بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

العمليات الجيومورفولوجية

العمليات الجيومورفولوجية
الآثار البيئية للعمليات الجيومورفولوجية النشطة
عنود القبندي

العمليات الجيومورفولوجية النشطة التي تنتج عنها مشكلات بيئية غالبا ما تكون خطرة، فلم يسجل في الكويت كوارث طبيعية عنيفة كالانزلاقات الأرضية والهبوط الأرضي والفيضانات التي تحدث في المناطق الجافة وشبه الجافة إلا في حالات نادرة وذلك بسبب بساطة التركيب الجيولوجي وطبوغرافية سطح دولة الكويت.

أولا : الجريان السطحي

عندما تجري مياه الأمطار على السطح ولا تتسرب إلى باطن الأرض فتعمل على تحريك الرواسب المفككة باتجاه الأراضي المنخفضة ويؤدي ذلك إلى تشكيل التدفقات الطينية وتكوين برك مائية ضخمة ومسارات من المياه الجارية.

هذه العملية تحدث عند سقوط أمطار غزيرة خلال ساعات قليلة، وبسبب انضغاط التربة Soil compaction وتصلب طبقتها الخارجية (بسبب حركة السيارات) فهذه المياه تجري على السطح ولا تتسرب إلى باطن الأرض.

* دور النبات: النباتات لها دور كبير في تحديد سرعة جريان المياه على السطح، فقلتها تساعد على سرعة جريان الماء، ومن ثم تقل الكمية المتسربة منه في التربة، أما توافر النباتات فيعمل على الحد من حركة الماء على السطح ومن ثم كمية الماء المتسربة إلى التربة تزيد وينشط هذا الجريان في أحواض التصريف.

* الآثار السيئة: الجريان السطحي له آثار سيئة على المناطق السكنية القريبة من المنحدرات، من حيث حدوث خسائر شديدة في المساكن وطرق المواصلات، بما أن الكويت تقع في المنطقة الحارة والجافة التي عادة تتميز بتذبذب كمية سقوط الأمطار لذلك تظهر أخطار هذا الجريان فيها.

ويظهر أثر الجريان السطحي في الكويت في مناطق معينة وهي مدينة الجهراء، ومنحدرات الأحمدي– العدان، ومناطق تقسيم المياه في جال الزور ومنحدراتها ووادي الباطن.

وعلى سبيل المثال عند سقوط الأمطار على مدينة الجهراء في سنة 1997 التي وصلت إلى 65 مم الأمطار ولأنها سقطت خلال ساعات محدودة الأمر الذي أدى إلأى تشكيل قنوات ثانوية حديثة في مناطق تقسيم المياه القريبة والمحيطة بالمنطقة فتعرضت لسيل مائي كبير جرف معه كميات كبيرة من الأتربة والرمال من المناطق المرتفعة المحيطة فاقت طاقة شبكات المجاري فيه وعملت على إغلاق سريع لها.

وتوجد عدة عوامل ساعدت على بروز هذه المشكلة كتدهور الغطاء النباتي بسبب الرعي الجائر واقتلاع النبات من قبل الناس، وظاهرة انضغاط التربة وانغلاق مسام التربة فتدنت قدرتها على تخزين المياه فتراكمت على السطح ثم زادت وانسابت سطحيا على هيئة سيول.

فالجريان السطحي له أخطار مباشرة على المناطق السكنية وبالإضافة إلى أنه يعمل على تدهور التربة الصحراوية وانجرافها كما أن المياه المتبقية تعمل في المناطق المنخفضة على زيادة تملح التربة نتيجة للبخر.

استراتيجية الحماية من السيول

وضعت دولة الكويت استراتيجية لحمايتها من السيول كاتباع تقنية نظام توزيع المياه water spreading system عن طريق إقامة السدود الوقائية والقنوات التحويلية لابعاد المياه عن الأهداف الحيوية، كذلك زراعة المناطق المناطق المحيطة بالمناطق المعرضة للسيول لأن النبات يعمل على منع التربة من الإنجراف وأيضا التحكم بالرعي الجائر ومنع سير السيارات على الطرق غير المعبدة لحماية الغطاء النباتي.

ثانيا: ظاهرة زحف الرمال Sand Encroachment

تجمعات للرمال على جانب الطريقدولة الكويت تتعرض لعدة مشاكل سيئة أهمها ظاهرة زحف الرمال على المنشآت الحيوية، التي أدت إلى انتشار التصحر وتراكم المفتتات على الكثير من المنشآت العسكرية والمدينة.

مظاهر زحف الرمال

أهم المظاهر التي تدل على زحف الرمال هو ظهور الكثبان الرملية في مناطق لم يوجد فيها من قبل كمنطقة رأس الصبية، وهذه الكثبان لها عدة أنواع حيث أنها تقسم من حيث خطورتها وآثارها على المنشآت والمناطق السكنية كالتالي:

1. كثبان شديدة الخطورة: توجد في مناطق الكثبان الهابطة على حافة جال الزور التي تتأثر بعملية الجريان السطحي التي تنتج عند سقوط الأمطار الغزيرة فتعمل على تحريك كميات كبيرة منها باتجاه أسفل المنحدر وبعد جفافها تصبح سهلة للنقل من خلال الرياح النشطة لتترسب على المناطق القريبة كالجهراء.

2. كثبان متوسطة الخطورة: عبارة عن كثبان هلالية الشكل وتأثيرها على الأهداف يأخذ فترة طويلة قد تصل إلى 10 سنوات، وهذا النوع من الكثبان يتواجد في منطقة أم العيش ومنطقة الأطراف شمال غرب الجهراء التي تزحف باتجاه طريق السالمي.

أيضا من مظاهر زحف الرمال هي الفرشات والغطاءات الرملية المنتشرة في معظم أراضي الكويت، حيث يزداد تراكمها في المناطق التي تقع في اتجاه الريح. ويعزى زحف الرمال في الكويت إلى سرعة الرياح، ومخزون الرمال القابلة للحركة وخواص الحبيبات الرملية وعوامل مناخية أخرى. ويتأثر زحف الرمال بخواص حبيبات الرمال مثل الكثافة والحجم والشكل.

المناطق المعرضة للجريان السطحي بدولة الكويتنطاقات درجة التعرض لزحف الرمال وتراكمها

* نطاق شديد التعرض: يمتد باتجاه شمالي غربي - جنوبي شرقي، وتصل مسافته أكثر من 300 كم وعرضه ما بين 20- 50 كم. ويظهر في المنطقة الممتدة من الهويميلة إلى الوفرة، وهذا هو النطاق الذي يقع في دولة الكويت أما باقيه يمتد داخل الأراضي العراقية التي تقع شمال غرب الهويميلة والكثبان البرخانية (الهلالية) هي المنتشرة في هذا النطاق.
* نطاق متوسط التعرض: يصل طوله إلى 142 كم وعرضه ما بين 8.5 – 33 كم، فهو يمتد من العبدلي في الشمال الغربي إلى جال الزور في الجنوب الشرقي، ويق حوالي 67 كم في داخل الأراضي الكويتية وباقيه داخل العراق، وهذا النطاق تأثيره قليل بسبب امتداده المحدود وتوفر المناطق الزراعية في جزئه الموجود داخل العراق.
* نطاق قليل التعرض: ينقسم هذا النطاق إلى جزئين شمالي وجنوبي، الشمالي يمتد إلى مسافة 72 كم وحوالي 52 كم منه يقع داخل الكويت وباقيه في الأراضي المزروعة العراقية التي تعمل على حد انتقال الرمال إلى جنوب الكويت، أما الجزء الجنوبي يقع قرب السهل الساحلي الجنوبي وتصل مسافته 52.5 كم وعرضه 12.5 كم.

وتتعرض المنشآت وبعض المناطق السكنية به إلى مشكلات زحف الرمال الناتجة عن هبوب الرياح الشمالية الغربية.

مواجهة زحف الرمال

بسبب ظروف المناخ الحار والجاف وقلة سقوط الأمطار وندرتها، ونشاط الرياح السائدة فليس من السهل إيقاف عملية زحف الرمال.

ولكن هناك بعض الإجراءات الوقائية المؤقتة التي قد تعمل على الحد من هذه الظاهرة على المنشآت الحيوي كإقامة مصدات الرياح والأسوار، وأيضا تغطية أسطح الرمال بالمواد الكيميائية للمناطق القريبة من مناطق استخراج البترول، كذلك زيادة عمليات التشجير وإقامة الأحزمة الخضراء وتنمية الغطاء النباتي.

ومن ناحية أخرى يجب العمل على رفع مستوى الوعي البيئي للأفراد لتشجيعهم على المحافظة والاهتمام بالبيئة، وتتمثل في تجنب الرعي الجائر في بعض المناطق والمحافظة على النبات الطبيعي، وعدم إثارة الغبار عند إقامة الحواجز الرملية حول المخيمات التي تقوم الرياح بحمل مفتتاتها وتلقيها حول المدن والمنشآت العسكرية.

المصدر: مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 93