التفاوت الكبير في درجات الحرارة بين الليل والنهار حيث ترتفع جدا في النهار وتلبس الملابس الصيفية بينما يحدث العكس ليلا.
* المؤخر: تعرف هذه الفترة بـ«الكنة» ويشتهر هذا النوء بعدم الاستقرار في الجو حيث تظهر السحب الرعدية القليلة التي يمكن أن تكون ممطرة كما تميل درجات الحرارة إلى الارتفاع وتكثر القوارض والحشرات كالذباب.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 147